|
أنقذوا مطبوعات وزارة الثقافة السورية من جيش المنتفعين
خلف علي الخلف
الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 05:17
المحور:
الصحافة والاعلام
... بالطبع لا يمكن أن تظل وزارة الثقافة بمنأى عم يجري في سوريا عموماً من السياسة إلى الاقتصاد إلى العيش، وحال سوريا اليوم يسير من سيء إلى أسوء. ونريد هنا أن نتطرق فقط لحال الثقافة والكتاب في سوريا، ولكي تعرفوا إلى أين وصل الأمر فهناك الآن من يترحم على "علي عقلة عرسان" الزعيم الأسبق لاتحاد الكتاب العرب بعد أن خلفه حسين جمعة وهناك من يترحم على صابر فلحوط زعيم الصحفيين السابق ولا ادري من الذي خلفه... وإذا وصلنا إلى وزارة الثقافة فالوضع اشد مرارة وقسوة.. لقد كانت وزارة الثقافة السورية من أهم دور النشر العربية ولازال الكُتاب العرب الذين نلتقيهم يشيدون بإصدارات الوزارة ويسألون عنها. وباختصار شديد لمن لا يعرف وضع الوزارة من الأصدقاء العرب نقول له لقد ظلت وزارة الثقافة أشبه بجزيرة مستقلة عن محيطها في ظل الوزيرة نجاح العطار وظل مثقف كبير في مديرية الترجمة والتأليف هو المرحوم انطون مقدسي. كانت تضم في كوادرها شيوعيين في ظل الحملة الأمنية على اليسار! ومستقلين في ظل حملة التبعيث الشديدة والتي لم ينجو منها مفصلا من مفاصل المؤسسات السورية.. وظلت وزارة الثقافة مخلصة "بالعموم" لمفهوم الثقافة العلماني بالضرورة، فلم نسمع سابقاً انه تم منع رواية لاحتوائها على مفردات جنسية تخدش الحياء العام أو كتاب يشتبك مع الدين.. كان هناك محظورين رقابيين المساس بالنظام وإثارة النعرات الطائفية. وإذا كان المحظور الثاني يلاقي إجماعاً من المثقفين بمختلف انتماءاتهم فان الأول كان قليل الكلفة في ظل الاشتغال الفكري والأدبي لمطبوعات الوزارة.. وقد أصدرت الوزارة آلاف الكتب في كافة صنوف المعرفة من الفلسفة إلى الفكر إلى الأدب إلى التراث... وترجمت من عيون الأدب العالمي بل انها أصدرت "مكتبة" اقتصادية عالمية قل نظيرها لدى أي دار نشر عربية.. وكان الكُتاب والقراء يجمعون إصدارات الوزارة الجديدة دون النظر إلى العنوان ولا حتى المؤلف في كثير من الأحيان ليس فقط بسبب أسعارها المدعومة بل وأيضا بسبب الثقة التي نسجتها مع القارئ بأنها لا تقدم له إلا ما يستحق القراءة بالعموم... وكي لا نتهم بالتمجيد نقول بالطبع كان يتم الوصول إلى جزيرة وزارة الثقافة بالمراكب لتخريبها لكن الوصول بالمراكب ليس كالوصول سيراً على الأقدام، ومع ذلك كانت الوزارة في ذلك الوقت تتعرض لانتقادات واحتجاجات من مثقفين كثر وذلك حقهم.. إلا انه ومنذ فترة ليست قصيرة تم تعبيد طريق عريض ومسفلت بين "سوريا اليوم" وجزيرة الوزارة، تعهدته ونفذته قوى التخريب، وعلى إثرها تدفق جيش المنتفعين واحتل "جزيرة الوزارة" من الوزير إلى الغفير.. وبهذا ننعي لكم أيها المثقفون العرب والسوريون إصدارات وزارة الثقافة والتي كانت تشكل رأس مالها الأساسي والاحتياطي؛ رغم تأسيس مجلس أعلى للثقافة وهيئة كتاب تحولت لها مهمة إصدار الكتب وتم تعيين "دكتور" أصولي على رأسها كان اسمه حتى فترة قريبة في المطبوعات السعودية "عبد رب النبي صطيف" فمن الطبيعي أن يمنع رواية لاحتوائها على مفردات تخدش حياءه الستيني أو السبعيني لا أدري، وان يعزل كادر الوزارة القديم المتنور الذي لا يسعنا كقراء إلا نشكر من بقي منهم على قيد الحياة ونترحم على من فارقها، ويقرر سلسلة للنشر بعنوان "اعرف جسدك" وربما لاحقاً سلسلة "كيف توفق بين اسمك والرقابة الدينية" ويرفع سيف اكسفورد التي درس فيها بوجه من يحتج على أصوليته! ويستلف من مخزون الرطانة البعثية ليرد على من يحتج على رداءة خطته للنشر وإدارته! وكأن اكسفورد دمغة إلهية تحمي الدارس فيها من الأصولية! أو رداءة التفكير والإدارة؛ وكأن المخزون البعثي في "اعرف وطنك العربي" هو كتاب منزل كافي وشافي لإخراس المثقفين المحتجين على التدهور المريع الذي آلت إليه جهة نشر تحظى باحترام وتقدير واسع لدى القراء والكتاب بالعربية ...
#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوسوم: ماذا يعرف المستخدمون العرب عنها
-
يوتيوب عربياً: رقص وجنس وحروب أديان ومعارضة سياسية
-
النظام السوري: تطويع المجتمع حسب نظرية القرود الخمسة
-
البوكر بنسختها العربية والانتصار للظل
-
الأنترنت في سوريا ومحنة النشر الالكتروني
-
العم النبيل بوش نكرر لك يأسنا
-
الانترنت بوصفها حياة موازية: خصائص النشر الالكتروني
-
في الأوهام الطهرانية للمعارضة السورية 1/3
-
في الأوهام الطهرانية للمعارضة السورية: وهم فاعلية التغيير من
...
-
في الأوهام الطهرانية للمعارضة السورية: آليات تفكيك النظام 2/
...
-
صنع الله إبراهيم في التلصص: التعسف البنائي ووهم السبق
-
هيّا بنا ننشر في الصحف العربية الكبرى
-
الفياغرا السورية وطبيب ايلاف في رواية سلوى النعيمي
-
على سيرة الدراما المصرية والسورية
-
حوار حول الحداثة والإشكالية والمنهج والنقد وأزمته وأشياء أخر
...
-
أنا حزين يا ابراهيم الجرادي
-
المشهد الثقافي من خلال المطبوعات السعودية
-
هيّا بنا نحجب
-
حق الرد السوري: سندات قابلة للبيع
-
- طاش ما طاش - وذهنية التحريم: أو كيف تجمع كتاباً على عجل
المزيد.....
-
??مباشر: عشرات الآلاف يفرون من معارك الشجاعية قبل أسبوع من د
...
-
الكشف عن عوامل خطر الإصابة بـ-كوفيد طويل الأمد-
-
محادثات أممية ودولية غير مسبوقة مع طالبان تثير انتقادات جماع
...
-
ثلاثة أعشاب طبيعية لتعزيز قوة الدماغ
-
ديمقراطيون بارزون يستبعدون استبدال بايدن وسط دعوات لانسحابه
...
-
كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين
-
-العمالقة- تصد هجوما حوثيا في الحديدة وسقوط 5 قتلى و16 جريحا
...
-
ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن
-
رفع مستوى التأهب في قواعد أميركية عدة في أوروبا
-
الجيش الأميركي يدمر 3 زوارق مسيرة للحوثي في البحر الأحمر
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|