هيأة الإنصاف و المصالحة أو الجنة الوطنية المستقلة للحقيقة؟؟؟؟ مساران متباينان و نهجان مختلفان

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 701 - 2004 / 1 / 2 - 08:10
المحور: حقوق الانسان
    

لقد انتقدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مبادرة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الرامية إلى إنشاء هيأة الإنصاف و المصالحة، إذ ترى أنها ليست هي اللجنة الوطنية المستقلة للحقيقة المنشودة. و قد انطلقت الجمعية المذكورة من كون أن هناك ممارسات خطيرة تذكر الرأي العام بانتهاكات حقوق الإنسان، و على رأسها قمع الحقوقيين و الصحفيين، و من كون أن المسلسل الانتخابي الأخير عرف فسادا و إفسادا بين بوضوح غياب إرادة حقيقية لتمكين الشعب المغربي من تقرير مصيره بنفسه و اختيار ممثليه الحقيقيين. و ما هذه في نظر الجمعية إلا عناوين لانطلاقة مسلسل جديد من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. و بذلك تساءلت الجمعية كيف نريد طي صفحة الماضي و نحن نعاين حاليا خر وقات بالجملة؟ و بالتالي تتساءل الجمعية حول مصداقية مبادرة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.

علما أن المناظرة الوطنية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المنعقدة في نونبر 2001 خرجت بتوصية هامة متعلقة بإحداث لجنة وطنية مستقلة للحقيقة، و هذه الجنة مختلفة عن هيأة الإنصاف و المصالحة التي ابتدعها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، لاسيما و أنها اتخذت موقعا عدائيا من مسألة المساءلة. كما أن المناظرة أكدت على تحديد المسؤوليات الشخصية و الأساسية، في حين أن هيأة المجلس الاستشاري أبعدت كليا مسألة البحث في المسؤوليات الشخصية فيما جرى.

كما أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان طالبت و لازالت تطالب بإحداث لجنة وطنية مستقلة للحقيقة مؤسسة بنص قانوني في حين أن هيأة الإنصاف و المصالحة مؤسسة وفق المادة 7 من الظهير المؤسس للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، و هي بذلك لجنة وظيفية لهذا المجلس.

و علاوة على ذلك، من المفروض أن تشتغل اللجنة الوطنية المستقلة للحقيقة على كافة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في حين أن هيأة الإنصاف و المصالحة عازمة على الاشتغال في مجالين فقط، الاختفاء القسري و الاعتقال التعسفي، دون التعذيب و النفي خارج الوطن و الإعدامات خارج القانون و القتل الجماعي أثناء الهزات الاجتماعية الكبرى. إضافة إلى أن الجمعية لديها منظور أكثر شمولية يربط بين المساءلة و عدم الإفلات من العقاب و الحقيقة و الإنصاف و المصالحة. بمعنى أن الإنصاف و المصالحة هما نتيجة لمسلسل يتضمن المساءلة و اتخاذ إجراءات دستورية و قانونية لتفادي تكرار المأساة و لولوج عهد دولة الحق و القانون ز مجتمع تحترم فيه الحقوق و تصان.

و قد أحدثت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لجنة المتابعة لمواكبة أعمال هيأة الإنصاف و المصالحة من أجل إعمال توصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. و ستكون مواكبة بالنقد و المقترحات و للتنبيه إلى المنزلقات.

للإشارة فإن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لم تستسغ تصريحات الأمين العام للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان – إدريس بنزكري، معتقل سياسي سابق و رئيس سابق لمنتدى الحقيقة و الإنصاف- و التي جاء فيها بأن المغرب لا يعرف الآن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، لاسيما و أن الجمعية اعتمدت على قضايا و نوازل ثابتة تبين حدوث انتهاكات لاسيما بعد أحداث 16 مايو 2003 خصوصا فيما يتعلق بالاختطاف و التعذيب و المحاكمات غير العادلة و التعسفات الممارسة ضد الصحفيين و المدافعين على حقوق الإنسان و هذا ما أكدته منظمة العفو الدولية و الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان./.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات