أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق














المزيد.....

رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 03:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سماحة أية الله العظمى السيد على السيستاني دام ظله
السلام عليكم،
يساور العراقيين قلقٌ شديد، عما تنشره وسائل الإعلام من أنباء عن جرائم مروعة ترتكبها جماعات شيعية مسلحة في البصرة تحمل أسماء مثل «ثأر الله» و«حزب الله» و«منظمة قواعد الاسلام» ضد طالبات المدارس والجامعات وفرض الحجاب عليهن بالقوة بمن فيهن المسيحيات ومضايقة السافرات في الشوارع بعدوانية فضة. والأسوأ من ذلك أنهم يقومون بترويع المسيحيين وحتى تهديدهم بتغيير دينهم وقتل باعة الخمور منهم بطرق عشوائية. إن مهنة بيع الخمور مورست في البلاد الإسلامية منذ فجر الإسلام، مروراً بجميع مراحل دولة الخلافة الإسلامية وإلى الآن ولم تصدر أية مرجعية دينية فتوى بهدر دم من يمارسها أو حتى منعهم من ممارسة هذه المهنة.
إن فرض الحجاب على النساء بالقوة أمر مدان وقد أدانه حتى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم بأسابيع قبل استشهاده، حينما قال، ولو أنه يفضل الحجاب إلا إنه ضد فرضه قسراً.
إن ما تقوم به هذه العصابات المتطرفة وبسم الشيعة بترويع وقتل مواطنين عراقيين مسالمين عاشوا في هذا البلد آلاف السنين، لا يشرف أبناء الطائفة الشيعية بشيء، بل يجلب لهم السمعة السيئة وهم الذين كانوا ضحايا الاضطهاد في جميع العهود السابقة. إن قتل الأبرياء أمر مخالف للإسلام «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا».
لقد فرض هذا النفر أنفسهم فوق القانون والدولة مستثمرين الفراغ السياسي والأمني، رغم مرور تسعة أشهر على سقوط النظام الجائر. وهذا مخالف لما كنا نناضل من أجله حيث كنا نحلم بقيام دولة العدالة والقانون، يأمن فيها الناس على كرامتهم وأمنهم وأعراضهم و بمارسوا طقوسهم الدينية بحرية، وليس دولة العصابات المنفلتة تنشر الرعب بين الناس وتنتهك الحرمات بسم القومية، كما كان في عهد صدام حسين أو بسم الدين كما يجري الآن. إن سيادة حكم القانون مسؤوليتنا جميعاً يجب أن لا نتساهل فيها، وإلا ستغرق البلاد في فوضى عارمة تهلك الحرث والنسل ولا يعرف نتائجها إلا الله سبحانه وتعالى. وبالتالي فستترحم الناس على عهد صدام حسين، بل البعض منها بدأت تترحم عليه من الآن، لأن الحكمة تقول (الاستبداد خير من الفوضى).
نحن نعرف أن الإسلام دين حنيف سمح يحترم حقوق الإنسان ويجعله مسؤولاً أمام الله عن أي قرار يتخذه وبملء إرادته. أي أن الإنسان في الإسلام مخير وليس مجبر وفق ما جاء في محكم كتابه الكريم:

(لا لإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) علماً بأن أخوتنا المسيحيين ليسوا من الكفار بل هم من أهل الكتاب كما جاء في القرآن الكريم:( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) . والإسلام يرفض الإكراه: (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)، (إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن)، (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل) صدق الله العظيم. وكل هذه الآيات الكريمات تؤكد على عدم الإكراه في الإسلام وضمان حرية الإختيار عند الإنسان.

فإذا كان هذا هو الإسلام الحنيف، إذاً، فبأي حق يقوم هذا النفر الضال بقتل أخوتنا من المسيحيين وإجبارهم على تغيير دينهم؟ ما الفرق بين هؤلاء المتشددين وبين الطالبان في أفغانستان؟ تفيد الأنباء أن بلغ الوضع في محافظة البصر حداًُ بحيث (.. دفَعَ الخوف من المستقبل اكثر من 2000 مسيحي في البصرة من بين اكثر من 100 ألف على الرحيل وتوجه اغلبهم الى مدن في شمال العراق مثل الموصل حيث كان يعيش أسلافهم.-الشرق الأوسط، 31/12/2003). إن أهل البصرة، وأنا منهم، معروفون بروح التسامح و الانفتاح على الآخرين ومن يختلف عنهم في الدين والمذهب أو القومية. ففي الستينات من القرن الماضي عندما قامت عصابات البعثيين في الموصل بحملة اغتيالات ضد المواطنين وأغلب الضحايا كانت من المسيحيين، رحلت الألوف منهم إلى البصرة. والآن تقوم العصابات الشيعية المتطرفة في البصرة بدور البعثيين في اضطهاد أخوتنا المسيحيين وإرغامهم على الرحيل إلى المدن الشمالية. فهل يقر الإسلام هذا السلوك؟
لذلك فإننا نهيب بسماحتكم، لما لكم من تأثير روحي على هؤلاء الشباب الذين أساءوا فهم الإسلام واتخذوا منه ذريعة لإشباع نزواتهم العدوانية وجعلوا من أنفسهم أوصياء على الناس وفوق القانون والدولة، فقاموا بالإعتداء على الآخرين، وحرصاً على سمعة الشيعة من سلوك هذا النفر الضال  الذين يرتكبون جرائم القتل وترويع الناس بإسم الإسلام والمذهب الشيعي بالذات، نناشدكم بالتدخل الشخصي وذلك بإصدار فتوى تمنعون فيها هذه العصابات من ارتكاب الجرائم ضد أخوتنا المسيحيين وغير المسيحيين والكف عن فرض الحجاب بالقوة وترويع النساء السافرات، ومنعهم من العبث بأمن الناس والتدخل فيما لا يعنيهم وترك هذه الأمور إلى السلطات المخولة بإسم القانون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المخلص
عبدالخالق حسين
مواطن عراقي مقيم في إنكلترا



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الجيش العراقي... ضرر أم ضرورة؟
- حول تصريحات السيد الحكيم بشأن تعويضات إيران من العراق
- عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية
- سقوط صدام... سقوط آيديولوجية القومية العربية
- تهنئة لشعبنا العراقي العظيم
- تهنئة حارة وباقة ورد للحوار المتمدن
- لماذا يخاف العرب من الشيعة والديمقراطية في العراق؟
- لا للملشيات الحزبية في العراق
- الانتخابات تحت سيف الإرهاب وسيلة لإجهاض الديمقراطية
- العرب والسياسة
- العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟
- فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق
- مجلس الحكم ضحية لنجاحاته
- حزب البعث والإرهاب
- إرهابيون في بلادهم... مقاومون في العراق!!
- هل ستنسحب أمريكا من العراق قبل تحقيق الأهداف المرجوة؟
- فشل اجتماع دمشق صفعة في وجوه حكام سوريا وانتصار للعراق
- الإنصاف معاقبة الشعب العراقي بجرائم صدام ؟
- إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق
- القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق