أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - كارتر وسر التحول المفاجئ عند حماس..؟















المزيد.....

كارتر وسر التحول المفاجئ عند حماس..؟


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك قناعة راسخة أن حركة حماس أصبحت اليوم جزءً لا يمكن المرور عنه " من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى داخل الأوساط الإسرائيلية" والفكرة تتجه نحو الاحتواء المزدوج وإعطاء الفرصة لحركة حماس قبل اللجوء للعمل العسكري، وضرورة إسقاط الجدار الفلسطيني الذي لم يوقع، وهذا ما وضحه كارتر بأنه لا يمكن تجاهل حركة حماس بل أنه أستغرب من تجاهل إسرائيل لحماس ووصف تهميشها أو مقاطعتها بالغير مجدي، ودعا أيضاً لتعاطي مع سوريا وتفويت الفرصة على إيران.
فاختيار المكان لم يكن صدفة "سوريا اختيارها جاء لمكانتها، في محاولة لابتعادها عن الخط الإيراني، وأراد أن يتعامل مع المسألة بمظهر شمولي .. من رام الله، وحتى داخل رام الله بالرئاسة الفلسطينية ثم مع قيادات حماس - ثم التوجه لإسرائيل- الأردن – مصر – السعودية- ولقاءه بساعة مبكرة بمشعل- ومطالبته بلقاء مع الكل الفلسطيني بما فيهم حركتي الجهاد والشعبية"، لأنه يدرك أن حل القضية الفلسطينية، يأتي مباشرة بانفراج على القضية اللبنانية، باعتبار القضية الفلسطينية هي المركزية والمحورية، بالتالي عمد على حمل كل خيوط الصراع، .. فاختيار شخص كارتر الذي يعتبر مهندس اتفاق كامب ديفيد لم يكن هو الأخر صدفة، ولا يأتي من فراغ، وحتى التوقيت قبل نهاية إدارة بوش، والذي جاء بتوافق معه، ووصوله لدولة معادية في نظر إسرائيل، بل جلوسه مع من تعتبرهم إسرائيل لديها بالإرهابيين، وهذا ما يدلل أن إسرائيل تريد أن تترك باباً مفتوحة وإفساح المجال للقنوات السياسية، لا سميا اتجاه سوريا التي تعتبر مصنع القرار المعارض والصلب، ولذلك يجب أن لا نقلل من زيارة كارتر بغض النظر عن طبيعة الاستجابة وطريقة التجاهل الإسرائيلي له والتي وصلت لحد عدم التعامل نهائياً مع فريق حراسة كارتر، وعليه توجه الأخير نحو سيدروت مصرحاً بأنه سيعمل على وضع نهاية لمشكلة الصواريخ، وتفهمه رفض إسرائيل للقائه بالأسير مروان البرغوثي، بالتالي كارتر قادم للمفاوضات رغم هذا التشدد الإعلامي في إسرائيل وفي الإدارة الأمريكية التي جاءت بتزامن مع تصريحات رايس بضرورة تراجع حماس عن انقلابها، لكن هناك اتفاق ضمني، وأسلوب لجس النبض قي زيارة كارتر التي لا تأتي بمنعزل عن السياق الأمريكي والمحافظة على ائتلاف أولمرت وحكومته الهشة قبل انتهاء ولاية الرئيس بوش، وهذا بات واضحاً في تصريح كارتر من مجلس العلاقات في إسرائيل" المطبخ السياسي" ونقل الحديث حرفياً "نص رد حركة حماس" والتي ترى فيه الأخيرة تحولاً واختراقاً في المواقف الأمريكية كما الموقف الأوروبي سابقاً، وهي وفرصة لكسر أو إنهاء الحصار.... لكن حماس تخشى إذا وافقت على التهدئة المقتصرة على قطاع غزة في هذه المرحلة، ونقل المعركة لأراضي الضفة الغربية أمام الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، وهنا الإشكالية في طبيعة الرد على هذا الخرق الإسرائيلي، الذي ليس له حدود في الغالب لا جغرافيا ولا قانونياً ولا إنسانياً قد تقدم عليه المؤسسة العسكرية الصهيونية، التي هاجمت في مرحلة سابقة عواصم عربية مثل تونس، بغداد، بيروت، ودمشق وغيرها، عندها يصبح اتفاق التهدئة في مهب الريح.
فكارتر يحمل رسالة قوية لحماس، وهو البوابة الدولية لتعامل مع حماس، فلا إسرائيل و لا أمريكيا يمكن الخوض في حوار مباشر أو مفتوح مع حماس، فكلما زادت الفترة دون تقدم، يتبين أنه لا يوجد خيار ثاني، ولا يمكن قبول أي حل سلمي بدون حماس، التي أصبحت تعي ضرورة التعاطي مع الواقع والعيش في حراك المنظومة الدولية، كما أن هناك قناعة راسخة أن لا يلغي الطرف، وأصبحت القناعة قوية أمام خيارين التوافق والتكيف أو الخيار العسكري،.. كما أن هناك قناعة معلنة بأن إسرائيل حقيقة موجودة يصعب تجاوزها، وقد صرح بذلك في السابق الشيخ أحمد ياسين ومشعل وقيادات أخرى في حماس، بالتالي إسرائيل تنظر هي الأخرى لحماس على أنها كيان صلب شبيه بالنظام السوري، وهذا ما يفسر دعوات من اليمين الإسرائيلي مثل أيلي شاي أو شخصيات بلدية إسرائيلية باستعدادها التام للجلوس مع قيادات حماس، وهنا حدث التصادم، مع الولايات المتحدة، التي ترى أن حماس جزء من الإسلام السياسي كما أنها جزء من المشروع الوطني الفلسطيني، وأمريكا لديها مشروع بالشرق الأوسط، وحماس تعتبر مدخل لعدة حركات يمكن توظيفها كممر تعبر من خلاله للمنطقة أو على الأقل للحركات الإسلام السياسي، فأمريكا تنظر لحماس كجزء من محور شر، ويجب التعامل معها، ضمن استراتيجيات مختلفة، وبهذا الصدد قدمت حماس رسالة إيجابية حتى يتم إدماجها وتوطينها بالمنطقة، أمام الخيار الثاني الاستئصال أو الإبادة، ... "فأيهما أفضل لحماس أن تتفاوض وهي قوية أم تتفاوض وهي ضعيفة"، فالمسالة مرتبطة بالمدركات.

