الى الكاتبة الصحفية المصرية اميرة الطحاوي

مركز حلبجة لمناهضة أنفلة و ابادة الشعب الكردي

الحوار المتمدن-العدد: 702 - 2004 / 1 / 3 - 06:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

نتابع كغيرنا من المهتمين بالشؤون العراقية والكوردية، الكتابات والتقارير الصحفية والرسائل الاعلامية وكل ما يظهر على الساحة السياسية والثقافية من المستجدات ومن ضمنها النشاطات التي تضطلعين بها في هذا المجال، ونقدر اهتماماتك واراءك وندرك مدى الجهود التي تبذلينها في هذا الخصوص.

اطلعنا على مقالتك الموسومة "الاشاعة في العراق(2 من 3) .. فتش عن المرأة" وقد تم التطرق في القسم الاخير منها الى موضوع الفتيات الكورديات الواردة اسماءهن في الوثيقة التي اشرت اليها حول تسفيرهن الى جمهورية مصر العربية للعمل في الملاهي والنوادي الليلية، وكذلك تمت الاشارة فيها الى تفنيد الخبر من قبل مصدر رسمي مصري ونفي لصحة الوثيقة من قبل قيادي واعلامي في الاتحاد الوطني الكوردستاني بقوله " لقد وبخت الصحافي الذي قام باختلاق هذه الورقة، إنها تحوي أخطاء فاضحة في الصياغة والكتابة، مما يدلل على أن من اختلق الوثيقة غير عراقي او يكتب بلغة غير العربية ".
وتعليقا على كون الاخطاء اللغوية وركاكة صياغة الوثيقة دليل على اختلاق الوثيقة وعدم صحتها نقول: ان القائل بمثل هذا الافتراض ليس له ادنى معرفة بالمستويات والقابليات الضحلة التي كانت تتميز بها منتسبي اجهزة النظام وكانت تلك ظاهرة في شخص الطاغية و نوابه ووزراءه الذين كانوا لايجيدون العربية الفصحى وتنقصهم الثقافة وكان جل اعتمادهم على المستشارين والخبراء حتى في ابسط المجالات. وان منتسبي الاجهزة القمعية خصوصا كانوا من ارذل الناس في المجتمع واكثرهم كانوا من الفاشلين في الدراسة و تنقصهم القابليات والمواهب ولا يجدون غير التفنن في القمع والتنكيل بابناء الشعب.

هنا من حقنا ان نتسأل، لماذا هذا التسرع في اصدار الاحكام جزافا على قضية حساسة تتعلق بمصير هؤلاء الفتيات اللائي يشكلن عددا بسيطا قياسا بمثيلاتهن من الالاف المدفونات في رمال الصحراء، اللاتي تم اغتصابهن قبل القضاء عليهن في مذابح الانفال الهمجية التي راحت ضحيتها عشرات الالاف من الانفس البريئة والتي لا احد يتجرأ على مجرد الشك في صحتها. وهل سمعت بوظيفة حكومية بعنوان "مغتصب  "في تاريخ الوظائف الحكومية كما كانت موجودة لدى الدوائر الامنية القمعية في كوردستان اذبان حكم الطاغية.
ونتسأل كذلك هل تعقلين ان يتجرأ مسؤول مصري على الاعتراف بهذا التورط فيما اذا اثبتت صحة الوثيقة، وهل يخفى دور النظام في مصر في دعم نظام صدام البائد ودفاعه المستميت عنه باسم وحدة الصف العربي. وهل وقف يوما ما الى جانب الشعب العربي في العراق بوجه القمع والارهاب الدموي ناهيك عن الشعب الكوردي قبل وقوع الغزوعلى الكويت.
كما واننا لم نطلّع على اي تصريح رسمي من قبل اي مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني او اية جهة اخرى يفند صحة تلك الوثيقة، ويبادر الى الذهن السؤال: لماذا لايصار الى الاعلان عن مدى حقيقة "هذه الفرضية الفضفاضة في صياغتها" حسب تعبيرك، في الوسائل الاعلامية المتنوعة لكي تضع حدا للاشاعات التي جزمت على اطلاقها على تلك القضية بناء على التأويلات المنوه عنها.

لقد اوردت كذلك كلاما منسوبا الى السيد باسط حمه غريب رئيس تحرير مجلة " خاك " حول شكوكه كون الوثيقة مزورة. وقد تحققنا شخصيا معه واكد لنا في رسالة موجهة الينا عدم صحة ما نسب اليه ووصفه بافتراء وتلفيق واشار فيها الى نشره ردا حول ما جاء في مقالتك على صفحة الانترنيت وبعث به الى جريدة الشرق الاوسط لنفس الغرض.
اننا في حين كنا نتوقع منك موقفا ايجابيا للعمل من اجل الوصول الى حقيقة القضية بغية كشف المتورطيين في هذه الفضيحة اللاانسانية المقيتة، تفاجئنا  بقيامك بالنبش هنا وهناك عن عبارات تفند صحة القضية وتشبثك بتصريحات غير مؤكدة رسميا بينما تم تكذيب القول المنسوب الى احدهم، بصورة قاطعة ومن قبله شخصيا. كذلك نستغرب صدور مثل هذه الفبركات من كاتبة وصحفية عودتنا على مساهماتها قيمة وابدت مواقف مدفعة عن القضية العادلة للشعب الكوردي، ندين في نفس الوقت النوايا السيئة الغير معلنة من وراء تلفيق الافتراءات وتشويه الحقائق والتي تجانب الزعيق الاعلامي العربي الذي وقف مع الطاغية قبل وبعد انهزامه واستسلامه المخزي، باسم الحمية العربية ومعاداة ومقاومة الاحتلال بينما يتفرجون دون حراك على مأساة الشعب الفلسطيني.

ختاما نؤكد بان المحاولات والاساليب التي تبذل قد تؤدي الى حجب الحقائق وايهام الناس لفترة من الزمن ولكن يقينا لايمكن دفنها ومحوها الى الابد، ولابد من ان تطفو الى سطح الواقع يوما ما وخاصة فيما اذا كانت تتعلق بقضية عادلة يتبناها المخلصين لمبادئهم وقيمهم الانسانية.

مركز حلبجة لمناهضة انفلة وابادة الشعب الكردي
CHAK

#مركز_حلبجة_لمناهضة_أنفلة_و_ابادة_الشعب_الكردي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات