|
السيف.. بين تسقيط الذات و تسقيط الآخر (1)
احمد كاظم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 03:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رحلة قصيرة مع القارئ في هذه الرحلة والمكونة من ثلاث حلقات، ستكون أنت أيها القارئ برفقتي في تناول بعض المواضيع ذات الصلة بإشكاليات النصوص القرآنية، منها على سبيل المثال لا الحصر ما سنتطرق أليه في هذه الفصول بخصوص التناقض الظاهري واللبس والإبهام الموجود في بعض الآيات القرآنية ونمر ببعض الأخطاء القواعدية.. خاصة ونحن نتحدث عن كتاب يفترض أن يكون معجز، والأعجاز يتمثل في البلاغة والتي تعني ابسط ما تعني الإفهام وعدم اللبس في الكلام، أليس كذلك؟.. عليك سيدي القارئ أن تكون صبورا ومتفهما بعض الشيء عند طرح بعض الرؤى الشخصية، محاولين معا أن نضع حلا ولو بسيطا لبعض تلك الإشكاليات.. لذا أدعوك لان تكون جلدا وحليما.. فقد أكون على خطأ وأنت على صواب أو بالعكس.. وان كنت على خطأ أرجو تصحيح الخطأ.. لنتأمل في تفسير بعض الآيات القرآنية لنرى مدى مطابقتها لروح العصر، فهي يفترض أن تكون صالحة لكل زمان ومكان، أليس كذلك سيدي الكريم؟.. لا أخفيك أنني أواجه بعض الإبهام واللبس عند تفسير بعض الآيات، مع أنى افهم أن الكلام البليغ يجب أن لا يكون فيه أي إبهام أو لبس .. وحتى لا تكون الرحلة طويلة ومملة، تعال لنقرأ معا:
1) جاء في سورة الإسراء قوله: " وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " .( الآية 16) سيدي القارئ الكريم، إلا ترى أن ظاهر هذه الآية غير معقول، لاسباب منها، أولا: لان الله أمر المترفين بان يفسقوا ففسقوا، وذلك لا يجوز لان فعل القبيح مستحيل على الله، فقد جاء في القرآن قوله: " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء". ثانيا: إذا كان هو الذي أمرهم أن يفسقوا كان فسقهم طاعة له وامتثالا لأمره، فكيف يستحقون الإهلاك. ثالثا: أن الإهلاك بالتدمير قد شمل أهل القرية كلهم، وإنما المجرمون منهم هم المترفون الذين هم يمثلون الأقلية من الناس في كل زمان ومكان، وليس هذا من العدل والله يأمر بالعدل والإحسان. أن علماء التفسير قد أولوا الآية تأويلات بعيدة فقالوا: إن الأمر هنا مجاز وان معنى قوله: " امرنا مترفيها" أي أنعمنا عليهم نعما كثيرة فجعلوها ذريعة إلى المعاصي، فكأنهم مأمورون بذلك. ولو كان هذا الكلام في غير القران لما تكلفوا له هذا التأويل البعيد بل رفضوه وما قبلوه. ولو سلمنا صحة هذا التأويل فما ذنب غير المترفين إذن؟..
2) في سورة الأنعام قوله: " ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا إليهم كل شيء ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون". (الآية 111) أن هذه الآية صريحة بان الهداية والإيمان لا يحصلان بإرسال الرسل، ولا بإنزال الكتب من السماء، ولا بالخوارق و المعجزات، وإنما يحصلان بشيء واحد وهو مشيئة الله. فإذا شاء الله هدايتهم وإيمانهم اهتدوا وامنوا، وإذا لم يشأ لم يهتدوا ولن يهتدوا ولم يؤمنوا، فعلام هذه الدعاوى كلها؟ ثم انظر إلى ما يقوله بعد ذلك في نفس السورة أيضا قال: " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء، كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا". (الآية 148). فان هذه الآية تستنكر على المشركين ما يقولونه وتجعله تكذيبا لما انزل الله. والقرآن مملوء بالآيات القائلة بصراحة: إن الله لو شاء لهدى الناس جميعا، وان الذين لم يشأ الله هداهم لم يؤمنوا وان أرسلت إليهم الرسل وأنزلت عليهم الملائكة وغيرها من الخوارق والمعجزات. فما هذا التناقض إذن؟. ثم انظر إلى ما يقوله بعد في الرد على هؤلاء المشركين القائلين لو شاء الله ما أشركنا، وإفحامهم بالحجة إذ قال: " قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين". (149). فردهم بمثل ما قالوه وجعله حجة عليهم لا لهم. فتبصر جيدا سيدي القارئ، هل ترى هذه الحجة بالغة!! أما يستطيع المشركون ان يقولوا في ردها ان مشيئة الله قد جعلتنا على دين وجعلت غيرنا على دين آخر يخالف ديننا، فكيف نوافقهم ولا نخالفهم. وهذه الحجة تشبه حجة سيدنا إبراهيم التي بهت بها الذي كفر لما قال إبراهيم: " فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر". (البقرة 258). لنتأمل قليلا سيدي القارئ، ونقول أما كان الأجدر بالذي كفر ان يرد على حجة إبراهيم بالقول: أنا استسلم لك لكن قل لربك ان يأتي بها من المغرب فان استطاع فسأرضخ لحجتك!!؟ فبهذا سيبهت إبراهيم وليس الذي كفر. وأيضا هذه الحجة تشبه حجة الرد على أهل الكتاب القائلين ببنوة المسيح وعزيز الله إذ قال: " أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة". (الأنعام 101)، أي كيف يكون له ولد وليس له زوجة. فمن العجيب انه يخالف الطبيعة التي هي سنة الله في خلق آدم من غير أب ولا أم، وفي خلق المسيح من أم بلا أب، ثم يرجع إلى الطبيعة فيستمسك بها ويجعلها حجة على القائلين بان لله ولدا، فيقول لهم :" أنى يكون له ولد، ولم يكن له صاحبة". كأن القادر على خلق آدم وعيسى غير قادر على ان يخلق لنفسه ولدا من دون ان تكون له زوجة. على ان بنوة الابن لا تستلزم ان يكون الابن منحدرا من صلب أبيه، بل يجوز ان تكون بنوته حاصلة بالتبني أي بالبنوة المجعولة لا بالبنوة المنسولة، فيجوز ان يقال في الرد على هذه الحجة ان الله اتخذ له ولدا من خلقه ومثل هذا لا حاجة فيه إلى صاحبة. كما اتخذ الله له إبراهيم خليلا أي صديقا.. هنا عزيزي القارئ الكريم، ألا تجد معي أن الصديق بمثابة ند إلى صديقه وأعلى من منزلة الابن، لان الابن يأتي بمرحلة أدنى من الأب، أما الخليل فهو كما قلنا الند المقابل. فلا ريب ان ورود هذه الحجة على هذا النحو في القران لم يكن إلا من قبيل كلم الناس على قدر عقولهم.
3) سيدي القارئ الكريم، أطلب منك أن تصنع لي معروفا وتخبرني كيف يتعامل أهل العلم الحديث وتحديدا من أساتذة جامعات وأطباء ومهندسين وخريجين وطلاب كليات العلوم وكافة الواعين والمثقفين مع نظرية تقول ان الهدف من خلق النجوم والكواكب هو لأجل رجم الشياطين التي تصعد إلى السماء لاستراق السمع!!، قبل ان تفقد شيئا من صبرك، تعال عزيزي فلنقرأ : جاء في سورة الملك الآية 5 قوله: " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين". يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (المصابيح) هي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت. (وجعلناها رجوما للشياطين)، عاد الضمير في قوله وجعلناها على جنس المصابيح لا على عينها لانه لا يرمي بالكواكب التي في السماء بل بشهب من دونها وقد تكون مستمدة منها. وتكملة الآية (واعتدنا لهم عذاب السعير) أي جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا واعتدنا لهم عذاب السعير في الآخرة.!!!! يقول السيوطي في تفسير الجلالين لهذه الآية: " لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح" أي بنجوم، " وجعلناها رجوما للشياطين" أي مراجم للشياطين إذا استرقوا السمع، بان ينفصل شهاب عن الكواكب كالقبس يؤخذ من النار فيقتل الجني أو يخبله.!!!!!
4) وجاء في سورة الصافات الآيات من 6 - 10 قوله : " أنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملا الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب" قال قتادة: إنما خلقت هذه النجوم لثلاث خصال خلقها الله : 1) زينة للسماء 2) رجوما للشياطين 3) علامات يهتدي بها، فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به !!!! (رواه ابن جرير وابن أبى حاتم). طبعا لا لوم على ابن قتادة حين أبدى رأيه، لان الرجل ليس له حظا من العلم إلا ما وصل أليه، لكني أتساءل أين علمائنا أين أساتذة جامعاتنا أين مفكرينا ومثقفينا اليوم، كيف تقولون بهذا التفسير، أفتونا يرحمكم الله.. وأنت سيدي القارئ كيف ترى هذا التفسير؟ كن منصفا للعلم.
5) في سورة النساء قوله: " وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" (3). إن تعليق هذا الحكم بالشرط المتقدم عليه غير مفهوم ولا معقول عندما تقرأ الآية وأنت خالي الذهن، ولكنك عندما ترجع إلى كتب التفسير وتقف على أسباب النزول وتعلم ما حدث من الأمور التي دعت إلى نزول الآية التي علق الحكم فيها بالشرط المذكور، تفهم المعنى المقصود، ولكن لا من الآية بل من كتب التفسير. ولا شك ان المقصود بيانه هو حكم من أحكام الشرع، فكيف يجوز ان يساق على هذا النحو مبهما غير مفهوم. أما سبب تعليق هذا الحكم بالشرط المذكور فقد قال في تفسيره (ابن كثير والقرطبي والكشاف): إنه لما نزلت آية اليتامى وما في أكل أموالهم من الحوب الكبير، اخذ أولياؤهم يتحرجون من ولايتهم ويتجنبوها مخافة ان يلحقهم الحوب بترك العدل في حقوقهم. وكان الرجل منهم ربما كان تحته العشر من الأزواج فلا يقوم بحقوقهن ولا يعدل بينهن. فقيل لهم بهذه الآية: إن خفتم ترك العدل في حقوق اليتامى، فخافوا أيضا ترك العدل بين النساء فقللوا عدد المنكوحات. وقال بعض المفسرين قولا غير هذا. قال: وكانوا لا يتحرجون من الزنا وهم يتحرجون من ولاية اليتامى، فقيل لهم: إن خفتم الجور في حق اليتامى، فخافوا الزنا فأنكحوا ما حل لكم من النساء ولا تحوموا حول المحرمات. فيكون المراد من الآية على القول الأول دعوتهم إلى العدل بين النساء بتقليل عدد الزوجات. وبعبارة أخرى أمرهم بتقليل عدد الزوجات ليتمكنوا بذلك من العدل بين النساء. وعلى القول الثاني يكون المراد من الآية منعهم من الزنا بنكاح الحلائل. أما بيان عدد الزوجات فليس بمقصود، وإنما جاء ذكره في الآية عرضا. إلا أنه لم يزد على الأربع كما كان عندهم، ولعله جعل عددهن أربعا، ولم يقصرهن على واحدة، وترغيبا لهم في النكاح وتأكيدا لبيان إنهم يستطيعون التحصن والامتناع من الزنا بتعدد الحلائل المنكوحات. ومهما يكن فليس من البلاغة ان يساق الكلام في مثل هذا الحكم على هذا الوجه المبهم الذي لا يتجلى فيه مراد الشارع بوضوح.
6) في سورة الرحمن قوله: " سنفرغ لكم أيها الثقلان" (31)
وهذا كلام يتضمن التهديد كقول الرجل لمن يتهدده سأفرغ لك أي سأتجرد للإيقاع بك من ما يشغلني عنك حتى لا يكون لي شغل سواه!!!؟. و لا يليق ان يقول هذا القول إلا من تشغله الشواغل عن الانتقام من عدوه. و قد جاء في سورة يس الآية 82: " أمره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون"، فماذا تقول سيدي الكريم في هذا التناقض؟. وعلى سبيل الاستطراد، في سورة الرحمن آية تكررت فيها من أول السورة إلى أخرها وهي: " فبأي آلاء ربكما تكذبان". والمخاطب فيها الثقلان من الإنس والجن. ولو كان تكرار هذه الآية مقصورا على ان يكون بعد الآيات المتضمنة ذكر نعم الله التي انعم بها على عباده من الإنس والجن لكان له وجه وجيه، ولكنها تكررت بعد الوعد الذي سوف يأتي إنجازه كقوله: " ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * ذواتا أفنان * فبأي ...* فيها عينان تجريان * فبأي ...* فيها من كل فاكهة زوجان * فبأي ..."، كما إنها تكررت بعد الوعيد الذي سوف يأتي يوم إيقاعه كقوله: " فيومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان * فبأي...* يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواحي والأقدام * فبأي...* هذه جهنم التي يكذب فيها المجرمون * يطوف بينها وبين حميم آن * فبأي ..."، والأنسب هنا ان يقول في الآية المتكررة: فبأي عقاب ربكما تكذبان، كما ان الأنسب بعد قوله: " خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارد من نار" ان يقول: فبأي قدرة ربكما تكذبان، كما ان الأنسب بعد قوله: "رب المشرقين ورب المغربين"، ان يقول: فبأي عظمة ربكما تكذبان... ولكنه كررها على هذا النحو من أول السورة إلى آخرها حتى انه يذكر الشيء فيكررها ثم يذكر صفته فيكررها أيضا كقوله: " ومن دونهما جنتان * فبأي ...* مدهامتان * فبأي..." ، فكأنما المقصود من السورة كلها هو تكرار " فبأي آلاء ربكما تكذبان"، وأما غيرها من الكلام فإنما جيء به ليكون وسيلة لتكرارها ليس إلا. وما ادري أي نوع من أنواع البلاغة هذا.
******************************************* السيف.. بين تسقيط الذات و تسقيط الآخر (2) كما تطرقنا في الحلقة الأولى الى بعض اللبس والإبهام، في هذه الحلقة نواصل نقاشنا بهذا الموضوع الشائك، فتعال معي سيدي القاري لنقرأ:
7) جاء في سورة يونس الآية 18 قوله: " قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون"، وجاء قبل هذه الآية قوله: " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله... " يقول الزمخشري في كشافه: ..." فهو في هذه الآية يرد على المشركين ما تضمنته الآية الأولى من قوله في الأصنام: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فهو يريد ان يقول لهم ان الله لا يعلم شفعاء عنده من هؤلاء لا في السموات ولا في الأرض، فكيف يخبرونه بكونهم شفعاء وهو إنباء بما ليس بمعلوم لله، وإذا لم يكن معلوما له لم يكن شيئا لان الشيء ما يعلم ويخبر عنه، فكان هذا القول منكم خبرا ليس له مخبر عنه...". ان هذا الرد غير مناسب من وجهين، الأول: انه لا يليق ان يقول الله ولا ان يقال عن الله انه لا يعلم، لما فيه من سوء التعبير، و الثاني: أن العرف والعادة عند الناس أنهم لا يخبرون بشيء إلا من لا يعلمه، لان إخبار العالم بما يعلمه عبث واستهتار، فاستنكار إنبائهم غير صحيح، فكان الأولى ان يقول بدل " أتنبئون" أتقولون ما لا يعلم الله أو نحو ذلك، وعلام كل هذا الارتباك في رد فريتهم التي رد القران أمثالها بنفي العلم عنهم لا عن الله، وقال: "إنهم يقولون ما لا يعلمون"، كما قال في سورة النور الآية 15: "وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم"، وقال في سورة الأنعام الآية 100: " وخرقوا له بنين وبنات بغير علم"، ولم يقل: ان الله لا يعلم له بنين وبنات، فكان الأنسب والأولى ان يجري في رد هذه الفرية أيضا على ما جرى عليه في غير موضع من القران بان يقول لهم أتنبئون الله بما لا تعلمون. ومن هذا القبيل ما جاء في سورة التوبة الآية 16 قوله: " أم حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم". من المعلوم ان (لما) الجازمة كلمة تختص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا، إلا ان المنفي بلما مستمر النفي إلى الحال منا في قوله: فإن كنت مأكولا فكن خير آكل إلا فأدركني ولما أمزق بخلاف (لم) فإنها تحتمل اتصال النفي وتحتمل انقطاعه، ولذا جاز ان يقال (لم يكن ثم كان) ولم يجز (لما يكن ثم كان)، بل يقال (لما يكن وقد يكون)، لان المنفي بلما متوقع الحدوث في المستقبل. فمعنى الآية أتظنون أنكم تتركون على ما انتم عليه، وحتى الآن لم يعلم الله المخلصين الذين جاهدوا منكم في سبيل الله وغير المخلصين. ومثل هذا لا يليق ان يقوله علام الغيوب الذي أحاط علمه بكل ما كان وما يكون. يقول الزمخشري في تفسير هذه الآية: إن (لما) هنا معناها التوقع !! ولكن الإشكال لا يزول بكون معناها التوقع، لان نفي العلم عن الله مستمر إلى الحال، على ان الأمور المتوقعة أيضا لا تخفى على علام الغيوب. وقد أراد بعضهم رفع الإشكال في هذه الآية وأمثالها بان المراد بالعلم هنا هو العلم الذي يتعلق به الجزاء، وهو كلام فارغ لان علم الله كذاته أزلي وابدي، فهو عالم بكل ما هو كائن وبكل ما سيكون. فالعلم الذي يتعلق به الجزاء غير خارج عن علمه أيضا، لانه يعلم في الأزل من سيكون المجاهد منهم ومن لا يكون ومن يستحق الجزاء ومن لا يستحق. ومن هذا القبيل ما جاء في سورة الأعراف الآية 73 قوله: " هذه ناقة الله لكم آية"، فيها شيء من سوء التعبير أيضا، فان إضافة الناقة إلى الله قول لا يستسيغه الذوق السليم خصوصا في كتاب معجز كالقران. ومن العجيب ان الزمخشري في تفسيره لهذه الآية قال: وإنما أضيفت إلى اسم الله تعظيما لها وتفخيما لشانها، وفاته ان في تعظيمها إلى الله (لا إلى اسم الله كما يقول الزمخشري) استهانة بعظمة الله وخروجا عن التأدب في الكلام عن الله، وكان يمكنه ان يقول: "هذه الناقة لكم آية من الله"، فيكون بجعلها آية الله قد عظمها وفخم شانها بعبارة خالية من سوء التعبير.
8) وفي سورة النحل الآية 103 قوله: " ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون أليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين". إحدى الروايات تقول انه كان بمكة في عهد نبوة محمد غلام رومي لعامر بن الحضرمي اسمه جبر، وكان هذا الغلام صاحب كتب، ويبدو ان له اتصال بمحمد فلذا اتهم كفار قريش محمدا بان هذا الغلام يعلمه بعض ما يقول من القران. ففي هذه الآية ذكر تهمتهم وردها عليهم بان هذا الغلام لسانه أعجمي والقران عربي مبين فكيف يعلم محمد القرآن. ولا يخفى ان هذا الرد غير منطقي على التهمة لأنهم لم يقولا: ان الغلام ينظم له الآيات القرآنية، وإنما قالوا : انه يعلمه أمورا فيجعلها هو قرآنا، فالتعليم شيء والنظم شيء آخر. ولا منافاة بين تعليمه وبين كون لسانه أعجميا. ولاشك ان هذا الغلام يعيش بين العرب في مكة، فلابد انه يحسن التكلم بالعربية ولو على وجه مشوب بلكنة أعجمية، ففي الإمكان ان يعلم محمدا شيئا مما في الكتب التي عنده فيصوغه محمد قرانا عربيا. وبالنظر إلى هذا لا يكون الرد منطقيا على التهمة ولا دافعا لها، ففي الرد نوع من المغالطة.
