أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - آمال لابد منها














المزيد.....

آمال لابد منها


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 08:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في مفاصل التاريخ , او في المراحل الانتقالية كما يسميها الادب السياسي , تنوجد مساحات اكثر خصباً للقائد السياسي في خلق اللوحة التي ستكون مناراً ليس لانقاذ السفينة التي تكاد ان تشرف على الهلاك فقط , بل ولكل الاجيال القادمة . ومن بين ثلاثة رؤساء وزارة منذ سقوط النظام الصدامي ولحد الآن , ينفرد المالكي بأمكانية زرع هذه المساحة رغم تأخره في ذلك .
رئيس الوزراء الاول الدكتور اياد علاوي , ورغم الصلاحيات المحدودة قياساً بمن تبعه , يبقى العمل القيادي بالنسبة له مشروع شخصي قبل كل شئ . وقد تجلى ذلك عندما استغل منصب رئيس الوزراء في توسيع نفوذ تنظيمه " الوفاق " الذي استأثر بالتعيينات الحكومية , وجعل منها وسيلة الكسب الرئيسية , وتمكن من خلالها ان يحصل على اربعين صوتاً في الانتخابات الاولى . وقد ظن ان هذه القوة الجماهيرية ( طابو ) لمنظمته " الوفاق " . وفي الانتخابات الثانية - وقد خرج من المنصب - ومعه اليساريين والديقراطيين ولم يحصلوا الا على خمسة وعشرين صوتاً. واحد الاسباب الرئيسية في هذا التدني , عدم منح الكثيرين اصواتهم " للعراقية " نكاية بعلاوي ( البعثي ) كما قالوا ولايزال يقولون . وبعد ان تأكد من رصيده الجماهيري ( اضطر ) لتوجهات خارج اطار العملية السياسية في مسعى للعودة الى المنصب . مما دفع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لتهديده واحالته الى التحقيق او الكف عن اللقاء والتنسيق مع عصابات البعث الخارجة على القانون . وبعد انفراده بتحديد توجيه القائمة " العراقية" جعل الاعتذار له عن هذا الاتهام الشرط الاول لانهاء المقاطعة وعودة وزراء القائمة للعمل , مما اكد نزوعه الشخصي في تحديد اولويات عمل القائمة .
والثاني الدكتور ابراهيم الجعفري , وكما عرفه العراقيون , واصرّ ممثلوا القوى السياسية الرئيسية على استبعاده رغم ترشحه مرة ثانية من قبل قائمته " الائتلاف " . فقد كان قصخون سياسي اكثر من رجل دولة (معمم ) , والقصخون يهمه ان يسوق نفسه لمستمعيه ولا تهمه صحة الرواية التي يقصها . واتسمت فترة ادارته بانتشار الفساد الاداري , واختراق المليشيات الشيعية لاجهزت الشرطة , والتي فاقمت في تعميق الصراع الطائفي من جهة , ومن جهة اخرى ازدياد الدموية بين العدوين اللدودين المجلس الاعلى والتيار الصدري , الذي رفض الاختراقات من قبل قوات بدر التابعة للمجلس . كل هذا ساعد في ترسيخ نفوذ النظام الايراني , وافرغ الكثير من الجهد العراقي في اعادة بناء الدولة والمجتمع لصالح الصراع الايراني الامريكي , وما تبعه من تأثيرات في المحيط العربي والدولي , مما زاد في عمق الجراح العراقية .
الارث الثقيل الذي تركه نظام صدام , والانحدار الذي جاءت به المحاصصة , والاخطاء المقصودة وغير المقصودة لسلطات الاحتلال , وضعت المالكي في دوامة لايستطيع الخروج منها الا من كانت لديه الارادة الحقيقية لانقاذ العراق . والخطوة الواثقة التي وضعها في اولى درجات السلم في مكافحة العصابات والمجاميع التي صادرت حياة العراقيين , والتي استغلت الانضواء تحت اسم التيار الصدري ستكون كفيلة بأرتقاء درجات السلّم الاخرى . سواء نفذ السيد مقتدى الصدر تهديده بجعلها حرب مفتوحة , او انتبه لمسؤولية تحمل دماء المسلمين , وآثر تنظيف التيار الذي يقوده من القتلة وقطاعي الطرق .
العراقيون يدركون جيداً ان اعادة ترميم الحكومة جاء نتيجة صراعات وحسابات حزبية اكثر من أي دافع آخر , رغم ان البعض حاول تصويرها على انها جاءت نتيجة مقررات مجلس الامن الوطني . لكن خطوة المالكي ببدء الحرب على القتلة والمجرمين هي الاهم من الناحية العملية في تعبيد طريق اعادة بناء الوطن , وهو ما زاد في امل العراقيين بمختلف طوائفهم ان تتحول توصيات مجلس الامن الوطني الى ادوات حقيقية تستنهض الارادات الحرة للاحزاب العراقية بعيداً عن المحاصصة والنزعات الفردية والفئوية . ولاشك ان هذا الزخم هو الاكثر فاعلية من بين كل الخطوات الخيرة الاخرى , والتفريط به سيكون اكثر دموية من جريمة المحاصصة التي يدينها حتى المستفيدين منها . والامل كبير , وكبير جداً بالنهوض مرة اخرى , ومن سيتخلف ويصر على ممارساته السابقة سيكون مصيره ليس افضل من مصير صدام .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لايتكرر التمويه
- غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع
- الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط
- الانتظار المر
- العراق لايبنى بالادعاءآت
- الحاجة الى مؤتمر يصحح التوجهات العراقية قبل المصالحة الوطنية
- بين اعترافات رايس ودبش الامريكي
- بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية
- ما يوحد المشروعين الامريكي والايراني في العراق
- التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب
- 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - آمال لابد منها