لقد تم يوم 18 كانون الأول 2003 إعلان تشكيل شبكة تمثيل اتحاد العاطلين بمبادرة عدد من نشطاء الحزب وبدأ أعماله في عدد من البلدان الأوربية بالإضافة إلى كندا واستراليا، وبغية الحصول على مزيد من المعلومات حول أهداف ومختلف جوانب نشاط هذه الشبكة بإمكانكم الاستفادة من قراءة هذا اللقاء المشترك للرفيقين خسرو سايه منسق الشبكة وئاسو جبار المتحدث العام للشبكة.
سؤال: إلى أي شيء يعود فكرة تأسيس شبكة تمثيل اتحاد العاطلين، وعلى أساس أية سياسة تم تشكيل تلك الشبكة؟
خسرو سايه: كان نهوض اتحاد العاطلين بمثابة أولى الدلائل على بروز الحركة العمالية في الميدان بعد سقوط النظام البعثي كصوت مختلف ومعارض بوجه الحرب وأوضاع مزرية إبتلت بها حياة ومصير جماهير العراق، كما وإنها تعتبر نقطة مضيئة ولا مثيل لها داخل السيناريو الأسود التي رسمها امريكا ومختلف المجاميع التابعة لها من القوميين والإسلاميين ضد جماهير العراق. ذلك السيناريو الذي ترك ظروف النضال الجماهيري والعمالي لتجابه أجواء واسعة من القتل والإرهاب وفقدان الأمن وشيوع حالة الرعب وانهيار أسس المجتمع المدني ودفع ميدان النضال التنظيمي الموحد لكل أقسام الطبقة العاملة لتجابه أوضاع في غاية القساوة في حين إن حالة الترقب التي أوجدتها تلك الظروف دفعتهم نحو الخلف، وعليه في ظل أوضاع كهذه ظهر اتحاد العاطلين على هيئة صف مستقل ومختلف عن أقطاب الحرب وجاء في الميدان بقيافة مدنية وحضارية وقادت العشرات من المظاهارات والاعتراضات التي نضمتها لجماهير العاطلين في مختلف مدن العراق وبهذه الصورة فإن صوت العمال والجماهير الكادحة، الذي إرتفع بوجه كل القوى السياسية في العراق تعتبر جانب واحد من واقع طبقي أصيل وغير مشكوك فيه، قد فتح الباب أمام مرحلة جديدة من النضال السياسي لجماهير العراق.. وإن وجود ذلك الواقع يعتبربالنسبة لنا ولكل ناشط عمالي وشيوعي كافيا" في الخارج لتمثيل هذه الحركة وأهدافها ومطالبها في العالم الخارجي وبهذه الصيغة فقد قمنا بتنظيم أنفسنا بالشكل المناسب. ومن هذا المنظور فقد قمنا بإعلان شبكة لتمثيل اتحاد العاطلين في بعض البلدان الأوربية وامريكا وأستراليا وذلك لنتمكن من خلال ذلك الطريق إيصال الوقائع الطبقية والسياسية للمجتمع العراقي إلى العالم الخارجي، وخصوصا" في بداية الحرب أعلن وسائل إعلام البنتاكون واليمين البرجوازي الأوربي، للعالم تصويرا" عن العراق يعطي انطباعا" على أن العراق مجتمع عشائري وقومي وإسلامي، مجتمع يمكن أن يوجد فيها فقط الطالباني والبرزاني وباقر الحكيم والجلبي ورؤساء عشائر الزبير والخالص وبقايا الملكية بشكل فعال، أما الحديث عن العمال، والمرأة والشباب، والمجتمع المدني، وحركاتها فلم يتطرقوا إليها على الإطلاق. وبطبيعة الحال كان ذلك بمثابة تصوير أمريكي معاكس وغير دقيق تم رسمها في إطار الدعاية والتبليغات الحربية وسياسية وضع البديل لجماهير العراق. ليتمكنوا بهذه الذريعة من فرض " لوياجركيا جديد " أسوة" بأفغانستان على جماهير العراق. وبهذه الصورة فقد رأينا كيف أنهم قد شكلوا مجلس حكمهم لتكون مركزا" لتجمع مختلف المجاميع والزمر اللقومية والإسلامية ورؤساء العشائر وحتى بقايا فلول النظام البعثي، تحت أسم " دمقرطة العراق " فوق الإرادة الجماهيرية. وضمن هذا الإطار فإن السياسة التي نسعى إلى ممارستها خلف شبكة تمثيل اتحاد العاطلين في الخارج، تتمثل بكشف التصوير الواقعي للمجتمع العراقي على أنه مجتمع رأسمالي. مجتمع جماهيره متمدن وإن حياته مندمج مع التمدن والحداثة، وإن النضال الطبقي للعامل والرأسماليين يعتبر محور كل شكل من أشكال الصراعات السياسية لحركة ذلك المجتع. كما وإن الحركات، النسوية، والشباب، والدفاع عن المدنية والحرية، يحتلون مركز الميدان السياسي في العراق ويوما" بعد يوم يبرز في الميدان المئات والآلاف من النشطاء الذين لاصلة لهم على الإطلاق بحركة ونشاط الأحزاب القومية والإسلامية بل يناهضونهم في اغلب الأحوال. بلا شك إن إعطاء مثل هذا التصوير الواقعي عن جماهير العراق بإمكانها أن تكسب الدعم الواسع والكبير من لدن الجماهير المتمدنة والداعية للحرية في أوربا وامريكا وكذلك كسب دعم الأحزاب والاتحادات العمالية وكل المراكز الإنسانية لمصلحة التمدن والحداثة والسلطة الجماهيرية وتأمين مستقبل إنساني أفضل في العراق.. ولهذا الغرض فإننا قد أسسنا شبكة تمثيل اتحاد العاطلين وجعلناها أداة" لنضالنا.
سؤال: أنكم تتحركون " بأسم شبكة تمثيل اتحاد العاطلين "، ألا يعني ذلك تضليل للأقسام الآخرى من عمال العراق؟ وهل أن بقية عمال العراق يستأثرون بموقع معين في برنامج عملكم؟
خسرو ساية: إن تمثيل اتحاد العاطلين لايشكل أي أنقطاع عن النضال من أجل تمثيل المطالب والمصالح العمومية لكل الطبقة العاملة في العراق أمام الرأي العام في أوربا، وخصوصا" إن العمال سواء كانوا عاطلين أو مستمرون على العمل، فإن مصالحهم ونضالهم شيء واحد ولا ينفصلان عن بعضهما. ولكن عندما وضعنا أتحاد العاطلين " في بلاغنا في مقدمة باقي أقسام الطبقة العاملة ومنظماتها، فإن ذلك فرضتها الظروف الحالية للعراق ويعود أيضا" إلى الدور الذي لعبته وستلعبه اتحاد العاطلين داخل تلك الظروف . وفي هذا الخصوص أرجو أن تسمحو لي بتقديم توضيح أكثر: أولا"، إن حرب أمريكا في العراق لم يسقط فقط نظام صدام حسين بل دمرت أيضا" المجتمع العراقي وأتلف نسيج عمل ومعيشة الجماهير ووضع ورائها موجة مدهشة من البطالة داخل حياة الجماهير وتركت ملايين البشر أمام خطر المجاعة وقساوة تأمين مستلزمات المعيشة اليومية. وإن ظاهرة البطالة وحركة العاطلين الهادفة إلى إيجاد فرص العمل أو الضمان الاجتماعي، تعتبر انعكاسا" لذلك الواقع القاسي، وبالضرورة أنها تعتبر إحدى مسائل جماهير العراق التي فرضت نفسها على الطبقة العاملة العراقية وجعلت منها واقعا" سياسيا" وتنظيميا" داخل الحركة العمالية، وقد بلغ تأثيرها حدا" ستتمكن معها اتحاد العاطلين، أو ظهور أي تنظيم آخر مناهض للبطالة في الميدان، بسهولة من تنظيم القسم الأوسع من العمال المستعدين للعمل وتوحيدهم، في حين أصبح واضحا" إن هذه القوة المليونية تمنح ثقلا" سياسيا" ونضاليا" خاصا" للعمال داخل الأقسام الاخرى للحركة العمالية. ثانيا"، إن بروز اتحاد العاطلين في الميدان وتمكنها خلال فترة قصيرة من تنظيم مئات الآلاف من الأعضاء ضمن صفوفها والقيام بعشرات المظاهرات والاعتراضات الجماهيرية التي رفعت شعارات عمالية واضحة، تعتبر أول خندق لوقفة عمال العراق بوجه الظروف السياسية التي إبتلت بها الجماهير بعد الحرب. وعليه فإن هذا يشكل دليلا" واضحا" على أن الدور الطليعي لهذه الفئة من عمال العراق سوف لن يهميش من قبل أي من الأقسام الاخرى للعمال وقادتهم.. وبهذه الأدلة أستطيع أن أقول بإن اتحاد العاطلين وحركتهم سواء ما يتعلق منها بوزنها السياسي أو الدور الذي لعبتها تعتبر ليس فقط ثمرة" لنضال عمال العراق، بل تعتبر أول محاولة لهذه الطبقة التي فتحت بعدها الباب امام المجالس واتحاد عمال المراكز الاخرى، وبهذه الصورة فإن تمثيل اتحاد العاطلين تعتبر بالنسبة لنا تمثيلا" لكل عمال العراق ومطالبهم ويشكلان نفس الشيء.
