أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟














المزيد.....


الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 08:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


هل يتعلق الأمر بخطاب إعلامي مخدوم يتبناه الغرب، وسياسة متبعة على المقاس ، يصرفها عملة نادرة في علاقاته بالشرق في تعدد ثقافته واختلافاته ؟ أو بالأحرى ، أسلوب حياة ، وناموس ثقافة ، و نظام تربية تحكمه معايير ذات طبيعة نفعية مهما ارتقى الفدح ، وذات نجاعة وفعالية شب وشاب عليها المواطن هناك مهما قست الظروف واشتدت المحن؟
الحقيقة والواقع يؤكدان أن الأمر مختلف تماما . فمن المؤكد إن يد إعلام رعاة البقر طويلة, وللسينما الهوليودية فيما يتعلق برسم بطولة أمريكا وتشكيل موقفها كدركي للعالم بقاراته ، كلمة الفصل ؟
منطق الصورة ، يتبلور في رحم البانتاغون، وهو الغول الذي يصنع ذوق المتلقي ، ويوجهه ، وينفخ فيه من السياسة ما يحقق الاستقرار والأمن القومي لشعبه ، وعدم الاستقرار ، وغياب الأمن خارج حدود بلده ، على المقاس ، بحيث يقدم ما يجب أن يراه العالم في ارتباكه ,وليس ما يرغب في أن يراه في توازنه .
هذا المنطق في انجاز الصورة ثابتة او متحركة ، والذي يتشكل على المقاس، تكون له اذرع خنق محورية, يكون فاعلا وحاسما ، حينما يتعلق الأمر بآليات التلقي ذات البنيات الهشة والمتهرئة في الشرق الأوسط وعموم الوطن العربي .

إن حجم الكارثة الطبيعية ، وقساوة فعلها ، وكيفية تدبيرها إعلاميا ، تجسد وجهة نظر الإنسان الغربي ، نموذجا إلى الحياة والناس , والمجتمع , فهذه النظرة المؤسسة على الصمود والتحدي ، تتخذ عمقا ابعد لحظة الكوارث , فالدولة, أمريكا العظيمة كما تقول عن نفسها ، عبارة عن مؤسسات منتخبة بديمقراطية, والوزراء ومحافظوا المقاطعات مسئولون حقيقيون, انتخبهم الشعب, وهو وحده الكفيل بإزاحتهم وقتما يشاء, ولا وقت للاتكال وتبرير النقص في الخبرة أو التنصل من المسؤولية, أي إن المواطن – أبيض- وشيء قليل من التحفظ إزاء الأسود - بردود أفعاله المتزنة , بأقواله الباردة والصادمة في آن ، يضع قطاعات خدماتية واجتماعية مختلفة وعلى رأسها الدولة موضع مسائلة واتهام , مثلا قطاع البناء, مصلحة الأرصاد الجوية ,وسائل الإعلام...شركات التامين ...
ولان ذلك عين العقل كما يقال, فان كافة وسائل الإعلام المختلفة ترى في سلوك المواطن الغربي ومواقفه وآرائه الصريحة والموضوعية مفخرة, فضلا عن كونها مظهرا من مظاهر الديمقراطية وحقوق الإنسان. وهي دون شك طريقة ذكية لتصدير ديمقراطية على المقاس .أليس انتقاد مؤسسة ما من وسط الإعصار ، بلا دموع ، هو نقد بناء , وفي الوقت نفسه ,هو إضفاء المزيد من الاهتمام والإشادة بفعاليتها ومصداقية خدماتها..؟
والواقع إن الفرد في بلاد" العم سام" مسيج رغم عقوقه بترسانة معقدة من القوانين والتدابير والإجراءات التي تعمل على ضمان حياته وحماية مستقبل أسرته على درجة عالية من الكفاءة والمصداقية , من زورق مطاطي إلى طوافة أو بارجة عسكرية , لحظة الأعاصير والفيضانات ، الى أساطيل من سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث النظم العلاجية ، الى سواعد قوية تفتخر بتقديم المساعدة في أحرج الظروف واعقدها ، أمام أنظار الكاميرا ، الكل على أهبة الاستعداد في حدود صلاحياته التي يدركها بالتفاصيل الدقيقة, ولا تتردد لحظة في تصريف الخدمة كحق ولي امتياز..بدء من شركات التامين ضد الزلازل والأعاصير والفيضانات, الى قطاعات خدماتية تتكفل بالرعاية الاجتماعية فور الأزمات, خاصة في حالة السرقات والحرائق , وهي لا تتواني لحظة واحدة ، في تقديم خدماتها فوريا , وفق شروط تعاقدية تتسم بالشفافية وبالإلزامية , وتكتسي طابع النجاعة.
إن احترام القانون وتقديس حقوق الإنسان"الأمريكي طبعا" وترسيخ مؤسسات فاعلة ومتفاعلة ، إضافة الى قضاء حر مستقل ونزيه يكفل للمتضرر حقه كاملا بالسرعة المطلوبة, والقدرة الفائقة هو ما يجل الأمريكي لا يبكي أمام الشاشة ، وهو يلفت نظرنا كعرب ومسلمين حقا ، وهو ما يجب أن يثير انتباه حكامنا .



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاهات الكترونية2/12
- تبرع للموقع ..
- الشاعر المغربي بوجمعة العوفي يطرز البياض الذي يليق بسوزان
- حوار مع الدكتور الحبيب ناصيري باحث في الخطابات الفنية حول ال ...
- لغة شعرية راقية معتمدة في الدورة الخامسة من المسابقة الشعرية ...
- عاهات الكترونية..1/12
- الكاميرا المُواطِنة متسع لحفز السلوك المدني
- -الكفايات التواصلية اللغة وتقنيات التعبير والتواصل-
- ليل الغربة – جديد الشاعر والزجال المغربي محمد اجنياح
- حتى لا يكرر العرب أخطاءهم التاريخية
- الدجل ، الترفيه، الإباحة ثلاث فرامل تعيق تطور الإعلام الفضائ ...
- غزة أولا....ياولدي /يتبع
- - مسارات- العابر للقارات
- الإعلام العربي الفضائي يشبه نبتة -الخس- ثلث أرباعها للرمي في ...
- شذرات مالحة
- -علامات تربوية- رصد الحكامة وآفاق الإصلاح التربوي بالمغرب
- الصحافة العربية قبل وبعد تأسيس قناة الجزيرة مالذي تغير؟؟؟؟
- كالندى فوق أقاحي الصباح ..جديد الأكاديمية الجهوية للتربية وا ...
- الكاتب المغربي عزيز باكوش في ضيافة المقهى الأدبي 12
- الدكتور محمد الفتحي في حوار هام حول الحكامة في تدبير المشروع ...


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