|
قطع الرقاب السورية: شراكة المعارضة في الجريمة الوهابية
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 11:01
المحور:
الغاء عقوبة الاعدام
صمتت فصائل المعارضة السورية المتسعودة، والمتأمركة، وأبواقها القومجية والإسلاموية والماركسوية وكتابها الأِشاوس، قاطبة، صمتاً مطبقاً، وعجيباً وكأن على رؤوسها الطير، من أقصى اليمين السلفي، وحتى نهايات اليسار المتمركس والأحمر، وما بينهما من لمامات إيديولوجية تائهة لفظتها تجارب السياسة والحياة، ومن ضمنها كتاب وفلاسفة وكتاب الطلاسم والألغاز الماركسوية ومنظرو الوطنجية السورية، الذين يقتاتون من جعالات وفتات التهريج الإعلامي الوهابي السعودي الذي لا يأذن لهم بالحج والطواف حول الرقاب السورية المقطوعة، ولكن يسنتهض هممهم ونخوتهم وحميتهم الوطنية نوبات الألم البروستاتي الليبراليي فيسيلون لها المداد والأفكار، نقول صمت هؤلاء جميعا على ما قامت به الوهابية السياسية من جريمة نكراء بقطع رقاب بعض السوريين المساكين، ودفنت رؤوسها في رمال الخزي والخسة والنذالة والعار والمشاركة في الجريمة، وهي ترى مواطنيها أبناء جلدتها وهم يقضون على ذاك النحو المرعب الذي لم يحدث في أكثر العهود النازية والفاشية دموية وإرهاباً، في حين نرى نفس تلك الأصوات "المناضلة"، وهي ترغي وتزبد لأتفه الأمور الإجرائية التي تحصل أحياناً، وتعتبر أموراً روتينية في أعرق الديمقراطيات.
ما يحدث من إجرام وهابي فظيع وشنيع بحق رقاب ورؤوس السجناء السوريين في السعير الوهابي، هو أمر في غاية الأهمية والدلالات والأبعاد السياسية والانتقامية الكيدية والانتهاكات البربرية لأبسط الحقوق الإنسانية في زمن وهابي أغبر تشرى فيه الأقلام، وتباع الذمم، وتخرس الأصوات الثورجية، وتطأطئ فيه الرؤوس القومجية والسلفية الحامية أمام النعال البدوية، وتصمت الألسن الفصيحة، وتستنطق الحجر، وتشبع فيه الفضائيات المناضلة لطماً وندباً وعويلاُ على حقوق مخالفي إشارات المرور، ومهربي المازوت والدخان، وبارونات الحرب اللبنانية، ومافيات الفساد السوري.
لا أدري إن كانت تلك الرقاب المسكينة تعني أي شيء للمعارضين السوريين ومن لف لفهم أو تربطهم بهم أي رابط، أو تعني لأحاسيسعم تلك المشاهد الفظيعة أي شيء، ومهما كانت طبيعة الجرم؟ ولماذا تأبى تلك الرقاب أن تتدحرج في إلا عقب صلاة الجمعة، والفراغ من الدعوة والتضرع للإله الوهابي الذي يتلذذ برائحة الدماء ومنظر الرقاب المدلاة ( هل في هذا ثمة مغزى ورسالة يريد أن يرسلها الوهابيون)؟ لقد أكد أهالي وأقارب بعض الضحايا أنها راحت "فرق عملة" سياسية، ولا ذنب لبعضها البتة في هذا المصير الأسود المروع والغريب عن كل الشرائع والمعتقدات "السماوية" وغير السماوية، ولم تحصل في شريعة الأبالسة والشياطين. وما هو سر هذا الصمت الرهيب الذي لف المعارضين وهم الذين يملؤون الدنيا شغباً وضجيجاً ويذرفون ويلطمون الخدود على الحقوق والحريات؟ أم أن النضال ضد الوهابية السياسية والفاشية الدينية ليست من اختصاصهم، ولا تعني لهم أي شيء على الإطلاق طالما أنها تعود عليهم نفعاً بحفنة من الدولارات لقاء تلك النفايات الفكرية السامة التي يجترونها من تلك الأبواق، وتبقى شيطنة البعض وتأثيمهم شغلهم الشاغل حتى آخر دولار؟