فما يعني حماس هو أولاً خروج ووزرائها ونوابها المختطفين في سجون الاحتلال، لاكتمال النصاب داخل المجلس التشريعي، وهنا الأزمة الكامنة التي تخفى عن أعيننا الآن، في حال نهاية ولاية الرئيس أبو مازن في الأول من يناير 2009م وبقاء الحال على ما هو عليه لقدر الله، من انقسام وتجاذب بين طرفي الصراع الفلسطيني الفلسطيني .

فما يجري الآن هو قبول وتحول في نهج حماس في النص والثابت المقدس.

والسؤال : ما هو سر التحول المفاجئ عند حماس؟

التحول الأول في طبيعة الرسالة الواضحة لأبو مازن، وخيار المفاوضات بحيث يأخذ مساره التفاوضي وتستمر المسيرة السياسية، وان لا تكون "حماس" حجرة عثرة في طريق المفاوضات، وهي جزء من الرسالة الثانية، ربما تبرز مشاكل بسيطة حول مفهوم الشعب الفلسطيني الداخلي أو الخارجي، والتي يمكن التغلب عليها بإجراء استفتاء خارجي في الأردن وسوريا ولبنان، وهي البؤر ألأكثر تواجداً للسكان الفلسطينيين ألاجئين، في ظل عمليات التوطين الجارية.
كما أن هناك رؤية في الحركة من تحولات الحكم بعد عامين، وأن ترتقي لأن تكون كيان مستقل منفصل عن التيار الأم، على غرار النموذج التركي.، أيضاً التحول جاء نتيجة الحصار الدولي المفروض على قطاع غزة، وما ألحقه من ضرر تام في كل مناحي الحياة، وهذا جاء في تصريحات الزهار أثناء مغادرته القطاع قائلاً لن نعود لغزة قبل رفع الحصار عن شعبنا.. بالتالي نفهم أن هناك نضج في التعامل مع المجتمع الدولي والمطلوب التكيف معه.
الرئيس عباس أيضاً جني ثماراً من زيارة كارتر، لأنه سيذهب للقاء بوش متسلحاً ومطمئناً لا سيما من ناحية حماس التي أصبحت في توافق مع أفكار الرئيس عباس، الذي كان على قناعة منذ البداية بضرورة إشراك حماس وكل الفصائل الفلسطينية في العملية السياسية، وما يجري من إرهاصات في هذه الأثناء في ظل حالة من التكتيم الإعلامي" لقاءات نصر يوسف أو د. نبيل شعث" دعوات كارتر – رايس- دول عربية، لا يأتي من فراغ، لأن الأفضل أن يكون موقف واحد وأن يتولى المسالة رئيس شرعي هو أبو مازن، وبناءً عليه كان يتحرك كارتر، "أي من خلال الشرعية والحوار الفلسطيني والمصالحة" كمقدمة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ونظامه السياسي المأزوم، و...

