أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بشير خلف - متى نثمّن العلم ونوقّر العلماء؟















المزيد.....



متى نثمّن العلم ونوقّر العلماء؟


بشير خلف

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 10:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حلّ علينا في بلدنا منذ أيام قليلة يوم 16 أفريل الذي يرتبط عندنا في الجزائر بحدثيْن هامّين هما : ذكرى وفاة رائد النهضة الجزائرية الإمام عبد الحميد بن باديس، وعيد العلم المرتبط بهذه الذكرى ..وهذا اليوم بالذات مرتبطٌ بمؤسساتنا التربوية أكثر ممّا هو مرتبط بمؤسساتنا السياسية،وإدارتنا الموقرة،وحتى المؤسسات التربوية التي تحتفل بهذه المناسبة تنحصر في المستوييْن الابتدائي والمتوسط، وبنسبة قليلة مؤسسات التعليم الثانوي .
إن المرْء ليتساءل: هل أن الذين حدّدوا هذا اليوم بالذات كان هدفهم ربطَ قيمة العلم، ومكانة العلماء برائد النهضة كعَلمٍ من العلماء الرموز الذين وظفوا علمهم لخدمة بلادهم، وإبرازه للأجيال كنموذج ؟ ولماذا يوم وفاته بالذات وما كان يوم ميلاده ؟ أو يوم تأسيس جمعية العلماء التي كان رئيسا لها ؟
إذا كان ربْطُ ذكرى وفاة الإمام الهدف منها إبراز ثمار رحلةٍ لرجلٍ عالمٍ ناضل في عدة جبهات في وقْتٍ عصيٍّ من استعمار بشعٍ أتى على الأخضر واليابس، ومحيطٍ غير مؤهل لتقبّل ما كان يدعو إليه الإمام،وبالرغم من هذا وذاك،وغيرهما فالرجل نجح نجاحا باهرا بمعية رفاقه الذين لا يقلّون عنه إرادة ومُضِيا فيما خططوه وتعاهدوا على تحقيقه للأمة الجزائرية، ولعلّ من أبرز هذه المآثر للرجل، الاعتراف بهذه المناسبة بالجميل لكل العلماء والمفكرين،والمخترعين بالفضل على الأقلّ ظاهريا.
قد يكون الأمر على هذا النحْو في بداية الأمر يوم تحديد الاحتفال بيوم العلم في هذا اليوم،وبذكرى الوفاة، وللأمانة فقد كان الاحتفال السنوي في السنوات الأولى بالمناسبة أفضل وأكبر اهتماما من أهل الحلّ والربط،وحتى من الأولياء،وبتوالي السنوات صار هذا اليومُ يوم فرحة خاصة للتلاميذ،ومعلميهم، ومعلماتهم فهو عيدٌ للتلاميذ ينشدون فيه أناشيد تدعو إلى العلم،وتحفّز على تحصيله، وقد تُقدم فيه مسرحيات هادفة ونُكتٌ،ويستمعون إلى نبذة عن حياة رائد النهضة الجزائرية ..نبذة تتكرر كل سنة بنفس الوتيرة، ويُختم العرس بإكراميات للمعلمين والمعلمات والضيوف إنْ حضروا؛ ما نقوله هذا ليس حطًّا من جهْد رجالات التربية ونسائها،ولا هضْما لحماس المتعلمين وإقبالهم على المناسبة بفرحٍ وعفوية.
تثمين العلم ولاحتفاء بالعلماء ..القيمة الغائبة
ما نلمح إليه هنا أين الاحتفاء بالعلماء ؟ وأين تثمين قيمة العلم والذكرى يوم العلم؟
بكل أسف ما زال مفهوم العلم،وصورة العلماء في أذهاننا،وأعيادنا التربوية والثقافية متأثرا إلى حدٍّ بعيدٍ بالمفهوم التراثي القديم الذي يحصر صفة العالم في رجل الدين وحده،ويستثني الباحث والمفكر،والمخترع،والحرفي الماهر، والمبدع الموهوب،والصانع الفنان،والفلاّح النشط،والكاتب وصاحب المشروع الاستثماري الناجح، وغيرهم كثيرٌ ...
وبالرغم من أن هذا المفهوم التقليدي لمعنى العلم والعلماء قد اعترته تغيّرات،وتبدلاتٌ في نهاية القرن السابع عشر،وحدث ما يشبه التمييز،والتفريق بين عالم الدين،وعالم الطبيعة حيث كان للحضارة الغربية،ورياحها العاتية التي هبّت على العالم تأثيرها الفعّال في إحداث هذا التمييز بين ما هو علمي خالص يبحث في الطبيعة وظواهرها، وبين العلوم الدينية التي تفسر وتشرح علاقات الإنسان بالخالق سبحانه وتعالى،وعلاقة الإنسان بالإنسان؛غير أن مثل هذه التغيرات العميقة والجذرية لم يتسنّ لها الوصول إلى المناطق العربية الإسلامية بالصورة التي أصبحت عليها في الغرب من احتفاء بالعلماء والمخترعين كلٌّ في دائرة اختصاصه، وفي هذا الإطار نُـثمّن ما درجت عليه قلة قليلة من البلدان العربية من تخصيص جوائز ثمينة جدا في العديد من التخصصات الحديثة،والاختراعات العلمية التي أفادت الإنسانية والمعروفة بجائزة فلان،أو جائزة فلانة خاصة في دُول الخليج العربي،ومَنْ أحدثوها واستمروا فيها تنظيما وتمويلا أحسنوا صُنعا عندما لم يفرّقوا فيها بين العربي، وغير العربي ورصدوا لها دعْما ماليا هائلا ..فالعلم لا حدود له، ولا جنسية .
صفة العالم عندنا تتجاهل الباحث والمخترع
إن هذا الاستثناء الذي أطلقنا عليه القلة القليلة لا يمنعنا من أن نفترض في ظل هذه التغيرات العالمية، وتغيّر المفاهيم،والثورات العلمية والتكنولوجية،وسيطرة العلم على كل مناحي حياتنا، وهي تبدلات وثورات من ورائها باحثون،وعلماء،ومخابر،ومعامل ..نفترض أن تتغير نظرتنا لمفهوم العلم،وتقدير أهله؛ فعلى العكس في بلدي مثلما في أغلب البلاد العربية ممّا كان متوقعا ومرجوّا،وبدل أن يتوسّع مفهوم العلم والعلماء،ويشمل علوم الدين والدنيا، أصبح لقب العالم يُمنح،وبالمجان للكثير ممن لا صلة لهم لا بعلوم الدين،ولا بعلوم الدنيا .
وهكذا تجدنا في الجزائر ما زلنا نقرن عيد العلم مثلا،وغيره من المناسبات العلمية برجال الدين دون غيرهم، وليس هذا عيبا في حدّ ذاته؛ فالاحتفال برجال الفكر،وعلماء الدين،والأدباء وجُلّ المبدعين واجبٌ وطني وقومي،ومطلبٌ ثقافي وحضاري إنساني راقٍ ينبغي المحافظة عليه،ومواصلته مثلما ينبغي تأكيده،وتعميقه،وتوسيعه؛لكن العيب أن تتجاهل بلادنا علماء جزائريين أثبتوا جدارتهم، وتميّزوا في اختراعاتهم،وأبحاثهم هنا داخل الجزائر وفي خارجها ..هذا الخارج الذي اعترف لهم بهذه المكانة،ووفّـر لهم المكانة والبيئة التي تناسبهم، حتى أصبح يُعرف الإنسانُ الجزائريُّ خارج بلده بالريادة والنبوغ في أغلب مجالات العلوم والاختراعات، والإعلام،وتسيير الأعمال والمرافق والشركات ..ناهيك عن الانضباط والالتزام والإخلاص والصدق.
بلداننا تتجاهل علماء عربا ومسلمين أثبتوا جدارتهم
لماذا تتجاهل الحكومات العربية بما في ذلك الجزائر علماء عربا، ومسلمين معاصرين أثبتوا جدارتهم، وعبقريتهم في مجالات الذرّة،والفيزياء،وعلوم الكيمياء،وعلوم الطب،والهندسة والتكنولوجيا،وغيرها ..علماء عرب احتفى الغرب بهم،إذْ جَـلّهُم ورفَع مقامهم إلى أعْلى الدرجات حيث منحهم الجوائز،وأضْفى عليهم هداياه وعطاياه، بل منهم من أُسند إليه قيادة أكبر المعاهد العلمية ودوائر البحث، وجعلهم نبراسا لأجياله ..أهذه البلدان غبية حينما تقوم بهذه الاحتفاءات؟
إنه من العيب أن جُـلّ الاحتفالات الرسمية إنْ كانت هناك احتفالات بالعلم " كقيمة " التي تخصصها بعض الوزارات في مناسبات نادرة للاحتفال بالعلم،لا تعدو عن كونها طقوسا احتفائية تقليدية،تمظهرية أكثر ممّا هي احتفاء بالعلم والعلماء ترسّخت في أذهان الغالبية من المواطنين بالعطلة المدفوعة الأجر، ولا تزيد الأنشطة خلالها عن إلقاء بعض المداخلات،والتعقيبات،والتصفيقات المجاملاتية، والدردشات يدور أغلبها حول رجل دين،أو كاتب،أو مبدعٍ ..أو هي مناسبة للقاء الأصدقاء الذين أبعدتهم عوادي الأيام عن بعضهم البعض.فقلما يُطرح في مثل هذه المناسبات الاحتفائية،وفي غيرها واقعُ البحث العلمي في الجزائر، ما هي حقيقة الميزانية البسيطة المرصودة لمثل هذا الموضوع الحيوي الذي يقاس به تقدم الدول أو تخلفها، مقارنة بدول أخرى أقلّ موارد منا ؟
تقدّمُ الأمم مرهونٌ بما تُنجزه في صعيد البحث العلمي
صحيحٌ أن الجزائر تشهد اليوم نهضة كبيرة في كلّ القطاعات، فأينما يمّم المرء وجهه إلاّ وصادفته الورشات، هذا جميلٌ جدا؛لكن العالم المعاصر اليوم لا يتقدم بالمباني والطرقات فحسب ؛بل تتقدم الأمم بما تحققه،وتنجزه في صعيد البحث العلمي،والتطبيق التكنولوجي لهذه البحوث،وتثمين واحتضان جهود أبناء الوطن في هذا الميدان .
إن المرْء ليشعر بالمرارة والإحباط وهو يسمع،أو يرى الميئات إنْ لم نقلْ الآلاف من أبناء هذا الوطن يتخرجون من الجامعات الجزائرية بشهادات عليا في تخصصات علمية وتكنولوجية عالية جدا،عانوا وعانوا في الحصول عليها بفعل الصعوبات الميدانية التي صاحبت إعداد رسائل تخرجهم،ولا نعدم العبقرية الجزائرية التي تدفع الكثير منهم إلى ابتكار مواضيع راقية جدا تدفع البعض منهم حتى السفر إلى خارج البلاد من أجل الحصول على خبرات تفيدهم، ومراجع يستندون إليها؛ وبعضهم الآخر وهم كُثّرٌ يمارسون مُـددا تربصية،بل وبحثية في مؤسسات هامة، وشركات كبيرة معروفة؛ حتى أن العديد منهم نجحوا في الوصول إلى طُرُقٍ أفضلَ في الكثير من مجالات الصناعة الطاقوية،والمائية وأساليب متطورة جدا لصيانة الوسائل المستعملة،والأنابيب، والصناعة الميكانيكية،والصناعة الكيماوية وغيرها،ولا نبالغ إنْ قلنا بأن العديد من المؤسسات والشركات قدرت جهودهم،وأثنت عليها ،لكن أن تعترف لهم ببراءة الاختراع ،وتتبنّى أعمالهم فهذا ما لم يحصل طالما أن مَنْ بيدهم الحلّ والربط تجاهلوا ويتجاهلون عمدا هذه العبقريات الشبابية الوطنية العربية ..وما ينطبق على هؤلاء الشباب ينطبق على مَن هم أعلى منهم كأصحاب الشهادات والمؤهلات العليا، ثم نتباكى بمرارة على هجرةُ العقول التي تتضاعف أعدادُها كل سنة.
معيار النجاح في عصرنا توظيف العلم في الحياة
إن معيار النجاح والتفوق في معيار عصرنا هذا يرتكز على الصلة الوثيقة التي تربط التحصيل العلمي وتبنّيه،وتوظيفه في عجلة الحياة بنجاح الأمم،وتفوّقها في الحياة. وإنّ لقراءةً متأنيةً في الواقع الجزائري،والعربي عموما،وفي ضوْء هذه الحقائق تجعلنا أكثر يأْسا،وأقلّ أملا في مستقبل نتبوّأ فيه على الأقل المكانة التي تليق بنا، وليس الوقوف مع من سبقونا الندّ للندّ؛ فواقع البحث العلمي لا يزال ضعيفا، والعلاقة بين دوائر البحث والمؤسسات ذات العلاقة بالصناعات المختلفة شبه معدومة، ناهيك عن الاستفادة من الخبرة المتبادلة التي يُلجأ فيها إلى الخارج في أبسط القضايا ،خاصة من البلد الذي استعمرنا، وأذلّنا ودمّرنا سابقا،ولا يزال ..ولا أحْسبُ أنّ منْ ربطونا ولا يزالون بهذا البلد سيعود إليهم رشدهم يوما.
البيئة العلمية مُغيّبة ونزيف الأدمغة متواصل
إن البيئة العلمية عندنا مغيّبة، وهجرة العقول، والكوادر العليا ما زالت تمثل نزيفا مأْساويا لقدرات الجزائر وطاقاتها العلمية التي غادرت إلى غير رجعة، واستقرّت في أمريكا الشمالية،وأوروبا وغيرها؛بل حتى منطقة الخليج العربي نالت حصتها من كعكة القدرات الجزائرية،قد يتحجّج البعض بالقول إن هجرة الكوادر والعقول مسّت كل الدول العربية والإسلامية،بل حتى دول أوروبا الشرقية والهند، ودول أمريكا اللاتينية.هو نزيف صدم ويصدم الجميع .. حقا هذا التحجّج لكن ألا توجد بدائل أخرى ؟
يحدث هذا في الوقت الذي تصدمنا مختلف وسائل الإعلام،وتؤكده تقارير منظمة اليونسكو أن إسرائيل تحتلّ المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية في مجال البحث العلمي، وتحتلّ المرتبة الرابعة بعد أمريكا،واليابان،وفنلندة في مجال استيعاب التطوّرات العلمية،وتجني من ذلك مداخيل صافية ضخمة تنيف عن الخمسين مليار دولار أمريكي سنويا.
