أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ابراهيم ازروال - المحرقة المغربية - تأملات في تراجيديا العصر الطحلبي















المزيد.....


المحرقة المغربية - تأملات في تراجيديا العصر الطحلبي


ابراهيم ازروال

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا يمكن للملاحظ النابه للشأن المغربي ، إلا أن يسجل تواتر المآسي والصدمات المعبرة عن عمق الترجيديا المغربية .لم يفلح العهد الجديد ولا التناوب التوافقي ولا عقود المصالحة ، في تفكيك الإرث السياسي والإيديولوجي العميق ، للعهد القديم المتسمـ، ، ظاهريا ، باحتداد الصراع السياسي والإيديولوجي بين الفرقاء السياسيين ، واحتدام النزاع حول المكاسب والمواقع الإدارية والاقتصادية . والمثير في التراجيديا المغربية ، هو إعادة نفس السيناريوهات التراجيدية في حلبة قدرية قاتلة ، وغياب أية إرادة في المساءلة الجادة للقضايا والمسائل والإشكاليات المستعصية على المعالجة التقنية أو التكنوقراطية ، وفتح مجال النقاش المتروي والمتعقل حول العطب المغربي المزمن وآليات تجاوزه والانخراط، ، تاليا ، في الدينامية الكونية .
وللتأكيد على مأساوية الوضع المغربي أحيل إلى الوقائع التالية :
1- أحداث القصر الكبير ، وهي مؤشر خطير على الصراع المحتدم بين الروحية التعديدية / التوحيدية والسلفية الصارمة في العمق المجتمعي المغربي ، وعلى ميل الإعلام المغربي المؤثر، نسبيا ، إلى المواقع الثقافية المحافظة فكريا و ثقافيا ؛ كما كشفت الأحداث المذكورة أعلاه على استمرار اللامفكر فيه الجنسي أي الحداثة الجنسية ، وعدم قدرة الفاعلين الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين على مناقشة العقل الجنسي المغربي بعقلانية ،
2- انهيار اوراش قيسارية "المنال " بالقنيطرة ،
3- تفكيك خلية بلعيرج الإرهابية ،
4- هروب تسعة من معتقلي السلفية الجهادية من السجن المركزي بالقنيطرة ، وهو مؤشر دال على الضعف الفكري للأصولية المخزنية في مواجهة الأصولية السلفية المتحفزة أولا ، وعلى الأزمة المستفحلة في تدبير المؤسسات العقابية ثانيا ؛
5- الهولوكوست المغربي بمعمل "روزامور " لصناعة الأفرشة بحي ليساسفة بالدار البيضاء . وهذه الحادثة الهولوكوستية ، تكشف عن أكثر الحقائق المغربية مرارة :
• الاستغلال المنهجي للعمال والعاملات من طرف بعض المقاولات وشركات الوساطة ، وعدم تطبيق قانون الشغل ،
• قابلية العمال والعاملات للاستغلال ، بسبب وضعهم الاجتماعي المتردي وضعف البنية الاقتصادية ، وكذلك بسبب التكوين الذهني والنفسي للمغربي ، المدرب على الطاعة والذوبان في منظومة القيم التقليدية المتسمة بالخضوع الكلي للأب في المنزل وللمثل السلطة المخزنية في السياسية وللشيخ في الزاوية وللفقيه في الجامع .إن الثقافة التقليدية المعتبرة جوهرة الوجود المغربي ، هي أكبر كابح لانبثاق الفرد ، القادر على التعامل الايجابي مع محيطه والدفاع عن حقوقه وتقليص قابليته النفسية للاستغلال السياسي أو الاقتصادي . فتقبيل يد الأب ، هو أول خطوة في درب الخضوع ، و قبول العمل في مراكز الاعتقال المسماة معملا ، وفي شروط لا إنسانية أين منها معسرات الاعتقال؟ تتواتر المآسي المغربية ، وتتوالى التساؤلات المندهشة حول الأسباب ، ويبحث الجميع عن كبش المحرقة للتنفيس عن رهابه وعن احتقانه النفسي كما وقع في أحداث القصر الكبير . لماذا لم يكسر العمال الشبابيك الحديدية لمعمل روزا مور ؟ لماذا تنقاذ الذبيحة المغربية إلى المحرقة بطواعية نموذجية ؟ لماذا لا تتحول الذبيحة المغربية مثل الذبيحة المسيحية إلى مثال ؟ كيف نعجز عن أمثلة الذبيحة وتحويلها إلى أيقونة ؟ لماذا لم تنتج المحرقة المغربية واعظها الجبلي بعد صمت سيارات الإسعاف المؤقت ؟

