أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رانية مرجية - اطفال يناشدون الحياة














المزيد.....

اطفال يناشدون الحياة


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:10
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


أطفال من غزّة يعانون من اللّوكيميا
تقرير:رانية مرجية
لم أتردّدْ أبدًا من زيارة أطفالِ غزّة الّذين يُعانون من فقر الدّم أي اللّوكيميا، والّذين يتلقّون العلاجَ في مستشفى "تل هاشومير" في تل أبيب، رغم أنّ زيارتَهم امتزجتْ بالحزن بالدّموع، فهنالك أكثر من عشرين طفل وطفلة من غزّة يتلقّون العلاج هنالك، وكلّنا نعرف ما تعانيه غزّة هاشم من حصارٍ واعتداءاتٍ آثمةٍ مِن قِبل جيش الاحتلال، ولن أخفي عليكم أعزّائي أبدًا، أنّ وضْعَ الكثير منهم بخطرٍ، ما لم يتمكّنوا من إجراءِ عمليّةِ زرعِ النّخاخ الشّوكيِّ.

"إلهام صبحي القطراوي" والبالغة من العمر14 عامًا، وهي مِن حيّ النصيرات بغزة، كانت إحدى الحالات الّتي التقيتُها هنالك، ومَن يراها لا يملكُ إلاّ أن يُحبَّها لشموخِها وقوّةِ تمسُّكِها بالحياةِ، وإيمانِها أنَّها ستهزمُ المرضَ وتتغلّبُ عليه لتضعَهُ تحت الأقدام، وطوال حديثي معها لم تكفَّ عن الإبتسام، وحدّثتْني عن رحلةِ معاناتِها واكتشافِها لمرضِها بصوتٍ ناعمٍ رقيقٍ قالت:
اِشتقتُ لإخوتي بغزّة، وأنا بقمّةِ السّعادةِ لأنّي سأراهم عن قريب، واشتقتُ لزميلاتِ الدّراسةِ والأهلِ والجيرانِ، والكلُّ بغزّة كان يُحبّني.
وعن اكتشافِها للمرضِ قالت:
منذُ عامٍ بدات أحسُّ بدوارٍ كبيرٍ لدرجةِ الإغماءِ، ولم أستطعِ الأكلَ أو الشّربَ، وكانت لوزتايَ طوالَ الوقتِ ملتهبةً، كنتُ آخذُ دواءً إلاّ أنّ هذا لم يساعدْني أبدًا، ثمّ أجرى لي الطّبيبُ تحليلاً للدّم، وفقط عندَها عرفتُ بالأمرِ، ثمّ سافرتُ لمصر لتلقّي العلاج، ومكثتُ هنالك ثلاثةَ شهورٍ، وكانَ العلاجُ بغايةِ الصّعوبةِ، فقد كنتُ أتألّمُ بصورةٍ كبيرةٍ، فقد كانوا يعطونني العلاجَ الكيماويَّ عن طريقِ أوردتي، وكان يحرقُني في كلّ جسمي، ثمّ عدتُ لغزّة بعدَ انتهاءِ العلاجِ، وعندما ساءتْ حالتي تمّ نقلي للعلاج هنا في مستشفى تل هاشومير، وكلّما مرّ واحد وثلاثون يومًا أتلقّى العلاجَ الكيماويَّ هنا. وتختتمُ:
نفسي يعملولي العمليّة وأرتاح، اشتقت لإخواني وأخواتي ولأصحابنا، ولولا وجود أمّي معي هنا، والّتي دائمًا تشجّعني لكان وضعي أصعب، فأمّي لم تتركني يومًا خلال الأشهر الماضية.

هذا وقد علمت الـ "مدينة" أنّ عمليّةَ زرع النّخاعِ الشّوكيِّ تكلّفُ أربعةً وخمسين ألف دولار، وقد استطاع المحامي "رئيس أبو سيف" والشّيخ "مهدي أبو لبن"، وعدد من النّاشطين والمهتمّين بالموضوع من العرب من مدينة الرّملةِ، بجمْع اثنين وعشرين ألف دولار، وقد تبرّع "مركز بيرس" بمبلغٍ وقدْرُهُ عشرة آلاف دولار، ولكي تستطيع إلهام أن تجري العمليّة، فهي بحاجة إلى مبلغ اثنين وعشرين ألف دولار آخر.

السّؤالُ الّذي يطرحُ نفسَهُ هنا، هل من الصّعب على أيّة عائلةٍ من سكّانِ الرّملةِ واللّدِّ ويافا، أن تتبرّع ولو بخمسين شاقلا لإنقاذِ الطّفولةِ من الانعدام، ومن أجلِ إسعادِ أسرةٍ كاملةٍ؟
لن أخفي عليكم أعزّائي موقفَ العديدِ مِن طلاّبي الّذين أدرّسهم في مدرسةِ الأرثوذكسيّةِ الابتدائيّةِ وفي مدرسةالجواريش الّذين توجّهوا لي وقالوا لي أنّهم يريدونَ أن يساهموا بأيّة طريقةٍ، ومنهم من عَرَضَ عليَّ أن نقومَ بحملةِ تبرّعاتٍ بكلِّ الصّفوفِ، ومنهم مَن قالَ أنّهُ مستعدٌّ أن يتبرّع بمصروفِ يومين، فإن كانَ الأطفال يتعاطفون بهذا الشّكل، فترى ماذا سيكون موقف الكبار؟
لماذا لا نساهم معًا كشعبٍ واحدٍ وكأسرةٍ واحدةٍ؟ وللأمانة الصحفيّةِ ولأنّي كنتُ هنالك في المستشفى، وصادفتُ العديدَ من العائلاتِ وأطفالِهنَّ المرضى الّذين قالوا لي: صحيح أنّنا بحاجةٍ للدّعم، ولكن الآن إلهام هي الأحوج وأهمّ الحالات المستعجلة، ويجب أن تجري العمليّة لتنعمَ بالحياةِ

