أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - مدينة الصدر الصدامية الثورية ..الخ














المزيد.....


مدينة الصدر الصدامية الثورية ..الخ


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 10:54
المحور: المجتمع المدني
    


لأسف ما ،لم يشر الدكتور علي الوردي إلى تكوينات مدينة الفقراء والفلاحين النازحين ،والهاربين من عشائرهم وقراهم وأكواخهم حول محيط بغداد الجنوبي الشرقي والتي سميت أول الأمر بالعاصمة ،ثم بمدينة الثورة بعد أن نقلهم قرار الجنرال قاسم إلى شرق بغداد ليبدأ تأسيس محمية بشرية لكنها وحسب الوضع الاجتماعي أصبحت محمية عشائرية قبلية ،لها ثقافاتها الخاصة من موسيقى وألحان وأشعار ورقصات وأساليب اجتماعية متفردة في الأعراس والأختان والأموات والنكبات وكذلك طرق التفاهم حول الطبخ والملابس والغسيل والسياسة العامة .
لكن أرحام تلك المدينة تنجب أكثر ،وقد غلبت أنعاش الموتى من الجيل المؤسس البائس المنكفئ بأجيالها الحرة المحبة للحياة ،فكانت مدينة الثورة ..أم الثوار حسب عبد الكريم قاسم والشيوعيين والعمال قبل خمسين عاما ،حين كانت روسيا هي الاتحاد السوفيتي ،وحين كان حذاء خروتشيف ُيعد على إنه تهديد حقيقي للحياة البشرية ،كانت مدينة (الثورة) هي درع الثورة حسب الشيوعيين وأنصارهم ،وحقيقة فقد أنتجت المدينة اكثر من مبدع بمختلف الاختصاصات ،لكن الثورة لم تستمر ،والمدينة كبرت وتوسعت .
زار صدام حسين مدينة الثورة بعد أن حكم العراق عام 1979 ،فهبت جماهير المدينة تستقبله ، فقام أحد المخترعين الوصوليين من أبناء عشائر الثورة وقال من اليوم والسيد الرئيس موجود سوف لن تسمى بمدينة الثورة بل مدينة صدام فهتفت جموع الفقراء تؤيد الاختراع ، فعين سمير الشيخلي أمينا للعاصمة و كلفه بمراقبة مدينته (الثورة ) سابقا ،فقام الشيخلي ومن كثر إفراطه بحب الرئيس صدام برمي شيوخ ونساء من المدينة في بالوعات مجاري بغداد حبا ً بالنظافة والخدمات التي أمر فيها السيد الرئيس .
في عام 1985كنت مذهولا ً أمام اللافتات السود المعلقة في كل الشوارع وعلى كل البيوت في مدينة (صدام ) الثورة سابقا ً ،وهي تنعي الجنود الأبطال جنود القادسية الثانية التي تنتصر على الفرس وممثلهم الجديد الخميني (الدجال)،حتى تيقنت إن كل عائلة قد فقدت واحدا ً منها قريبا أو بعيد ا ،وكانت مدينة صدام حقا ً مدينة الدماء في الدفاع عن حكمه المتزعزع أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية آنذاك .
ما أن أسقط الأميركان صدام حتى تحول أسم المدينة إلى أسم آخر هو مدينة الصدر ،وهذه حقيقة مشكلة (هوية ) ،فمثلا هناك من أبناء المدينة تلك قد تم تسجيل ولادته الثورة وآخرين صدام والأولاد الجدد الصدر ،وليس لنا أن نعرف ماذا سوف تسمى المدينة بعد القضاء على الصدر وجيش المهدي ،وهل لأبناء المدينة وشيوخ عشائرها الحق في تسمية أبدية لمدينتهم تقيهم حقد الحكام الذين سوف يقبلون كما يشاء الله أو القدر .
لم يشر الوردي إلى تلك المدينة ،لكنه أشار إلى مخاطر هجرة الريف إلى المدينة ،وهذا ما يحصل فعلاقات العشائر متغلغلة أصلا في النفوس والتعاملات ، وفي غياب الدولة والقانون تسود علاقات القبائل والعشائر ، فكيف الحال إذا كانت الدولة والقانون والعشائر والأميركان متفقون على الهدم ،وعلى الحمار أن ينام حتى يتم البدء بالبناء .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت ... الموت المستمر
- جواميس داخل حسن
- العقلية العراقية : أبيض وأسود
- مرة أخرى :المهدي المنتظر في جنوب العراق
- إسلاميون في كل مكان
- مملكة القبح والظلام
- Teddy bear في السودان..!!!
- المال والبنون : ثقافة السرقة
- مستعرب أو مستكرد ..!!
- شرف قومي ..ودكتاتورية
- حوار مقدس
- شعوب تمتهن التصفيق
- سالي فيلد ..
- وليمة في زمن فاسد
- الثقب المقدس
- قائد شرطة عراقي
- ستربتيز كيفن راد
- عود شخّاط
- الحروفي والخروفي ومابين النقطة
- العراق : يا حريمة ويا حسافة


المزيد.....




- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...
- دراسة: الاقتصاد الألماني يواجه آثارا سلبية بإعادة اللاجئين ا ...
- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - مدينة الصدر الصدامية الثورية ..الخ