شفان شيخ علو
الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 02:58
المحور:
الصحافة والاعلام
عشرة سنوات بعد المائة .. على تأسيس أول لبنة للصحافةالكوردية, على أيدي أًُناس وطنيون شعورا بأهمية الكلمة وأثرها ومساندتها لأخوانهم وهم يسطرون الروائع في قمم الجبال وممرات الوديان عندما كانوا يقاومون الطواغيت مطالبين بحقوق شعبهم الكوردي ..
فكانت من الأهمية أن تؤسس صحافة للشعب الكوردي ويصبح لهم صوت تنقله مجموعة من أبناءه الصحفيين إلى أصقاع العالم ليبينوا لهم حق الشعب الكوردي ومدى مظلوميته التاريخية , وهذا ما حدث بالفعل فقد عملت الصحافة الكوردية بكل جهدها لكي توصل رسالة إلى العالم مفادها بأن الشعب الكوردي له الحق أن يعيش معززا مكرما , وأيضا حملت الثقل الكبير كي توضح وتشرح مدى التعسف والقهر والإبادة التي تعرض لها الشعب الكوردي على أيدي حكام وأنظمة كانت تسعى لإبادة شعب بكامله ....
فمن الواجب والحق أن نحتفل بالصحافة الكوردية ونقف لها إجلالا ولكل الذين أعطوا من مداد أقلامهم وأبدعوا في نقلهم لصورة الواقع الذي يعيشه الشعب الكوردي تحت سطوة الظالمين .... حتى كانت الصحافة الكوردستانية لها الأثر الكبير في تحرير إقليم كوردستان من أيدي اعتى طاغية عرفه التاريخ (صدام المقبور) وأيضا كان لها الأثر الواضح في مد المتعاطفين مع القضية الكوردية بالمعلومات والحقائق التي يمر بها شعب بكامله وبفضل تلك الصحافة نرى الكثيرين من المتعاطفين من شخصيات وسياسيين ومثقفين وأصحاب قرار في العالم بكامله , فضلا عن تعاطف الكثير من شعوب العالم مع قضايانا المصيرية ...
بعد هذه السنوات الطويلة من جهاد صحافتنا وإبداعها أخذت الصحافة تسير على نهج الانفتاح والتطور والمضي مع متطلبات العمل الإعلامي الحديث , متخذتا لنفسها الكلمة الحرة شعارا , فعندما قرر الشعب الكوردي اختيار الفدرالية كانت له السند القوي والداعم لحكومته وبهذا استحقت أن تعتلي عرش السلطة الرابعة وقبلت أن تصبح الرقيب والباحث عن الحقائق ودعم المسيرة الديمقراطية التي خطتها دماء شهداء المقاتلين الأبطال وأصحاب المقابر الجماعية من شعبنا الكريم , فلم تكتفي صحافتنا بهذا فقط بل أعطت الدماء الزكية لكثير من الصحفيين حتى اختلطت دمائهم مع دماء باقي أبناء الشعب فاستطاعوا أن يصنعوا طريقا يليق بشعب كوردستان ...
أما في خضم الوضع الحالي الذي يمر به كوردستان العراق بشكل خاص والعراق بشكل عام , نرى إن الصحافة والإعلام قد أخذ دوره الرائد في إثراء المواطنين بالمعلومات وكشف حقيقة ما يجري في العراق من حملات إرهابية ضد أبناء الشعب الكوردي وباقي محافظات العراق , فقد أشرت الصحافة الكوردستانية على مواضع الخلل في الوضع الراهن فلم تكتفي بأن تنقل الواقع المرير بل أعطت الحلول والمقترحات كونها كانت العين المراقبة التي زودت الشعب والحكومة بكل المعلومات ووقائع الأحداث التي تجري على أرض كردستان والعراق , حتى سقط الكثير من أبناء الصحافة الكوردستانية بين شهيد وجريح وخطف قسم منهم على أيدي الإرهابيين كونهم كانوا يعملون بصدق وأمانة وهم مسبقا يعلمون إنهم مستهدفين من هذه الجماعات الباغضة والحاقدة عليهم وعلى كل كلمة يكتبونها فكانت بمثابة الرصاص الذي يرمى على الرؤوس العفنة من هذه الجماعات المنحلة , الجميع كان يعلم من إعلاميين وصحفيين وغيرهم أن ضريبة كلمة الحق ,لهو,الموت و الابتزاز وغيرها من أساليب يعرفها الحاقدين ....
بكل فخر واعتزاز نتمنى الانتماء إلى هذه الصحافة التي شاركت الشعب همومه وكانت الظهير الصلب للمقاتلين .... اليوم وبهذه المناسبة المجيدة لعيد الصحافة الكوردستانية ننظر إليها نظرة أمل بأن تأخذ دورها بشكل أوسع وأشمل في بناء كوردستان الثقافة والديمقراطية, تصان فيه حقوق الإنسان وتصبح العين الثالثة لكل فرد من أفراد الشعب الكوردستاني ....
صحافة كوردستان وبكل شوق وفرحة تنتظر أن يصدر قانون الصحافة من قبل برلمان إقليم كوردستان حتى تستطيع الصحافة والصحفيون ضمان حقوقهم , ويعرفوا مالهم وما عليهم ولغاية هذا اليوم المنشود كلنا أمل أن تصل صحافتنا إلى مستوى الطموح فالأمل موجود في مجيء هذا اليوم لوصول الصحافة الكوردستانية إلى المكانة التي تستطيع أن تتسابق وتضاهي زميلاتها من البلدان المتقدمة في هذا المجال..
بهذه المناسبة المرجو من شعبنا الوفي أن يبارك لهذه الصحافة عيدها الأغر , كما بارك في يوما ما البيشمركة , هذه المباركة للصحافة والصحفيين سوف تزيد من المسؤولية الملقاة على صحافتنا , وأيضا من جانب آخر كي تشعر هذه الصحافة بأنها سائرة على تأدية واجباتها بشكل صحيح ....
وما نريده من صحافتنا العزيزة أن تسير على طريق ترسيخ الحرية والديمقراطية وإشعار المواطنين بمسؤولياتهم والاهتمام بإرشاد الناس على احترام القانون وإنه لابد أن يكون فوق الجميع .
الصحافة مطالبه بإنشاء أجيال تهتم بالصحافة والثقافة وتحترم دورها في بناء وصيانة الحياة , و مطلوب منها اليوم أكثر من أي وقت آخر على مراقبة المفسدين وكشف المتلاعبين بمقدرات الشعب الكوردستاني وبشكل لائق لصحافة حرة وهادفة وليس بأسلوب التسقيط والتشهير والإدعاء الغير مستند إلى أدلة التي يعيق عمل الحكومة على اتخاذ إجراءاتها اللازمة بمعاقبة من يحاول التلاعب والإفساد في جميع جوانب الحياة ...
ومن الضروريات الملحة وفي ضوء التطور التقني والتكنولوجي الهائل وثورة الاتصالات أن تواكب صحافتنا هذا التطور وتعمل على استغلال كل الوسائل الكفيلة في أغناء الصحافة الكوردستانية بما هو جديد ومفيد لأبناء الشعب الكوردي , فلا يمكن أن تتطور صحافتنا دون أن تساير هذا التقدم الكبير , فالمواطن أصبح يبحث عن التجديد والانفتاح على العالم من خلال الصحافة والأعلام إضافة إلى سعيه الحصول على هامش كبير من حرية التعبير عن آرائه وأفكاره وما يدور في خاطره ..
نأمل أن يكون هم صحافتنا هو إيجاد الحلول والأفكار التي يمكن من خلالها أن تصبح صحافة هادفة بسياستها , صادقة بطرحها , موضوعية بمواضيعها , نحن لا ندعي إنها عكس ذلك ولكن نطمح بالمزيد من هذا العطاء ... تحديد الهدف شيء مهم لكل صحافة في العالم ومالم تحدد الأهداف مسبقا لن تصل هذه الصحيفة أو تلك إلى مستوى المسؤولية , وسوف تهمل وترمى من قبل المواطنين ...
كلنا أمل أن تكون السنين القادمة سنين الصحافة المزدهرة والمتطورة التي تسابق الصحافة العالمية الأخرى .....
لكل الصحفيين الكوردستانيين الأعزاء نقول لهم كل عام وانتم بألف خير مزيد من التألق والرقي .. وللشعب الكوردي مبروك عليكم عيد صحافة أبناءكم وبناتكم وبدون مساندتكم لن تكون لنا صحافة مسئولة ... نبارك لحكومتنا الكريمة هذا اليوم الأغر ولاسيما رئيس إقليم كوردستان لما أولاه من اهتمام بالصحافة والصحفيين من خلال توجيهه برقية تهنئة بهذه المناسبة ... فأن دل على شيء فإنما يدل على مدى التقديرلهذه الصحافة الكوردستانية المناضلة ...
كلنا أمل بمساندة الحكومة والبرلمان لصحافة كوردستان كي تواصل مسؤولياتها القومية تجاه الشعب الكوردي العزيز ... ولا أظن أن حكومتنا الموقرة بخيلة في حماية الصحافة والصحفيين وتأمين ورعاية حقوقهم , لأنها تؤمن بمسؤولية هذه الصحافة ودورها والتي هي دون شك سندا قويا للشعب والحكومة ...
تهنئة من الأعماق لكل الصحفيين الكرام بهذه المناسبة ..... وكل عام وشعبنا وصحافتنا بخير وبركة .
#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