المرأه الحديديه

جلال عامر

الحوار المتمدن-العدد: 705 - 2004 / 1 / 6 - 05:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

(3)
كانت "هدى عبد المنعم" أحدى الفاسدات إلتحقت "هدى عبد المنعم" بشركة المقاولين العرب بالإسماعيليه بعد حصولها على دبلوم التجاره بمرتب وقدره سته عشر جنيهاً مصرياً... لهذا فمن الممكن إعتبارها مع "توفيق عبد الحى" خريجى مدرسه واحده للفساد... تزوجت مقاول ليبى كان صديقاً لعثمان, وبعد أن قتل ترك لها مبلغاً سمح لها بإنشاء شركة "هيديكو مصر" للإسكان... وكان أشقائها وشقيقاتها هم أعضاء مجلس الإداره تطبيقاً لمبدأ البيزنس العائلى في الرأسماليه المصريه... كانت مهمتها إستغلال أزمة الإسكان لتحقيق أعلى ربح... لهذا أسست شركه أخرى عام 1985 أسمها "المغتربين", واضح من إسمها ما كانت تنوى أن تفعله... بعد عام واحد فقط تقدمت محافظة القاهرة ببلاغ تتهم فيه شركة هدى بتزوير تراخيص البناء بزيادة الأدوار والإرتفاعات... وكشفت التحقيقات أنها جمعت في فتره وجيزة 450 مليون جنيه من المواطنين تحت حساب شقق لم تبن ولم تستكمل وكانت تبيع الواحده لأكثر من مشترى... وأنها أخذت قروضاً وأعطت شيكات بدون رصيد... كما استغلت علاقاتها بالمسئولين لشراء أرض في حرم مطار القاهره ممنوع بتاتاً البناء عليها...
لهذا قررت الهروب إلى الخارج, وهربت فعلاً بطريقه غامضه... أذكر أن أستاذنا جلال الدين الحمامصى في عموده اليومى بالأخبار والذى كان عنوانه "دخان في الهواء" ظل يكتب سلسلة مقالات يومية بعنوان "مين هرب الست؟" وقد ظلت هذه المقالات تنشر دون أن يتلقى الرجل إجابه إلى أن توفاه الله وهو يتريض صباحاً في مضمار نادى الجزيره... وقد أعترفت هدى فيما بعد أن وزير داخليه سابق أصطحبها بنفسه إلى المطار وسهل هروبها... الجدير بالذكر أنها كانت بالفعل مسنوده من عدد كبير من الوزراء... كان طبيب النساء الخاص بها هو الدكتور "ماهر مهران" وزير السكان... وكان أحد المكاتب الهندسية التى تلجأ إليها, المكتب الهندسى للدكتور "محمد إبراهيم سليمان" وزير الإسكان... (يعنى وزير الإسكان ووزير السكان)... وهذه عينه من بعض من كانت تعرفهم من الوزراء وكبار المسئولين... كانت "هدى" بديلاً عن دبلوم التجارة تتدعى أنها حاصله على ماجستير في الإقتصاد من الولايات المتحده رغم أنها لم تكن تجيد الإنجليزية... ظلت "هدى" وتسافر وتسافر متنكره بجواز سفر خادمتها... وحدث أن أصيبت الخادمه بمرض توفيت على أثره, لذلك عندما أرسلت "هدى" جواز سفر الخادمه ليتم تجديده أنكشف الملعوب فطلبت مصر من اليونان تسليمها "هدى" حيث حكمت المحكمه الإبتدائية بذلك لكن محكمة الإستئناف ألغيت الحكم... كان من حسن حظ "هدى" أن العقارات والأراضى التى تركتها - ولم تكن تغطى ديونها وقتها- أرتفع ثمنها طوال فتره هروبها مما مكنها من العودة وتسديد ما عليها... وهو ما أعطاها قوة لترفع دعوى ضد فيلم يحكى قصتها بطولة "نبيله عبيد" وإخراج "سعيد مرزوق" بعنوان "هدى ومعالى الوزير"... الغريب أن من كان يحاول القبض عليها وهو اللواء "حسن الألفى" فوجئ أثناء محاولته إعادتها من اليونان بتصريح من وزير داخلية أسبق يقول:- "إن وزارة الداخلية تستعرض عضلاتها على سيده ضعيفه... وبتاكل نيفه" و"بتاكل نيفه" دى من عندى هيه والطحينه.
ج . ع

#جلال_عامر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات