|
السادس من ابريل
عبد المجيد راشد
الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 10:20
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
المؤكد أن مصر بعد السادس من ابريل غيرها قبله . روح المقاومة الجسور لنظام الفساد و الاستبداد و القمع تسرى فى جسد شعبنا العظيم ، تحولت من مظاهر متعددة للاحتجاج عبر جزر قطاعات و فئات شعبنا التى بدت و كأنها معزولة عن بعضها البعض ، إلى يوم للغضب العام ، يوم تتجمع فيه موارد الغضب ، لتصب جميعاً فى نهر واحد .
فى السادس من إبريل أعلنت مصر عن اكتمال نمو الجنين فى رحم يوم الغضب ووجهت للجميع رسالتها الأولى : استعدوا للمولود القادم ، الخارج من مرارة القهر و الظلم ، المقاوم بجسارة عصابة حكم المذلة و الخيانة و العار و الفساد و الاستبداد ، المقاتل من أجل انتزاع حقه فى وطنه ، و حقه فى كرامته ، و حقه فى ثروته ، و حقه فى مستقبله ، و بالجملة حقه فى الوجود و العيش بكرامة و احترام .
الرسالة واضحة و للكل ، من قوى و أحزاب و جماعات و صولاً للنظام الحاكم الفاسد المستبد . إنتهى الدرس و على من يمتلكون حداً أدنى من الفهم أن يدركوا جيدا أن اللعبة القديمة انتهت ، و أن شعبنا العظيم بدأ أولى خطوات الوصول الى استرداد وطنه من عصابة النهب و الخطف و الاجرام و القهر و كل عملائها من أحزاب الهوان و العمالة المسماة بالرسمية ، و ماهى الا أحزاب ذليلة ، سقطت آخر أوراق توتها على مرأى و مسمع من الجميع .
الرسالة واضحة للجميع و هاهى سطورها تشع بنورها على كل الحالمين بمصر التى ينبغى أن تكون .
و الطريق بات محدداً و لا بديل عنه . أولى خطواته تجميع موارد الغضب من كل ناحية و صوب ، من العمال الى أساتذة الجامعات ، مروراً بالفلاحين و الطلاب والموظفين و المهنيين من صحفيين و محامين و مهندسين و أطباء و غيرهم ،
ومن المهمشين إلى الشباب المنتفض الباحث عن فرصة عمل لائقة و مسكن بسيط و تكوين أسرة ، و من الملايين من أجيال جديدة لا ترى فى الوطن غير النهب و الفساد و انسداد كل شرايين الأمل أمام صورة لمستقبل أكثر أملاً .
كان السادس من إبريل بروفة أولى لمشهد جامع لموارد الغضب برغم انه خلا من اتفاق سابق على نقطة الانطلاق لكل الموارد الغاضبة المحتجة المنتفضة الثائرة و خلا كذلك من قيادة موحدة و برنامج للحد الأدنى و خطوات لاحقة وبالجملة من خارطة الطريق للعصيان المدنى المتدرج الخطى و المحدد بدقة لوسائل و أدوات و أشكال و صور الاحتجاجات القادمة وفق رؤية مستوعبة و مدركة لكافة الاحتمالات و السيناريوهات .
على أية حال يبقى أجمل ما فى السادس من إبريل أنه النقلة النوعية الأولى منذ عقود فى مسيرة نضال شعبنا العظيم ، سبقتها كل أشكال الاحتجاجات الجزئية و المعبرة عن مطالب فئوية أو قطاعية ، من انتفاضة الطلاب فى 1983 فى مواجهة لائحة 1979 الطلابية و تحكم الحرس الجامعى و أمن الدولة فى الجامعة ، ووصولا الى إضراب اساتذة الجامعات فى مارس 2008 و ما بينهما من احتجاجات متعددة و هبات متواصلة جمعها خط واحد بنقاط متصلة بالضرورة تدور جميعها فى فلك الخروج من البؤس الاجتماعى الاقتصادى وصولاً إلى الخروج من نفق الذل و الهوان الوطنى و القومى .
ولم يعد غريباً أن تتشابه مشاهد تعامل قوات نظام العصابة الخاطفة المحتلة لمصر فى المحلة مع مشاهد قوات العدو الصهيونى فى فلسطين المحتلة .
لم يعد غريباً أن تتشابه بالتمام و الكمال صور و مشاهد القمع و القهر فى ميادين مصر فى التعامل مع المواطنين مع صور و مشاهد القمع و القهر فى فلسطين .
و الربط بين العصابتين أصبح يقيناً فى وعى شعبنا . فلا فرق بين العدو الصهيونى فى فلسطين أو الأمريكى فى العراق و بين عملائه من عصابات حكم الأمة و على رأسها عصابة الحكم فى مصر .
و لم يأت هذا الربط من فراغ ، فما معنى أن تصدّر عصابة الحكم فى مصر الغاز الطبيعى للعدو الصهيونى بأقل مما تريد أن تحاسب به المواطن المصرى وما معنى أن ينصاع النظام لأوامر أمريكا فلا يذهب رأسه الى مؤتمر القمة فى دمشق .
المعنى واضح و لا يحتمل لبساً أو غموضاً و أدرك شعبنا بفطرته و ذكائه ووعيه أنه لا يقاوم عصابة الحكم فى مصر وحدها و إنما يقاوم من يقف وراءها ممثلاً فى العدو الصهيونى الأمريكى .
المؤكد اننا أمام مشهد كان حلماً للجميع بأن يرى استجابة الغالبية الكاسحة من شعبنا العظيم لطريق انتزاع الحقوق لا استجداءها ، طريق العصيان المدنى ، بكل مفرداته و أساليبه ، من التظاهر و الاعتصام و الإضراب ، و كافة أشكال و صور الاحتجاج .
و تبقى الأسئلة المعلقة ، تبحث عن قوى مصر الحية ، لتجيب عليها ، من سؤال تشكيل قيادة وطنية موحدة من رموز مصر الدور و القيمة و العدل و الحرية و العروبة و الاستقلال و النهضة ، و الى سؤال برنامج موحد لإنقاذ مصر ، مروراً بالسؤال الكبير: كيف تنصهر موارد الغضب فى نهر الخلاص ؟
#عبد_المجيد_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإضراب مشروع مشروع .. ضد الفقر و ضد الجوع
-
نقاط مضيئة فى تاريخ التنمية : (ج1)
-
الطريق إلى العصيان المدنى
-
فى مفهوم التنمية الإنسانية
-
مشروع أمريكا الإمبراطورى فى غرفة الإنعاش
-
بينظير بوتو : العودة على الحصان الأمريكى
-
مخطط تفتيت الأمة
-
معضلات الاقتصاد المصرى
-
عاش الفلاح المصرى
-
دماء الشعب تنتظر القصاص من مجرمى الشرطة
-
شرطة الموت السريع
-
الولايات المنتحرة الأمريكية
-
التنظيم حق .. التنظيم واجب .. التنظيم ضرورة
-
مشهد أمة فى مفترق طرق
-
حتى أنت يا أسامه
-
قراءة فى أوراق مصر 2020
-
أول الغيث قطرات
-
ما تيسر من سورة الغضب
-
من مطروح إلى أسوان .. لنرفع راية العصيان
-
المجد لمحمد خلف
المزيد.....
-
ما هي حقيقة زيادة الرواتب؟ .. المالية تكشف عن جدول صرف رواتب
...
-
WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i
...
-
العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
-
ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
-
بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
-
بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع
...
-
دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
-
” 200 مليون دينار ” سلفة من مصرف الرشيد فورية في حسابات المو
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|