تبدو المسافة بعيدة وبعيدة جدا بين عالمٍ عربي تفرّقت دُوله كغثاء السيل،وتباعدت شعوبُه، وتخلّف اقتصاديا وعلميا عن عالم غربي وأمريكي،وآسيوي، بل وأماليزي عـبرت دولُه وشعوبه إلى عصر الثورة الصناعية الثالثة ..دولٌ تنبّهت لدور العلم،ورفعت راياته،واحتفت بالعلم والعلماء،وكرّمتهم وتُكرّمهم أيّ تكريمٍ،وأرست نهضتها العلمية والتكنولوجية.
إن قاطرة التقدم والتحضّر يقودها اليوم علماء فاللحاق بها، وأخْذ مكان بها رهينٌ بسلوك طريق العلم والبحث العلمي، وأن يتبوأ العلماء المكان اللائق في كلّ مجالات الحياة،وأن تكون لهم الكلمة الفصل في كلّ القضايا التي تمسّ اختصاصهم، وحتى غير اختصاصهم من القضايا المصيرية للشعوب.
آن الأوان لنتصالح مع العلم والعلماء
لقد آن الأوان أن نتصالح مع العلم الذي أهملناه ولا زلنا، وهمّشنا دوره، وتأثيره في كلّ مناحي حياتنا،وأن من حقّ الباحثين،وطلبة العلم أن توفّر لهم الدولة العناية الكاملة،وتحقق لهم كامل احتياجاتهم ؛فنحن نعيش في عصْرٍ وزمنٍ أصبح فيه توفّر البيئة العلمية، وخلْق المناخ العلمي شرطا أوليا لا يمكن تجاهله أو تأجيلُه؛فالعلم والتكنولوجيا هما جناحا العبور إلى فضاءات المعاصرة،والحداثة،والتطوّر.
إن تقدير العلم والعلماء لا يتأتّى بقرار من هنا أو هناك ولكنه نتيجة تربية تجذّرت في المجتمع، وتصالح معها الأفراد وارتضوّها لا تقليدا درجوا،أو يدرجون عليه ؛بل نتيجة وعْيٍ بالعصر الموسوم بالعلم وتغلغله في كلّ مجالات الحياة وإذا التربية التي هي صانعة الإنسان أول من يحمل هذه الرسالة كزارعة للقيم،ومحافظة على الأصالة ووسيلة التفتح على العصرنة ..هذه العصرنة التي تقودها العولمة التي هي بمثابة تحدٍّ كبيرٍ لنُظمنا التربوية .
نحن الآن على وشك الدخول في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين ونحن أمام تحدّيات كبرى تتعلق لا بتعميم التربية والتعليم فحسب،إذْ هذه من المُسلّمات المتفق عليها،ولكن من خلال تطوير المناهج وتكييفها،ورفْع نوعية التعليم،والتحكّم في التكنولوجيات العصرية،ومتابعة الحديث منها لتطويعها، وتوظيفها في العملية التعليمية في كل مستوياتها ؛حيث المعرفة والقدرة على التفكير المنطقي المستند إلى العلم هي معيار الفعالية الفردية في عالمنا اليوم ..والواقع إن التخلف في مجال التربية يتحوّل إلى خطرٍ للحاضر والمستقبل .
تطوير النظام التربوي بهدوء.. ضرورة مُلحّة
إن تطوير النظام التربوي في عصرنا هذا يُعتبر ضرورة اقتصادية واجتماعية وثقافية تعزّز الاختيارات الاستراتيجية للمجتمع ككل وتحضيرا للمستقبل، إذْ كل بلدٍ اليوم بحاجة إلى أفراد مواطنين قادرين على بناء مجتمع ديمقراطي حر متماسك، ومتفتح،ونظام اقتصادي قويّ مرتبط بتقدم العالم،فالربط بين تجديد التعليم،وتطوير المجتمع، والاقتصاد عناصر ترتبط ببعضها، وكلٌّ منها يؤثّر في الآخــر.
إن بلادنا شهد نظامُها التربوي العديدَ من التطورات، البعضُ يُطلِـقُ عليه "إصلاحات " وكأن ما كان قبلها ما كان صالحا،والبعض الآخر يرى فيها "إفسادات "لِـما كان موجودا وكان صالحا، وطرفٌ ثالثٌ يراها من ضرورات العصر. ولا يدعو المقام هنا الركون لهذا أو ذاك، ولكن الفيصل بيننا هو الناتج أو ما يُطلق عليه أهلُ التربية " مُخرجات التربية" بالمعنى الواضح :هل التلميذ الجزائري وهو يغادر المؤسسة التعليمية كيفما كان مستواها لِـيلِـجَ الحياة العملية يحمل ملامح الإنسان الجزائري المنشود الذي يحمل قيَم أمته،ويعكس هويتها التي بإمكانه الدفاع عنها والتحمّس لحمْلها، والتضحية من أجلها،والاستفادة من مزايا عصره،بل والمساهمة مع غيره في وضْع لبنة إنْ لم أقلْ لبنات في جدار نهضتها المعاصرة ؟ !
لقد أعادت العولمة رسْم خريطة العلم، وكان من النتائج المباشرة لهذه العولمة إنشاء شبكات علمية،واقتصادية،وتكنولوجية تربط بين مراكز البحث، والمؤسسات الكبرى على مستوى العالم بأسره، ومشاركة الدول في إطار هذه العولمة أصبحت مبنية على كفاءة الموارد البشرية التي تعتمد أساسا على التأهيل والتكوين اللذيْن تقوم بهما التربية بلا ريب.
في هذا الإطار فإن السيد مدير قسم التربية بمنظمة اليونسكو ينبه إلى خطر عدم مسايرة هذا التطور بقوله :
« إن التحدّي يبقى مطروحا علينا ببُعْده الوطني والعالمي،ألا وهو تنظيم قدراتنا والتحكّم في وسائل التقدم ..لِــنُـعِـدَّ الدولة والمجتمع للمنافسة العالمية في كافة المجالات،ولتكون التنمية فعّالة حقا ؛لا بُدّ أن ترتكز إلى ترابطٍ واضحٍ بين الشأْن الاقتصادي و(الشأْن الثقافي التربوي )».
أيّ تعليم في القرن الواحد والعشرين ؟
يُطرح هذا السؤال على كافة الدول في العالم، وعلى الدول العربية بما فيها الجزائر حيث تواجه التربية والتعليم ببلادنا مجموعة من التحديات منها ما هو مرتبطٌ بالبُنى الاجتماعية، والأنظمة السياسية،والاقتصادية،والتربوية ويمكن ذكْر البعض منها فيما يلي:
1 ـ التركيز على الجانب الكمّي،وغضّ الطرف عن الجانب الكيْفي .
2 ـ انعزال مؤسسات التربية والتعليم عن المحيط الاقتصادي والاجتماعي،والثقافي السياسي.
3 ـ عدم تجديد المناهج وأساليب التعليم،أو تجديدها ارتجالا بحيث يغلب عليها الطابع الاستعراضي السياسي.
4 ـ محدودية إدخال وسائل التعليم الحديثة،وغلبة التعليم النظري الفوْقي.
5 ـ عدم وجود فلسفة تربوية ثابتة، وأهداف واضحة غير متغيّرة بتغيّر الساسة تُشاركُ في وضْعها كلُّ شرائح المجتمع.
6 ـ تثمين وظيفة المربّي في أي مستوى تعليمي من مرحلة الحضانة إلى آخر مستوى جامعي، وتقدير جهده وتشجيعه،وتحفيزه على البحث العلمي،والاعتراف له بالفضل.
العنف لا يعني الشجاعة
نؤكّد على هذا ونحن نعايش جميعا مستوى المتعلمين في مؤسساتنا التربوية وقد انهارت القيم فيما بينهم،وفيما بينهم وبين مدرّسيهم، وإدارة مؤسساتهم التربوية.لقد حلّ العنف اللفظي والجسدي بينهم،بل وحتى جرائم القتل وقعت في السنوات والشهور الأخيرة بين تلاميذ مؤسساتنا التعليمية في أغلب الولايات، سيّما في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي.
وبالتأكيد فإن هذا العنف انتقل،وينتقل إلى مرحلة التعليم الجامعي ..هذه المرحلة التي من المفترض أن يكون الطالب فيها قد أصبح راشدا وناضجا، ويدرك الكثير ممّا يحيط به، وما ينتظره وطنه منه ..بكلّ أسفٍ فإن العنف الذي تعوّد عليه سابقا يكيّفه في المرحلة الجامعية إلى سلوكٍ أعْنف إذا لم يطلْ أقرانَه من الطلبة أمثالِه، فإنه ينال المرافقَ الجامعية التي جُعلت أصلا لخدمته،ينالها تحطيما وتخريبا، وغالبا كردّ فعْلٍ محمومٍ على وجبة قليلة الكمّية،أو إنارة انقطعت،أو ماءٍ شحّ،أو غيرها من مطالب لا تدعو إلى تحطيم مرافقَ أُنفقت عليها أموالٌ طائلة هي من ممتلكات الأمة ..