• عجز الوقاية المدنية عن إنقاذ الضحايا ، بسبب بدائية وسائلها اللوجيستيكية وافتقادها إلى الخبرة العملية ؛ وهذا مؤشر على أزمة التحديث في مجتمع تقليدي ،لم يتمثل وجوده الحضري بعد ؛فالزمن المغربي البدوي ، لا يسيربايقاع النيران المشتعلة ، بل بايقاع الزمن المتثائب تحت جدع تينة يابسة منذ دهور ؟ أتتذكرون ما قاله الواعظ الجبلي عن التينة اليابسة ؟
• الفساد الإداري المستشري بعجائبية سوريالية ؛ والمتمثل هنا في غياب شروط الصحة والسلامة المهنية في المعمل المذكور ،
• الافتقاد إلى البعد الإنساني في علاقة رب العمل بالعمال / العاملات . فالمعتقل / المعمل المتخصص في صناعة الافرشة ، فاقد جوهريا للحميمية ، وللعلائق الإنسانية المفترضة في أي تعامل بين بشر أحرار. فالعلاقة بين الاثنين محكومة بالتوجس والخوف واللاثقة والحذر ؛ فالعامل في نظر رب المعمل ، سارق مفنرض أو متكاسل فطري ، ولا يمكن الرفع من مردوديته وتلافي سرقاته المحتملة ، إلا باعتقاله وتسييج النوافذ . والحق أن هذا المؤشر ، يدل على أزمة الثقة المستفحلة ، أي على أزمة علائقية دالة على غياب أي نصاب تعاقدي أو تداولي أو تبادلي في إطار اجتماعي مشغول بتأبيد تعاقداته الميتافيزيقية باسم الخصوصية الثقافية المرفوعة في المنابر من قبل المخزن الثقافي والمجتمع المدني / الأهلي على حد سواء . إن الإشكالية تتجاوز الإشكال القانوني في اعتقادنا ،فالإشكال مرتبط عمقيا بنوعية التعاقد الموجود بالمجتمع المغربي . فمن المعلوم ، أن أساس التعاقدات في المغرب ، عمودي ، غيبي تؤسسه العقيدة أو الانتماءات الشاقولية وعلى الثقة الخضوعية القائمة على الاستلاب المنهجي للآخر . وبما أن سلاسة هذا التعاقد طالتها بعض التغييرات ، فإنه من الضروري التفكير في بناء ثقافة التعاقد الأفقي ، أي بناء ثقافة التعاقد المواطني ، القائم على مسؤولية الفرد وتعقله ، لا على تهوره أو جنوحه أو قلة تدبره لفحوى ومآل الأفعال والقرارات . فلا بد من إحلال ثقافة التعاقد محل ثقافة الوصاية . إن عقلنة الاقتصاد لا تبدأ بتقليد النماذج الاقتصادية الناجحة بل بتغيير الفضاء الثقافي للاقتصاد ، أي الانتقال من علاقة عمودية يتحول فيها رب العمل إلى متأله كلي القدرة وكلي العلم وكلي الحضور والعمال إلى حشرات مبرمجة ومعدة للحريق عند أي اختلال في البرمجة، إلى علاقة أفقية يتحول فيها الشركاء الاقتصاديين إلى أناس متعقلين ذوي هدف استراتيجي واضح واليات تدبيرية محكمة وقادرة على دوزنة الإيقاع كلما وقع خلل في الآلة التدبيرية .
فكيف استحال معمل لإنتاج الافرشة المعدة للألفة وتبادل كؤوس الشاي المنعنع أو الخمر المعتق إلى معتقل تحكمه الحرب الرمزية ويفتقد إلى الحميمية والى نسمة هواء ؟