لكن يبقى التساؤل : هل إسرائيل التي لا تؤمن غير الخيار العسكري، ستلتزم وتتعاطي مع نتائج زيارة كارتر، وما أحدثه من اختراق كبير في التوجه الحمساوي المتشدد، وتتعامل مع الفلسطينيين بصيغة تبعث على ألأمل، بوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان وإزالة جدار الفصل العنصري الذي أبتلع أراضي الضفة الغربية، مادام الحديث عن أراضي عام 1967م، بما فيها القدس الشريف.؟

أعتقد زيارة كارتر فاشلة، لا سيما وأن كارتر لم يلقى الترحاب أو القبول الواجب من قبل صناع القرار في إسرائيل، في ظل عدم الرغبة الصريحة لدى الطرف الإسرائيلي بالدخول في مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، وكما ذكرت أن حكومة اولمرت ضعيفة ولا تمتلك الجرأة لذلك، أمام قوة الفصائل الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل خطر جسيم لا يمكن السكوت عنه طويلاً، مستخلصة العبر من حروبها السابقة لا سيما حرب تموز2006م.
ولو أرادت إسرائيل أن تتعاطى بجد مع حماس، ما فرضت حصاراً عليها، ولتعاملات مع حكومة حماس العاشرة أو على ألأقل حكومة الوحدة الوطنية التي فشل الرئيس عباس في تسويقها... والغريب أن كارتر أنتظر طويلاً كل هذه السنين وقد كانت فرص عديدة متاحة أفضل مما هو عليه الآن قبل التصعيد العسكري الإسرائيلي، وقبل أن ينبني الجدار، وغول الاستيطان الذي التهم أراضي السكان الفلسطينيين في الضفة، وفي هذه الأثناء صادقت إسرائيل على مشروع لإقامة حي استيطاني جديد في منطقة رأس العمود شرق مدينة القدس تحت اسم معاليه ديفيد ، ... بالتالي هناك فرص عديدة توفرت قبل الانقسام الفلسطيني، في فترة كانت أفضل جرت فيها مباحثات كامب ديفيد بين الرئيس عرفات وبراك بداية انتفاضة الأقصى ثم تينت وميتشل وقد كان العامل الفلسطيني أقوى....!!!
وأخيراً أترك لكم هذا التساؤل
لماذا وافقت حماس على مطالب كارتر ولم تقبلها من الرئيس عباس سابقاً ؟

كاتب وباحث





#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاني وإرادة البقاء في يوم الأسير.!
- قبل أن تهدموا الجدار مع مصر..؟
- اجتياح غزة بات وشيكاً..؟
- حماس والجهاد حركتين شيعيتين بامتياز ..!
- التهدئة مصلحة حمساوية بحتة..!
- فلسطين من السقوط الأصغر إلى الأكبر وبعد..
- الرئيس عباس قريباً إلى غزة...!
- الحوار الفلسطيني الفلسطيني إلى أين في ظل هذا الاستحياء...!
- أزمة خجل تعتلي الأطراف الفلسطينية من إعلان الحوار..!
- مسرحية لاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة...!
- سلام الشجعان......
- مؤتمر أنابوليس وماذا بعد ينتظركم أيها الفلسطينيون..؟ كتب :مح ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - كارتر وسر التحول المفاجئ عند حماس..؟