فأين الخلل يا تُرى؟ ومن المسؤول عن هذا التدهور في القيم عند طلاّبنا وشبابنا؟
أيعود الخلل إلى منظومة القيم لدى الأسرة ؟ أم إلى المدرسة ؟ أم إلى المجتمع ؟ أم إلى منظومة القيم العالمية بما تحمله من تغيّرات في المفاهيم..في العلاقات.. في الثورة التكنولوجية، وفي عالم الاتصالات بصفة أخص ؟ ...هي جملةٌ من التساؤلات يصعب تحديد المسؤولية في واحدة منها.
خللٌ في منظومة القيم ولّد العنف المدرسي
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة العنف المدرسي، وازدادت حدتها في السنوات الأخيرة، والمتتبع لما تنشره صحفنا الوطنية يوميا يدل على تزايد هذه الظاهرة، ونموها نموا غير طبيعي مما يتطلب تدخلا من جميع مؤسسات المجتمع الرسمية، وغير الرسمية في تَـتَـبُّعِ أسبابها، ووضع الحلول المناسبة لها.
ويمكن تعريف العنف بأنه كل فعل، أو تهديد يتضمن استخدام القوة بهدف إلحاق الأذى الجسمي، أو النفسي بالآخرين. ومن المؤكد أن العنف لا يعني الشجاعة، ولا يرتبط دائما بالحقّ،فهو في انقطاعه عن كلّ تبريرٍ منطقي،أو أخلاقي يمثل انحرافا نفسيا واجتماعيا ومع ذلك نجده مُحدِّقا بأبنائنا في كلّ اتجاه حتى لا نظلمهم .
ويمكن لنا أن نقسم العنف المدرسي حسب اتجاهاته إلى ثلاثة أقسام:
ـ عنفٌ موجه ضد المعلمين والأساتذة، وممتلكاتهم .
ـ عنفٌ موجه ضد مؤسسات المجتمع .
ـ عنفٌ موجه ضد التلاميذ والطلاب أنفسهم .
والعنف عادة ما ينتج من الشعور بالإحباط، وعدم الاتزان النفسي، وانعدام التوجيه التربوي. إن العنف ظاهرة لم يسلم منها أي بلد في العالم،وإنْ كان البعض يرى أنها بحدّة أقل في دول العالم الثالث عمّا هي في سائر أقطار المعمورة، وهذا ما يدعو إلى التفكير عن علل انتشارها بهذه الحدة في المجتمعات المتقدمة التي كان يُعتقدُ بأن الثراء فيها يشكل جهازا منيعا لمثل هذه الظواهر،وما حدث ويحدث باستمرار من مجازر يقوم بها طلاّبٌ ضدّ زملائهم هنا وهناك في العالم الغربي سيّما في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن لو كان هذا الاعتقاد صائبا لكان ذيوعها في الجهات المتخلفة أوسع منه في الدول الراقية،وليس العكس،وبين هذا و ذاك، فإن حتى ولو اختلف الوضع الاجتماع للمجتمعات إلا أن أسباب العنف، و مظاهره تبدو وأنها لا تختلف من بلد لآخر، و هذا ما يوحي إلى الاعتقاد بأن الوضع الاجتماعي ليس إلا مشجبا يُعلقُ عليه فشلُ كل من كبّ جواده لاسيما في الدول المتخلفة، فبالمقارنة بما يحدث هنا و هناك في بقاع العالم نستخلص أن هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري لا تختلف في شيء عما تشهده باقي المجتمعات سوى أنها في طوْر النشوء.
وإن كان لهذه الظاهرة نتائج وخيمة على القيم،والأعراف السائدة وسط أفرد المجتمع الجزائري، فإن انتشارها في فضاءات التعليم،والتكوين يدعو إلى القلق أكثر، نظرا للخطر الذي تمثله في مؤسسات من المفروض أنها في منأى عن كل ما يمت بصلة بالسلوكيات الغير السوية.إن الكثير من المفكرين والكُتّاب وأهل الاختصاص يُرجعون ظاهرة العنف لدى تلاميذنا،وطلاّبنا إلى اختلاف السلوكات التي مصدرها الأساسي الإطار المرجعي الأول الذي بنى فيه التلميذ ذاته وسط التأثيرات،والتفاعلات بالمحيطين به، وتخلّي الأسرة عن رسالتها، وتخلّي المجتمع عن العلم والعلماء،وإعراض الكل عن العلم كغاية، وترسيخ الفكر الانهزامي بعدم جدوى العلم والمعرفة والتثقيف بتعويم الأطروحات الخاطئة التي تدعو إلى التخلّي عن هذه القيم، وفق ما يروّج له الشطار، ومتصيدو الفُرص: وماذا عمل أصحاب الشهادات بشهادتهم ؟
أيمكن التحكّم في هذا الإطار المرجعي أيامنا هذه ؟
سؤالٌ يبقى مطروحا على كلّ مكوّنات المجتمع الجزائري،وهو مطروحٌ أكثر على من بأيديهم التحكّم في مصير هذه الأمة ..إلاّ أننا نُرجع نسبة من الخلل إلى إهدار طاقات هذه الأمة،وتجاهل جهود المخلصين، وعدم تقدير ما قدموه ويقدمونه،والاعتراف لهم بالجميل ..نتيجة ذلك اختفت الرموز،وانعدم النموذج الذي يُتّخذ نبراسا في كل مؤسسات المجتمع التي تشرف على عملية التنشئة الاجتماعية .
ونحن إزاء هذا الخلل الذي ينفيه المجتمع عن نفسه،ويُلصقه بالمؤسسة التعليمية التي يُعلّق على مشجبها كل انحرافٍ، وأصابع الاتهام دوْما تُوجّه إليها وحدها دون غيرها من مؤسسات التنشئة،إدْ هي التي أخرجت المنحرفين،وهي التي كوّنت الإرهابيين،وهي التي سرّبت إلى المجتمع آلاف الفاشلين حياتيا واجتماعيا ..أفلا يحقّ أن نطرح الأسئلة التالية :
ـ ماذا يريد المجتمع من نفسه؟ وماذا يريد من فلذات كبده المتمدرسين؟ وماذا يريد هؤلاء من مجتمعهم ؟
إن الإجابة عن السؤاليْن الأوليْن مبثوثة فيما سبق،والقارئ النبه يستخلصهما بسهولة،ولا داعي للتكرار،ونجيب هنا عن السؤال الثالث، لأن الإجابة عنه تفصح عن تطلعات أبنائنا وما يرغبونه من مجتمعهم الذي عادة ما لا يسمع إليهم، ولا يحاورهم إلاّ في النزر اليسير، ولكن من رؤية فوقية أبوية.
إن المتعلمين يريدون من محيطهم الاجتماعي،والتربوي أن يحفظ لهم قيمتهم، واستقلاليتهم باعتبارهم رجالَ الغد ونساءه،وأن يرفع معنوياتهم، ويُعْلي شأنهم، ويأخذ بأيديهم لبلوغ ما عجز عنه من سبقوهم، ويُؤمّنُ لهم مستقبلا يوازي مستقبل أقرانهم في بلدهم، وفي بلدان أخرى الذين يتساوون وإياهم في مستوى التأهيل والقدرات من خلال فُرصٍ متكافئة دون تمييز لبعضهم على حساب البعض الآخر، وأن تُقدم لهم المعرفة بأساليب مشوّقة تحترم عقولهم،وأعمارهم مع الاستفادة من المنتجات العلمية الحديثة التي تقرن التعليم النظري بالممارسة التطبيقية، وأن يكون الناتج التعليمي وظيفيا ذا علاقة بما يجري في المجتمع من سيرورة اقتصادية اجتماعية ثقافية، كما تتوفّر لهم وسائل الترفيه الهادفة التي تربّي العقل، وتهذّب الوجدان في محيط إنساني نقيٍّ يعلو بنفوسهم،وأخلاقهم، وأجسادهم على حـدٍّ سواء.
المجتمع فإنه يتطلع إلى جيل مؤهل
أمّا المجتمع فإنه يتطلع إلى جيل مؤهل لأداء رسالته في الحياة ،يعتمد على ذاته،يحيا لدينه،ووطنه،وأمته،ويتحمّل المسؤولية بكفاءة وجدارة،ويحسن التعامل مع غيره لتحقيق الأهداف العامة لمجتمعه،مواكبا لمتطلّبات العصر معرفيا،ومعلوماتيا،يتطلّع إلى مستقبلٍ أفضل من حاضره، يرتبط بجذور ماضيه وقيمه،ويحيا حاضره بفاعلية وجدية وموضوعية بعيدا عن النرجسية المَـقِـيتة، والأحلام الوردية التي يكذّبها الواقع .
وحتّى تكون الحلقات متكاملة على رجل التربية أينما كانت وظيفته،وكيفما كان مستواه في المسار التعليمي والتربوي أن يكون ذا همّة،وذا مستوى عالٍ من الوعي برسالته ووظيفته في المجتمع كقائد وموجّه ومكوّن وكنبراس ينير الدروب،ويرفع الظلام والجهل ..عليه أن يبدع في ميدانه،وأن يبتكر،وأن يجدد بما يتفق وفلسفة المجتمع،وبما يحقق تطور العمل التربوي،وأن يكون مربيا قبل أن يكون معلما.
إن التربويين لطالما شكوْا تجاهل المجتمع لهمومهم،وانشغالاتهم،وتقزيم جهودهم،حيث يفتقدون التقديرالذي يستحقّه روّاد المعرفة،وبنّاؤوا النفوس والعقول؛لم يُمنحوا التقدير الذي يستحقونه، ولا المكانة التي تثمّن رسالتهم ..كما يريد التربويون من الآباء خاصة أن يُسهموا بشكل أكبر في متابعة أبنائهم في مراحل تعليمهم متابعة معرفية تربوية، لا معرفية فقط تنحصر في ترقُّـب نتائج الاختبارات والامتحانات،والتلهّف على الدرجات، والنقاط التي يتحصل عليها المتعلم. يريدون منهم أن يكرسوا لديهم حُبّ المعرفة التي تسبق الدبلوم،وأن يزرعوا في أذهانهم حبّ المعلم والأستاذ،وكلّ أهل العلم والفكر بالتوقير والاحترام، والاعتراف لهم بالفضل ..ثم إن التربويين يتطلعون إلى أن تكون وسائل الإعلام رافدا للتربية والتعليم، وكذا المسجد ودُور الشباب، والنوادي الثقافية وغيرها ..
أن تكون هذه الوسائل التي تطورت في شكلها،وفي رسالتها متماشية مع احتياجات المجتمع وتطلّعاته، منسجمة مع المنظومة الاجتماعية التي يُعتبرُ التعليم أحد عناصرها المهمّة ،ليتشكّل دوْرٌ تكامليٌّ بين الإعلام والتربية والتعليم من خلال أهداف واضحة، واستراتيجيات مدروسة بحيث يشعر الإعلاميون بدورهم التربوي،ويتفهّم التربويون أهمية الإعلام كوسيلة للتثقيف والتربية والترفيه.
ولا أحسبُني في بعض الحالات إلاّ مُحبط النفس عندما أرى أن أغلب أمانينا في تحقيق تربية رائدة قد تتبدد في ضوْء وجود الفضاء المفتوح،وثورة الاتصالات التي جعلت الرقابة والتقنية،وتوجيه الإعلام تربويا من الأمور العصيّة أيامنا هذه التي أثّرت في الكثير من شبابنا الذي كفر بكل القيم، وألْقى بالهوية، والخصوصية عرْض الحائط،وصار يُـفضِّلُ الموت في عرْض البحار على البقاء في بلده بين ذويه وأصدقائه، ومسّت الظاهرة أخيرا حتّى الميسورين منهم، بعد ما كنّا في عهْدٍ قريب نطلق على شبابنا "الحايطيست " أصبح المصطلح اليوم " الحرّاقة" حتى وإنْ قاسمتنا هذه الظاهرة شعوبٌ أخرى قريبة أو بعيدة منا،فالظاهرة عندنا أخطر لاتساعها،وامتدادها لعدة مناطق للوطن.
عيد العلم ليس بشهادة شرفية مزوّقة .. !
أيحقّ لنا والحالة هذه أن نطرح السؤال من جديد : أين الخلل؟ ولا أراني إلاّ أن أكرّر ما ألححْتُ عليه غير ما مرّة في هذا المقال وهو أن نُـثمّن طاقاتنا العلمية والتربوية، وأهل البحث والعلم،وأن نحتفي بهم بصدق في كل حين، وفي كل مناسبة بتثمين أعمالهم، وتبنّي اختراعاتهم قبل أن يتبنّاها غيرنا، وأن نشجع ما توصلوا إليه من اختراعات،وألاّ نكتفي بمدحهم بكلمات رنّانة فضفاضة في المعارض السنوية التي يعرضون فيها إبداعاتهم،واختراعاتهم العلمية،وما أكثرها في كل سنة !.
هذا هو الاحتفال الأصيل لعيد العلم أن يكون لا عيدا واحدا في شهر أفريل من كل سنة،عيدا بل عدة أعياد لا ترتبط برائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس طيّب الله ثراه وحده ، ولكن بالعديد من العلماء في شتّى مناحي العلوم وهم أحياء، ليس بشهادة شرفية مغلّفة مزوّقة أجمل تزويق،ولا بشهادة شكر وتقدير ..إنما بأغلفة مالية محترمة لمواصلة البحث،أو إنشاء معاهد بحثية متخصصة وغيرها من التحفيزات التي تليق بالعلم والعلماء.
أنحن فاعلون هذا وذاك ؟ سؤال هو مطروحٌ ، وقد يبقى مطروحا .



#بشير_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إبداع بدون حرية
- إشكالية الحداثة في القصيدة العربية الحديثة
- الإبداع الأدبي أهو نقمة أم نعمة على مبدعه ؟
- الكتابة : متعة المعاناة في البوح والإمتاع !!
- ثقافة الطفل ليست هي التعليم
- الكتابة للطفل بين العلم والفن
- الطفولة ومعوّقات الإبداع
- ثقافة الطفل ومنجزات العصر
- الحس الجمالي ونعمة التذوّق
- مجتمعٌ مدني هشٌّ .. غيرُ مُؤثّرٍ !!


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بشير خلف - متى نثمّن العلم ونوقّر العلماء؟