كتلة تصحيح المسار - الحزب الشيوعي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 11:03
المحور:
ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
فـي مثـل هـذا اليـوم التاريخـي , عيـد العمـال العالمـي , تقـف بـلادنا مرة أخــرى علـى مفتـــرق طـرق فـي لحظــة حاســمة , إذ تعــود الســجالات الكبــرى حــول خيــارات المجتمــع , ويـرجـح الكثيـر مـن الســياسين الدعـوة الـى تحريـر الأقتصـاد الوطنـي مـن سـيطرة الدولـة , والأتجـاه نحـو أقتصـاد السـوق , والخصخصـة فـي كـل المجــالات , دون الأخــذ بنظـر الأعتبــار أوضـاع الوطـن بشـكل عام , وأعتمــاد غالبيـة أبنـاء شــعبنا علـى الدولـة ومؤســسـاتها في توفيــر لقمــة العيش والخبــز , وضمـانهم الصحـي , وتعليـم أولادهـم المجـاني ويحصـر هـؤلاء السـياسين الخيــارات المطروحـة أمـام الدولـة فـي أعـادة صـياغـة الأطـر التـي يجـب أن يدار بهـا إقتصـادنا الوطنــي فـي ربطـه بالتطـور الأقتصــادي الرأســمالي , فيمـا تؤكـد تجـارب البشــرية فـي الدول والبلــدان التـي تقـدم النصـح لنـا لأتبـاع وصفـات البنـك وصـندوق النقـد الدولييـن , بأن هـذه الوصـفات لـم تتمكـن مـن أيجـاد مخـرج مـن الأزمـات والأمـراض التـي تعانـي منهـا أقتصـاديات تلـك البلـدان فـي ظـل التوجـه الرأســمالي لتينـك المؤسســتين , وعلـى النقيـض , فهنـاك خيــارات أخــرى أفضـل علـى القـوى الســياسية والبرلــمان حـُــسْــنُ قرائتهـا بمـا يجنـب الطبقـة العاملــة وعمـوم أبنـاء شـعبنا المزيـد من الأفقـار والإضـْــرارْ , وتحـاشي الوقـوع فـي مهـالك التحـول الـى أقتصـاد السـوق , الـذي سـيؤدي كمقـدمة أوليــة الى تآكـل المكتســبات .
يا أبنـاء وبنـات الطبقـة العاملـة المجيــدة !
أيهـا العامليـن بأجـر يومـي نسـاءً ورجــالا ً , أيهـا العاطلـين عـن العمـل فـي المديـنة والريــف !
يا جميـع الكادحـيـن وشـغيلة اليـد والفكـر !
تتـوجــه كتلــة تصحيــح المســار فـي الحـزب الشــيوعـي العراقـي إليكـم فـي هـذا اليـوم المجيـد , عيـد التضـامن الأممـي بيـن الشـغيلة وشـعوب مختلـف البلـدان , مـن أجـل تشـديد النضـال ضـد الأحــــتلال والعـدوان والعولمـة المتوحشــة وهيمنـــة رأس المـال المقيتــة , ومـن أجـل تحقيـق الأمــان والأســتقرار والدفــاع عـن الحقــوق والمكتســبات , ومـن أجـل توفيـر العدالــة الأجتماعيــة والعيـش الكريـم وبنـاء دولـة المؤســسات وســيادة القانـون , الديمقـراطيـة العصـرية .
وإذ تجــدد الطبقـة العاملـة العراقيـة فـي مثـل هـذا اليـوم , ومعهـا جميـع الكادحيـن والشـغيلة والمثقفيـن الوطنييـن و كـل المخلصـين والشـرفاء , العـزم والأرادة علـى متابعـة النضـال الوطنـي , دفـاعا ً عـن الوطـن وســيادته ويـؤكـدون الألتفــاف حـول مطـالب الجمـاهيـر الشـعبية وضـرورة تنفيـذها وتطـوير الخـدمات العامـة المقـدمة لهـا مـن خـلال :
1 – إجـراء أصـلاح أقتصـادي يحـافظ علـى المصـالح الوطنيـة ويفضـي الـى تعـزيز القدرات الأنتاجيـة لقطـاع
الدولـة بمـا يخـدم تحسـين مســـتوى معيشـــة الجمـاهيـر ويـدعـم الأســقرار الداخلــي .
