أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق جنيدي - فلسفة الأديان














المزيد.....

فلسفة الأديان


طارق جنيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصراع الدائر بين الأديان المختلفة أو بمعنى أدق بين المتشددين الذين يدينون بأديان مختلفة صراع غير مبرر و بعيد كل البعد عن فلسفة هذه الأديان و الهدف من وجودها. الأديان بصفه عامة تهدف إلى السمو بالجانب الروحاني و العقلاني للإنسان لتجعله قادر على مواجهة أعباء و مشاكل الحياة بقدر من الهدوء و الإتزان. الأديان تعمل على غرس الأخلاق و التسامح و الصدق و الأمانة في المعاملات بين البشر كافة دون تمييز بسبب الجنس، اللون، اللغة، الجنسية. و إذا كانت الأديان تدعو إلى عدم التمييز فمن الأولى أن يعي الإنسان أن مجرد التفكير في التمييز الديني هو ضد الدين و العقيدة بصرف النظر عن الدين الذي يعتنقه الإنسان.

إذا نظرنا إلى هذا الصراع بعمق سنجد أنه أشد ضراوة بين الأديان السماوية (اليهودية – المسيحية – الإسلام)، على الرغم من أن هذه الأديان كلها من مصدر تشريعي واحد و هو الله سبحانه و تعالى. نسبة كبيرة من الذين يعتنقون أي من الأديان السماوية جاء عن طريق الوراثة أي أن معظمهم لم يكن له يد في دينه، فاليهودي ورث اليهودية عن آباؤه و كذلك هو الحال بين المسيحيين و المسلمين. حتى القلة التي قررت مصيرها الديني بنفسها كان قرارها مبني علي مجموعة من المعطيات و الأبحاث التي جعلتها تختار دين دون الآخر، و لكن حتى هؤلاء خضع إختيارهم للعديد من المؤثرات البعيدة عن الدين مثل قدراتهم العقلية لكشف الحقائق و مدى قدراتهم البحثية و التحليلية للوصول إلى اليقين، هذا اليقين يقين شخصي و لا يمكن تعميمه لأنه نتاج فكر قد يصيب و قد يخطيء.

ماذا عن الأديان الأخرى مثل البوذية و البهائية و غيرها؟، و ماذا عن الذين لا يؤمنون بوجود إله أو دين من الأساس؟، سنجد أيضا أن هؤلاء يتبعون الصفات الأساسية لكل الأديان السماوية التي ذكرت سابقا كالصدق و الأمانه و غيرها من المعاملات.

إذن فالدين شقين، شق متعلق بالتعامل بين الناس في الحياة اليومية و شق آخر متعلق بالعلاقة بين العبد و ربه. من هنا نصل إلى أننا نتصارع في الشق الخاص بعلاقة العبد و الرب و هي علاقة خاصة جدا غير مسموح لأحد بالتدخل فيها عنوة تحت أي مسمى.

الجميع يجب ان ينأى بعيدا بالعلاقه الروحانية، فكل فرد يتقرب لربه بما يروق له و ليس من الضروري أن يتبع الجميع منظومة دينية واحدة. و لكن ما يجب أن يدين به الجميع هو دين الإنسانية، يجب أن يعمل الجميع على تأصيل المفاهيم الحياتية المتزنة، يجب نبذ العنف و القهر بكل أشكاله. يجب دعم حق الفرد في الحياة الكريمة و الحياه الحرة كما نصت مواثيق حقوق الإنسان. يجب ألا يعذب إنسان بإسم الدين، يجب ألا تراق دماء بإسم الدين، يجب ألا تدمر شعوب بإسم الدين، يجب ألا تقهر المرأة بإسم الدين، يجب ألا يفقد الأطفال براءتهم بإسم الدين, فالدين بريء من هذه الممارسات.

الدين يدعو إلى المعامله الحسنة و التآلف و التآخي بين البشر. لماذا الخلط بين الجانب الروحاني و الجانب الإنساني؟ يجب ألا يتم التركيز على الدين، بل يجب أن نركز على الأخلاقيات و الضمير الإنساني، لن يحميك دينك إذا كنت مسيحي من السرقة من مسيحي آخر فاقد للأخلاق، لن يحميك دينك اليهودي من النصب من يهودي آخر كاذب، لن يحميك دينك الإسلامي من القتل من مسلم آخر فاقد الإنسانية. فالضمير الإنساني و النفس البشرية الطاهرة هي الحماية الوحيدة، هذا الضمير لن يأتى إلا من خلال ترسيخ مبادئ الحرية و العدل و المساواة، و أهم خطوة للوصول إلى ذلك هو فصل الجانب الروحاني الخاص بين العبد و ربه عن التفاعل اليومي مع الأحداث بين البشر.



#طارق_جنيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشايخ خمس نجوم


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق جنيدي - فلسفة الأديان