أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أيمن رمزي نخلة - لماذا الضجة الإعلامية المصرية لما حدث مع البابا شنودة؟














المزيد.....

لماذا الضجة الإعلامية المصرية لما حدث مع البابا شنودة؟


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 09:30
المحور: الصحافة والاعلام
    


استوقف صغار المسئولين في مطار هيثرو بلندن قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ومنعوه من دخول البلاد من بوابة كبار الزوار ولكن من خلال البوابات العادية. إلى هنا والخبر يمكن أن يمر مرور الكرام فهو خطاء غير مقصود منه إطلاقاً إهانة رمز الكنيسة القبطية ولا المقصود منه توجيه أي إهانة لأي إنسان مختلف معهم في الجنسية أو العقيدة. أمر داخلي نتيجة احتياطيات أمنية في المطارات البريطانية.
لكن الصحافة والإعلام المصري قام ولم يقعد حتى الآن وصنع من الحبة قبة كما يقول المثل الشعبي. وكأن الحالة أصبحت قاب قوسين أو أدني من الحرب بين مصر وبريطانيا. وكلمات الصحافة والإعلام المسموع والمرئي وجلسات مجلسي الشعب والشورى وصحف المعارضة المُغرضة والمجلات الصفراء والحمراء، الجميع تناول الموضوع دفاعاً عن قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة كأنه دفاعاً عن شرف الأمة المسلوب.
والحقيقة إن الفاحص لهذه الضجة أو زوبعة الفنجان يمكنه أن يعرف الأسباب الخفية وراء هذه الضجة الإعلامية المصرية إزاء ما حدث مع قداسة البابا شنودة في مطار هيثرو بلندن ويمكن تلخيصها في الأتي:
• هذه الضجة فارغة المعنى والهدف كانت صناعة لخبر وأحداث من لا شيء للتغطية على فضائح التمييز الديني المنظم ضد الأقباط المسيحيين وغيرهم التي أثيرت من خلال مؤتمر "مصريين ضد التمييز الديني" والذي لم تتناوله وسائل الإعلام بالحيادية الكافية لما فيه من كم فضائح وحقائق تشوه صورة النظام الذي ينادي دائماً بالوحدة والمساواة قولا ويفعل عكس ذلك.
• كانت الضجة الإعلامية من وسائل الإعلام المصرية لتعمل مزيداً من الإعتام والتضليل لتاريخ التمييز والاضطهاد المنظم من الدولة والجماعات المتطرفة ضد المسيحيين في الثلاثين عاماً الماضية، حين تقول ها نحن نهتم برأس الكنيسة المصرية الأرثوذكسية والواقع العملي يسير في خطى مضادة للأقوال الناعمة الكاذبة.
• قصة حقيقية لها مغزى: تعيش عائلة صديقي ألبير القبطي المصري في نيويورك بالولايات المتحدة ولأن العائلة متدينة وتحب قداسة البابا كيرلس البابا المتنيح السابق للبابا شنودة فقد وضعت العائلة الكريمة صورة البابا كيرلس في مدخل البيت في نيويورك. وبعد أحداث 11 سبتمبر تم اعتقال كل أفراد العائلة ظناً من البوليس الأمريكي أن هذه العائلة العربية تتبع أحد الزعماء الإرهابيين الذين يطيلون ذقونهم. إنه جهل ثقافي من الجنود الأمريكيين لكنهم معذورون لأن ارتباط الإرهاب بفئة من المتطرفين مثل أسامة بن لادن والظواهري وغيرهم يطيلون لحيتهم ويتخذون من إرهاب الآخرين عبادة لهم. وعلى هذا لا نريد أن نلتمس العذر لأمن المطار البريطاني لكننا نلقي باللوم على الإرهابيين الذين شوهوا شكل رجل الدين الذي يطيل لحيته في عبادة خاشعة ومحبة للآخرين.
• قداسة البابا شنودة قادم من دولة عربية وهذه هي الحقيقة التي تلقاها الجنود البريطانيين. ولهم كل العذر في عدم قبول أي عربي بعد أن شوهت الأعمال الإرهابية صورة كل عربي في عقل كل أوروبي ترسخ لديه الارتباط بين العربي ـ أي عربي ـ والإرهاب المسلح ضد الأوربيين وغيرهم.
• الشعب القبطي المسيحي لم ينس أن الرئيس السابق أنور السادات أمر بعزل قداسة البابا شنودة وتحديد إقامته في دير الأنبا بيشوى في وادي النطرون في سبتمبر1981، وبعدها حين تولى الرئيس الحالي الرئيس مبارك شئون البلاد لم يعيد قداسة البابا إلى مكانه ومكانته إلا بعد مجموعة شهور. والتاريخ لا يمكنه أن ينسى كم الأحداث الدامية وعدد القتلى والمصابين والخسائر المادية والتمييز التي واجهها الأقباط المسيحيين في عصر مبارك.

انتهى عصر الإعلام الذي يجذب القارئ ويغيبه بذكر حوادث وصناعة أخبار. الآن في ظل العولمة واحترام حق الإنسان في أن يكون إنسان وفي إطار سيادة وحُكم القوانين والمواثيق الدولية التي تفرض على حكومات الدول احترام إنسانية شعوبها سواء اتفقوا في عقيدتها أو اختلفوا، في ظل المعرفة الدُولية وسيادة قوانين احترام حقوق الإنسان العالمية لا يمكن تغييب الشعوب من خلال أي ضجة إعلامية فارغة يخلقها إعلام موجه فاسد يخدم مصالح وسياسات تميز بين فئات الشعب الواحد.



#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحكوا عليك يا سفير أمريكا.
- نسوان رئيسات للدول العربية؟ لم لا؟
- المصريون لن يشاركوا في الإضراب.
- مَن السبب في إهانة رسول الإسلام؟
- القذافي والإنجيل والفقر الأفريقي.
- ما هو الحل في إعادة الهيبة لرسول الإسلام؟
- نكتة عند الحلاق، وكتاب إبراهيم عيسى: كتابي عن مبارك وعصره وم ...
- لماذا منع الأزهر الحب والجنس في حياة النبي؟1/2
- حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية؟
- كتاب حوارات وقضايا، يجب مواجهته والرد عليه.
- البهائية دين والإسلام دين، يا شيخ الأزهر.
- لا تقل إن شاء الله.
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟2
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟1
- عيسى المسيح رسول المُهمشين والمضطهدين.
- إسرائيل وتناقض القرآن.
- بنت الشارع المصرية وشرفها الجنسي.
- جاهل؟ أم ظالم؟
- إدمان الكذب.
- لا للجنسية المصرية. نعم للتفكير والحرية.


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أيمن رمزي نخلة - لماذا الضجة الإعلامية المصرية لما حدث مع البابا شنودة؟