ربما تكون السنة الجديدة دائما هي موسم مناسب للحلم بتحقيق مطالب غير واقعية ولا يمكن أن تحدث، ولكن على الأقل يمكن التخيل فهذا يبقى موسم بابا نويل وهدايا السنة الجديدة.
وإذا كان لي أن اتقدم بأمنية لهذا العام فهي قيام مجلس الحكم العراقي والقوات الأميركية والبيت الأبيض بتحرير صدام حسين من معتقله، إضافة إلى سبعاوي وبرزان ووطبان وطارق عزيز وطه ياسين رمضان وعلى الكيماوي وكذلك الصحاف ، ولو يمكن أيضا استنتساخ عدي وقصي لكان هذا جيدا لاكتمال "فريق الأحلام" وتسليم هؤلاء قطعة أرض غنية بالنفط والموارد لتصبح دولة نموذجية وتنصيب صدام زعيما على الأمة العربية باستثناء العراقين!
وبالطبع فإن صدام يحتاج إلى شعب في دولته الجديدة هذه وهذا الشعب يجب أن يكون كل الذين يخرجون في الشوارع العربية للهتاف له، ويتضمن ايضا كل قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية العربية والمثقفين والإعلاميين المؤيدين لصدام والذين يمكن أن يصطحبوا عائلاتهم ويعيشوا تحت حكم الرئيس القائد في دولة بعثية قومية نموذجية بشرط أن يكون هؤلاء مواطنين عاديين لدى صدام لا قيادات بعثية بامتيازات مطلقة.
وهكذا يمكن مثلا لعبد الباري عطوان إصدار جريدته من دولة صدام وكذلك مصطفي بكري، ويمكن لنقيب المحامين الأردني وبقية المحامين المتطوعين للدفاع عن صدام أن يرحلوا مع عائلاتهم ليكونوا رعايا لدى صدام، وأن تنتقل كل الأحزاب البعثية والقومية والإسلامية في العالم العربي لتمارس المعارضة السياسية في كنف أبي عدي الحنون.
أما الذين يخرجون في الشوارع ويهتفوا "بالكيماوي يا صدام" فيمكن لهم جميعا أن يذهبوا إلى دولة صدام ليصبحوا جنودا لديه عندما يغزو الدول الأخرى ويموتوا بدون داع في ساحة قتال عبثي، وأن يصبحوا ضحايا بالمقابر الجماعية والغاز الكيماوي إذا ما مارسوا المعارضة السياسية.
وليذهب كل المؤيدين لصدام من المطالبين بالديمقراطية في الأردن وسوريا ومصر والسودان والسعودية وغيرها من الدول ليطالبوا بالديمقراطية في دولة صدام، وليذهب ممثلين عن الشعب الفلسطيني ليقارنوا بين جرائم شارون وجرائم صدام ويعيشوا كمواطنين عاديين يطالبون بالديمقراطية أمامه.
مشكلة كل هؤلاء الذين يؤيدون صدام أنهم إما يتلقون منه الرشاوى وإنما مخدوعون به، والمشكلة الحقيقية هي ليست مع متلقي الرشاوي لأنهم سيسكتون عندما يتأكدون أن ضخ المال قد توقف وسيبحثون عن مصادر أخرى للرشوة بل مع المخدوعين من ملايين العرب الذين يعتقدون بأن صدام هو زعيم يستحق الاحترام ويعتبرونه بطلا يتحدى الغرب.
هؤلاء لم يعيشوا يوما تحت حكم صدام، ولم يواجهوا المآسي التي واجهها الشعب العراقي، ولو أنهم لمرة واحدة في حياتهم حكموا ضمائرهم وتعرفوا على الكارثة التي سببها صدام للشعب العراقي لما تجرأوا يوما على الهتاف له ولكانوا أول من ضرب صورته بالنعال ولكن هذا يتطلب عقلا واعيا وضميرا يقظا يتعاطف مع معاناة الشعب العراقي لا مع الشعارات الكاذبة.
ولهذا كله أتمنى تحرير صدام وتسليمة كل هؤلاء الذين يهتفون له ليحكمهم لمدة سنة واحدة فقط، إذا بقي منهم أحد في نهاية المطاف!!