امحمد خي
الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 10:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اختلفت الأقوال عن منطلق تلك الحكاية, إلا أن الإجماع وقع على زمن بعيد في مسرح أحداث هو المغرب بدون جدال, إنها رقعة من شمال إفريقيا معروفة بتحضرها قبل الغزو الأجنبي و ما تلاه من تناقضات. هده الحكاية عرفت تصعيدا في الصيف الماضي, حينما عادوا مساء يوم جمعة لأخد صناديقهم الشفافة فوجدوها فارغة هده المرة و الذباب يطوف حولها كأنها تحوي زبدا قديم, فانقلب السحر على السحرة و دخلوا في صراع حول" التركة" و حقائب الفرق الكلامية المعدلة بكثير من توابل التكنوقراط.
تلك كانت أول صدمة "تاريخية" تلها بعد أيام انفجار مجتمعي من داخل "مدينة" صفرو الذي تزامن مع شبح الاسلامويين "المعتدلين" منهم و الإرهابيين, هدا الشبح الذي رفع الخطوط حتى تجاوزت ألوان الطيف. وزعوا بعدها خطأ سنوات بالسجن لمعتقلين سياسيين "علمانيين" امازيغ بمكناس و الرشيدية. و آخرين يساريين في فاتح ماي الماضي , اتبعوهم بامرأة شريفة هي رقية ابوعالي.
يستمر مسلسل "العهد الجديد/القديم" بأحداثه المشوقة مع اختلاف في زمكانية بلاتو التصوير. هده المرة انطلقت الشرارة كالمعتاد من الجنوب الشرقي, من وسط فيلاج "جميل" بإحدى ضفتي "أسيف (واد) ن دادس" حينما خرج المواطنين في سلسلة من الوقفات الاحتجاجية يسعون من ورائها إلى فك "العزلة" المفروضة, و إمدادهم بالدفء وسط صقيع الجغرافية, مع دسترة امازيغيتهم و تمكين النسوة من نشرة أخبار يفهمنها, لممارسة حقهن في الإعلام و إلحاق تلك المناطق بقضاة يفهمون شكاوى المواطنين, باستعمال لغة سلسة و مفهومة. إلا أن التهمة ألحقتهم بالأوائل داخل غياهب "الإنصاف و المصالحة".
تستمر الأحداث لتطال الجرائد و ممتهني المتاعب, لتصل "الزرواطة" إلى أذن الحسين أرجدال بتزنيت. بعدما خرج لخط رسالة بالدم تضامنا مع "المساء" في أداء تعويض خيالي لأربعة من "رجال البلاد" في سابقة غير منطقية, تهدف إلى ترسيخ ثقافة الاغتناء الفاحش المستشرية في كل الربوع.
التصعيد يتواصل ليشمل نفوذ العالم الوهمي في قضية ما سمي بأمير الفايس بوك ( شاب مهندس من الجنوب الشرقي). يتعزز المسلسل بحكم آخر يقضي بالحرمان من ممارسة السياسة حتى إعلان العروبة ضد الحزب الامازيغي الوحيد.
كل هدا في خضم تزايد في أسعار المواد الأساسية ناهيك عن الكماليات الأفلاطونية. قبل أن يحتقن الوضع أخيرا بانسحاب نقابة مركزية من البرلمان
و التهديد بإضراب شامل .
كل هدا و ما خفي كان أعظم, فهل من تحليل لهدا الوضع الخطير ؟ و متى نهاية هدا المخاض العسير؟
مدونة تلميذ متمرد
http://assays.c.la
#امحمد_خي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