من هوان الدنيا في هذا الزمان الأغبر و في هذه المجتمعات البالية أن يعلو صوت الباطل بروح الحقد و الشر التي تتلبسه على صوت الحق بروحه الحرة النقية المحبة للخير للعالم أجمع .. ففي مقابل أصوات و أقلام مخلصة نقية تحاول أنقاذ هذه الأمة من مصيرها المظلم المحتوم يقف جيش من الأصوات و الأقلام التي جندت طاقاتها و كل ماتملك من أجل أسكات تلك الأصوات الخيّرة .
أحد هذه الأصوات المخلصة و الخيّرة و النقية و التي وقفت دوماً و عبر تأريخها الطويل مع الحق هو صوت أستاذنا الأعلامي الكبير الدكتور هشام الديوان .. و في مؤامرة أقل ما يقال عنها بأنها دنيئة تمكنت أصوات الحقد و الشر من أسكات هذا الصوت العراقي الوطني المخلص عبر تضييق الخناق عليه بمهاجمته في برنامجه أحياناً و أتهامه بتهم حدثت في زمن لم يكن الدكتور هشام قد ولد فيه بعد .. أو بأستهدافه بسلسلة من المقالات المسمومة و المدسوسة من بعض الذين يدعون الوطنية و يجعلونها عنواناً لأحزابهم المغرضة و هم من الوطنية براء .
فلقد كان برنامج الدكتور هشام الديوان نقطة الضوء التي في نهاية النفق ليس لي فقط بل للألوف أن لم نقل للملايين من أبناء العراق ممن كانوا يتسمرون يومياً في بيوتهم ساعة عرض برنامج الدكتور الفاضل سواء مَن هُم في الداخل أو في الخارج بأنتظار سلّة الخير و العطاء و الحب التي كان يحملها الدكتور هشام يومياً الى برنامجه الجميل ليوزع ثمارها الطيبة من على شاشة (ANN ) على أبناء الشعب العراقي الذين أحبهم جميعاً بدون أستثناء و بدون تفرقة بين عربي و كردي و سني و شيعي و مسلم و مسيحي و صابئي فكلهم كانوا في نظره أخوة و أحبة .. و كم كان يوم السبت من كل أسبوع ثقيلاً لأنه لم يكن يحمل في ثنايا برامجه برنامج الدكتور العزيز هشام الديوان .. طبعاً بأستثناء سبت وحيد كان من أجمل أيام السبت و أكثرها تميزاً في حياتي .. فقد تشرفت فيه بلقاء الدكتور هشام في أحدى الندوات الثقافية التي عقدت على شرفه بناءً على دعوة أحد المراكز الثقافية العراقية في المهجر .
لكل هذه الأسباب و غيرها نشأ تحالف شيطاني مقيت ربط بين رهط من أتباع و أيتام النظام الصدامي المقبور في الخارج و بعض القومجيين و أشباههم من بعض اليساريين المتقومجين شُنّت بموجبه حملة مدسوسة و ظالمة شعواء ضد الدكتور هشام الديوان و برنامجه في بعض صحف المرتزقة التي عرف عنها تواطئها المفضوح مع نظام الطاغية المقبور و التي أصبحت مرتعاً للعديد من أبواق النظام المقبور بدئاً برئيس تحريرها و وصولاً لبعض ( مناضلي ) العروبة و اليسار العراقيين و العرب السابقين ممن سائهم هذا السقوط المريع لنموذجهم الأستبدادي المقيت في العراق و الذي كان يذكر يسارييهم المتقومجين بستالين و قومجييهم العروبيين بعبد الناصر .. و أستمرت هذه الحملة الظالمة و توسعت لتطال العديد من المواقع الصحفية و الأخبارية على الأنترنت من التي سمحت بنشر بعض هذه المقالات متناسية الدور الرائع و التأريخي الذي يلعبه الأستاذ هشام عبر برامجه في ( ANN ) من خلال أستضافته و طيلة الفترة الماضية للعديد من أبناء الشعب العراقي علماء و أدباء و فنانين و شعراء و مفكرين ليتحدث معهم عن الشأن و الوجع العراقي و للوصول معهم الى ما يخدم مسيرة العراق الجديد .. العراق الذي كان و لايزال يأن من الجراح و الأوجاع و التي كانت يد الدكتور هشام بلسماً للكثير منها فكلامه كان ينبع من القلب الذي غُمر بحب العراق و أهله الطيبين و لكن ما باليد حيلة .
