أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مسعود عكو - الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة















المزيد.....

الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 702 - 2004 / 1 / 3 - 06:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وأخيراً اعتقل الطاغية صدام حسين, وانقاد إلى زنزانته الفردية كما كان يقود الملايين من أبناء العراق الجريح إلى غياهب السجون والمعتقلات تاركاً وراءه كل ما كان يملك من أموال وقصور ومجوهرات نساء.

 انتهت المسرحية المأساوية التي كان يمثل فيها كل أبناء العراق على مسرح أرض الحضارات, والمخرج صدام يتحكم بكل واحد من الممثلين, ولا ننس دور الجنود الذين كانوا يحمونه ويقفون من خلف الكواليس.

 هذه التراجيديا التي بالتمثيل فيها القتل والصهر والتعذيب والنهش والفرم يكون حقيقة وليس ظاهراً للعيان وكأنه تمثيل تقليدي كالمسرحيات الحقيقية, وانتهت كل فصوله , وحمل الشعب العراقي أعظم الجوائز فليست السعفة الذهبية لمهرجان كان تساوي ذرة من هذه الهدية التي قدمت لهم قبل أعياد الميلاد من قبل بابا نويل أمريكي ليدخلوا بها العام الجديد مطمئنين بأنه قد ولاّ زمن الخوف والرهبة.

أما المفارقات والعجائب التي نراها تنهال علينا من حد وصوب هي تهديدات الطاغية للمحققين الذي يقومون بالتحقيق معه في سجنه حيث اقروا  بأنها وصلت إلى طريق مغلق خلال الساعات الأخيرة وتعثر سير الاستجواب.

 حيث أحجم صدام الطاغية عن الحديث أو الإدلاء بأي معلومات مطلوبة من قبل المحققين ، وطالب بوقف سيل الأسئلة والاستجواب معه ومنحه مهلة من الوقت لاستعادة نفسه وترتيب أفكاره "على حد قوله للمحققين، وهدد صدام بأنه في حال استمرار الضغط عليه سيفجر حقائق مذهلة ستذهل العالم والمجتمع الدولي حول أوراق اللعبة السياسية الأمريكية مع بلاده، والدور الخلفي الأمريكي لحربه على الكويت، والمطالب التي طلبتها أمريكا منه قبل تجميع الحلفاء للحرب على العراق في حرب عاصفة الصحراء، ووجود وسطاء سياسيين بينه وبين بلاده قاموا بلعب دور قذر كما وصفه الطاغية.

اقتصرت أقوال الطاغية المخلوع على التهديدات، لكنه لم يدل بمعلومات حقيقية حول ما يلوح به من دور أمريكي سياسي في تلك الفترة معه، وهو ما اسماه صدام بكشف أوراق اللعبة.

 أما الوقاحة الكبرى التي يلوح بها صدام المجرم بأنه سيطالب أيضا بمحكمة دولية لمحاكمة الجرائم الأمريكية ضد شعبه في العراق، وأكد أن ملفات الاتهام ستكون أيضا جاهزة، بسبب استخدام أمريكا أسلحة محظورة دوليا ضد العراقيين في الحرب على العراق مرتين متتاليتين خلال أكثر من عقد من الزمن، مما سبب خسائر ودماراً للعراقيين، وهو ما أسماه صدام " بجرائم الحرب الأمريكية".

أما الجميل في الأمر هي مطالبة الطاغية بأن يمثل معه في المحاكمة مسئولون دوليون وليس صدام وحده وهذا يؤكد بأن صدام كان عميلاً لأكثر من جهة أجنبية هذا إذا لم يكن عميلاً لإسرائيل التي كان يهددها بين حين وأخر بأنه سيزيلها من الوجود يا للعجب!!!!!.

يقول الطاغية صدام انه إذا كان الأمريكيون يريدون حقا عرضه للمحاكمة، فيجب ألا يكون بمفرده بل مع مسئولين دوليين آخرين على مستوى رفيع أين كانت مواقفك المشرفة والتي كان يتغنى بها الكثير من أتباع سنتك وملتك يا بطل العروبة والإسلام.

والوقاحة الأخرى طلب صدام تسجيل أي أقوال سيدلي بها وعدم تحريفها أو تغيير ما سيرد بها حال استخدام هذه الأقوال في محاكمته أمام أي محكمة، وقال"يجب أن يعرف الجميع الحقائق الخفية، وهو الأمر الذي دعا مستشاري الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى تقديم نصيحة بتنقيح أقوال واعترافات صدام، وتقديم النسخة المنقحة إلى المحكمة التي سيتم محاكمة صدام أمامها، حتى لا يتسبب إدلاؤه بأي أقوال في إحراج الإدارة الأمريكية الحالية أو السابقة .

قد تكون أمريكا شريكة في جرائم الإبادة الصدامية بحق شعب العراق وجيرانه من قبل غزو الكويت والحرب العراقية الإيرانية لا بل أكيد أنها متورطة في هذا الأمر ولكن الأمر سيان بالنسبة لدول مثل أمريكا تأتي مصلحتها في أولويات عملها السياسي وليست كحالنا نحن في العالم الثالث المصلحة العليا هي مصلحة الحاكم أولاً وثانياً وأخيراً.

 أمريكا لا يعتب عليها وأنا لو أكون أمريكياً سأعمل من أجل مصلحة بلدي أولاً وأخيراً ولكن اللوم يقع على الأغبياء والحمقى من أمثال صدام حسين الذين باعوا كل شيء في سبيل شهوة وجبروت حاكم ظالم مستبد لا يعلم من الدنيا سوى القتل والتدمير والنهش في لحم البشر وكأنه وحش بري بل أسوء .

كل هذا ولازالت أمريكا أرحم من الطاغية صدام  فالنظام الصحي والغذائي المقدم لصدام في سجنه ليعجب الواحد منا بحيث ينظم وقته و كيف يقضي صدام حسين يومه في سجنه، حيث يأوي إلى فراشه ما بين العاشرة والحادية عشرة مساء، ويسمح له يوميا بقراءة بعض الصحف العراقية ، لكن لم يسمح إلى الآن بدخول أي كتب إليه في الزنزانة أو أدوات كتابه للاحتفاظ بها لأن لم يطاب بها، وانه لا يستسلم للنوم بسرعة، حيث توجد كاميرات مراقبة مثبتة عليه أثناء نومه لرصد كل تحركاته بالزنزانة، ويستيقظ بعد نوم متقطع في السابعة صباحا، حيث يقدم له طعام خفيف عبارة عن شرائح من الخبز والعسل ومعلبات الجبن والزبد ، ثم يقرأ ما يقدم له من صحف، ليلي ذلك بدء التحقيقات.

أما وجبة الغداء فغالبا ما تكون ساخنة من خضراوات ولحوم تتنوع يوميا، أما العشاء فهو غالبا ما يكون كوباً من العصير وثمرات من الفاكهة، وأحيانا لا يتناول عشاءه، ولا يسمحون له بمغادرة الزنزانة للتجول أو الحركة الحرة.

أما ذلك المؤمن قائد الحملة الإيمانية فأنه لا يصلي في سجنه ولم يطلب أي كتاب ديني أو حتى القرآن الكريم لكي يؤنس وحشته في منفردته والتي طالما تلذذ في تذويقها لأبناء العراق الجريح.

ويقدمون له كامل العناية حيث يتولون حتى حلاقة شعره ولحيته ولكي لا يقدم على عمل انتحاري لا يسمحون له بامتلاك أي أداة حادة هنا يخطر على بالنا سؤال لو كان صدام هو من قبض على قائد معارض له هل كان يقدم له مثل ما تقدمه له أمريكا ؟ لا أعتقد.

صدام يهدد من بكشف أوراق اللعبة يهدد أمريكا التي صنعته وصنعت الكثير من أمثاله يهددها بما كان هي ترسمه وينفذ عملياتها وخططها بدقة متناهية رجال مغفلون من أمثال الطاغية نصيحة لوجه الله عز وجل أقدمها لك يا صدام:

 لو حكمت من قبل أي محكمة الأحسن والأسهل لك هي إعدامك وهذه العقوبة بنظري غير كافية ولو ولوا أمر محاكمتك إلي لجعلتك تمثل أمام الشعب العراقي بزيك التقليدي وليبصق عليك كل أهل العراق ثم ادعك وشأنك ترحل وتذهب أينما شئت.

بكل هذه المقايس والمؤشرات التي تثبت أن صدام لم يكن سوى عميل محترف للسي أي أيه نال ما نال من خيرات العراق على مدى أكثر من ثلاثين عاماً وانتهى دوره كبيدق من بيادق لعبة الشطرنج العالمية والتي تتحكم بها الدول القوية وعلى رأسها أمريكا.

هذه الدلائل ولا زال الملايين من عشاق صدام يبهرون به ويمجدونه بل يقدسون هذا البطل الأسطوري الذي خيب أمالهم باستسلامه حيث أن تمثاله صمد أكثر منه تلك هي حقيقة صدام الطاغية والتي يعلمها كل محبيه ولكنهم لا يتنازلون عن محبتهم للظلم والطغيان فهم أناس ليسوا بأقل من صدام في الظلم والاضطهاد.

صدام لا يفيدك محاموا العالم كله حتى ولو دافع عنك الأنبياء والأولياء لا يبرأك الله من طغيانك وجرائمك بحق العراق والكويت وإيران وحتى بحق إخوانك العرب صدام أنت كنت مغفلاً والقانون لا يحمي المغفلين.   



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدونكيشوت ديلامانشا بأشكال متعددة
- الفجر الأحمر
- المؤامرات الدولية بحق الأمة الكوردية
- تجاوزات يومية لمواد دستورية
- الحوار المتمدن حوار للتمدن
- رسول حمزاتوف ........... وداعاً
- حضارة على أنقاض حضارات
- اللغو في الكلام
- الكورد بين مبادئ الإسلام وظلم المسلمين
- حبر على ورق
- الكورد والمواثيق الدولية
- شر البلية ما يبكي
- أصبح الكون قرية صغيرة
- بين ثقافة السياسي وسياسة المثقف
- المسلم أخو المسلم لا يظلمه لا يسلمه لا يخذله
- ع الدور يا عرب
- الحروب همجية الحكماء أم ضريبة الشعوب
- الضربة الأمريكية المحتملة ضد العراق - أراء وحسابات
- المشاركة الكردية في الانتخابات النيابية السورية : مسرحية كوم ...


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مسعود عكو - الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة