موسى الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:09
المحور:
سيرة ذاتية
نرثيك يا حسني ، نتفجع على فراقك وانت تغادرنا الى الابد، فتعجز اللغة، وتذبل الحنجرة، ويتشظى اللسان لهذا الغياب الذي سبقتنا اليه. تغادرنا وتغادر الوطن المرصودة حريته بالقتل والموت والخراب، لنرثي حلمك وانت وحدك تفرش احلامك فوق اشجار ملونة كنت ترسمها لنا وكأنها الضوء الذي يشع بالحياة التي احببتها. نرثي كلماتك المقطوفة من تربة اوجاع الوطن ومآسيه حين كنت تنشرها في الصحف والمواقع، وقد جعلتها نوافذ لقلوب تتعجل مسيرك نحو درب الى الحرية الذي ناضلت من اجله عمرا. يا للخيبة الممزوجة بمرارة وغضب، لرحيلك ايها الطائر النبيل ، كأن رحيلك استشهادا، وكأن الامل الذي انتظرناه معا هو خيبة،بعد ان باتت السماء تهطل دما وسوادا، لتختفي واحدة من تلك الابتسامات التي احببناها بعمق.
القهر يسكنني، والحصار يسقطني وانا ارى صمت الذين خاطبناهم جميعا ولم يمدوا ايديهم لمعالجتك، فظلت حسرتنا وستبقى في جوفنا نحن معشر الفنانين التشكيليين العراقيين، فلا احد استجاب لندائنا في اسعافك، لا الوقت ولا المال ولا المدينة التي احببتها، فقد تخلوا عنك يا حسني، فلا يرتدع الساكتون عن صمتهم، ولايكترثون بقوة الجهل وانت ترحل الى الابدية، وهم يرحلون الى الهاوية.
اذكرك كيف كنت تطل علينا تسبقك طيبتك، فتوزع علينا ابتسامتك وتفاؤلك بان العراق لابد سينتصر على الفتنة، وان العراقيين لايمكن ان يقتتلوا لاسباب طائفية او مذهبية، كنت معلما في السعادة، كما كنت معلما في اللون والفرح والقوافي.
نودعك.. نكتب كلماتنا، وننتظر كلمات جديدة سنتذكرك بها مادمنا احياء. لقد جفت اشياء كثيرة برحيلك ليبقى اسمك رمزا لحركة شعب وتفاؤلا واملا لايعرف الاستسلام لليأس.
ستبقى يا حسني ابو المعالي بالنسبة لنا نحن معشر الفنانين العراقيين مشعل حرية دائم النور، ستبقى تقاوم الظلام بكل كلمة حرة قلتها وكتبتها ورسمتها، وسيبقى اسمك همزة وصل الى الحرية، فالحرية ليست نقطة وصول ولا مجيىء، هي نقطة لقاء او بداية.
ستعيش في قلب كل من احبك
موسى الخميسي
رومــا
#موسى_الخميسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