هذه عينة مختارة من كل مأساوي ، لا تزيده الأيام المغربية إلا انتظاما وتواترا .فالمغربي مشدود إلى التراجيديا ، بخيوط ميتافيزيقية لا فكاك منها . وإيمانا منه بقدره المغربي ، فإنه لا يأبه بشيء ، و يذهب في التواطؤ التراجيدي إلى اخر الشوط ، لعل الأبطال المتحكمين في الركح المحرقي ، يحققون نشوتهم وينالون لذتهم الميتافيزيقية الكبرى ، ببراعة تقنية لا تليق إلا بالأفذاذ كما في هولوكوست مصنع الإسفنج والزرابي بليساسفة بالدار البيضاء .
لقد بدلت المفاهيم أقنعتها ، وتركت مواقعها الأصلية ، لتلتحم بأضحية قربانية ، تقدم على محراب الحضور الطبقي اللافت في مشهد التفقير الممنهج للكتل المفقرة ذهنيا وثقافيا وماديا بعد ذلك ، والاغناء المتقن لنخب أدمنت الامتياح من الريع الغيبي ومن الريع السياسي ومن الريع الثقافي .
لقد انتهت المصالحة التكتيكية بين أقطاب العهد القديم وأقطاب اليسار القديم والجديد معا ، إلى إحكام خيوط الصراع الدرامي في المشهد المغربي والى الإطاحة بالبديل اليساري الاشتراكي المطروح على امتداد الستينيات والسبعينيات الملتهبة سياسيا وإيديولوجيا . واتضح للمنشغلين ، بحيثيات الفكر لا بوقائع الحلبات الاستعراضية ، والخرجات الإعلامية المعدة بعناية المتخصصين في التسويق السياسي ، إلى ملاحظة الفراغ السياسي المهول بالمغرب ، والى غياب أي فكر سياسي أو ثقافة سياسية جديرة بالاعتبار والى غياب أي وضوح فكري في معالجة القضايا الفكرية والثقافية والاقتصادية للمجتمع المغربي .
لقد اضهر العهد الجديد قلة درايته بتطلعات مجتمع موسوم في جملته بنا يلي :
1- التقليدانية المعممة على شتى المستويات ،
2- الهجانة المشوشة والمقوية في خاتمة المطاف لبنية التقليد والمحافظة ،
3- تحديث قاصر بدون أرضية حداثية ،وقد قدمنا مثال الجمع بين مؤسسة الوقاية المدنية و قيم الزمن البدوي ،
4- افتقاد الدولة والمجتمع إلى أية استراتيجية تحديثية في الإطار الديني ، فقد سعت الدولة إلى هيكلة الحقل الديني ، إلا أنها اكتفت في العمق بإجراء تدابير ظرفية ، في غياب أي نقاش حقيقي للمسألة الدينية وفي غياب مأساوي للكفاءات الفكرية القادرة على مناقشة وضعية الدين في مغرب القرن الحادي والعشرين خارج رواسم مفكرين إصلاحيين يبدأون بالتأكيد على إسلامية المغرب على غرار ما كرره عبد الحق المريني ، وكأن التاريخ كتلة مصمتة ! إن التاريخ يتقن الإثبات كما يتقن المحو . وما على المتشكك إلا أن يطل على مصير الديانة الفرعونية ، ليتأكد من السيولة الفكرية والعقدية ، وانتفاء المكاسب والمناطق المحررة بإطلاق في سجلات التاريخ الإنساني ، لا في أوراق تاريخ أصفر!
5- وضع اقتصادي مشلول ومفتقر إلى الإبداع والى البنائية الاقتصادية ،
6- مجتمع مدني متدني الكفاءة وفاقد للأساس المرجعي للمجتمع المدني في المجتمعات الغربية الديمقراطية أي الفكر المدني ،فهو مجتمع شبه أهلي فاقد للتماسك الشاقولي للمجتمعات الأهلية التقليدية ،ولبنية الفكر المدني الحديث في آن ،
7- غياب التأطير السياسي المتعقل والصادر عن ثقافة سياسية منسجمة وعقلانية لا عن بقايا السياسة الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المعروف الممزوجة ببقايا الفكر السياسي الحديث المفقر إلى درجة الشحوب ،
8- ضعف التقاليد التمدينية وغياب الأطر الاجتماعية للصهر الاجتماعي بالمدن الكبرى تحديدا ، لقد تحولت المدن الكبرى ، ديمغرافيا وعمرانيا بالطبع ، إلى خزانات وعلب لاحتواء الكتل البشرية المهجرة ، طوعا أو كرها ، إلى مدن فاقدة لشروط التمدن وللثقافة المدنية أصلا . فما يهم الأبطال الاقتصاديين ، هو الأرباح المتحصلة من المضاربات العقارية ومن امتصاص فائض الفقر عبر سلسلة من الدورات الاقتراضية ، القابضة على أعناق ملايين المقترضين بضراوة ؛ فبدلا من الإبداع في الدورات الإنتاجية أو الاقتصادية ، أبدع بعض رجال الإعمال في إقامة دورات اقتراضية ، لامتصاص جهد مواطنين لم يبلغوا بعد طور المواطنة الاقتصادية ، طالما أن الاقتصاد المغربي محكوم بسلطتين / سلطة الريع وسلطة التسيب الممنهج الممثل في القطاع غير المهيكل ،
