أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - سقوط اخر رموز القوميين العرب














المزيد.....

سقوط اخر رموز القوميين العرب


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 705 - 2004 / 1 / 6 - 04:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


   سواء القي القبض على صدام حسين في نيسان حسب "نظرية المؤامرة" او قد سلم نفسه في كانون الاول، فلن يغير ذلك من المعادلة شيئا. فاحد ابرز الرموز القومية الشوفينية العروبية قد طويت صفحته، ليتوج بهذا نهاية حقبة مريرة من تاريخ التيار القومي العربي الذي ظل يجر أذياله بعد هزيمته عام 1967 واجتياح القوات الاسرائيلية لبيروت عام 1982. ولا نستغرب ابدا عندما نقارن بين الذين خرجوا غضباً وحزناً وبكاءاً وكمداً، احتجاجاً على القاء القبض على صدام حسين من قبل القوات الامريكية والذين لم يتجاوز عددهم المئات، بالملايين من سكان العالم العربي الذين وقفوا صامتين ازاء ما يحدث. فأنها تكشف عن مدى معاداة هذا التيار العروبي للحرية والمساواة والرفاه التي طالما تطلعت لها الجماهير في المنطقة وكذلك  الهوة التي تفصله عن تلك الجماهير. فقد كان يوما يدفع قسما بها الى حروبه القومية وقسما آخر الى المعتقلات وبيوت الاشباح والتعذيب وساحات الاعدام ومن تبقى منهم يرمى به بين فكي رحى الجوع والحرمان.
 وفي هذا المشهد الدرامي، لا يستحق الشفقة غير المثقفين القوميين العرب من امثال عبد الباري عطوان وغيره، اولئك الذين عاشوا خارج الزمن الانساني، لما آلت اليها اوضاع الحركة القومية العربية ورموزها الفاشيين. ويبدو ان تاريخ ما بعد الحرب الباردة، اصبح يصفي حساباته مع كل اشكال القوميين وبشكل درامي، بحيث يترك بصماته بشكل واضح على من توهم وخدع بترياق القومية.  فقبل صدام حسين كان عبد الله اوجلان الذي اوصى اعضائه في حزب العمال ان يقرأوا شكسبير وشوبنهور، بدلا من ان يحملوا السلاح ضد دولة اتاتورك، فـ" أمه تركية وهو يحب الاتراك" كما قال بعد القاء القبض عليه. ولا ندري ماذا سيوصي صدام حسين رفاقه ان يقرأوا او يصغوا الى غير رسائله الجهادية التي اودت بحياة المئات من الابرياء ايام نضاله السري.
 ان تاريخ هزيمة التيار القومي العربي ليس يوم تاريخ القاء القبض على صدام حسين بل هو يوم "سقوط" بغداد على يد القوات الامريكية. لكن القوميين العرب ظلوا يننفخون الروح عبثاً باسطورتهم، وهذه المرة تحت عنوان "مقاومة الاحتلال"، محاولين التملص من الاقرار بهزيمتهم العسكرية والسياسية، حتى جاء سقوط رمزهم صدام حسين. ليتحول بهذا الى اسم من الاسماء المدونة في كتب التاريخ الى جانب الخلفاء الراشدين وهارون الرشيد الذين تغنى بامجادهم ممثلي الاسلام السياسي وصدام حسين. لقد حاول صدام ان يقيم مصالحة تاريخية بين القومية العربية والاسلام لمواجهة "اعداء الامة العربية والاسلامية" عبر الاعلان عن حملته الايمانية ودعواته الجهادية بدلا من الخميني وخامنئي واسامة بن لادن. فليس عبثاً ان يصرح خامنئي ان العالم سيكون اكثر سلاماً بدون صدام حسين بعيد القاء القبض عليه واضاف له شارون وبوش نفس التعليقات. فصدام حسين كاد ان يسحب البساط من تحت اقدام من اعتاش على القضية الفلسطينية ومحاربة الشيطان الاكبر. لكنه سرعان ما سقط بيد من ساعدوه ودعموه اعلامياً وسياسياً ولوجستياً وعسكرياً خلال معاركه ضد الشيوعيين والتحرريين وحروبه القومية، لتخلى ساحة الارهاب والاعدامات وتصفية المخالفين السياسيين الى الاسلام السياسي.
ان حقبة اخرى واكثر دموية ستواجه جماهير العراق قد بدأت. ولكنها ستستمر لو لم يقم التيار الانساني بالتصدي لها. انها الاسلام السياسي الذي سيلتحق به القوميون العرب المهزومين ومن ضاعت بوصلته في خضم معاركه ضد الاحتلال وادارة بوش التي ستحصل على المزيد من الدعم المعنوي والسياسي والمادي بعد اعتقالها لصدام حسين.
 سيكون العالم اكثر سلاماً، الا ان خامنئي فاته ان يضيف "بدونه" هو وعصابته وبوش وشارون الى جانب صدام. هذا العالم الآمن لن يصنعه الا الحزبان الشيوعيان العماليان في العراق وايران.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوجود القوات الامريكية والبريطانية في العراق،لا حكومة ولا ان ...
- كل عام ويبقى مجتمع الحوار المتمدن بالف خير
- اعداء الحرية والشمس عصابة-الحوزة- وادارة بوش
- صدام حسين يحاول حمل سيف بن لادن
- لا ديمقراطية.. ولاعلمانية.. بوجود الولايات المتحدة في العراق
- طريق بلا خارطة
- ماذا يريد هذا البعثي السابق؟
- هزليات ما بعد -التحرير
- سقطات حميد مجيد موسى - سكرتير الحزب الشيوعي العراقي،
- استراتيجية كولن باول الجديدة
- انهاء كابوس -انعدام الامان- مسؤوليتنا نحن
- الحبل السري بين الادارة الامريكية والاسلام السياسي
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي في الحركة العمالية,وس ...
- عنجهية الاسلام السياسي في طريق مسدود
- أصداء نشاطات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في بغداد و المحاف ...
- اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعا ...
- فرح التخلص من كابوس البعث…وحكم الدبابات الأمريكية والبديل ال ...
- كل شيء في هذه الحرب بربري


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - سقوط اخر رموز القوميين العرب