عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:37
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إعتادتْ بعض قيادات الإئتلاف الشيعي الموحد ، مِن خلال وسائل الإعلام التابعة لها الدفاع عن دور إيران ( الإيجابي ) في دعم العراق الجديد ، دليلها هو زيارة الوفد الرسمي الإيراني مباشرةً بعد سقوط النظام البائد . وكان الغرض من هذا كلّه ، هو الرد على القوى السياسية العراقية ( العروبية الهوى ) التي تتباكى على عروبتها ، وكأنّ تلك العروبة كانت مصونة ( عذراء باكر ) إبّان النظام البائد ، ثمَّ إغتُصِبَتْ وأصبحَت ( حُبلى ) بعد سقوط نظام مشاعية سفك الدماء والقتل الجماعي. لكنَّ أحداث البصرة وما كشفت من فضائح وفضائع إجرامية ، لَجَمت أصوات الطرفين ( الأحزاب الإيرانية الهوى والعروبية الهوى ) ، بعد ظهور الأدلّة الدامغة على تورط إيران والكويت والسعودية والإمارات ومصر !! . الشيء العجيب وبالأمس القريب كانت بعض الوجوه القيادية في المجلس الأعلى الإسلامي تطلب من الأمريكان تقديم أدلّة وإثباتات ، تبرهن تورط إيران بالشأن العراقي . الآن ماذا تقول تلك القيادات وتجّار العروبة على حدٍّ سواء ؟ . إذاً يتضّح ، أنّ الهدف من زيارة الوفد الإيراني حينذاك بعد سقوط الطاغية ، هو إضفاء الشرعية للتدخل الإيراني الإجرامي التخريبي في الشأن العراقي . الذي يحزُّ في النفس هو أنّ القوى الوطنية التقدمية إنشطَرَت إلى قسمين ، قسمٌ ركِبَ الموجة وأغرته إلإمتيازات الوظيفية والمادية ، والقسم الآخر أصبحَ ضعيفاً لايستطيع التأثير في الساحة السياسية .
وأخيراً لدينا سؤال يطرح نفسه ، هو هل أنّ تلكَ الأحزاب ذات الميول الخارجية ستتخلّص مِن أمراضها وتتمسك بهوية وطنية عراقية حقيقية لا بالشعارات المرحلية ، التي تستخدمها من أجل تحقيق أهدافها اللاوطنية ، أم ستبقى على ما هيَ عليه ؟ ! .
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