9- غياب أي تصور منسجم ومتناسق ثقافيا ، فالدولة ترعى التصوف وموسيقى كناوة وترفع في نفس الوقت شعار المجتمع الديمقراطي الحداثي . وكأن الحداثة لا تبدأ بتحرير الإنسان من سطوة الحتمية الثقافية ، ومن جبروت المتخيل ، ومن عنف المقدس ! والأنكى أن المغرب ، يود الانخراط في دينامية العولمة الثقافية ، عبر تسويق ثقافات تحتية موغلة في اللامعقول باسم استثمار الخصوصيات الثقافية المحلية ،
10- منظومة تعليمية متدنية المردودية ، وفاقدة لأي قدرة على المساهمة في الدينامية الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية ،بل هي أوضح مسلك لتحصيل السلبية وافتقاد الحس النقدي والتدرب ، مجانا ، على الهجانة الفكرية وعلى الانخراط الطوعي في رحاب اللامعقول المطروح في السوق التداولية المغربية :
- اللامعقول الغيبي الموروث عن ثقافة أدمنت التصوف والكرامات وخرق العوائد والاعتزاز بالتجويز ،
- اللامعقول الشعبي الموغل في اللاحتمية المطلقة وفي الذرائعية البدائية المتجسدة في صفات الزواج المدبر واقتناص الأزواج بخفة يد ماكرة وسلب الثروات بلطف ماكر ،
- اللامعقول السياسي المعبر عنه في السلوك السياسي الذرائعي لكثير من التنظيمات السياسي المتغلغلة في قطف ثمار المرحلة ، وهي ثمار بمذاق مر وحامز ، في اعتبارات السياسة المتمدنة ،
11- عجز التدابير الإصلاحية أو التقويمية بدءا من الحد من مجازر الطرق إلى إصلاح التعليم والقضاء ومحاربة الرشوة ؛ لقد استحال العجز المغربي عن الإصلاح، إلى لغز غير قابل للحل والى إشكالية بحجم الإشكاليات الميتافيزيقية المحيرة .
12- مهادنة الأصوليات ، والاكتفاء بالإجراءات الأمنية ، وتغييب المعالجة الفكرية للمشكل الأصولي والسلفي ، علما أن الدولة حاربت اليسار والماركسية بمضمون ديني ، واستعانت بخبرة مسيري المقدس ومنتجي السلع الدينية على دحر الخطاب اليساري والماركسي أوان ازدهارهما ،
13- غياب أي أفق استراتيجي أو أي تصور واضح لدى كل الفاعلين خارج التدبير التقني أو التقنوقراطي أو الإجرائي للملفات ، علما أن المغرب مجتمع تاريخي / تراثي ، فكراني ، لا تنفع الرؤية الإجرائية التقنية في حال مشكلاته المزمنة ،
14- فقدان التنافسية ورهان التأهيل بصفة شبه نهائية بسبب غياب أية إرادة سياسية في التأهيل الاقتصادي وبسبب موانع ثقافية قائمة على نبذ التخطيط والعقلنة والترشيد والمنظورية ،
15- سلبية المجتمع ، وهو مجتمع يعيش وضعية الاندهاش الثقافي ، والتمزق الوجداني بين بداوة تؤطر مخياله ( التمسك بالتعبيرات الثقافية الموسيقية البدوية رغم انتمائها إلى سياق سوسيو- تاريخي مختلف مثل العيطة وعبيدات الرما مثلا ) وتحضر مبدون ، ومهجن ، فاقد لدفء العلائق البدوية القديمة وفاقد للقدرة الترميزية في نفس الآن ؛ فالمغربي ، يعيش حالة من الفقر الثقافي المذهل المعبر عنها في الشلل الموسيقي والأدبي الشعبي ( النكتة والأمثال والحكايات ... الخ ) وعلى عدم القدرة على ترميز الواقع المديني ؛ فصار ، ممزقا يعيش تحضره في بداوته وبداوته في تحضره ؛ والنتيجة النهائية لهذا الغياب الثقافي الكبير ، هو الارتماء في رحاب العزلة النفسية والاجتماعية الملاحظة في الأحياء المفتقدة إلى أي تماسك جماعي وأي مؤسسات للصهر الثقافي والاجتماعي أو إلى الانتماء إلى الفكرية السلفية في تركيبها السياسي أو في تركيبها الاحترابي أي السلفية الجهادية . لقد أدت السياسات العمرانية التقنية والمحكومة بالاعتبارات الأمنية والاقتصادية الربحية ، وتغييب البعد الثقافي للتحضر والتمدن والتنمية ، إلى تهيئة الأجواء لتحول المواطن إلى كم هلامي ، ضائع بين الطوابق أو بين الدكاكين ، ومنشغل بأداء أثمان الفواتير أو القروض المتناسلة ، وبتدبير علائق لا إنسانية محكومة بالخوف الرهابي من الذات والاخر ، ومهووسة بالطقوسية أو بالتعابير الثقافية الأكثر فقرا من حيث البناء ومن حيث الدلالات ؛ لقد فكر الكثيرون في أسباب العزوف الجماعي عن المشاركة في انتخابات 7سبتمبر 2007 البرلمانية ، ونسوا التشديد على التمزق الثقافي للمغربي وافتقاده إلى أي تماسك جماعي هو المؤشر الدال على قدرة الجماعة الثقافية على إعادة الفعالية للرمز والترميز وإعادة بناء الدلالة الهازلة عبر النكتة والسخرية أو عبر إعادة صوغ المعنى الجدي عبر إشراك الكل في منظومة معقلنة منتمية إلى العالم الفرح ومطلة على ابتهاج العالم باهتيام كبير .

