أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالوهاب حميد رشيد - المسيحيون العراقيون: استهدافنا من قبل المتطرفين يرتقي للإبادة الجماعية















المزيد.....

المسيحيون العراقيون: استهدافنا من قبل المتطرفين يرتقي للإبادة الجماعية


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 07:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يرى المجتمع المسيحي العراقي أنهم صاروا هدفاً، بدرجة غير مسبوقة، من قبل المسلحين، وعلى نحو يدعي بعضهم أن هذه الحملة ضدهم ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، والتي تُنفذ تحت مرأى ومسمع قوات الاحتلال الأمريكي وقوات حكومة الاحتلال في بغداد.
تم تفجير عشر كنائس، على الأقل، هذا العام، واغتيل اثنان من كبار رجال الدين المسيحي، كما واستهدفت أعداد من المتعبدين بسبب عقيدتهم الدينية. ورغم أنهم يشكلون بحدود 3% من سكان العراق، إلا أن نسبتهم تقارب نصف اللاجئين العراقيين الهاربين من العراق، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR.
تختلف إحصاءات تعداد سكان المجتمع المسيحي في العراق لما قبل الحرب، وتتراوح التقديرات بين 800 ألف و 1.2 مليون نسمة. بينما التقديرات الحالية لمن تبقى منهم في العراق تقع بحدود 500- 700 ألفاً.
وعلى خلاف المجموعات العراقية، لا يتواجد في المجتمع المسيحي العراقي مليشيات أو قبائل لحمايتهم. وفي غياب هذه الحماية، لجئوا إلى قوات التحالف والقوات العراقية لحمايتهم، لكنهم يقولون أن هذه الجهات قد خذلتهم. تعهد رئيس حكومة الاحتلال بتشديد الحماية للمجتمع المسيحي بعد مقتل رئيس الأساقفة بولس فرج رحو، ولكن يظهر أنه لم يتابع تنفيذ تعهده، حسب قولهم.
شهد المجتمع المسيحي في العراق أكبر هجوم ضده في شهر أغسطس العام 2004 عندما تم تفجير خمس كنائس في بغداد خلال ثلاثين دقيقة. ويظهر أن مسؤولية أغلب الهجمات ضدهم قد ألقيت على فرع القاعدة في العراق (وليدة الاحتلال). أما أولى التفجيرات ضدهم فقد حدثت كرد فعل لتدفق الجماعات التبشيرية المسيحية الأجنبية على العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق. ذكر مسيحيون عراقيون أنه نُظر لهذه الجماعات التبشيرية في المجتمع المسلم كجيش مدعم للاحتلال، وصار على المجتمع المسيحي الوطني تحمل عبء هؤلاء الأجانب.
تعمل كل من المجموعتين المذهبيتين (الإسلاميتين) بلوغ هدفها في تأسيس دولة دينية. وقع المسيحيون ممن هربوا من العراق تحت ضغط المليشيات المسلحة لكلا الطائفتين، وخُيروا بين التحول إلى (الإسلام) أو ترك العراق. وفي هذا الصدد تنتشر المنشورات والملصقات في الضواحي المسيحية من بغداد داعية النساء المسيحيات إلى ارتداء الحجاب وعدم كشف وجوههن. ذكرت تقارير محلية في حزيران العام 2007 أن حوالي 200 عائلة مسيحية في ضاحية الدورة أجبرت على الهروب من منازلها ولا يحمل الواحد منهم سوى ملابسه على ظهره.
