مصطفى العوزي
الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 09:23
المحور:
المجتمع المدني
ليس الأمر مبالغة حينما أفرد الجامعة المغربية بوصف الجامعة الاستثنائية ، هذا على الأقل ما تثبته لي معايشي اليومية لها ، و لأن الجامعة في مدينة و محل سكني في مدينة أخرى قريبة منها بعض الشيء، فإنني و بشكل مستمر أعيش كل يوم موسم الهجرة إلى الجامعة ، و بالحافلة طبعا أصل الجامعة مع ما لهذه الوسيلة من براعة في إيصالنا متأخرين ربع ساعة في أفضل الأحوال ، و بمجرد دخولي الجامعة تشرع مخيلتي في تدوين خصائصها العديدة و التي في كل يوم ينضاف إليها شيء جديد ، و من أبراز هذه الخصائص استهتار بعض الأساتذة بوقت الطلبة و وقتهم هم أيضا ، هذا في حالة إذا لم تكون لهم مشاريع خاصة يولونها اهتماما اكبر مما يولونه لطلبتهم في الجامعة ، بعض هؤلاء الأساتذة ، يفضلون العمل بتقديس الصدف ، أو كما نقول في مثلنا العامي ( خادمين غير بالكانة ) ، و كثيرا ما يحصل أن يلتقي أستاذ بطالبين أو أكثر من ذلك بقليل و هم يجولون في رحاب الكلية ، ليصطحبهم إلى قاعة الدرس و منه إلقاء درس شارد ( دون مراعاة راية حكم الشرط ) في غياب أغلبية ساحقة من الطلبة ، مرة حصل لنا هذا الأمر ، فناقشنا الأستاذ في ذلك ليجيبنا بطريقة مستفزة و متذرعا بحجة الوقت ، أنه على الطالب أن يكون دائما في حالة تأهب ، المسكين و من شدة فرطه في متابعة قناة الجزيرة ، اختلطت له مصطلحات الحرب و الإرهاب بمصطلحات الدراسة و فضاء الجامعة ، و من خصائص جامعتنا و التي لا تعدوا أن تكون صورة مصغرة لخارطة التعليم ببلدي ، هو قصص الحب الكثيرة التي تعاش على ضفاف الفصول الدراسية و المدرجات الجامعية ، فهناك من الطلبة من فضل الإفصاح عما يخالجه من مشاعر الحب لحبيبته على سماع نظريات ماكس فيبر و إميل دوركهايم و ابن خلدون ، و هناك من الطالبات من فضلت سماع مشاعر الحبيب على سماع درس في الشعر القديم أو الهجرة و التزايد السكاني ، خصائص جامعتي كثيرة لن أطيل في الحديث عنها لأن أبوابها مفتوحة ، زورها لتنظر ذلك بعيونكم .
#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