أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الإعلام العربي ..تلك الصورة النمطية














المزيد.....


الإعلام العربي ..تلك الصورة النمطية


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 05:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


في تقديري "لئن كان هناك من عامل حقيقي أسهم في إذلال الإنسان العربي وساعد على استبخاسه فهو عامل"الإعلام "أي تلك الصورة النمطية التي تتهافت الفضائيات العربية في أطهارها وإدمانها ممثلة في مشاهد مرتجفة لأناس مخلوعين , وجحافل بشرية كالحة, شاحبة,غاطسة ومرتدة مظلمة الخيال والأفق . غير أن وقفة تأملية عميقة في تلك المشاهد واللقطات تفصح عن أبشع صفقة تجارية، وعملية مسخ ممنهجة للذات ، واسترخاص بئيس لكرامتها ومتاجرة دنيئة لفصيل محدد من النوع البشري"العربي بالتحديد" يمارسها إعلامه في حقه.
وإذا كان اللافت في مثل هذه العروض الفضائية السخية من البؤس قدرتها الفائقة على خلق الإثارة ، ولفت الانتباه لواقع اليم ، وبأسلوب يخاطب قلب الشرق الأوسط الكبير , إلا أن الأغرب واسوا ما في الأمر، اقصد الوجه الآخر للعملة ، أن لتلك المشاهد أيضا الدور الأكبر في تصدير ثقافة التسطيح و البؤس والخواء والتخلف.

إن المتأمل في الترسانة الفكرية لفقه النوازل لن يفاجأ بالكم الهائل من الأحاديث الدينية المستمدة من التصور الإسلامي لكيفية تدبير النازلة , ولا بد أن حق كافة شعوب الأرض في الحياة بسلام يشكل أساس التصور البشري , بل التصور الإنساني كله.
حق الإنسان أي إنسان ، بغض النظر عن دينه او لغته او جنسه ، في الأمن والسلامة الجسدية زمن الشدة ، على الأموال والممتلكات، حقه في الكرامة والمساواة في توزيع الثروات ورفع الاستغلال الفردي والجماعي، ونبذ التمييز بكل أشكاله وبوقف الظلم والعدوان ، وقعت "برفع الواو" في شانها عدة اتفاقيات وعهود دولية , بحكم أن الدين قاسم مشترك بين شعوب الأرض . حق لا يقبل المساومة او الجدل.
لكن , وحال المواطن العربي في فلسطين "غزة" أو العراق, والمسلم في أفغانستان...مدعوان إلى السقوط يوميا ضحية الاقتتال الأخوي تارة، أو الهمجية البربرية الغربية"أمريكا والتحالف" إسرائيل.تارة أخرى .
وبطبيعة الحال فان هذه المأساة تتفاقم حيت يتم تسويق صور القتل والدمار والتنكيل، ويتم توظيفها توظيفا سيئا يخدم مصالح الغرب، كما يظهر سيطرته على هؤلاء البدو السذج, مستسيغا احدث وسائل الدمار مستبيحا أقصى ما وصلت إليه آلة الحقد والعنصرية. ولا شك مثل هذه الصور والأمثلة كثيرة جدا تعمل بطريقة أو أخرى في الراهن السياسي والاجتماعي العربي . فمن جهة ، تعري هشاشة أنظمة الحكم بهذه الأقطار ، فضلا عن كونها تعبر بوضوح عن الانتقاص واستبخاس الإنسان المزدوج"داخل +خارج" الذي يعانيه الفرد على امتداد الوطن العربي .
المشهد نفسه يتكرر حين تتفوق جرافة السلطة بلد عربي ، باسم القانون هذه المرة ، وتحت حمايته في الإجهاز على سكن عبارة عن" براكة" بحي صفيحي عمره أطول من الديمقراطية في البلد, وتسويتها بالأرض, دافعة بدلك أسرة من 9 أفراد إلى التشرد والضياع, ولا يكون رد الفعل سوى العويل والصراخ والنحيب, والدعاء .
"دعيتهم لله"... الله يجازيهم"... ياربي, خرج فيهم البرهان, " إلى غير ذالك من الصلوات التي تحجب الحقيقة ، كما تبرئ المسؤولين الحقيقيين من مسؤولياتهم في الكارثة, وتحميهم من المتابعة و العقاب . لان الحي الصفيحي شيد أمام أنظارهم وبواسطتهم مقابل عمولة مادية زمن الانتخابات .

