أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد العلي - الديمقراطية بين الفهم والتطبيق














المزيد.....

الديمقراطية بين الفهم والتطبيق


احمد العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية كلمة مشتقة من كلمتين يونانيتين" ديموس "وتعني الشعب و "كراتيه" و تعني الحكم ، فالديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه ، وقد تعددت سبل تطبيق الديمقراطية عبر التاريخ منذ أول ظهور لها في القرن الخامس قبل الميلاد في أثينا القديمة

حيث كانت تُعرف بالديمقراطية المباشرة , فقد كان نصف أو ربع السكان يجتمعون لأصدرا القرارات بدون الحاجة إلى نواب ينوبون عنهم في اتخاذها. هذا النظام تطور فيما بعد إلى نظام نيابي اذ ينوب عدد من النواب عن مجاميع الشعب . وقد تم تحديد صلاحيات هؤلاء النواب ضمن الدستور لتعرف بما يسمى بالديمقراطية الليبرالية أي التي تكون فيها السلطة الحاكمة خاضعة لسلطة القانون و تضمن فصل السلطات وبشكل يضمن عدم انتهاك حقوق المواطنين في تلك الدولة .

وقد انتهجت الدول سبل التصويت لضمان الحصول على المقاعد النيابية والتداول السلمي للسلطة وبذلك فقد تفردت بعض الدول في أنشاء أحزاب سياسية تتنافس فيما بينها بينما اعتمدت دول أخرى نظام الحزب الواحد حتى أنَّ بعضا من الأنظمة الدكتاتورية ادعت الديمقراطية لمجرد تنظيمها انتخابات يتم فيها أبراز مرشحين لنفس الحزب أو ربما مرشح وحيد ينافس نفسه !
فالديمقراطية وفق هذا التصور نظام حكم يمنح المواطنون فيه مجموعة من القادة السياسيين الحق في ممارسة الحكم عبر انتخابات دورية.
ووفقاً لهذا المفهوم لا يستطيع المواطنون - بل ولا يجب - أن "يحكموا"، لأنهم في معظم الأوقات و فيما يخص معظم القضايا لا يملكون حيالها فكرة واضحة أو أن أفكارهم غير ذكية!
ولعل ترسيخ هذه المفاهيم الخاطئة عن الديمقراطية تم بواسطة قوى خارجية غالبا ما تكون عسكرية قامت بفرض الديمقراطية على دول أخرى كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا ودول أوربا الشرقية والتي أصبحت الديمقراطية في بعضها مجرد حبر على ورق!
وبالنظر إلى جوهر الديمقراطية الحقيقي فيجب إن تتيح لكل طبقات الشعب التعبير عن رأيها ومناقشة هذه الآراء بموضوعية ومن ثم اخذ السبل الأفضل لتطبيق أكثرها جودة وليس التعبير الحر ألا مرحلة أولية يجب أن لا تكون الأخيرة وإلا سوف تكون الديمقراطية ملاذا أمنا لدكتاتورية مقنعة تحكم ضمن قاعدة الحكم من نصيب الأقوى والأكثر نفوذا .
ولترسيخ المفاهيم الصحيحة للتطبيق العملي للديمقراطية فان النظام التربوي في المدارس التعليمة والنظام القضائي يجب أن يكونا على اشد درجات الشفافية في الابتعاد عن كل لون حزبي أو عرقي أو طائفي مما يتيح للجيل الفتي أن يتلقى المعلومات بدون صبغة سياسية موجهة لإغراض التعبئة الحزبية أو السياسية النفعية لجهة ما . وبالنسبة إلى القضاء فان معاقبة المسيء مهما كان انتماؤه أو نفوذه هو أول درجات الارتقاء بالممارسة الديمقراطية لان الفهم الغوغائي والمنحرف لفعل الفرد كل ما يريد حتى وان كان مخالفا للتعاليم الشرعية والقانونية هو الجانب المظلم من التعبير الحر والإحساس بالحرية .
فالشرط الأساسي الذي يكفل الديمقراطية هو وجود سلطة قضائية نزيهة تشريعيه وتنفيذية لا تنفذ مصالح الجهات المتنافسة على السلطة بحيث تكون مسندة من قبل منظمات المجتمع المدني المهنية والتي تكون خالية من أي انتماء أو تلون حزبي طبقي أو طائفي وهذه المنظمات تشمل جمعيات مثل ( الأطباء والمهندسين والعمال والفلاحين والصحفيين والمحامين والطلاب الخ..) وهي تكون ممثلة لكل طبقات الشعب في برلمان وطني يقوم بتشكيل حكومة تشمل وزارات محددة ، بحيث أن كل وزارة تشكل من ضمن الجمعية والنقابة المرادفة لتخصص تلك الوزارة هي الأكثر اطلاعا على مشاكلها و دراية بطرق حلها والارتقاء بنظم خدماتها للمجتمع دون الحاجة لانتمائها إلى أحزاب معينة أو جهة عسكرية وبذلك فسوف تكون معنية بتطوير الشعب ورفاهيته بكل فئاته واستخدام ثروات البلد بالشكل الأمثل دون الإخلال بشروط النزاهة والأمانة القانونية وليس خدمة لمصلحة حزبية أو شخصية ربما تكون خاضعة لتأثيرات أجنبية عن ذلك البلد وبما يكفل استمرار تداول السلطة بين مكونات الشعب الحقيقية وليس بين عناصر وإفراد محدودين يصبحون بمرور الوقت من الدكتاتوريين الأثرياء ذوي الإتباع المنتفعين و الذين يصعب إبعادهم عن السلطة ويصبح الشعب رهينة بين أيديهم ويتم التفريط بحقوق الفرد والمجتمع باسم الديمقراطية !



#احمد_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجحيم السعودي... حقائق وأرقام
- مجلس الاستهلال الشرعي.. شعلة في ظلام حالك
- شعبنا المغلوب على أمره
- مواقع الانترنت بين الاستبداد والاستبداد
- وهم الخصوصية السعودية
- عندما يتحول الدين الى افيون
- المثقف السعودي: الى متى الصمت في عصر العولمة؟
- شيعة القطيف والاحساء في النفق المظلم
- النخبة السعودية والحوار الوطني: مقدمة لمشروع إصلاحي أم مراوغ ...
- الشيعة في المملكة العربية السعودية .. التقرير الحقوقي الاول ...
- رانيا الباز: الهروب من الجحيم
- الاقتصاد السعودي بين الاستنزاف والاصلاح
- بلال اخو هلال
- سياحة في البيئة السعودية


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد العلي - الديمقراطية بين الفهم والتطبيق