|
التيار الصدري وعدم وضوح الرؤيا
احمد امير علي
الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 05:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أثبتت الأحداث الأخيرة التي جرت في البصرة وفي مدينة الصدر وبعض المحافظات الجنوبية عن ضبابية المواقف التي يتخذها التيار الصدري وعدم وضوح الرؤيا التي يطرحها كثير من القياديين من خلال التصريحات التي يطلقونها على الفضائيات ليثبوا حقيقة بان الذي يطرح غير مدروس ولا ينم على حنكة سياسية تتعامل مع الواقع وفق رؤى ثابتة تدلل على استيعاب تلك الشخصيات لما يدور على الساحة وتقديرهم الأمور وفق فرضية صحيحة تجعل منهم يستطيعون ان يولدوا القناعة المعينة لدى المقابل بإدارة الأزمة والتعامل معها وفق منطق الدراية والفهم وبالتالي وضع الأسس التي يستطيع بها إدارتها بالطريقة الصحيحة التي تنعكس حساباتها بشكل يعود لمصلحة التيار وما يتعرض له من انتكاسات وخسائر لعدم وجود التكافؤ بين الطرفين ومن ثم فان محاولته الخاسرة هذه والمغامرة التي أقدم عليها يتطلب منه إن يعي درسها وان لا ينساق وراء أهداف بعيدة لا يمكن تحقيقها وحتى ان تحققت فإنها تعود بالتالي لمصلحة عناصر محدود لا تريد الخير لهذا التيار . إن الرسائل التي يبعثها السيد مقتدى الصدر (الغائب –الحاضر )وتتلو نيابة عنه تدلل على تناقض في محتواها وعدم قراءتها للوضع بصورة دقيقة ومسئولة حيث لو تطلعنا إليها لوجدناها منذ بداية الأزمة والتعامل معها من خلال تقديم المصاحف الكريمة وأغصان الزيتون وتارة تتحول إلى الحرب المفتوحة وما ترتب عليها من نتائج وبعدها تأتي الرسالة الأخيرة وهي عدم التعرض للقوات الحكومية ولا نعلم ما هو مغزى الرسالة القادمة فالأيام كفيلة بما تكون الرسالة القادمة ’ إن متابعة لهذه الرسائل والبيانات تدلل على عدم النضوج السياسي للتيار والأشخاص الذين يتصدون لمركز القيادة فيه وإنها تسير وفق خط بياني متذبذب ومسارات لا تعرف ماهيتها وأصبحت عاملا مساعدا في سفك دماء العراقيين وزيادة معاناتهم سواء كانوا من التيار الصدري أو المحسوبين عليه أو من الأشخاص الذين انضموا تحت جبته من اجل تحقيق أغراض معينة رسمت لهم مسبقا وجعلوا من يافطة هذا التيار ستارا لتحقيقها وبالتالي العمل على دفع الأمور للتأزم طالما ان هدفهم هو زيادة حدة التوتر وجعل التيار يخوض معارك جانية وخاسرة مع الحكومة بعد ان عجز عن تحقيق اهدافة وهذا ما تتمناها كافة القوى المعادية للعراق لأنها أرادت إشغاله وإلهاءه بهذه الحرب التي تجعله يسير نحو الخراب بدلا من التوجه للبناء والأعمار . ان الناس البسطاء والأبرياء الذين وقعوا ضحية لهذه الإعمال بعد أن علقوا وسط هذه الفوضى العارمة من عدم سيطرة القانون ووجود الميلشيات المسلحة التي أخذت تنتشر في أحياء كثيرة من البلد بعد أن أحست بان الحكومة غير قادرة على توفير الأمن للمواطنين والقضاء عليهم وبالتالي فأنهم اخذوا يتمادون في إعلانهم بأنهم يسيطرون على مناطق بأكملها وعدم فسح المجال للمواطنين للحركة لعجزهم الاعتراض على تلك المجاميع لخوفهم منها بعد فرض سيطرتها عليهم بقوة السلاح مما ولد الشعور بالخيبة والإحباط لديهم وذلك لعدم تمكن الحكومة من تقديم المساعدة لهم وتخليصهم من هذه المظاهر المسلحة التي جاءت عليهم غضبا وحرمانا من ابسط الخدمات لان السلطة عاجزة عن توفيرها لديهم لذلك التجأت الى سلاح الحصار الذي ضيق الخناق على المواطنين من خلال حرمانهم من ابسط مقومات الحياة وهذا واضح في الحصار المفروض على مدينة الصدر و ما أكدته كثير من المنظمات والجمعيات الإنسانية وكذلك اللجنة المكلفة من مجلس النواب مما يستدعي من كافة الأطراف من التحرك لوضع حد لهذه المأساة الكبيرة وعدم زج المواطنين في صراعات جانية لا تقدم شيئا سوى الدمار والخراب . إن التناقضات التي يقع فيها السيد مقتدى الصدر من خلال هذه الرسائل التي يبعثها بين الفينة والأخرى وما تتمخض عنه من نتائج سلبية تدلل على عدم الخبرة آو الانسياق لرغبات معينة قد تفرض عليه من أطراف تجعله غير قادر على التفكير واستيعاب الحالة وما هي النتائج المترتبة عليها وخاصة إن كثير من الناس البسطاء قد انساقوا سواء يعلمون او لا يعلمون خلف هذا التيار بدوافع دينية او سياسية او مصلحيه او أية شيء أخر سمها ما شئت وبالتالي فان هذه المسئولية يتطلب من يتصدى لها إن يتعامل بحكمة واقتدار يستطيع من خلالها ان يقود هذا الحشد نحو جادة الصواب وتشذيبه من كل المتسلين والخارجين عن القانون وذلك من اجل ان لا يصبح عرضة للانتقاد والفشل وهذا ما لاحظناه في التيار الصدري فان أكثر المعارك التي دخلها خرج منها خاسرا لولا الوساطة التي جاءت كطوق نجاح لإخراجه من ورطته الذي و قع فيها وهذا ما بدا واضحا في معارك النجف حيث راهن على الصمود في ضريح الإمام عي (ع ) لكنه في النهاية خرج خاسرا منكسرا مسلما أسلحته ومن اجل مسح عار هزيمته متوعدا بمعركة أخرى . ان الاقتتال الداخلي لا يخدم احد وإنما يعمل على تدمير البلد وخرابه وسقوط الضحايا والأبرياء وبالتالي فمن الحكمة ان ينتهج هذا التيار طريقا أخر لحفاظ ماء وجهه بعد ان فقدة في معارك البصرة ومدينة الصدر وبعض المناطق الجنوبية الأخرى التي وضحت بشكل جلي بان الناس الذين انجروا وراء هذه المجاميع المسلحة قد بينت لهم أهدافها الشريرة تدريجيا بعد أن علمت بسوء النية التي تدار بها الأحداث . والطريفة التي اخذوا يعملون بها مما دفع الكثير من الابتعاد لعدم جدوى تلك المعارك وإنما عليهم ِالتفكير بطريقة أخرى تحفظ دماء العراقيين .
#احمد_امير_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جيش المهدي بين العقائدية وفوضى التنظيم
المزيد.....
-
الرئيس بزشكيان: على الدول الاسلامي التعاون ووضع الخلافات جان
...
-
هل أحاديث النبي محمد عن الجيش المصري صحيحة؟.. الإفتاء ترد
-
المكتبة الخُتَنيّة.. دار للعلم والفقه بالمسجد الأقصى
-
“خلي أطفالك مبسوطين” شغّل المحتوي الخاص بالأولاد علي تردد قن
...
-
قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|