9) وفي سورة يوسف الآية 42 قوله: " وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه". القائل في الآية هو يوسف والمقول له هو الشرابي الذي كان يصنع الشراب للملك فانه هو وخباز الملك كانا مسجونين مع يوسف، والذي ظنه يوسف ناجيا منهما هو الشرابي فقال له عندما عبر له رؤياه : انك تخرج من السجن وتعود الى ما كنت عليه، ثم قال له "اذكرني عند ربك" أي صفني للملك بصفتي وقص عليه قصتي لعله يرحمني وينتشلني من هذا السجن، "فانساه الشيطان ذكر ربه"، والضمير في قوله " فانساه" يعود الى الشرابي، فانه بعدما خرج من السجن نسي أن يذكر يوسف عند الملك.. فبسياق الكلام يقتضي أن يقول "فانساه الشيطان ذكره عند ربه"، أي انساه ذكر يوسف عند الملك، واما قوله: "ذكر ربه" فمخالف للمعنى المراد، وخارج عنه الى معنى آخر لا يلائم سياق القصة. أراد بعض المفسرين تخريج هذه العبارة على وجه مقبول، فقال أن الضمير في قوله "فانساه الشيطان" لا يعود الى الشرابي بل الى يوسف، فيكون المعنى ان الشيطان أنسى يوسف ذكر ربه حين وكل أمره الى الشرابي وطلب منه ان يذكره عند ربه!!. وأنت أيها القارئ ترى ان هذا التفسير لا يلائم سياق القصة وانما الذي يلائمه اكثر هو القول الأول، لان هذه العبارة سوقة لبيان السبب الذي أدى الى مكث يوسف في السجن مدة طويلة.. وهب ان الضمير يعود الى يوسف، والمعنى كما يقول هذا المفسر الثاني، فهل من البلاغة سبك العبارة على هذا النحو الذي يجعلك تفتش عن المعنى المراد فلا تدري ما هو أهذا أم ذاك!!
10) يبدو ان العرب في تلك الفترة أي فترة النبوة كانوا يعتقدون بان الأرض عبارة عن قاعدة مستوية والسماء عبارة عن سقف مقبب مرفوع فوق الأرض كسقف الخيمة.. وان حل الليل تراءى لهم ان النجوم مثبتة في السقف المقعر من هذه القبة وكأنما هي مسامير من فضة رصع بها وجه القبة.. يدل على ذلك ما جاء في سورة (ق) من قوله: "أفلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج"!! أي ما لها من فتوق.. قال الزمخشري يعني أنها ملساء سليمة من العيوب لا فتق فيها ولا صدع ولا خلل. و الزمخشري بالتأكيد لا يدرك إنما هي مجرد فضاء واسع وليس هناك جسم حتى يكون فيه تفاوت أو صدوع..وأن قيل انه أراد بالسماء هذه النجوم السابحة في الفضاء، قلنا لا يلائمه قوله "من فروج" و "من فطور".. فان هذا لا يلتئم إلا مع كون المراد بالسماء المنظر الظاهر من القبة الملساء، ومع ذلك حتى النجوم فيها من التفاوت مثل ما في الأرض فقد ذكر الفلكيون ان في القمر جبالا و وهادا و أودية وكذلك في باقي الأجرام السماوية.. والغريب ان هذه الآية تجيز الاعتماد على النظر بالعين المجردة فقط في معرفة الحقيقة وليس التفكير والتجربة والاختبار..هل توافق على ذلك سيدي القارئ؟.. ومن هذا القبيل ايضا ما جاء في سورة الأنبياء من قوله: "وجعلنا السماء سقفا محفوظا". قال الزمخشري وهو من كبار علماء الإسلام وهو الذي يقول عن نفسه "لولا الكوسج الأعرج، يعني نفسه، لبقي القرآن بكرا"!! قال في تفسير "محفوظا": حفظه بالإمساك بقدرته من أن يقع على الأرض ويتزلزل..!! ، واترك لك سيدي التعليق..
11) جاء في سورة الأنبياء قوله: "أولم ير الذين كفروا ان السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما" – يقول الزمخشري في معرض تفسيره لهذه الآية: خلق الله الارض في موضع بيت المقدس كهيئة الفهر (أي الحجر قدر ما يملأ الكف) عليها دخان ملتزق بها، ثم أصعد الدخان وخلق منه السموات، وامسك الفهر في موضعه وبسط منه الارض، فذلك قوله: "كانتا رتقا" وهو الالتزاق، ومعنى هذا أن الدخان الذي خلقت منه السموات كان ملتزقا بالفهر، وهذا هو الرتق ففصله الله عن الفهر وأصعده وخلق منه السموات، وهذا هو الفتق. سيدي القارئ لا أستطيع قول شيء تعليقا على تفسير الكوسج الأعرج سوى لله درك يا زمخشري ما أبرعك في معرفة خلق الله، فإنك قد جئت من هذا الفتق والرتق بفتق لا رتق له. والذي نراه غير مناسب في الآية قوله: "أولم ير"، والاستفهام فيه للتقرير. ولا يجوز ان تكون يرى في الآية من الرؤية لان السموات والأرض وفتقهما لم يره أحد بعينه لا الكفار المخاطبون ولا النبي محمد، فكيف يصح تقريرهم به؟، ولكن يمكن ان يكون من الرؤية القلبية فيصبح المعنى عندئذ ( أولم يعلم الذين كفروا)، وحينئذ يقال ليس من المناسب هنا تقرير عباد الأصنام بعلمهم هذا فإنهم يجهلونه كل الجهل، ولو علموه ما عبدوا الأصنام دون الله.
