أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ايدن قسون - الخارطة الثقافية في خطر محدق














المزيد.....

الخارطة الثقافية في خطر محدق


ايدن قسون
Aidn Qassoon


الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 04:57
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يعتبر التنوع الفكري والطائفي والتنوع الديني في أي مجتمع أو دولة من العوامل المؤثرة تأثيرا ايجابيا كبيرا في تقدم وتطور ذلك المجتمع أو الدولة، ويرجع السبب في ذلك إلى عوامل عدة أهمها طبيعة الإنسان التنافسية مع بقية أقرانه البشر ذوي الاختلافات الفكرية او العقائدية او غيرها.. فان التنوع يخلق تنافسا بطبيعة الحال، وان التنافس هو أداة التقدم والتطور البشري. كما ان هذه الاختلافات تعني بالضرورة تعدد وكثرة الأفكار والعادات والتقاليد والموروثات، وان هذا التعدد يخلق تكاملا أو شبه تكامل في شخصية الإنسان وذلك من خلال الاحتكاك المباشر او الاستفادة. وبالأخص إذا توفرت الظروف الملائمة لإظهار وتبلور الأفكار والعقائد والتنوعات بالصورة الصحيحة دون كبتها ودون محاربة كل جديد أو غريب!
لذا نجد ومن خلال الخارطة الثقافية لمنطقة الشرق الأوسط وبالأخص الجزء العربي منها أن العراق وبرغم تاريخه الحافل بالحروب والاقتتال الداخلي وانعدام الاستقرار سواء على المستوى السياسي او غيره وعلى مدى القرنين الماضي والحالي، نجد انه تصدر قائمة الدول المتقدمة ثقافيا واجتماعيا وحتى علميا واقتصاديا في عدة حقبات من الزمن مر فيها هذا البلد باستقرار نسبي مرحلي. ويرجع سبب ذلك في رأيي إلى التنوع الفكري والديني والطائفي فيه.
قد يقول البعض ان هذا التنوع هو سبب ما يحصل اليوم من مذابح عرقية وطائفية! ولكن، دعونا لا ننسى نقطتين هامتين:-
أولهما ان العراق حين كان يمر بفتراته الذهبية من استقرار سياسي في فترات زمنية عديدة لم تكن قضية الاختلاف والتنوع هذه تمثل مشكلة بأي شكل من الأشكال بل على العكس كانت نقطة قوة في تطور وتحضر هذا البلد.
ثانيا نحن نعيش اليوم فترة تطرف ديني وطائفي بل وحتى تطرف قومي وفكري سببته فترة حكم الدكتاتور السابق وذلك باستخدامه لأعتى أنواع الكبت والانعزال والانغلاق على الشعب العراقي، إضافة الى المؤامرات الدولية التي ما انفكت تغرز السكاكين في جثة هذا الثور المطروح. كما أن التطرف لا يحتاج إلى التنوع والآخر لخلق العنف فالمتطرف هو العدو الأول لنفسه وللقريبين منه اجتماعيا.
وإذا كانت هذه الأطياف والتنوعات في خارطة العراق الثقافية هي التي تجمل وتلون هذه الخارطة وتعطيها رونقها وتميزها وتطورها فإنها اليوم في خطر شديد، حيث العنف والاحتقان الطائفي والمذهبي والظروف غير المستقرة سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا, كلها عوامل تهدد وجود الأقليات الدينية والطائفية والتنوعات الفكرية. كما أن وجود أقليات كالإيزيديين والمسيحيين والشبك تحت خط (140) جعلهم ذوي أهمية إستراتيجية على اعتبار أن مناطقهم مرشحة للانضمام إلى إقليم كردستان العراق ما جعلها هدفا له الأولوية لدى مخابرات الدول المجاورة وأزلام النظام البائد الذين تحولوا إلى إرهابيين لأجل الدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه هذه الدول لتحقيق مآرب سياسية خبيثة وان كانت على حساب إحراق الخارطة الثقافية وقتل كل من عليها من أبرياء.
فإذا أبيدت أقلية ما ومحيت آثارها فان ذلك يعتبر كارثة حقيقية من نواح عدة، ثقافيا واجتماعيا وفكريا وان دل هذا التهديد على شيء فإنما يدل على مدى التأخر والرجعية التي يعيشها هذا البلد. ففي الدول المتقدمة تعتبر الأقليات كنوز ثقافية ينبغي المحافظة عليها ومعاملتها معاملة خاصة.
لذا فمن المفروض على الناشطين في مجالات النشر والثقافة والسياسة وحقوق الإنسان وخصوصا من أبناء هذه الأقليات التحرك المباشر والسريع في سبيل حماية هذه الأقليات عن طريق المنظمات الدولية وبالأخص منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من اجل توفير الأمن والدعم لمناطق وجود الأقليات في العراق فهي جزء من الهوية الإنسانية حاربت جور الزمن وشقت غبار القرون لتحافظ على هويتها وتراثها الثقافي الأصيل وان خسارتها هي خسارة للإنسانية جمعاء وليس للمنطقة فحسب.



#ايدن_قسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزن أمي
- قصيدة
- ابحثي عني
- خطى الاجيال
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ايدن قسون - الخارطة الثقافية في خطر محدق