الجريمة الرئيسة الأخرى في سياق ممارسة العنف ضد المسيحيين في السنوات الأخيرة تجسّدت في ممارسات مليشيات الصدر. قادت هذه المليشيات حملة وحشية ضد المجتمع المسيحي في بغداد والبصرة منذ بداية العام 2004، مجبرين الناس على ترك منازلهم، وقيامهم بتفجير محلات المسيحيين لبيع الكحول وكذا صالونات الحلاقة. كما فرضوا الجزية (ضريبة إسلامية قديمة لحماية/ تأمين حياة وممتلكات أهل الذمة من غير المسلمين). في مايو العام 2007، أمرت هذه المليشيات النساء المسيحيات في بغداد ارتداء الحجاب وتحريم كشف وجوههن أو مواجهة عواقب وخيمة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت عشرات الكنائس عبر البلاد هدفاً للتفجيرات، وقُتل مئات المسيحيين. الأكثر من ذلك، أصبحت حملة اختطاف المسيحيين بهدف الحصول على الفدية، آلية رئيسة للإرهاب من قبل المسلحين، وأصبح هؤلاء ممن لم يتركوا وطنهم مشردين في الداخل، مع أغلبية منهم يعيشون في إقليم كردستان. يذكر المراقبون أن هؤلاء ممن بقوا في البصرة ربما أجبروا على أداء طقوسهم الدينية في مخابئ تحت الأرض إذا ما أرادوا البقاء على قيد الحياة. يقول البعض أنه تواجد في البصرة قبل الحرب مجتمع مسيحي نابض بالحياة، وأن هذا المجتمع قد هرب بكليته,
صدر تقرير عن وكالة الأنباء الآشورية AINA في مايو العام 2007 أنه تم الاستيلاء على ممتلكات العائلات المسيحية التي أجبرت على الهروب من ديارها في ضاحية الدورة من قبل الجماعة المذهبية (الأقلية) ISI. وفي رسالة إلكترونية مرسلة للوكالة الآشورية في مارس العام 2007 من قبل أحد المقيمين تقول: "هذه الممارسات مستمرة منذ الأسبوع الماضي، بل وحتى بدأت قبل عيد الفصح Easter. لقد تحدثنا بهذا الأمر للكثيرين في السفارة الأمريكية والحكومة العراقية، ولكن يظهر أن لا أحد يهتم، لأنهم لم يفعلوا شيئاً، وأحياناً استغرب إن فعلوا أي شيء على الإطلاق. لا القوات الأمريكية ولا القوات العراقية تقوم بأية فعاليات هنا، ذلك أنهم منحوا ضاحية الدورة للمليشيات. والأكثر من ذلك، خيّمت القوات الأمريكية في كنيسة الآشوريين (كلية بابل الآشورية للفلسفة واللاهوت) لترفع بذلك درجة حرارة (غضب) هؤلاء (المسلمين) تجاه المسيحيين (الوطنيين)، طالما ينظر هؤلاء المسلمون للمسيحيين باعتبارهم حلفاء للأمريكان. وهذا ما يزيد الأمور سوءً."
ووفق تقرير صدر العام الماضي عن RFE-RL، فرض الرجال المسلحون السعوديون (ويُقصد هنا: القاعدة)في ضاحية الدورة على كل مسيحي دفع 50 ألف دينار عراقي (40 دولار أمريكي) في شكل جزية لصالح (المجاهدين) كثمن لحفاظهم بدينهم، بينما طلبت مجموعة ISI من المسيحيين دفع 250 ألف دينار (بحدود 200 دولار في المتوسط كراتب شهري) لإبقائهم في بيوتهم. أما هؤلاء ممن هربوا من ديارهم في الدورة فكان عليهم دفع رسوم الخروج exit fees بواقع 200 دولار لكل شخص أو 400 دولار لكل سيارة.
* أوربا تعرض لجوءً مؤقتاً
تبنى رسميون في فرنسا وألمانيا قضية اللاجئين المسيحيين العراقيين في الأسابيع الأخيرة، قائلين أنهم سيعملون على دفع بلادهم منح تفضيل للمسيحيين مقارنة ببقية اللاجئين الهاربين من العراق، وبذلك عبروا عن ولاء ديني مشترك common faith.
أكد وزير خارجية فرنسا Bernard Kouchner الشهر الماضي بأن فرنسا ستمنح حق اللجوء لـ 500 عراقي من المسيحيين الكلدان Chaldean. ويلاحظ أن الكنيسة الكلدانية تسير وفق نفس خط الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتعترف بسلطة البابا. ذكر كوشنر بتاريخ 19 مارس أنه يأمل أن يصل العراقيون إلى فرنسا خلال أسابيع. لكن بطريارك الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية Mar Emmanuel III Delly أخبر إحدى الصحف اليومية الفرنسية، وفق تقريرها ليوم 14 إبريل: أن سمات الدخول للمسيحيين ليست الحل. وقال "المطلوب هو العمل من أجل السلام في العراق، بدلاً من توفير أماكن للمسيحيين ليذهبوا ويمارسوا الاستجداء في أوربا."
تعهد وزير داخلية ألمانيا Wolfgang Schaeuble الأسبوع الماضي أن بلاده قد تستقبل 30 ألف من اللاجئين المسيحيين العراقيين. برر شوبل بقوة التركيز على اللاجئين المسيحيين قائلاً أن على أوربا أن تقبل هؤلاء باعتبارهم الأقرب ثقافة إليها. تضمن عرض شوبل لجوءً مؤقتاً، قائلاً أن هؤلاء ممن يُمنحون اللجوء عليهم العودة إلى بلادهم حالما تهدأ التوترات الإثنية والطائفية.
في نفس الوقت، دعت مجموعة الدفاع عن عالم حر واحد One Free World Internatioal في كندا الحكومة الكندية إلى اتخاذ إجراءات خاصة لاستيعاب اللاجئين المسيحيين. ستقبل كندا 2000 عراقي لاجئ هذا العام، ولكن ليست لديها خططاً خاصة بشأن حصة المسيحيين. وكذلك ليست لدى الولايات المتحدة مثل هذه الخطط الخاصة، إذ أعلنت أنها ستقبل 12 ألف لاجئ عراقي لغاية سبتمبر إجراءات خاصة. ولغاية 31 مارس وصل 2627 لاجئ عراقي إلى الولايات المتحدة. وحسب إدارة الخارجية الأسبوع الماضي، فإن أعضاء مجلس النواب شكلوا هيئة تخص الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، وتعتبر الأقليات الدينية العراقية محل اعتبار في هذا المجال، وستعمل الهيئة على إثارة انتباه الكونغرس بشأن أحداث العنف وتشريد الأقليات من المدن العراقية التي كانت متكاملة متسامحة سابقاً..
إنه لمسألة محل مناقشة فيما إذا كانت دعوة منح أفضلية لأية جماعة، تُشكل سياسة حصيفة. وفي حين من غير المشكوك فيه ضرورة اتخاذ خطوات لحماية المجتمع المسيحي العراقي، إذ أن وجودهم في العراق سابق على وجود الإسلام، فإن منحهم سمات الدخول إلى بلدان بعيدة قد لا يكون الأسلوب الأفضل. في الواقع، فإن قرار بعض الدول منح الأفضلية للمسيحيين العراقيين يمكن أن يُزيد من إضرام النار (الحقد) تجاه من يبقون منهم في العراق، وسوف يصبحون أكثر ضعفاً وتعرضاً للهجوم من قبل المسلحين مقارنة بالسابق.
ممممممممممممممممممممممـ
Iraq: Christians Say Targeting By Extremists Amounts To Genocide,(Kathleen Ridolfo, RFE/RL),uruknet.info, April 17, 2008.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش، بتريوس، والحرب المستمرة
- البلد المُدَمَّر
- معارك الأيام السبعة في البصرة
- قاوم قطع الحصص الغذائية الشهرية عن شعب العراق
- حرب العراق تسحق الاقتصاد الأمريكي
- كيف تُدمّر بلداً دون أن تتحمل المسئولية!؟
- منطق أكلة لحوم البشر
- المزيد من الفساد في العراق
- العراق- معاهدة دائمية
- المقاطعة بسبب حرب العراق عامل تراجع للاقتصاد الأمريكي
- نحتفل أولاً.. ثم نقصف!
- لماذا تحتاج فرنسا إلى قاعدة عسكرية في الخليج؟
- حقول الأفيون تنتشر في العراق
- أطفال العراق المُشرّدون
- العراق أقل عنفاً وجهنميةً.. على الورق فقط!
- اعتراف البنتاغون- القصة الحقيقية الكبرى- لا تقدم في العراق ف ...
- نحن (الأمريكان) جميعاً.. سجناء حالياً!
- عراقيون يضطرون لبيع أطفالهم!!
- تحديات 2007-2008: التقدم نحو الأسوأ في العراق
- تخفيض الحصص الغذائية الشهرية في العراق


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالوهاب حميد رشيد - المسيحيون العراقيون: استهدافنا من قبل المتطرفين يرتقي للإبادة الجماعية