وأمام استشراء هذه التمزقات لا يملك المغربي/ المغربية إلا أن يتحول إلى ذبيحة على مذبح :
1- قوارب الموت ،
2- دور الدعارة الراقية المعدة للمستهلك العربي/ الخليجي الشقيق!
3- حلبات النحر والانتحار بتنسيق مع الأخ الوهابي الشريك في العقيدة !
4- حافلات عمومية مجنونة تقود راكبيها إلى حتفهم بعد حفلة استعراض رومانية كما حدث يوم 29 ابريل 2008 بالدار البيضاء .

ففي الوقت الذي تتأهب فيه الاقتصاديات المنبثقة إلى التنافس والتنافسية ، فإن المغرب يتأهب لمنافسة التراجيديات الكبرى، باقتدار كبير . إننا ندخل العصر العولمي بتعميد ناري ( روزا مور ) ،وحافلات عمومية مسعورة وبطبيعة متوقفة عن العمل بسبب عطب تقني لا يصلح إلا بعد انتهاء الزمان الطحلبي ،وبنخب ثقافية وسياسية لم يبق في أجندتها إلا سوق الكل عبرالتسويق السياسي إلى الحافة المعلومة ، في ظل انتظارية مجتمعية قاتلة .

ألم نضف إلى سجلنا الزاخر بالأمجاد ، محرقة مجيدة ، أشعلت شرارتها الحقيقية منذ أن حول الكيان المغربي إلى رف حضاري للماجدين !
فطوبى للماجدين ، وعلى الذبيحة المسرة !



#ابراهيم_ازروال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أندريه كونت- سبونفيل-فضيلة التسامح
- في نقد الخطاب الاصلاحي -( نموذج الصادق النيهوم )
- في نقد الفكر الاصلاحي - (نموذج الصادق النيهوم )
- في نقد الخطاب الاصلاحي -( نموذج حسن حنفي )
- في نقد الخطاب الإصلاحي-( الجابري والعشماوي )
- الفكر المغربي وثقافة حقوق الإنسان
- قراءة في - هكذا أقرأ ما بعد التفكيك - لعلي حرب- حين يصير الت ...
- شيزوفرينيا ثقافية
- الإشكالية الدينية في خطاب الحداثيين المغاربة-( نموذج الجابري ...
- واقع الثقافة بسوس-قراءة في وقائع نصف قرن
- من سوس العالمة إلى سوس العلمية
- تأملات في مطلب الحكم الذاتي لسوس الكبير
- الأخلاق والعقل-التسويغ العقلاني للأخلاق
- تأملات في المعضلة العراقية
- نحو فكر مغاربي مختلف بالكلية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ابراهيم ازروال - المحرقة المغربية - تأملات في تراجيديا العصر الطحلبي