سؤال: ما هي أهداف هذه الشبكة وطبيعة نشاطها، وإلى أي شكل من المنظمات ينتمي إليها هذه الشبكة وتستند إلى اي من الوسائل بغية النهوض بأعمالها؟
ئاسو جبار: بصورة عامة يتمثل هدفنا من تشكيل شبكة التمثيل، بتقوية دور العمال ومنظماتهم ضمن المعادلات السياسية والتغيرات الحالية في العراق، بحيث يستطيع معها العمال والجماهير المحرومة في العراق أن يلعبوا ذلك الدور الذي يضمن انهاء مستقبل السلطة في العراق لمصلحتهم. ودون شك إن عملا" كهذا يجب أن يتم من خلال كسب التضامن العالمي الواسع للعمال والجماهير الكادحة في العراق ومنظماتهم. وخصوصا" إننا نرى أن عمال وجماهير العراق لا يقفون لوحدهم في خندق المواجهة بل أنهم يشكلون جزء" من قوة عالمية واسعة للعمال والجماهير الداعية للحرية والتمدن وعلى هذا الأساس فأنهم يواجهون ضمن اوضاع الحرب كلا الجبهتين الإرهابيتين امريكا والإسلام الساسي ومختلف المجاميع والزمر القومية، وعندما يصبح تلك القوة العالمية سندا" مباشرا" لعمال العراق ويتضامنون معهم فبالتأكيد إن أوضاع العراق ستتجه نحو مستقبل إنساني مشرق. ومن هذا المنظور إننا نناضل من اجل فضح الدور الامريكي وممارسات الأحزاب القومية والإسلامية وكل نفوذ لهم في العراق وكذلك من أجل ممارسة المزيد من الضغط عليهم حتى يستجيبوا للاعتراف، بشكل رسمي على مستوى القوانين والسلطة المقبلة للعراق، بمطالب العاطلين وكل عمال العراق ومنظماتهم. وفي إطار أهداف عامة كهذه إننا نحاول تعريف وقائع حياة ونضال العاطلين والحركة العمالية والمجالس والمنظمات العمالية في العراق بالرأي العام والعالم الخارجي باعتبارها وقائع حية، ومن هنا يمكن جذب انتباه الاتحادات العمالية في العالم والشخصيات والأحزاب ومنظمات حقوق الإنسان وكل تلك الأطراف الذين يهمهم مستقبل جماهير العراق.
ولكن بقدر تعلق الأمر بعمل ونشاط شبكة اتحاد العاطلين، فإننا سنعمل في طار صيغة قائمة على الحملات الجماهيرية والسياسية باعتبار أن موضوع عملها موجه نحو مراكز القرار، الرأي العام، وسائل الإعلام والأحزاب والمنظمات السياسية والقانونية والعمالية، في كل بلد على حدة. إننا نبرز في كل مرحلة، وبموجب متطلبات نضال العمال ومنظماتها داخل العراق، تلك المسائل التي تعتبر مسائل يومية ملحة بالنسبة للعمال والعاطلين ومنظماتهما ونجعلها موضوعا" لعملنا. إن تأسيس هذه التشكيلة تستند أساسا" على شبكة من النشطاء الذين لهم معرفة جيدة بمسائل عمال العراق وكذلك بميكانزم طبيعة العمل في أوربا أيضا" وقادرون على ممارسة نشاطهم على مستوى، وسائل الإعلام والرأي العام وتلك المنظمات والمؤسسات التي تعتبر مصدرا" للقرار والسلطة، في كل بلد على حدة. إن وسائل ومواد نشاط هذه الشبكة هي بالإضافة إلى البيانات والبلاغات اليومية، نعمل ايضا" على إصدار نشرة عامة ستصدر باللغة الانكليزية وكذلك موقع على الأنترنيت باللغتين العربية والانكليزية، لتكون في نفس الوقت أدات عمل بيد المراسلين والمصادر الخبرية ورفع التقارير وإعطاء المعلومات، وكذلك لتكون بمثابة مركز لمراجعة الفعالين ودليل لكل من ينوي أن يعمل من القرب على أوضاع العراق. وفي هذا المجال فإن فإن تشكيل شبكة من المراسلين، والمؤتمرات الصحفية وتشكيل وتوسيع شبكة التمثيل لتشمل كل البلدان الاوربية واستراليا وامريكا وكندا والاجتماعات الدورية لهؤلائي الممثلين والقنوات، تعتبر محور عمل وفعالية هذه التشكيلة .
سؤال: كيف هي صفة العضوية في تشكيلتكم هذه؟ وهل يجوز أن تصبح بقية المنظمات أعضاء" في هذه التشكيلة؟
ئاسو جبار: بكل بساطة بإمكان كل شخص يرى في نفسه مؤيدا" لتلك الأهداف التي تم إعلانها من قبلنا ويكون مستعدأ للعمل مع تلك التشكيلة على أي مستوى كان، أن يكون عضوا"، وكذلك بإمكان الأحزاب السياسية، أتحاد العاطلين، أو أي منظمة اخرى، وبنفس الطريقة إذا أعلن تأييدها لأهدافنا المعلنة، أن يكسب صفة العضوية داخل شبكة التمثيل اتحاد العاطلين، وسيصبح عضوا" لهذه التشكيلة وبنفس الشكل واسوة بباقي الأعضاء يمنح لهم العضوية وكذلك يسند إليهم مختلف أعمال الشبكة.
28.12.2003