قد يقول قائل إن بعضاً من أولئك السجناء قد ارتكب مخالفة، أو جرماً ما استدعى تطبيق القانون بحقه، وهذا الكلام صحيح مائة بالمائة، ولا اعتراض لنا على سيادة العدالة والقانون بل ونطالب بها، ولكن اعتراضنا وشجبنا واستنكارنا ينطلق من اعتبارين، أولهما أنه مهما كانت فداحة الجرم والتجاوز على القانون فإنها لا تبرر "القصاص" بهذه الطريقة السادية البربرية المتوحشة. وثانياً إن العنصرية والانحياز في تطبيق القوانين، والكيل بمكياليين، تنفي عنها صفة العدالة. ومن هنا لا نجد مبرراً لإصدار أوامر "ملكية سامية" بالعفو، والتهليل لذلك باعتباره مكرمة ملكية، عن ستة مجرمين من التابعية الغربية سابقاً، اعترفوا بجرائمهم على شاشات التلفزيون ومنها تجارة الكحول، ونفس الأمر ينطبق على ممرضتين غربيتين اعترفتا بقتل زميلة لهن من جهة، والإصرار العجيب على التطبيق الصارم والحازم للقصاص والشريعة مواطنين عرب ومسلمين لا لاحول لهم ولا قوة، من جهة أخرى. إذ لا يمكن النظر لهذا إلا في سياقات من الظلم الفاضح والتذبذب والنفاق والكيدية وإظهار إصرار فارغ على تطبيق الشريعة على فقراء العرب والمسلمين، وعبودية وتزلف ومحاباة وتذلل ولعق أحذية مهين للأسياد والخواجات وحصانة مطلقة من أي عقاب لأصحاب الجنسيات والجوازات الغربية ذوي الدماء والعروق الصافية، والذين يعرفون بئر وغطاء الوهابية، وهو ما يميز السلوك والحياة بشكل عام في المنظومة البترولية الخليجية، ولتذهب إلى الجحيم والمزابل كل مزاعم وتبريرات العدالة السماوية وخطاب العروبة والأخوة الإسلامية الفاضية.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء استغاثة: إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
...
-
رد على قومي عربي
-
المملكة الوهابية: قطع الرقاب باسم الله
-
خرافة أمة العرب الواحدة: إشكالية اللغة والانتماء
-
ورطة خدّام
-
القرضاوي وفتوى إباحة الكحول
-
مؤتمر القمة العربية عام 2048
-
السعودية والرئيس الشهيد: الاحترام المفقود والود المقطوع
-
خدام محللاً سياسياً
-
الخوف على الإسلام
-
المعارضة العلوية
-
متى كان الخليج عربياً؟
-
القصف الفيروسي للمواقع الإليكترونية السورية
-
الخليج الفارسي
-
قمّة الحقيقة
-
عمرو خالد: رزق الهبل على المجانين
-
الهوية السعودية للمعارضة السورية
-
هل أطاحت وفاء سلطان بأسطورة الجزيرة؟
-
كل عام وأنتم بالشادور والنقاب
-
يو إس إس كول: البحث عن هزيمة
المزيد.....
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
-
لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
-
اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة
...
المزيد.....
-
نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام
/ رزكار عقراوي
-
حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية
...
/ محمد الحنفي
-
الإعدام جريمة باسم العدالة
/ عصام سباط
-
عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية)
/ محمد الطراونة
-
عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد
...
/ أيمن سلامة
-
عقوبة الإعدام والحق في الحياة
/ أيمن عقيل
-
عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة
...
/ زبير فاضل
-
عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء)
/ رابح الخرايفي
المزيد.....
|