|
الزواج السوري الاسرائيلي قادم لا محال !
جوزيف شلال
(Schale Uoseif)
الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 09:18
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
مثل من الامثال الشعبية العربية القديمة يقول / ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب - وهناك من يقول العسل / ولكن لا نعرف كيف يكون طعم العسل بعد الزواج القادم بين العروسين والحبيبين السوري والاسرائيلي بعد طول فترة الانتظار والخطوبة والمغازلة التي ارهقت واتعبت النظامين !! لا نريد العودة هنا الى عدد وحجم الضربات التي تلقاها النظام السوري من اسرائيل , لاننا ذكرناها مرارا وتكرارا في مقالاتنا السابقة بالارقام والتواريخ واماكنها ويمكن الرجوع اليها من يريد ! وما يهمنا الان اللقاءات السرية ومنها شبه العلنية التي جرت وحدثت بين الحبيبين ! .
كنا اول من قلنا بان موقعا سريا ضربته طائرات اسرائيلية في العمق السوري وتم نقل بعض معدات من هذا الموقع اثناء القصف من قبل رجال الكوماندوز الخاص الاسرائيلي الى اسرائيل ودول اخرى ! . اما الرد السوري وقيادته القومية العروبية على هذه الضربة ومع الضربات السابقة كان ردا - كلاسيكيا عربيا - المواطن العربي قد تعود على سماع هذا الكلام منذ قديم الزمان وهذا الكلام اصبح معروفا ولا نريد ان نكرره .
لماذا يتمادى النظام الى هذا الحد ? ---------------------- النظام يستند على ثلاثة عوامل في تقديري لكي يبقى مسيطرا ومهيمنا على سدة الحكم , الاول - على اجهزة الامن والمخابرات والاستخبارات , الثاني - الاعلام الحكومي المسيطر عليه والمبرمج لصالح السلطة والزمرة الحاكمة , والثالث - هو الاقتصاد المسير لصالح حفنة من الطبقة والعائلة المهيمنة على مرافق الحياة العامة . ان عملية اختراق وكسر هذه العوامل لاضعاف النظام او اجراء واحداث بعض التغييرات وحتى الى اصلاحه كما يريد البعض غير متوفرة لا في الشعب السوري ولا في المعارضة الداخلية والخارجية ! انا اسف لقول هذا الكلام لانني اراه حقيقة من خلال متابعتي للشان السوري وجميع انواع المعارضات السورية اضافة الى المعنويات الهابطة في الشعب السوري الذي لا هم له سوى البحث والسير وراء لقمة العيش !! .
النظام السوري نجح نجاحا باهرا في عملية اضعاف وكسر معنويات الشارع السوري من خلال كما قلنا بسيطرته الكاملة على اقتصاد السوق والدولة وتحكمه في لقمة العيش وامنه وارهابه وترويعه ! وهذه العملية والطريقة استنبطها من سياسة نظام صدام المقبور الفاشي الذي مارسها وطبقها على الشعب العراقي لمدة اكثر من 35 سنة من الحكم الدكتاتوري والقمعي . النظام السوري كذلك نجح في اضعاف وتهميش المعارضة السورية الداخلية ان وجدت وفي راي انا اشك بوجودها اصلا في الشارع السوري ! ومن ناحية اخرى كان للنظام نجاحات في عزل واختراق بعض المعارضات الخارجية ولا اقول جميعها وهذا ما لمسناه من كلام تلك المعارضات وتصرفاتها وتحركاتها وطريقة تعاملها مع الاحداث ومع النظام .
اسرائيل لا تحبذ اسقاط النظام ! ................................. الكلام والحديث حول لماذا لا تريد اسرائيل اسقاط النظام السوري ? سيكون هنا كلامنا طويلا ومعقدا وندخل في باب نظرية المؤامرة التي لا اعترف بوجودها وبها ! ولكن باختصار اقول ; اسرائيل في سياساتها ونظرتها مع سوريا تتمركز في نقطتين مهمتين في راي الشخصي الاولى - السلام قادم يعني قادم مع النظام اليوم او غدا هذا لا يهم مادام ان الجبهة الجولانية لم تطلق طلقة واحدة الى هذه الساعة باتجاه الحبيب اسرائيل ! النقطة الثانية - ابقاء هذا النظام ضعيفا على الدوام وما هو عليه الان ودائما ! والطرق على راسه في اي لحظة ودقيقة وساعة ويوم وسنة تراها اسرائيل مناسبة لاعادته الى الطريق السليم ! . ربما اسرائيل كذلك لا تحبذ نظاما اخر ياتي بديلا لهذا النظام ويستلم السلطة ويشكل مصدر قلق لاسرائيل ودول اخرى بعد هذا الهدوء على الجبهة السورية منذ ولادة اسرائيل ! او فقدانها لجار وحبيب يرى الضرب والطرق على راسه وجسمه مثل اكل الزبيب والعسل !!! .
التغيير ---- حاولت الانظمة العربية بدون استثناء الابقاء على نظام صدام البائد لانه اصبح وصار ضعيفا ولم يعد يشكل مصدر قلق وخطورة لدول المنطقة بعد احداث الكويت ! النظام الصدامي كان يتلقى بين حين واخر ضربات على راسه من اميركا ووصلت الحالة دخول اميركا واسرائيل الى غرف نومه وقصوره ! وبعد ذلك يقول صدام نحن انتصرنا في ام المعارك بقوة- الله واكبر !! هنا اشبه الحالة السورية كالحالة العراقية الصدامية بالرغم من مطالبة بعض القوى اللبنانية والعراقية والعربية لتغيير هذا النظام ! ولكن تبقى الكلمة الاولى والاخيرة بيد اسرائيل حينما تقرر وليس اميركا او اوربا او دول عربية !
التغيير المطلوب اتخاذه --------------- نقول دائما المطلوب هو تغيير النظام وليس الى اصلاحه وترميمه وكما يدعي البعض ! نستغرب من بعض الذين يطالبون بعملية التغيير في سوريا وهم يرددون كالببغاء دائما شعارهم البائس والمشبوه / لا نريد عراقا اخر / نقول لهم ما ذا تريدون نظاما ياتيكم على طبق من الذهب والفضة ويقدم اليكم !!! اعتقد من يردد هذا الشعار في نظري لا يريد حدوث واجراء عملية التغيير ! التغيير له ثمن ولا يوجد شئ في عالمنا المعاصر بدون ثمن ومقابل وتضحية ! اذا لم ترغب ان يسال الدم منك فعليك اذن الحفاظ على النظام وهذه خيانة معروفة لمروجي التغيير الرومانسي الشاعري ! .
ان وجود المعارضة التي هربت الى الخارج من بطش النظام والحزب والاجهزة القمعية والامنية والمخابراتية والحزبية التي عملت جميعها الى اطفاء مشعل الحرية والحياة الكريمة وقامت بالبطش والتنكيل وقمع الحريات المدنية العامة والشخصية واثارة الفتن الطائفية والسياسية والمذهبية الدينية ! الحزب في سوريا لم يسيئ فقط الى الشعب السوري وانما الى كل شعوب المنطقة العربية ! هذا الحزب قد اساء كثيرا بحق المواطن السوري وعمل الى الاقصاء والاعتقال والتهجير والزج في السجون والمعتقلات بدون محاكمات عادلة وشفافة وعلنية ومكشوفة للراي العام ! .
ان الاوان لشعب سوريا المحتل من قبل سلطة الامر الواقع بان ياخذ زمام المبادرة لتغيير هذا النظام المتعفن الفاسد الدكتاتوري ! ارى ان العالم كله سوف يقف مع من يقوم بعملية التغيير وازالة هذا النظام بكل الطرق المتاحة ! الحل ياتي كذلك بقيام انتفاضة شعبية عارمة وتعطيل كافة مرافق الحياة وبعيدا عن القتل والتخريب لممتلكات الدولة ومؤسسات ودوائرها لانها ملكا للشعب ! . اذن على الجميع ان تهيئ نفسها لهذه الاحتمالات والسناريوهات والتحرك بسرعة نحو هذا الاتجاه ! لان ثورة وانتفاضة سورية جماهيرية هي شعبية وطنية ! . هناك بعض الاطراف تحاول الاعاقة لهذا التغيير منها وكما هو معروف هي عربية ومنظمات واحزاب يدعمها النظام الحالي وحتى قوى عالمية ومنها اسرائيل تحاول الابقاء على هذا النظام للاسباب التي قلناها في المقدمة ! اضافة الى دول اقليمية لها خطط وتوجهات واوراق للحفاظ على النظام السوري وفي مقدمة تلك الدول والانظمة هو النظام الايراني الارهابي ! .
على ضوء ما ذكرناه اذن هناك اطراف وطرف اقليمي على الاقل لا يقبل هذا التغيير ! الشعب السوري يدفع الثمن لهذا التدخل السلبي في شؤونه الداخلية ! ختاما على جميع المعارضات السورية في الداخل والخارج مع جميع مكونات الشعب السوري الوقوف والتصدي الحازم لكل هذه التدخلات والى هذا النظام الذي اصبح منبوذا في المنطقة والشارع السوري .
#جوزيف_شلال (هاشتاغ)
Schale_Uoseif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعادة العمل بقانون / الخدمة الالزامية العسكرية / مطلب وطني ع
...
-
المقتدى يصرح ! الحكومة تكذب التصريح ! اين الحقيقة ?
-
هل من نهاية للتدخلات الايرانية والعربية من خلال القاعدة والا
...
-
على ضوء الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق واميركا ! لماذا غي
...
-
مفهوم العصر الجديد وخطورة الحركات الدينية المشبوهة !!
-
النظام السعودي الوهابي منبع رئيسي لتصدير القاعدة والارهاب وا
...
-
نجاح المالكي بنزع اسلحة الميليشيات والعصابات واستتباب الامن
...
-
انظمة الفساد والارهاب يهابون العراق الجديد !
-
متى يتخلص العراق من العصابات الارهابية المجرمة والمدمرة ? وه
...
-
من المستفيد / من بقاء مهزلة الجامعة العربية ??
-
الرفيق مقتدى والممهدون لدولة المهدي المنتظر ! الى اين ?
-
العراق بحاجة الى .. الحركة التصحيحية ! ام الى .. المصالحة ال
...
-
الداعية الاسلامي ورئيس نظام الفوضى المنظمة الليبي يشن هجوما
...
-
- اربعين حرامي بغداد - يلتقون بالقبيح الايراني - ! الطيور عل
...
-
شعب كوسفو يستحق ان يصبح اوربيا - بينما شعب تركيا لا يستحق !!
-
اين الكتاب العربي - التاليف - الترجمة - النشر - ? !
-
عراق صغير - عراق قوي . بدون كردستان / نظرية مشعان الجبوري !
-
بناء الدولة ومؤسساتها الوطنية على اساس الولاء للوطن - وليس ل
...
-
في العراق الجديد - التوقف عن مسلسل الثار والتهميش والاقصاء و
...
-
ازمات وتخبطات النظام السوري !!
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|