أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صياح غزال - منبوذ آخر ... وطقوس الأحتضار !!














المزيد.....

منبوذ آخر ... وطقوس الأحتضار !!


محسن صياح غزال

الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 03:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 مفارقات ظريفة , عفوية وساذجة أو مريرة تصادف بعضنا من حيث لا يتوقع .ففي سبعينات القرن الماضي تركت الوطن _ بحجة الدراسة _ هرباً من موجة الرعب والقتل التي دأب نظام البعث في _ السر والعلن _ انتهاجها ضد أبناء العراق طيلة وجوده . وجهتي كانت ليبيا بحثاً عن الأمان والعيش بسلام وكرامة ! . أولى المفارقات : ضرباً مبرحاً حدّ الأغماء _ مرتين _ واحدة بسبب رشفة ماء والأخرى بسبب قطعة حلوى في الساعات الأولى لشهر رمضان ! وكنت على سفر ٍ في صحراء جرداء قاحلة تمتد من السلّوم الى بنغازي ! . بدأت المفارقات المرّة تتوالى ومشاعر الرعب تدبُّ في الأوصال , شعور بالمرارة والندم  وهواجس مخيفة : هربتُ من عوجةٍ تكريتية لأسقط في عوجةٍ سنوسية !! تستقبلك صورة القذافي بعمامته مبتسماً على الحدود لترافقك في طريق أجرد ورمال تسيّج حافّات الأفق تعافها نسور الفطائس , لتدخل بك مدناً كئيبة , غابات من صور
الزعيم تزيدُ على عدد الأشجار وأرغفة الخبزِ ! أسواق مقفله وشوارع يتيمة مهجورة وقيض لاهب ..والزعيم مبتسماً ! الممنوعات والشرطة السرّية اكثر من الأسبرين والكتب المدرسية ومقاعد الدرس! ولكن كل ماهو ممنوع في العلن , يمارس في الخفاء _ بما فيها البصق على صورة الزعيم الفطحل _ ! اجرام وتنكيل وقمع وزنازين ودونية التعامل مع البشر, تجهيل وتعتيم وتغييب للفكر والثقافة والحقوق والقيم الأنسانية للبشر .
        ديماغوجيا اعلامية , تطبيل وتهليل , مديح وتعظيم , أناشيد وزغاريد , عرس غجري متواصل ليل نهار , لهديّة السماء , المظفر الضرورة , هو الآخر لشعب ليبيا !!
صفات التأليه والنبوغ والعبقرية , المثيرة للسخرية , الكتاب الأخضر = الأيام الطويلة ,
ثم يافطات خضراء ورصيف أخضر ونافورات ماء اخضر , خيام خضر وجبل أخضر ونهر أخضر ! تسفيه للعقل وتشويه للفكر وأحتقار للذاكرة ." لا ديموقراطية بدون مؤتمرات
شعبية "!! أي نعم : مؤتمرات للمخابرات وزوّار الليل , وديموقراطية لكاتم الصوت , عدالة
في الموت والشعب مغيّب في دهاليز وأقبية ومقابر جماعية تحت رمال لا يحصى مداها !
يحتضن العقيد كمُّ هائل من المنظمات والتجمعات والأفراد المُطارَدين والخارجين على القانون , من أقصى اليمين المتطرّف الى أقصى اليسار المتطرّف _ بايدرماينهوف , الألوية الحمراء , الجيش الجمهوري الآيرلندي, يابانيون وفلسطينيون وأسبان ! وروابط وثيقة مع الأنظمة الديكتاتورية واليمينية الرجعية , عربية ولاتينية وأفريقية , وأنتهاج
ديبلوماسية كاتم الصوت لأسكات المعارضة السياسية والمناوئين لنهج الزعامة مدى الحياة.
الجهل والتخبط والعشوائية في رسم وتوجيه الخطط الأقتصادية , هدر وتبذيرثروات البلد على الأبناء والمقربين والمحاسيب وماجدات الحرس الرئاسي والأسراف والبذخ الحاتمي ليحوّل هذا البلد الغني المتخم بالثروات الى دولة معدمة متخلفة ,فقر وبطالة وأقتصاد يحتضر وبنية تحتية متهالكة ! الهزيمة والتنازلات والبَصْم , قاسم مشترك بين العقيد وأبن العوجة , فالتقهقر بدأ عند العقيد حين هدد أكثر من مرة بالأنسحاب من جامعة الخذلان العربية وأدّعائه بالعودة الى أحضان عائلته الأفريقية ! حين تذكرهم بعد ثلاث عقود من النسيان !! ثم تسليمه لمواطنيه _ المقراحي وفهيمه _الى المحكمة الجنائية الدولية , ثم اعترافه بأسقاط طائرتي لوكربي ويوتا الفرنسية وتعهده بدفع التعويضات لضحايا الطائرتين, وهي بحدود أربعة مليارات دولار _ من أموال أجداده الغابرين وهو اعتراف رسمي وعلني بأرتكاب جرائم ضد الأنسانية وممارسة الأرهاب الدولي والأبادة !!
وأخيراً وليس آخراً , الأعتراف بأمتلاكه اسلحة محرمة دولياً ورضوخه الكامل , بمهانة وأذلال , للتفتيش المفاجيء بأنذار أو بدونه . فهل سيُنجِبُ هذا البلد " أبو تحسين " ليبياً ؟
بديهةٌ يعرفها الأسوياء من البشر : لا جور ولا ظلم أبدي ولا طاغوت سرمدي , وأذا كانت نهاية ابن العوجة , جحراً حقيراً تعافهُ حتى الزواحف , فقد لا يجد العقيد زاغور نملة للأختباء من غضبة الجماهير, أو جنود العم سام أو أبو ناجي حين تقوم الساعة ويطفح كيل القهر, والشعب مارد حين يهب ولا يرحم جلاّديه ... فليتّعظ الحاكمون !!!!



#محسن_صياح_غزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النَكرةُ.... بعشرَةِ ملايينَ دولارٍ
- منحرفون …..مع سبق الأصرار
- هل بقي لأبواق الأرتزاق .. مَن ينفخُ بها ؟
- هل ندفع ... ثمن جريمتهم ؟ مديونية العراق .. في قفص الأتهام !
- أخْذ الشوَرْ.....مِنْ راسْ الثوَر
- تحالف : الوهابيين ..والأعلام المرتزق .. وفلول البعث !!
- هولوكوست .. عراقي ! هذا الخلف .. من ذلك السلف !
- للقاتل ... أيضا- .... حق الأعتراض !!!


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صياح غزال - منبوذ آخر ... وطقوس الأحتضار !!