أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - محمد داود - عمال فلسطين في ثلاجة الموتى ...؟














المزيد.....

عمال فلسطين في ثلاجة الموتى ...؟


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 12:04
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    


عمال فلسطين ... هي قصة طويلة مع المعاناة والألم، بدأت رحلتها منذ أن احتلت أراضيهم، من النكبة إلى النكسة، ثم أخذت ضروباً ومراحل من المعاناة عقب كل هبة شعبية يعبر الفلسطينيون من خلالها عن رفضهم الكامل للاحتلال وجرائمه البشعة، وحرب التطهير والتمييز، الذي يمارسها، ضمن مسلسل إرهابي وعنصري ممنهج ومنظم، يأتي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والعيش بكرامة أسوة بشعوب العالم الحر.
وقد سطر صمود العامل الفلسطيني رغم آلم الجوع وشدة العوز … أروع الملاحم في النضال والمقاومة والفخر، أسوة بالنضال والكفاح الوطني الجماهيري، متحدياً أشكال القهر والتعذيب والتنكيل والاستعباد، … حقاً إنها شراسة الحرب المفتوحة، وبأساليبها المتنوعة .. القتل ..والتجويع،.. والحرمان، …والحاجة إلى لقمة العيش المغمسة بالذل والدم وشدة القهر والظلم، بفعل سياسات الإغلاق وحجج "كذبة الأمن" الإسرائيلية الواهية التي لم تنتهي، من أجل ابتزاز الإنسان الفلسطيني وكسر شوكته، وإركاعه ومساومته، وتجويعه بغرض إضعاف عصب الحياة الفلسطينية المنهكة أصلاً، هذا بالإضافة لأشكال الملاحقة والمطاردة والاعتقال الاستفزازي والتعسفي البغيض دون وازع يذكر، كانت أشدها قسوة.. منع العمال الفلسطينيين نهائياً من التوجه لأماكن عملهم، أسفرت عن قطع أرزاق مئات الألوف من تلك العمالة المتوجه للعمل داخل الخط الأخضر، إضافة بإقامة جدار فصل عنصري على أراضي السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، يعزل مدنهم وقراهم و يسلب أراضيهم بالاستيطان، والاجتياحات اليومية، وتهويد مقدساته في القدس، وطمس هويتها التاريخية والدينية والروحية العربية والإسلامية، وسد منافذ تواصلها جغرافياً وسكانياً وديمغرافياً مع الضفة الغربية، وعزلها ووضع الفلسطينيين داخلها وخارجها تحت الأمر الواقع، وقطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً، ليحولها إلى معازل و"غيتوهات"، ويسرق ويضم الأراضي بلا حساب أو عقاب، بل وبتواطؤ ممن تعتبر نفسها حامية الديمقراطية، وبسط السلام في العالم.
فيما معاناة سكان قطاع غزة ليست بأفضل حال عنها، إذ اتسمت هي الأخرى بأشكال متعددة من الحرمان وقتل للحياة والأمل،... اتخذت فصولاً مختلفة من العدوان الوحشي والعنجهية الإسرائيلية الصماء،... بمحاصرة وإعدام مليون ونصف مواطن في سجن كبير، وهو يأتي في سياق الحرب الإسرائيلية المفتوحة على الشعب الفلسطيني، وممارسة سياسات تدميرية وتخريبية مختلفة لضرب العمود الفقري لاقتصاده الوطني وبنيته التحتية الهشة، التي تفتقر لكل مقومات الصمود والتحدي، من خلال استهداف إسرائيل المستمر للمنشآت الخدماتية بالقصف والتجريف للمزروعات، واقتلاع الأشجار، وتدمير الدفيئات والمنشآت الإنتاجية، وقصف الورش والمصانع، ووضع الحواجز وإغلاق المعابر والحدود بهدف تكبيد الاقتصاد الفلسطيني أكبر قدر ممكن من الخسائر، والسيطرة والتحكم في موارده الطبيعية والسلع ومواد الخام، المصدرة والمستوردة، والتي لا تمر إلا من خلال الموانئ والمنافذ التي تتحكم بها إسرائيل، مما أفرزت واقع جديد ضاعف من المعاناة الفلسطينية، فزادت نسبة الفقر والبطالة، وفي أحدث استطلاعات الرأي فاقت النسبة عن ثمانين بالمائة في قطاع غزة، ضاربة بعرض الحائط كل المعايير الدولية والمواثيق الإنسانية.
وفي هذه المناسبة التكريمية لعمال العالم، التي اتخذت الأول من شهر مايو من كل عام يوماً يتضامن فيه العالم نصرة للعمال والدفاع عن حقهم في الحياة الكريمة والعيش بعزة وجلاء... نستذكر في هذه اللحظات العامل الفلسطيني، الذي مزجت دماؤه عبر صيرورة تاريخية من العطاء والصمود الجسدي والفكري المقاوم، في كل الساحات والميادين، من أجل بناء الوطن،... وتحقيق حلمه و مشروعه الوطني الكبير، مقدماً الجوع والصبر والصمود على الاستسلام والركوع أو الخنوع… إنها الكرامة وشرف الانتماء الذي سطر أمجادها عبر صيرورة من الكفاح والمقاومة والصمود سجلتها الثورة الفلسطينية في أروع صفحاتها التاريخية، تميزت بدعم صمود العامل الفلسطيني.
نعم نستذكر معاناة الشعب الفلسطيني وطبقته الكادحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، هؤلاء الذين باتوا بين نار الاحتلال وجرائمه البشعة، وبين سنديان جحيم الانقسام والاقتتال الداخلي الفلسطيني، وما شكله من ضربة قاسمة، عصفت بالقضية وبالمشروع الوطني الفلسطيني برمته، وعلى رأسه الاقتصاد، فنالت من وحدة أراضيه ومشروعه المقاوم والسياسي التحرري، ليزيد من وطأته، لتلحق الدمار والأذى لما تبقى له من معاني الصمود، ليكون العامل الفلسطيني أحد أعمدة ضحايا هذا الانقسام، فبات منسياً، يطارد كبونة طال انتظارها هنا أو هناك، لعلها تسعف في أن تسد رمق أبنائهم الصغار بعض الوقت، لتبقى المعاناة كما هي أشهر وأعوام و....!!
وأتساءل أين أصحاب الضمائر الحية من حقوق العمال،.. أليس هم جزءاً من مكونات هذا الشعب المكلوم،..وأي ثورة تأتي على حساب حقوقهم المهضومة، ونحن ندرك أن أي مقاومة يجب أن يتوفر لها المقومات الأزمة ودعم قطاعات المجتمع....؟!
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون تعليق : غزة تعيش العصر الحجري..!
- كارتر وسر التحول المفاجئ عند حماس..؟
- هاني وإرادة البقاء في يوم الأسير.!
- قبل أن تهدموا الجدار مع مصر..؟
- اجتياح غزة بات وشيكاً..؟
- حماس والجهاد حركتين شيعيتين بامتياز ..!
- التهدئة مصلحة حمساوية بحتة..!
- فلسطين من السقوط الأصغر إلى الأكبر وبعد..
- الرئيس عباس قريباً إلى غزة...!
- الحوار الفلسطيني الفلسطيني إلى أين في ظل هذا الاستحياء...!
- أزمة خجل تعتلي الأطراف الفلسطينية من إعلان الحوار..!
- مسرحية لاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة...!
- سلام الشجعان......
- مؤتمر أنابوليس وماذا بعد ينتظركم أيها الفلسطينيون..؟ كتب :مح ...


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ... / مجلة الحرية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - محمد داود - عمال فلسطين في ثلاجة الموتى ...؟