2 – الحفـاظ علـى قطـاع الدولـة فـي مجـال النفـط والغاز , والعمـل مـن أجـل أســتثمـار هـاتين الثروتيـن وطنيـاً
وجعـل كـل الثروات الطبيعيــة المملوكـة دســورياً للشــعب محصورة بيـد الحكومـة الأتحــادية فـي العـراق
الفيـدرالـي المنشـود .
3 – إيجـاد فـرص عمـل جـديدة للعاطليـن عـن العمـل والحـد مـن أرتفـاع معـدلات البطـالة والفقـر .
4 – وضـع حـد للمشـاريع الراميـة الى تقليص دور ومسـاهمة القطـاع العـــام فـــي الحيـاة العامـة , وبخـاصـة
الأنتاجـي منـه , و وضـع الحلـول الناجعـة لمصـاعبه ومشـكلاته عبــر ضــخ الأســتـثمارات الحكــومـيـــة
اللأزمـة لتـوسـيعه أفـقـيا وعمـوديـا ً , بإعـتـبـاره ركـيـزة مهـمـة من ركـائز المصـلحـة الوطنــيـة , وأداة
للأســتـقرار الأقتصــادي والأجتماعـي والسـياسي .
5 – عـدم المضـي فـي رفـع الدعـم عـن أسـعار الوقـود والطاقـة وغيـرهـا من المواد والسـلع الأسـاسية ,
إرضـاء لمتطلبـات المؤســسات الدوليـة وتدخلهـا المجحـف في توجيـه الأقتصــاد الوطنـي , وإتخـاذ
التدابيـر اللازمـة للحـد مـن موجـتي الغـلاء والتضخـم , ومعالجــة تراجـع القـدرة الشـرائية للعامليـن بأجـر
يومـي وذوي الدخـل المحــدود .
6 – مكافحـة الفسـاد المالـي والإداري المسـتشري , وتكريـس مبـدأ سـيادة القانـون , وأخضـاع الجميـع لمبـدأ
المحاسـبة الشـاملة دون تمييـز , وتفعيـل الرقابـة الصـارمـة على إنفـاق المال العـام , والأداء الحكومي .
7 – تقـديم الدعـم الـى القطـاع الخاص الأنتـاجي , مـن أجـل إسـتنهاض الصـناعة المحليـة وديمومـة المشـاريع
الزراعيـة والخـدمية .
8 – حمايـة الصـناعة الوطنيـة عبـر تفعيـل وإعادة العمـل بنظـام الحماية الكمركية .
وفــي هـذه المناسـبة الكفاحيـة الجليلـة , إذ تتقـدم الكتلـة بأجمـل التهـاني الى أبنـاء الطبقـة العاملـة العراقيـة والعربيـة والعالميـة , تضـم صوتهـا الـى الأصـوات الكفاحية الداعية لتوحيـد النقابات العماليـة والإتحـادات المهنيـة لكـي تتمكـن مـن لعـب دورهـا الوطنـي والأجتمـاعي مـن أجـل تحقيـق المزيـد مـن الأنجـازات للعمــال .
كمـا تدعـو الـى تركيــز النضــال فـي سـبيل تحقيـق بعـض المسـائل الملحـة والآنيـة وهـي :
1 – ربـط الأجـور بالأسـعار , وتحـريك سـلم غلاء المعيشـة صعودا ًو نـزولا ًحسـب تطـور الظروف الأقتصادية
التـي تمـر بهـا البـلاد .
2 – تثبيـت جميـع العمـال المؤقتيـن والموسـميين وإنصـافهـم .
3 – إلغــاء العمـل بنظـام التمـويل الذاتـي فـي كافـة الشـركات والمنشـأت الحكوميـة .
4 – إلغـاء القانـون ( 150 ) لسـنة 1982 الخاص بتحـويل العمـال الى موظفيـن والـذي حاول الغـاء الهــويــــة
الطبقيــة لشــرائح كبيـرة مـن أبنـاء المجتمـع العراقـي , والـذي أتاح للدولـة ومؤسـسـاتها الهيمنـة عــلـى
إرادة تلـك الشـرائح ومصـادرة حقهـا في تشـكيل نقاباتهـا الخاصـة التي تتولى الدفاع عـن مصالحها والذي
تحـول بموجبه الأتحـاد العام لنقابات العمـال الى هيكـل فارغ مـن محتـواه .
5 – إعادة الحيـاة الى المشـاريع الصناعية الكبـرى , ودعـوة رؤوس الأمـوال الأجـنـبـيــة للأسـتثمار فيهـا عبر
المشــاركة فـي إدارتهـا بنسـبة تمثيل متفـق عليها وتطويـر عملية الأنتـاج فيهـا بالشـكل الذي يرتقـي
بنوعية المنتـج فيهـا بمـا تمتلــك مـن خبرات تكنولوجيــة متقــدمة .
6 - العمــل علـى تشـريع قانـون جديــد لتقاعـد العمـال , ورفـع الحـدود الدنـيـا لرواتـبهـم بـمـا يـــؤمـن الحيـاة
الحــرة الكريمــة لهــم ولعوائلهــم .
7 - تـخـصـيـص الأعـتـمـادات الماليـة الكافـيـة , لأعـادة تـقـديـم الوجـبـة الغـذائيـة العادية والوقائـيـة للعمـال ,
وتزويدهـم بالكسـوة الصيفية والشـتائية حسـب ما كـان معـمـول بـه سـابقا ً , وكـذا فـيـمـا يـخـص تأمـيـن
العـلاج الطبـي المجـاني لهـم .
8 - حمايـة عمـال القطـاع الخاص وبالأخص النسـاء العامـلات , وتـوفيـر شـروط وظـروف بـيـئـيـة مـنـاسبـة ,
ومسـاواة ٍ فتي الأجـور , وتأميـن مسـتلزمات الصحـة والسـلامة المهنيـة , والتأكـيـد عـلى عـدم تـشــغـيـل
الأحـداث , وتمكيـن عمـال القطـاع الخـاص مـن التسـجيل فـي مؤسـسات التأميـنات الأجتماعية والنقــابـات
العماليــة وتوسـيع أنمـاط الخـدمات المقـدمة للعمـال .
9 – عـدم تحميـل العمـال مسـؤولية المصـاعب التي يتعرض لهـا قطـاع الدولـة , تحـت حجـة العمـالة الفائضـة
وغيـرهـا مـن الذرائـع والحجــج .
10 – بنـاء المجمعـات السـكنية للعمـال فـي المنشـأت الصناعيـة الكبرى , وشـمولهـم بتوزيـع الأراضـي فـــي
المناطـق الأخـرى .
وفـي هـذا اليـوم الأغـر نقـول مـا زال طريـق النضـال أمامنـا طويــلا ً وعســيراً مـن أجـل حـل مشــكلات الفـقــر
والبطـالة وضـعف الأجـور والفسـاد المالي والأداري الذي يتنامـى يومـا ً بعـد يـوم والتصـدي للرأسـمال الطفيلـي الـذي يمتـص جهـد وعرق العمـال وعلى حسـاب معيشـتهم ومـن أجـل حيـاة ينعمون فيهـا بالحـرية والكرامـة والعـدالـة الأجتماعيـة , ولكـن هـل مـن مدخـل ٍ للخـروج مـن هـذه المعانـاة المقيتـة للعمـال سـوى البـدء بتغييـر الواقـع السـياسي الـذي ينتـج كـل هـذا الفسـاد ويجـعل المســتقبل قاتمــاً أمـام أكبـر شـريحة أجتماعيـة تبـذل وتعطـي جهـدهـا وتعبهـا لغيـرهـا , نعـم لابـد مـن ربـط كـل دعـوة ٍ للخـلاص مـن واقـع الظلـم والأســتغلال والفسـاد بجانبـها السـياسي , فالمجتمـع الـذي تسـوده الحريـات العامـة والممارسـة الديمقراطية الصحيحة ومشـاركـة منظمـات مجتمعـه المدنـي وفـي نقابات عمالـه , صـانعي خيـراته , يكـون قادرا ً علـى تحقيـق أهـدافـه وتطلعاتـه .
لنجعـل مـن شـعارنا وطــن حـر وشــعب ســعيد واقعـاً ملموســاً عبــر تشــديد النضــال وأســتمراريتـه .
المجـد والخلـود لشــهداء طبقتنــا العاملـــة .
تحيــة لكــل عمــال العالــم فــي هـذا اليـوم المجيــد
كتلـــــة تصحيـــح المســار
الحــزب الشـــيوعي العراقــــي
#كتلة_تصحيح_المسار_-_الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