حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)
الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 03:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أللهم إنى أستعين بك فأعنى وأنر سبيلى وفلبى بقرآنك العظيم واجعله نوراً لنا فى الدنيا ونوراً لنا فى الآخرة واهدنا على صراطك المستقيم ولا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا وقنا عذاب السعير .
بعون الله الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد سأقوم الآن بعمل بحث فى كتاب الله العزيز أستنبط منه المعانى التى جاءت بها كلمة (( فتنة )) فى القرآن الكريم مستهدياً بآيات الذكر الحكيم والله وحده المستعان .
أولاً الفتنة بمعنى الإختبار :
يقول الله تعالى :
(( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))العنكبوت 2, 3
لا يعتبر الإيمان الشفهى نهاية الأمر فى مسألة الإيمان بالله تعالى ولكنه يلزمه الكثير ليثبت بالبرهان العملى صدق هذا الإيمان وكماله وقوته وصلابته , فعندما يصاب ذلك المؤمن بمصيبة مثل فقدان عزيز لديه أو مرضه أو خسارة مالية فادحة أوحادث أليم مثلاً فهنا يظهر معدن إيمانه الأصيل
وهنا ينقسم الناس إلى نوعين :
1- نوع ينطبق عليه قول الله تعالى :
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )) البقرة 155,156,157
2- ونوع آخر ينطبق عليه قول الله تعالى :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )) الحج 11
ومن حكمة الله العلى القدير أن تكون أموال الإنسان وأولاده (( فتنة )) له أى إختبار له ولإيمانه وهل ستكون الأموال والأولاد سبباً من أسباب تقربه إلى الله تعالى بالصالحات أم سبباً من أسباب غضب الله تعالى عليه ودخوله جهنم نعوذ بالله منها يقول تعالى عن ذلك أيضاً :
((قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )) التوبة 24
وهنا أيضاً ينقسم الناس إلى نوعين :
1- نوع تكون أمواله وأولاده سبباً يقربه زلفى من خالقه تعالى ويجعل له رصيداً من الخير والبر والتقوى عند الله سبحانه و ينطبق عليه قول المولى تعالى :
((رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )) النور 37
2- نوع آخر تغره الأمانى ويضحك عليه الشيطان الرجيم فتصبح الدنيا غايته وهدفه فيلهث خلف المال والولد طالباً عندهم العزة ضارباً بالحق والحقيقة عرض الحائط مهتماً فقط بمكاسبه الدنيوية وماله الزائل ناسياً حتى أن هذا مال ليس ماله فى الواقع بل هو مستخلف فيه وهذا الصنف يقول عنه المولى تعالى :
((فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )) التوبة 55
((وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )) التوبة 85
وكذلك فإن الفتنة بمعنى الإختبار قد جاءت بالقرآن فى مواضع شتى نذكر منها على سبيل المثال رؤية النبى محمد صلى الله عليه وسلم عندما رأى رؤية وجعلها الله فتنة للناس أى إختبار لهم ليميز الله الخبيث من الطيب يقول تعالى :
((وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا )) الإسراء 60
ثانياً الفتنة بمعنى التعذيب :
كلمة تعذيب معناها أن يقوم إنسان بتعذيب إنسان آخر بطريقة نفسية أو بدنية متعمدة وتكون من طرف قادر ذى سلطان أو قوة ضد طرف ضعيف مقهور مسلوب لا يستطيع الذود عن نفسه , يقول تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )) البروج 10
ثم يقول الله تعالى عن المؤمنين الذين هاجروا بعد الرسول الخاتم (عليه الصلاة والسلام ) وذلك بعد أن تعرضوا للتنكيل والتعذيب على يد كفار قريش وسفهائم ومجرميهم :
((ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )) النحل 110
وكان المنافقون الذين آمنوا بأفواههم واضمروا الكفر يخافون من قتال المعتدين الذين يتربصون بدين الله ورسوله فيطلبون من النبى ص أن يأذن لهم بعدم الذهاب لقتال المعتدين معتبرين أن ذلك القتال عذاب شديد ولكنهم ينسون فى ذات الوقت أنهم عندما يتخلون عن رسول الله ص وعن نصرته ضد الذين أجرموا فى حقه وحق المسلمين , فإنهم بذلك يضمنون مكانهم فى جهنم خالدين فيها وهم لا يشعرون يقول تعالى :
((وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )) التوبة 49
وهناك من البشر من هم ضعاف النفوس ليس لديهم ذرة إستعداد للتمسك بدينهم أو الدفاع عنه أو قتال المعتدين أوتحمل أدنى إيذاء فى سبيل الله تعالى فتجده يولى الأدبار فى المعارك ويتخلى عن دينه إذا تعرض لإيذاء بل ويكفر بخالقه تعالى ويعود لسابق عهده من الضلال فهذا الصنف من الناس لم يتمكن من قلوبهم الإيمان بالله تعالى ورسوله واليوم الآخر يقول عنهم الله تعالى :
((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )) العنكبوت 10
ثالثاً الفتنة بمعنى الإفساد :
إن أكبر وأشر الفتن هو إشاعة الفساد والإفساد بين الناس ومحبة الضلال والإضلال , إذ أن هناك طائفة من شياطين الإنس يلذ لهم إشاعة الفساد فى الأرض ولا يهداً لهم بال طالما شعروا بوجود الخير والعدل والصدق والسلام فيظلون يحيكون المؤامرات ويرسمون الخطط ويدبرون فى الظلمات من أجل نشر شرهم وفسادهم وهؤلاء مصيرهم جهنم إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً وهذا النوع من الفتنة هو أخطر أنواع الفتن إذ أنه يتمخض عنه هلاك أمم وموت شعوب وفناء أقوام , هذا لو لم يكن الناس يقظين لهم يحبطون مؤامراتهم بسرعة ويفضحونهم فى كل مكان , يقول تعالى :
((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )) آل عمران 7
هنا يصور الله تعالى هؤلاء الذين فى قلوبهم مرض تصويراً دقيقاً إذ أنهم يحزنهم أن يهتدى الناس ويتعرفوا ربهم ويعبدوه وحده ويتبعوا كتابه ومهجه الصافى فتجدهم يتتبعون الآيات المتشابهة فى القرآن العظيم لعمل بلبلة فى قلوب المؤمنين تشكيكهم فى كتاب الله بأى شكل أو وسيلة وهو أعظم أنواع الفساد فى الأرض.
وهناك أيضاً نوع من الفساد (( الفتنة )) قد يكون فى الشارع الذى تعيش فيه أو الحارة أو القرية أو المدينة قد يكون جوارك فساد ما ثم تقول ( وانا مالى ) وكل واحد يقول نفس الكلمة ويكون هذا الفساد فى منتهى الخطورة كشخص يبيع المخدرات فى شارعك مثلاً والكل يخشاه ولا يريد الإبلاغ عنه , ثم فجأة وبعد عدة سنوات يفاجأ أهل المكان بأن معظم أولادهم وبناتهم قد أصبحوا ( حشاشين ) أو ( شمامين ) ويتحول معظمهم لمدمنين ولصوص يسرقون من أجل شراء ( الكيف ) , هذه فتنة عظيمة وفساد خطير لو اتقيناه ومنعناه ووقفنا له بالمرصاد لما حدث هذا لأبنائنا , وهناك آلاف الأمثلة الأخرى ولكننى ضربت هذا المثل للتقريب فقط وهنا يقول الله تعالى :
((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))الأنفال 25
ومن الآية الكريمة نفهم أن هناك نوع من الفساد ( الفتن ) لا يمكن السكوت عليه لأن عواقبه لن تكون على من قاموا به وحدهم ولكنها ستعم وتشمل الجميع حتى الناس الغلابة والمساكين والذين هم ليس لهم فى الثور ولا فى الطاحونة ( كما يقولون ) وهم هؤلاء المساكين أتباع جملة ( وانا مالى ) , وجملة ( هو احنا حنصلح الكون ) !!!
ومن أفظع أنواع الفتن ( الفساد ) هو القهر الدينى بمعنى أن أقهرك على دخول دين معين أو إعتناق فكر معين أو ممارسة شعائر معينة , وهذا القهر الدينى هو فساد فظيع فى الأرض حيث قرر المولى تعالى الحريات الدينية والفكرية
( لكم دينكم ولى دين ) ,
( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ,
ثم قال لرسوله ص ( إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء ) ,
وقال تعالى ( لست عليهم بمسيطر ) ,
وقال ( وما جعلناك عليهم وكيلاً)
وقال ( لا تكلف إلا نفسك ) ,
وقال ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ,
قال ( ما عليك من حسابهم من شىء ) ,
وقال ( فإن استطعت أن تبتغى نفقاً فى الأرض أو سلماً فى السماء فتأتيهم بآية )
وبناءاً على تحريم القهر الدينى والعقيدى فقد أمر الله تعالى رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) والمؤمنين معه أن يقاتلوا جبابرة قريش والعرب الذين فتنوا الناس وعذبوهم بسبب دخولهم فى الإسلام ولأن الله تعالى يريد إقرار مبدأ حرية الدين والمعتقد وأن حساب كل إنسان عند ربه يوم القيامة فقد أمر الرسول ص بقتال مجرمى قريش والعرب الذين يقهرون الناس من أجل إعادتهم لعبادة الأصنام والأحجار ومن أجل إعتناق دين معين وكراهية دين آخر يقول تعالى :
((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) الأنفال 39
وعندما يكون الدين كله لله يكون قد تم إقرار الحرية الدينية والعقيدية والفكرية لكل إنسان ويصبح من حقه إختيار دينه بعد تفكير وتمحيص وتمكن وتمعن وليس بالقهر والقتل والسيف والإرهاب .
ولقد ذكر القرآن الكريم محاولات الكفار والمشركين مع الرسول الخاتم ص ليجعلوه يترك القرآن ويؤلف لهم كتاباً آخر غيره لأن القرآن لم يأت على هواهم كما أنه فضح كفرهم وشركهم وزيف معتقداتهم فكرهوه وحاولوا زحزحة النبى عنه فنصره الله عليهم ونصر كتابه العزيز يقول تعالى فى هذا الشأن :
((وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا *وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً * سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً)) الإسراء 73-77
رابعاً الفتنة بمعنى جهنم :
لا شك أن جهنم أعاذنا الله منها ومن عذابها هى أبشع أنواع الفتن التى يمكن أن يلاقيها الإنسان ولكنها فتنة حق بمعنى أن جهنم لن يدخلها إلا من يستحقها لأن الله تعالى هو العدل وهو أحكم الحاكمين وأعدلهم ولا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون , يقول تعالى عن جهنم :
((إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ))الصافات 63
برجاء مراجعة سورة الصافت كاملة .
((وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ))التوبة 49
((يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ )) الذاريات 13
وبعد
هذا ما تمكنت من بحثه لأستنباط معانى كلمة ( فتنة ) فى القرآن الكريم وأعتقد- ولله وحده العلم كله- أن كلمة فتنة فى القرآن فى أى آية لن تخرج من تلك المعانى الثلاثة المذكورة وهى الفتنة بمعنى الإختبار والإمتحان , والفتنة بمعنى التعذيب والعذاب , والفتنة بمعنى الفسد والإفساد , وأرجو ممن يحب المناقشة أو لديه اى إعتراض على بحثى هذا أن يعلق ويكتب ما يراه ونتحاور بالتى هى أحسن حتى نضع النقاط على الحروف , فهدفى هو معرفة الحق والعمل به وصولاً إلى غفران الله تعالى ورضوانه فى يوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)
Hassan_Ahmed_Omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