أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد المساوي - هل يكفي ان تكون قلوبنا مع عائلات عمال ضحايا محرقة الدار البيضاء؟؟؟














المزيد.....

هل يكفي ان تكون قلوبنا مع عائلات عمال ضحايا محرقة الدار البيضاء؟؟؟


محمد المساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 11:12
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بعد المحرقة الرهيبة التي راح ضحيتها ازيد من 55 عاملا وعاملة من عمال احد المعامل في مدينة الدار البيضاء,بقيت مشدود الاعصاب انتظر طبيعة ردود الافعال والمواقف التي ستصدر على الاقل من اؤلئك الذين يدعون تبينيهم لأيديولوجبة الطبقة العاملة,ويسعون مستقبلا الى بناء حزب الطبقة العاملة (ربما يوم القيامة !!!),لكن لم تات هذه المواقف الا لتعبر عن الاسف و مشاعر الحزن والتعاطف مع عائلات وذوي الضحايا على طريقة الديكتاتور التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة, اذ يحكى ان بورقيبة اتوه مستشاريه وهو نائم ليخبروه بوقوع مجزرة صهيونية في حق الشعب الفلسطيني فما كان من الديكتاتور الا ان صرخ في وجههم لماذا كل هذا الهلع, وقال لهم :حرروا بيانا باسم الحكومة والشعب التونسي فيه, "نندد بهذه المجزرة..", لكن احد مستشاريه قال له: سعادة الرئيس ان المجزرة ليست كما جرت العادة انها, بشعة ورهيبة فرد علييه ,اذن اضيفوا الى البيان "نندد بشدة..." وكفى بالله شهيدا.
هذا ما فعله مثلا الرفيق عبد السلام اديب في الخبر الذي نشره في موقع الحوار المتمدن,يقول:"قلوبنا مع عائلات عمال وعاملات معمل الحشو الاسفنجي بيليساسفة بالدار البيضاء"!!؟؟(موقع الاخبار ,الحوار المتمدن عدد 27/04/2008).ترى هل تكفي عبارات المواساة والحزن امام نارمثل هذه الجرائم البشعة التي كان حطبها اجساد عمال وعاملات عزل؟ ان تأتي مثل هذه المشاعر الممزوجة بدموع التماسيح من ممن هم مسؤولون مباشرون او غير مباشرون عن هذه المأساة هو امر عادي,اذ كما جرت العادة سيقوم الملك ببعث برقية التعازي الى عائلات وذوي الضحايا,كما ستقوم وزارة الداخلية بتوزيع بعض المؤن الغذائية على العائلات؟؟؟ لكن ان يقوم بنفس الدور فيمن يفترض فيهم يحملون مشروع خلاص الكادحين والمستضعفين,فانهم سيجعلون انفسهم يقومون بدور الراهب الذي يمسد جسد الضحية المثخن بندوب سياط الجلاد.فكان حري بالرفيق وبالتنظيم السياسي الذي ينتمي اليه ان يدع هذا الدور للرهبان وساكني الاديرة,ام ان الرفيق وتنظيمه موكول لهم القيام بهذا الدور الدنيء لا غير؟؟ اتمنى ان تكون بعضا من المشاعر البدائية(رهافة الاحساس ورقة القلب) هي فقط من تحكمت في الرفيق وهو يصوغ عنوان هذا الخبر.
اعتقد ان هذه المأساة ما هي الا تحصيل حاصل لازمة البطالة البنيوية في بنية هذا النظام القائم,ولمدونة الشغل الرجعية التي تستبيح دماء وحيوات العمال والعاملات,فهذه المحرقة ما هي الا تلك الشجرة التي يريد لها البعض ان تخفي الغابة,فمازال عشرات الالاف من العمال يشتغلون في نفس الشروط التي كانت سببا في ازهاق ارواح هؤلاء الشهداء,ومازالت مئات المقاولات التي تصر بعض الادبيات على وسمها انها مقاولات مواطنة تسعى الى بناء الاقتصاد الوطني (كذا!) على حساب دماء الكادحين,مع انها هي اشبه بمعسكرات النازية حيث الاعمال الشاقة ,واجر زهيد (بين 800 درهم و1200درهم ) لايسمح حتى بتجديد الطاقة الانسانية المهدورة في تنفيذ هذه الاشغال،انها البربرية بكل تجلياتها لمن مازال يعتقد ان ما يعوز هذا النظام الهمجي (نظام اللكية الخاصة لوسائل الانتاج),هو فقط النظال من اجل ادخال البعد الانساني,اي انسنة البربرية في معادلة مستحيلة,مثل تلك التي حاول الرفيق تحقيقها من خلال تباكيه المستهجن.
فلنجعل من فاتح ماي مناسبة لتكريم هؤلاء الشهداء,ولنطلق حملة وطنية بين العمال لمؤازرة عائلات الشهداء ليعوا ان مصير هؤلاء هو مصيرهم هم ايضا كذلك ,عاجلا ام اجلا.لان هذه هي طبيعة نظام مصاصي الدماء,فهذه المحرقة/الهولوكوست لم تقع نتيجة خطأ تقني بسيط,بل هي نتيجة لجشع الربح باي وسيلة كانت كتيمة محايثة لهذا النظام البربري,لذا فالحل الممكن الوحيد هو حزب الطبقة العاملة المستقل على ارضية ايديولوجيتها الطبقية.فكل الاستعارات النضالية التي تقف على يسار(وليس في مواجهة) ايديولوجية النظام الرأسمالي لا تقوم الا بدور الطابور الخامس عبر التنظيرات التي تدافع عن عالم اخر ممكن, وعن الديموقراطية التشاركية,و هلم جر ا من اقراص تنويم الصراع الطبقي.
ان العمال ما ينتظرونه وما هم في حاجة اليه ليست عبارات الموساة ولا برقيات التعازي ,بل هو تحرك ميداني ملموس يجعلهم يحسون انه فعلا هناك امل ,ذاك الامل الذي لا يمكن ان تبنيه الا سواعدهم لا غير,ولن يستطيع احد ان يبنيه بالنيابة عنهم كما تتوهم بعض المجموعات العصبوية.



#محمد_المساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة الى الاضراب العام؟ حول انسحاب CDT من مجلس المستشار ...
- ملاحظات على هامش وقفة طنجة ضد الغلاء
- الستالينية في المتن الروائي العربي,اسأل الشرطة ماذا تريد نمو ...
- السيد شاكر النابلسي,دونكيشوت الليبراليين الجدد
- الليبراليون الجدد واستراتيجية الامبريالية الامريكية لفرض حما ...
- جريدة المساء المغربية بين يوم الارض الفلسطيني و نتنياهو الدي ...


المزيد.....




- نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق حملة صحفيات بزمن الحرب
- الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر ...
- تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو ...
- وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر ...
- “اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
- تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال ...
- النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد المساوي - هل يكفي ان تكون قلوبنا مع عائلات عمال ضحايا محرقة الدار البيضاء؟؟؟