12) جاء في سورة النحل قوله: " وألقى في الأرض رواسي أن تميل بكم"، أي حتى لا تميل بكم وتضطرب. قال الزمخشري في تفسير هذه الآية: قيل خلق الله الارض فجعلت تمور، فقالت الملائكة: ما هي بمقر أحد على ظهرها، فأصبحت وقد أرست الجبال.!! وقال في سورة النبأ: "ألم نجعل الأرض مهادا* والجبال أوتادا"، والأوتاد مفردها وتد وهي قطع من الخشب تدق في الارض وتشد بها حبال الخيمة لتمنعها من الوقوع ومن الميل والاضطراب. وطبعا تلك حقائق خاصة بفكر العرب القدماء والقرآن فقط، حيث يقول ان الجبال خلقت في الارض لتمنعها من الميلان أي من الاضطراب والوقوع، فهي للأرض بمنزلة الأوتاد للبيت (الخيمة)، فكما ان الأوتاد تمسك الخيمة لئلا تميل، كذلك الجبال تمسك الارض لئلا تميل!!! أنا لا أستطيع أن أوجه أمثال هذه الآيات بما ترتضيه العقول الراجحة إلا توجيها واحدا وذلك ان الدين هو مجرد إيمان بالغيب ولذا لا يخاطب العقول وإنما يخاطب العواطف والنفوس الحساسة، حتى انه في كثير من الاحيان ينزل بمخاطبيه الى منزلة الأطفال الذين يسألون أمهاتهم عن كل شيء عرض لهم فلا تجيبهم أمهاتهم إلا بما يناسب عقولهم الصغيرة!!
13) جاء في سورة الفرقان قوله: "وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج، وجعل بينهما برزخا و حجرا محجورا"، البحر هو الماء المالح ويطلق على النهر العظيم من الماء العذب ايضا، ومرج البحرين أي خلطهما حتى التقيا. قال الزمخشري مرجهما أي خلاهما متجاورين متلاصقين، والبرزخ هو الحاجز. و معنى الآية ان الله أرسل البحرين البحر العذب والبحر المالح وخلاهما متجاورين متلاقيين لا يمتزج أحدهما بالآخر، يفصل بينهما حاجز من قدرة الله!!. لا يخفى ان الماء المالح أكثف من الماء العذب لكثرة ما فيه من الأملاح، لذا يكون الماء العذب أخف منه، إلا أنهما مع ذلك يمتزجان ويختلطان، فإذا صب الماء العذب في الماء المالح امتزج به وخالطه يلا شك. ولم يذكر لنا علماء الجغرافية ولا المفسرون ولا السائحون وجود بحرين على هذه الصفة قد اجتمعا والتقيا من دون ان يمتزج أحدهما بالآخر ويختلط به. هذا نهر النيل في مصر يصب في البحر الأبيض المتوسط ولا تراه بعد مصبه منفصلا عن البحر المالح غير مختلط به. ويقال ان في سواحل دولة البحرين عيونا ماؤها عذب ينبع في داخل البحر المالح قريبا من الساحل. فإن صح ذلك فهو جائز وليس معناه ان ماء هذه العيون لا يمتزج بماء البحر، فإنه إذا جاوز فوهة المنبع امتزج بماء البحر لا محالة. وحتى لو قلنا بصحة ما يقال عن هذه العيون في سواحل دولة البحرين فهي شيء آخر غير الذي جاء ذكره في الآية، فلا يصح حمل المعنى في الآية عليها لان الآية تقول مرج البحرين وليس مرج البحر والعين. والبحر هو الماء المثير فلا يجوز إطلاقه على العين ولا على الغدير.
14) جاء في سورة المائدة قوله: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين". أليس في هذه الآية ما تشم منه رائحة المعاداة والكراهية. إن الولي في أشهر معانيه يطلق على المحب والصديق، وان نهاك ربك عن اتخاذ زيد أو عمر مثلا وليا فإن لم تكن له عدوا فلا أقل من أن تضمر له الحقد والعداوة.
15) سيدي الكريم تعال معي الآن لنتأمل شيئا من القصص القرآنية، والحق يقال أنني ليشت لدي النية أبدا بالتقليل من شأن أية فكرة أو انتقادها لمجرد النقد بل أريد ان استفهم و أتعلم، وأنت برفقتي ستكون الرحلة غاية في الإثارة.. من القصص القرآنية الغريبة والعجيبة قصة موسى والخضر المذكورة في سورة الكهف. فقد ذكر في هذه القصة ان موسى والخضر لما ركبا السفينة خرقها الخضر، فأنكر عليه موسى خرقها وقال له: " أخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا" أي عجيبا منكرا، ثم قال له الخضر: إن هذه السفينة لمساكين يعملون في البحر وإن هناك في طريقها ملكا يأخذ كل سفينة غصبا، فأردت ان أعيبها لئلا يأخذها الملك فيتضرر أصحابها المساكين؟!. لا ريب ان الخضر خرق السفينة من محل لا يغمره الماء ولا يعلو عليه لانه لو خرقها منه لغرقت في البحر، فلا بد انه خرقها من أحد جانبيها من محل غير غاطس في الماء، وهذا الخرق لا يمنع الملك من أخذها لأنها لم تزل سفينة عائمة صالحة للشحن والركوب. فلماذا لا يأخذها الملك وهو يأخذ كل سفينة غصبا بلا استثناء مخروقة أو غير مخروقة، على ان هذا الخرق الذي لم يحدث عطل في السفينة لا يصعب على الملك إصلاحه، أليس كذلك؟. وما أدري لماذا لم يعترض موسى على الخضر لما أجابه بهذا الجواب، وهل علم هو الباطن ايضا؟ ثم ان موسى والخضر لقيا غلاما فقتله الخضر بلا سبب ولا داع وذلك بأن أضجعه ثم ذبحه بالسكين!! كما روي عن سعيد بن جبير في الزمخشري والقرطبي وابن كثير. فأنكر موسى على الخضر فعلته هذه أشد الإنكار، فقال له الخضر إن لهذا الغلام أبوين مؤمنين، وهو غير مؤمن، فخفت أن يرهق أبويه ويلحق بهما طغيانا وكفرا فقتلته ليبدلهما ربهما خيرا منه زكاة، أي طهارة، واقرب منه رحما، أي عطفا ومرحمة؟؟!!. سيدي القارئ، إذا كان هذا السبب الذي ذكره لقتل الغلام صحيحا معقولا مقبولا عند الله كان من الواجب على الخضر أن يقتل كل كافر أبواه مؤمنان، أو كل كافرين ابنهما مؤمن، بل قتل الأبوين الكافرين مخافة ان يؤثرا بكفرهما على ابنهما المؤمن أولى من قتل الابن الكافر بخلاف الابن فإنه لا سلطان له على أبويه، فيبعد ان يحملهما على الكفر؟. ولم يذكر لنا القرآن شيئا عن الأبوين المؤمنين لما قتل الخضر ابنهما الكافر هل رضيا بقتله ولم يجزعا حزنا عليه، أو جزعا عليه وسخطا على الخضر من اجل قتله كما تقتضيه الشفقة الأبوية؟؟ ولماذا لم يقتل الخضر ابن نوح وهو كافر، ولكن على كفره لم يحرمه أبوه من الحنان الأبوي حتى ناداه: "يابني اركب معنا"، مخافة عليه من الغرق، أو لماذا لم يقتل الخضر آزر أبا إبراهيم مخافة أن يرهق ابنه طغيانا وكفرا؟؟ والخلاصة إن هذا العلم الباطن الذي كان الخضر يعلمه عجيب جدا، فنحمد الله على ان الناس الى يومنا هذا لم يكتشفوه، ولو اكتشفوه لقتلوا كثيرا من الأبناء الكافرين صيانة لإيمان آبائهم أو تستخدمه الأحزاب والمليشيات الدينية للقضاء على جميع معارضيهم!!! وللحديث بقية ايضا..
****************************************
السيف.. بين تسقيط الذات و تسقيط الآخر (3) وهذه الحلقة الثالثة والأخيرة سيدي القارئ، سنختم بها رحلتنا هذه، أرجو ان تكون صبورا معي.. فلنقرأ: 16) لنتأمل هذه الآيات أيضا عسى ان نجد فيها شيئا مشتركا يجمعني أنا وإياك: التناقض الظاهري في الآيات القرآنية (آيات للسلم وآيات للحرب): - " إن تولوا فإنما عليك البلاغ " – 20 - آل عمران - " وان جنحوا للسلم فاجنح لها" - 61 – الأنعام - " فلا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه"- 191- البقرة - " فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم" – 86- النساء. - " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وانتم الاعلون"- 25- محمد. - " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم"-5- التوبة. الآيات المتعلقة بالكتب السماوية السابقة للقرآن: - " كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله"- 43- المائدة. - " انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور"- 14- المائدة. - " وليحكم اهل الإنجيل بما انزل الله فيه"- 47-المائدة. - " الإنجيل فيه هدى ونور"-46- المائدة. - " وأنزلنا أليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب" -48-المائدة. - - " من الذين هادوا يحرفون الكلم عن موضعه"-46-النساء. - " يحرفون الكلم عن موضعه"-13-المائدة. - "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه"-75-البقرة.
الآيات المتعلقة بأصحاب الديانات الكتابية: - " ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين، من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"-62- البقرة. - " ولا تجادلوا اهل الكتاب إلا بالتي هي احسن"-46-العنكبوت. - - " ان الدين عند الله الاسلام"-19- آل عمران. - ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"-85- آل عمران.
الآيات المتعلقة بالمدى المسموح به من الحرية الدينية: - " لكم دينكم ولي دين"-16- الكافرون. - " أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين "-69-يونس. - لا إكراه في الدين"-256-البقرة. - " أفغير دين الله يبغون وله اسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها"-83-آل عمران.
الآيات المتعلقة بالموقف من المشركين: - " وان تولوا فإنما عليك البلاغ"-20- آل عمران. - " إن أنت إلا نذير"-23-فاطر. - " إنما أنت نذير"-12-هود. - " فاعرض عنهم وعظهم"-63-النساء. - "فاعرض عنهم وتوكل على الله"-81 – النساء. - " فاعف عنهم واصفح"-13- المائدة. - " عليكم أنفسكم ولا يضرنكم من ضل إذا اهتديتم"- 105- المائدة. - وما جعلناك عليهم خفيضا وما أنت عليهم بوكيل "-17-الأنعام. - " لست عليهم بمسيطر"-24- الغاشية. - " وما أرسلناك عليهم وكيلا"- 54-الإسراء. - " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا"- 10- المزمل. - " فاصبر صبرا جميلا"- 5- المعارج. - " فاصبر على ما يقولون"- 130-طه. - " فاصفح الصفح الجميل"-185-الخ. - " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين"-199-الاعراف. - " ادفع بالتي هي احسن"- 34- فصلت. - " فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب"-40-الرعد. - " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله"- 29- التوبة. - " واقتلوهم حيث ثقفتموهم"- 91- النساء. - " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق"- 4- محمد. - " فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم"-86-النساء. - " فاضربوا فوق الأعناق واضربوا كل بنان"-12- الأنفال. - " قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"- 39- الأنعام. من جهة أخرى نرى أن آية واحدة قد نسخت أكثر من مائة آية، فلنقرأ: آية السيف: ( إذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين) – هذه الآية نسخت (124 آية)، لماذا؟؟ لا أعلم.
فلنذهب الآن الى جانب آخر، يتعلق بلغة العرب ألام.. كيف جاءت الأخطاء القواعدية لكتاب العرب الأول.. إليك سيدي القارئ بعضها.. عليك أن لا تنس بأنني قد أكون على صواب هذه المرة، وربما لم يحالفني الحظ أيضا فأكون على خطأ..مع أنني أؤمن ان الخطأ القواعدي لا يؤثر على الفكرة الجميلة النافعة. فلنقرأ إذن: ( الكلمات بين القوسين للتصحيح):
أخطاء قواعدية
- في سورة النساء (4: 162) " والمقيمين (المقيمون) الصلاة والمؤتون الزكاة...".. والصحيح ان يقال (المقيمون): السبب: نصب المعطوف على المرفوع..
- سورة البقرة (2: 80) " إلا أياما معدودة (معدودات)..." السبب: أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة
- سورة البقرة (2: 177) " ولكن البر من آمن (ان تؤمنوا) بالله...." السبب: أتى باسم الفاعل بدل المصدر
- سورة البقرة (2: 177) " والصابرين (الصابرون) في البأساء.." السبب: نصب المعطوف على المرفوع
- سورة الشورى (42: 17) " الساعة قريب (قريبة).." السبب: تذكير خبر الاسم المؤنث
- سورة الحج (22: 19) " هذان خصمان (خصمين) اختصموا في ربهم.." السبب: جمع الضمير العائد على المثنى
- سورة التوبة (9: 69) " وخضتم كالذي (كالذين) خاضوا..." السبب: أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفردا
- سورة المنافقون (63: 10) " فاصدق وأكن (فأصدق وأكون) من الصالحين.." السبب: جزم الفعل المعطوف على النصب
- سورة البقرة (2: 17) " ذهب الله بنورهم (بنوره).." السبب: جعل الضمير العائد على المفرد جمعا.
ختاما، سيدي الكريم، هذا جانب بسيط وعلى عجالة، ولكن إلا تعتقد معي ان تلك الرحلة أبرزت لنا صورة قاتمة عن الأفكار والقيم التي اعتدنا عليها، وأننا بسلبيتنا وخوفنا المتوارث لا نتمكن من البوح بما يخالجنا، لماذا لم نتعود السؤال لماذا نخاف المحرمات والمقدسات.؟؟ والى متى؟ . إلا ترى معي ان الله هو أنبل مما صورته لنا تلك الديانات السماوية.. يا ليتها لم تصوره لنا بهذه الصورة وتعبر عن أفكاره عبر القتل والكراهية.. ان الله ينبغي ان يكون مجسدا فقط في الخير والمحبة وإلانسانية وليس القتل والتكفير ورفض الآخر.. لابد لنا سيدي ان نتعاون على كسر أغلال المقدس والطوطم والخوف الذي جثم على صدورنا قرون كثيرة.. وان لا نجعل قضية الآله قضية محورية في حياتنا اليومية لان المراد من فكرة الله الواحد الذي لا شريك له قد تحققت منذ قرون ولا حاجة لنا بها اليوم لنتقاتل ونتخاصم بها، علينا ان نضع الكتب الدينية وكافة مقدساتنا على الرفوف ونتطلع الى يوم نصبح به أحرارا غير مستعبدين، ما اقبح فكرة الاستعباد.. هل تتفق معي أم تفضل الصمت والركون للمتوارث رغم قتامته؟
مصادر ومراجع: الزمخشري، جار الله: الكشاف عن حقائق التنزيل – مطبعة الحلبي – مصر ابن كثير : تفسير ابن كثير – دار الفكر - بيروت الطبري: تاريخ الطبري – مؤسسة عز الدين -بيروت الرصافي، معروف: الشخصية المحمدية – دار الجمل- ألمانيا سيد محمود القمني: الأسطورة والتراث .
#احمد_كاظم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء من اهالي مدينة الثورة
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|