أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام الامير - النجف مركزا للقرار الديني ومحاولات خفية ايرانية لافشاله















المزيد.....

النجف مركزا للقرار الديني ومحاولات خفية ايرانية لافشاله


سلام الامير

الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1 -

الاماكن المقدسة كثيرة في العالم ولا يكاد يخلو بلد من بلدان العالم اليوم من بقعة مقدسة فيه وهذه القداسة للمكان اما ذاتية كالحرم المكي وبيت المقدس وغيرهما أو عارضة تحصل بحلول أو مجاورة أو اقام فيها ولي مقدس كالمدينة المنورة وغار حراء والنجف الاشرف وغيرها من الاماكن المقدسة
وفي العراق تجد الكثير من الاماكن المقدسة وهي منتشرة في شرق البلاد وغربها ومن جنوبها إلى شمالها ومن بين هذه الاماكن المقدسة هي النجف الاشرف المعنية بهذا المقال
وجاءت اشرفية النجف من عدة امور
الأول أنها تضم رفات عظماء البشر من الانبياء والاوصياء فان فيها قبور آدم ونوح وهود وصالح وعلي بن ابي طالب
الثاني أنها كانت مهبط سفينة النجاة التي ركبها نوح ع هو ومن آمن معه الذين نجوا من الطوفان العظيم
الثالث إن الله قد منحها القداسة وقد اقسم بها عز اسمه بقوله {والتين والزيتون } ويروى أنها ارض النجف وقد كانت مشهورة في الزمن الغابر بزراعة التين والزيتون وكانت تضربها الزلازل باستمرار حتى وصل إنه في كل يوم وليلة زلزال فلما مر بها نبي الله ابراهيم ع وبقي فيها ثلاث ليال ولم تزلزل فطلب سكانها منه إن يبقى فيها لكنه قال لهم إنه ترك عائلته عند البيت الحرام ولا يستطيع إن يبقى بالنجف وعرض عليهم إن يشتريها منهم فقبلوا ذلك ومنذ ذلك اليوم لم يضربها زلزال وقد سكنها بعد ذلك أبناء يعقوب بن ابراهيم
الرابع ورد ايضا إن كليم الله موسى بن عمران ع لما مر بارض النجف نودي إن اخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى وذهب جل المفسرين إن المقصود بهذه العبارة هي النجف وان هذا الوادي هو المعروف اليوم بمقبرة وادي السلام الكبرى
الخامس كذلك يحكي القرآن بقوله تعالى {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين } ومرجع الضمير هنا إلى السيد المسيح عيسى بن مريم ع وامه مريم العذراء ع كما نقل عن بعض المفسرين والربوة هي مرتفع ارض النجف
وقبل ما يزيد على إلف سنة أصبحت النجف قبلة العلماء واليها تشد رحال الفقهاء ففيها اكبر مدرسة إسلامية في العالم هي الحوزة العلمية التي انتقلت من بغداد بعد الغزو المغولي لبغداد

- 2 -

إذا كانت النجف هي عاصمة للثقافة الدينية فينبغي إن تكون منزوعة السلاح وخالية من الميلشيات وبعيدة عن الصراعات الداخلية والخارجية ويقال انه سيتم اعلان النجف عاصمة للثقافة الدينية في مطلع عام 2012 وستكون مستقلة تماما كالفاتيكان مما يعني إن تكون مركز القرار الديني خصوصا للشيعة في العالم وهل ستترك حكومة إيران هذا القرار يمر بسلام خصوصا انه سيتم سحب البساط من تحت ارجلهم وسوف لن تكون لهم السلطة الدينية العليا على الشيعة العالم وهي بالفعل ليست لهم لكنهم قد استفادوا من خلافاتهم مع النظام السابق وصعوبة الاتصال مع النجف من قبل الناس في العالم فحاولوا نقل مركز القرار الديني إلى مدينة قم الايرانية لكن لم يفلح هذا الأمر
فايران تتنكر على النجف إن تكون مركزا للثقافة الدينية وذلك ليس ألان فقط بل منذ زمن بعيد ويوجد شواهد تاريخية على ذلك لانها ترى فيها خطرا على جهودها للسيطرة على شيعة العالم فهي منذ القدم تحاول إن تخضع النجف تحت ارادتها وادارتها لكن كل محاولاتهم كانت فاشلة ولم تفلح كما حاولوا نقل الحوزة العلمية إلى قم قبل ما يقارب الـ 200 سنة لكن ما زالت حوزة النجف هي الاصل وباقي الحوزات فروع غير معترف بها علميا
القادة الايرانيون يحاولون سريا وبشتى الطرق الملتوية والغير مشروعة نقل مركز القرار إلى قم ويرون في النجف خطرا حقيقي لانها تسعى لبناء نظام متحرر ديمقراطي وترى غالبية الشيعة بل العراقيين تلتف حولها وتقف معها لبناء عراق مزدهر ديمقراطي متحرر وهذا ما يؤرق ويزعج الساسة الإيرانيين ولذلك ترى انهم بداوا اعتداءاتهم على الشعب العراقي من خلال تسليح وتدريب الميليشيات الموالية لهم كمنظمة بدر وجيش المهدي وغيرهما فارسلوا للعراق عبوات ناسفة وقنابل مدافع ومواد تفجير للميليشيات ولقوى الإرهاب المتمثل بقاعدة الشر وغيرها
الايرانيون لديهم مخططات لتقسيم شيعة العراق إلى فرق متناحرة متقاتلة فيما بينها ليتسنى لهم نقل مركز القرار إلى قم بحجة إن العراق غير آمن وغير مستقر وان الشيعة منقسمين على أنفسهم ومتصارعين فيما بينهم
على ما يبدوا إن القادة الإيرانيين بدء صبرهم ينفذ واصيبوا باحباط شديد وخيبة امل لان كل جهودهم لهز ايمان العراقيين بائت بالفشل ولم يتمكنوا من السيطرة على الشعب العراقي ولم يستطيعوا إن يقنعوا الشيعة بمبدء العمل السياسي وفق نظام ولاية الفقيه لذلك كانت تصرفاتهم الأخيرة مستعجلة ومكشوفة وغير مدروسة وجاءت بنتائج معكوسة وانقلب السحر على الساحر فبدلا من إن تكون البصرة الفيحاء درعا بشريا يقي إيران من إي ضربات أصبحت سيفا بيد الفرسان وعادت من جديد درعا حصينا للعراق وشوكة بعين المد الإيراني الاسود
من المؤكد إن الأمن والاقتصاد في العراق سيتحسن عندما تتوقف إيران من التدخل في شؤونه الداخلية وتركه يقرر بنفسه ما يصلح له

- 3 -

إن قال قائل فما هو الضرر إن كان مركز القرار الديني في مدينة قم الايرانية واي فرق بينها وبين النجف وما يستفيد الشعب العراقي إن كان المركز النجف
فاقول إن الفرق كبير والثمرة واضحة فان انتقل مركز القرار والعاصمة الدينية من النجف إلى قم فسيكون حينئذً القرار الديني بل حتى الفتاوى مسيسة لصالح النظام القائم هناك وسوف يستغل الدين لصالح المشروع الإيراني الكبير المعروف وهو تصدير الثورة الإسلامية إلى البلدان الأخرى طبقا لمبدء ولاية الفقيه التي لا يعترف بها علماء الإسلام في العراق وتحت شعارات براقة كمحاربة الغرب الكافر ودول الاستكبار العالمي ومناصرة المستضعفين في العالم وما شاكل ذلك وسوف يتسبب هذا الأمر بعدم استقرار المنطقة عموما وحينذاك لن يكون سلام في فلسطين ولا استقرار في لبنان ولا ازدهار في العراق وبالتالي قلق مستمر في دول المنطقة عموما
اما إذا صار القرار الديني رسميا في النجف واصبحت مدينة دينية فاننا نطمئن إن القرار سيكون دينيا بحتا ولن يكون للسياسة إي سلطة عليه وبذلك إضعاف لسلطة ولاية الفقيه التي يعمل بها قادة إيران وتحجيمها وحصرها بزاوية سياسية مناطقية محددة
ومن جانب آخر ستكون النجف بعيدة عن القرار السياسي في العراق وليس من حق الاحزاب المتأسلمة إن تزج الدين في السياسة وتستغل الدين لصالحها السياسي
ولابد إذا اريد للنجف إن تكون مركزا للقرار الديني فقط إن تكون بعيدة عن المحاصصة الطائفية ولا يصح إن تكون عاصمة لاقليم الجنوب المزمع تشكيله لاحقا فلا يمكن إن تكون عاصمة للثقافة وعاصمة للاقليم في آن واحد بل لابد للنجف إن تكون بعيدة عن نظام الأقاليم البتة وتكون اما محافظة تابعة لحكومة المركز ادرايا أو ولاية براسها وغير تابعة لاقليم ولا بد ان يقنن ذلك بقانون
وسيكون حلا لاغلب الصراعات الداخلية بين الاحزاب الإسلامية المتقاتلة فيما بينها على مراكز السلطة في المحافظات العراقية في مناطق الفرات الاوسط والجنوب
اخيرا اخلص بالقول إن هذا الأمر هو شأن عراقي بحت ولا يحق لغير العراقيين إن يتدخلوا فيه ونامل من جيراننا لن يتركوننا وشؤوننا ولا يتدخلوا بامور بلدنا الحبيب عراق السلام

سلام الامير



#سلام_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة سياسية عراقية ضد التدخلات الايرانية
- بغداد في ذكرى تحررها الخامسة
- العراقيون والخطر الإيراني المستمر
- الائتلاف العراقي يتحمل مسؤولية انهار الدم العراقي
- محاربة عصابات الميليشيات في العراق خطوة تستحق التقدير لكن
- الانتخابات نقطة تحول نموذجي في تاريخ العراق الحديث
- شهيد المحبة والسلام
- انعزال او اعتزال الصدر من السياسة مؤقتا
- المناسبات الدينية في العراق الجديد بحاجة إلى تنظيم وتقنين
- الرئيس الايراني المهووس في بغداد
- تمديد تجميد جيش المهدي قرار حكيم لصالح العراق
- العراقيون ينشرون السلام في كرنفال مسيرة الاربعين
- محاربة الفساد هل هو شعار جديد أم نظرية قابلة للتطبيق
- بعد أربع سنوات ظلام ..هل ستشرق شمس عراقنا من جديد
- الشهيدة {بوتو} انموذجا للمرأة الرائدة
- دمج عناصر الصحوات بقوات الامن العراقية
- الحج قرعة للمؤمنين وسياحة للبرلمانيين
- هزيمة الإرهاب في العراق
- شهر الاعياد والافراح
- السادة النواب الحجاج سعيكم ليس مشكور وذنبكم غير مغفور


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام الامير - النجف مركزا للقرار الديني ومحاولات خفية ايرانية لافشاله