و بعد هذه الحملة الأعلامية القذرة و التي أستعملت فيها مصطلحات و ألفاظ أن كانت تدل على شيء فأنما تدل على التدني الأخلاقي لكاتبيها .. بدأت سلسلة من الضغوط المالية على شبكة ( ANN ) من قبل بعض الجهات التي عرف عنها ولائها لطاغية العراق القابع في الجحور و تعاطفها اللامحدود مع نظامه الدموي الوحشي العفن .. فصدام و عبر أموال النفط و غير النفط التي كان يسرقها و أزلامه من أموال الشعب العراقي و التي يقدرها البعض بحوالي 40 مليار دولار .. تمكن من تأسيس شبكة واسعة و مخيفة من الأتباع الأذلاء و المرتزقة بعضهم عرب و أجانب و أغلبهم عراقيين ممن يثق بهم لأدارة هذه الأموال التي كانت تهرب أولاً بأول الى خارج العراق لتودع في حسابات وهمية بأسماء هؤلاء الذين كانت مهمتهم الحفاظ على هذه الأموال و تشغيلها في مشاريع مضمونة أحياناً هذا بالأضافة الى عملية شراء ذمم الكثيرين ممن نراهم اليوم يتباكون و يلطمون الخدود على سقوط قائدهم الرمز الضرورة في الأسر و على كرامتهم التي سقطت بسقوطه .. و قد تنكر هؤلاء بواجهات عديدة مستعارة أحياناً و حقيقية في أحيان أخرى لتضليل الناس بل و الدول التي تأويهم .. فترى بعضهم رجال أعمال في بعض العواصم العربية و الأجنبية .. و البعض الآخر أساتذة للسياسة و الأقتصاد في جامعات الغرب .. ولا ننسى أيضاً المعارضين الشكليين الذين وزعهم النظام في بعض العواصم العربية و الأجنبية بهدف أرباك و أسكات الصوت العراقي المعارض الحقيقي و الشريف في الخارج كذاك الذي قال يوماً على أحدى الفضائيات العربية ( أذا تعرض النظام الى خطر خارجي فسأشد ليس حزام و احد بل حزامين للدفاع عنه ) .. و غير هؤلاء الكثير الكثير ممن لا ذمة لهم و لا ضمير .
لقد نجح الظلاميون الصداميون و أسكتوا صوت هشام الديوان في (ANN ) .. هذا الصوت الذي كان و سيبقى يعبر عن ضمير الشعب العراقي العظيم بكل ما يعتلج فيه من مشاعر .. سواء كانت مشاعر فرح بسقوط الطاغية و أصنامه .. أو مشاعر غضب على أقرب الناس ممن كانوا و لا يزالون يتفرجون على شعب العراق و هو يذبح على يد أرامل صدام و أيتامه .. أو مشاعر حب للوطن و للحرية و الخير و السلام .. أو كره للظلم و الديكتاتورية و الأستبداد .. أسكتوه و نحن واقفون نتفرج على هذه المهزلة بلا حراك بل بلا حتى صوت خجول يعلن رفضه للديكتاتورية الغابرة و بقايا أصواتها التي لا تزال تلعلع هنا و هناك و تهز عروشاً و فضائيات .
لقد كانت قناة ( ANN ) و لا تزال المنفذ الأساسي أن لم نقل الوحيد للعراقيين المقيمين في المنافي .. فقد تمكنوا من خلالها و منذ سنين التعبير عن آرائهم عما يجري في بلادهم من جرائم بكل حرية و بدون أنتقاء و تهذيب للآراء تماشياً مع ذوق الشارع العربي المريض بالوهم كما يحدث في أغلب الفضائيات العربية الأخرى .. حيث أنتهجت هذه القناة و منذ تأسيسها خطاً واضحاً في التعامل مع القضايا العربية و أشكالاتها .. خطاً يتسم بالشفافية و الوضوح في طرح هذه القضايا و يمتاز بالرغبة الصادقة في بحث و محاولة أيجاد الحلول المناسبة و الواقعية لهذه الأشكالات .. لذا نرجوا من هذه القناة العزيزة على قلوبنا جميعاً أدارة و فنيين أعادة النظر في سياستها الأعلامية التي شهدت في الآونة الأخيرة تغيراً ملموساً تجاه القضية العراقية التي كانت في السابق و حتى و قت قريب القضية رقم واحد في تسلسل الأولويات لدى القناة .. شاكرين لها في كل الأحوال موقفها التأريخي المشرّف مع العراق أرضاً و شعباً .
دعوة مني لكل الأخوة العراقيين و العرب من كتاب و مثقفين طيبين و مخلصين للوقوف بوجه هذه السياسات القمعية التي ما يزال النظام و أزلامه الذين في الجحور و خارجها يمارسونها على الصوت العراقي و العربي المخلص و الشريف سواء عبر الكتابة الصادقة أو عبر توقيع بيان مشترك يفضح و يشجب هذه المؤامرة لأن سكوتنا يعني أستسلامنا و أنهزامنا أمام هذه الشراذم و هذا لن يكون .. فنحن لم ننهزم أمام هؤلاء و هم في عز جبروتهم فكيف ننهزم أمامهم الآن و هم في الجحور !! فاليوم هشام الديوان و غداً لا نعلم من .. أللهم بلغت أللهم فأشهد .