وإذا كان العدو الصهيوني يبرر نسف منازل الاستشهاديين بالانتماء للإرهاب وتبني الفدائيين عقيدة الجهاد من اجل الحق في الحياة والأرض, كيف يبرر قائد مقاطعة حضرية بمدينة مغربية سلوكه المريب قطعا، والمبني على رشاوى مقابل السماح بتشييد مباني فوضوية , وإتاوات مقابل التغاضي في التوسع الهامشي للمدن .
إنها مشاهد مألوفة في جزء من الوطن العربي تقع خارج أية تغطية إعلامية, وإذا ما قدر لصحفي تواجد بالصدفة, فان احتمال تكسير آلة التصوير واعتقاله لمدة أمر وارد جدا.فضلا عن احتقاره من قبل عناصر مساعدة في البطش وسافرة في التنكيل من رجال السلطة وأعوانهم من شيوخ ومقدمين وعملاء.
"إذا أصابت الزلازل والعواصف والأعاصير أمريكا فالأمر عذاب الله" وإذا أصابت بلدا مسلما فذاك إنذار من الله, وادا أصابت المغرب فهو امتحان من الله, فمتى يكون فرصة لسجن المسؤولين والمقصرين وناهبي المال العام؟
فماذا لو ضرب إعصار كاترينا بعض مناطقنا, واتى زلزال يدغدغ الدرجة السابعة على سلم ريشتر, لمن ياترى يوجه المواطن اللوم عند تجريف مساحات من أحياءه السكنية الفوضوية ,المشيدة في الظلام , وأمام أنظار أعوان وقواد السلطة وعيونها التي لا تنام, للأرصاد الجوية التي تستنسخ الحالات الرصدية على مدار الأسبوع ,أم للقائد وزبانيته من الوسطاء والسماسرة الدين تفاقمت المجتمعات العشوائية في دوائر نفوذهم, وسطوا على أجمل البقع, وساعدوا عبر الارتشاء والعمالة على توسيع غيتوهات خالية من كل فنية أو جمالية,عمرانية, أم لشركات التامين الغارقة في شفط تعويضات الهالكين من اليتامى والمحجورين وأبناء السبيل؟ لا هذا ولا ذاك , سيقولون بكل تأكيد, وستحرك السلطة رأسها بالإيجاب " حكمة الله," يفعل في ملكه ما يشاء, وتنتهي المسالة.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير في تسع كلمات لاحتلال الشرق العربي
- الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟
- عاهات الكترونية2/12
- تبرع للموقع ..
- الشاعر المغربي بوجمعة العوفي يطرز البياض الذي يليق بسوزان
- حوار مع الدكتور الحبيب ناصيري باحث في الخطابات الفنية حول ال ...
- لغة شعرية راقية معتمدة في الدورة الخامسة من المسابقة الشعرية ...
- عاهات الكترونية..1/12
- الكاميرا المُواطِنة متسع لحفز السلوك المدني
- -الكفايات التواصلية اللغة وتقنيات التعبير والتواصل-
- ليل الغربة – جديد الشاعر والزجال المغربي محمد اجنياح
- حتى لا يكرر العرب أخطاءهم التاريخية
- الدجل ، الترفيه، الإباحة ثلاث فرامل تعيق تطور الإعلام الفضائ ...
- غزة أولا....ياولدي /يتبع
- - مسارات- العابر للقارات
- الإعلام العربي الفضائي يشبه نبتة -الخس- ثلث أرباعها للرمي في ...
- شذرات مالحة
- -علامات تربوية- رصد الحكامة وآفاق الإصلاح التربوي بالمغرب
- الصحافة العربية قبل وبعد تأسيس قناة الجزيرة مالذي تغير؟؟؟؟
- كالندى فوق أقاحي الصباح ..جديد الأكاديمية الجهوية للتربية وا ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الإعلام العربي ..تلك الصورة النمطية