من الّذين التقيتُهم هناك كذلك الطفل محمد الزعرب والبالغ من العمر 13 عاما، والّذي يعاني أيضًا من اللّوكيميا، ووالدته أمّ محمد اختارتْ أن تُحدّثنا عن أحمد الّذي لا يحبُّ أن يأكلَ من أكل المستشفى أبدًا، وكلّ يومٍ تشتري له أكلاً من السّوبر ماركت، وتدفع يوميًّا عشرين شاقل للطّعام، وتضطرُّ أن تتديّن من هنا ومن هناك، فهو وحيدُها، وبين جمعيّة من الناصرة تتفقّدُنا إمّا بخمسين شاقلاً لكلِّ عائلةٍ، وإمّا بمعلّباتٍ، وهنالك مَن يشتري لنا كروت للجوّال، وتختم:
ساعدوا إلهام لتجري العمليّة أوّلاً، وإن استطعتم مساعدة ابني أيضًا سأكون ممتنّة لكم، فابني بحاجةٍ لأن يأكل جيّدًا ويحتاج لبعضِ الملابسِ والأمورِ الأساسيّةِ.

أمّا "صفيّة ناصر" والدة الطفل معتصم، والّذي يبلغ من العمر 4 سنوات ويعاني هو أيضًا من اللّّوكيميا فتقول:
زوجي كانَ سيساعدُني جدًّا بالولد لو كان معي هنا، إلاّ أنّه في غزة بعدما رُفض ومُنعَ أمنيًّا من دخول إسرائيل، وابني لا يحبّ أكل المستشفى، وشراءُ أكلٍ له من السّوبر ماركت يُكلّفني الكثير الكثير، وتضيف بلغةٍ متوسّلةٍ: الله يخليكم لا تتركونا من دون السّؤال علينا من جديد، نحن بحاجة لدعم أهلنا هنا من أراضي ال 48 واللّي بيعطي الله بيعطيه.

آخر حالةٍ كنّا قد التقيناها السّيّدة سهام الدّيراوي والدة الطّفل أسامة الّذي يبلغ 4 سنوات فقالت:
أربعة أشهر ونحن هنا، وباقي لنا هنا شهرين آخرين، ذهبنا من مدّة الى غزّة، مكثنا في المشفى هناك عشرة أيّام، ثمّ عدنا لهنا نتيجة الحصار والدّمار وعدم توفّر الأدوية والعلاج والكهرباء، وقد تعبت، وابني تعب من الكيماويّ، ولديّ ابنة معاقة بغزة، والحالة الاقتصاديّة صعبة جدًّا جدًّا، أمّا طفلها فقد قال لي:
أريد أن ألعب بلعب، زهقت وتعبت وبدي أعيش كبقية الأطفال.

وأخيرًا وليس آخرًا، الأطفال المرضى وأمّهاتهنّ يناشدونَ ضمائرَكم يا أهل الرّملة واللّد ويافا ويا أهل الخير أهلنا أن تساعدوهم...

للاستفسار الاتصال بالمحامي رئيس ابو سيف على هاتف 08-9206559
أو على 050-202319
او التبرع مباشرة على حساب 28886-85 في بنك لئومي فرع الرّملة رقم 936



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرجة ابتسام مراعنة -حان الوقت أن نرتدي لباسا أنظف-
- مهرجان المرأة العربية
- مأساة حي - ساميخ حيت-: الظالم والمظلوم فيه مستهدفون من الشرط ...
- يقتل القتيل ويمشي في جنازته؟!
- اعترافٌ يُمَرْمِرُ رائحةَ العتمِ
- -فقدت برائتي وطفولتي-
- وداعاً أيها الفارس الى موسى ابو كشك
- أعطونا مسرحاً نسوياًنعطيكم إبداعاً وحياة وتحرير وعلاج
- عنف وتخريب)عائلة المربوع تعيش المأساة
- حي او مخيم لاجئين؟
- تعيين جمعة الزبارقة مديرا للمدرسة الشاملة -أعد بمستقبل زاهر ...
- القسّ صموئيل فانوس: الحوار يقرب بين الأديان والتطرف الديني ا ...
- دعارة المناشير!!
- أطفال يدفعون ثمن الخيانة !
- ((أبارتهايد)) في الرملة
- رفض واستهجان للقرار: هراري رئيسا للد.. والعرب قلقون
- هدم ومواجهات في الجواريش لافي يعلن الحرب
- الكاتبة اللدّاوية دينا سليم حنحن في حديث ل -المدينة-
- يريدون هدم البيت... بسبب القبة-
- ساعدونا!-


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رانية مرجية - اطفال يناشدون الحياة