أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - المسيح الإنسان














المزيد.....


المسيح الإنسان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 11:10
المحور: سيرة ذاتية
    


أهم عوامل الإختلاف بين الإسلام والمسيحية هو جوهر المسيح نفسه فالإسلام كان وما زال ينظر للمسيح على أنه إنسان عادي أما ألأحبار اللاهوتيين المسيحيين فلم يكونوا لينظروا للمسيح على أنه إنسان عادي ولأن طبيعة المسيح بحاجة لفهم عميق فقد آمن كثير من العرب النصارى بمقولة الإسلام عن المسيح إبن مريم وتظهر لنا كتب التراث العربي كيف كان صحابة الرسول يقنعون المؤمنين بالمسيح على أنه شخص عادي وبشر عادي وكانت العرب النصارى تؤمن بالمسيح وديانته وهم لا يعلمون عن المسيحية شيئا ما عدى الأسرار والألغاز في الخمر والخبز المقدس وهم لا يعلمون حقيقة السر الكبير في الخبز وفي العشاء الأخير .

لذلك آمن العرب وقبائلهم بالديانة المسيحية وخرجوا على النصرانية معلنين توبتهم , ومن هذه القبائل كليب وتغلب وربيعة وكلهم من قبيلة بكر ووائل ...إلخ.
ولأن ضعف الأحبار ثقافيا في بداية القرن السادس والسابع الميلادي كان كبيرا ومقصرا في إيصال مفهومهم للعرب البدو عن طبيعة المسيح لذلك وبسرعة خرجوا عن المسيحية وعادو إلى الدين الحنيف الذي لا يرى بشرا مؤلها ما عدى الله .

وكذلك النجاشي ملك الحبشة حين آوى جماعة المهاجرين من مكة لم يكن ليرى بهم عيبا أو خوفا عليه وحين علمت قريش بذلك همس عمرو بن العاص بأذني النجاشي على ممع من المسلمين من أنهم يقولون كلاما غريبا عن المسيح ومريم فأمرهم النجاشي بأن يقولوا ما يعرفونه فباحوا بسرهم وأظهروا المسيح أمامه أنه وأمه بشر فإقتنع النجاشي لأن لديه تصور مسبق عن طبيعة المسيح الواحدة التي لا تقبل إنفصاما .

وولد المسيح الإنسان العادي بتاريخ السنة الأولى للميلاد ويقال في السنة الأولى بعد الميلاد ويقال في السنة الثالثة بعد الميلاد وهنالك رأي ضعيف أنه ولد في السنة الثالثة بعد الميلاد والخلاف هنا يكمن في 6 ست سنوات والأهم من ذلك أنني أوافق الرأي القائل أنه ولد في السنة الأولى للميلاد.
ولا يعرف أحد شيئا عن حياة المسيح قبل الرسالة شيئا حتى بلغ السابعة والعشرين من عمره ما عدى بعض الأسفار التي تتحدث عن تجربته في شمال غور الأردن وتعميد يوحنا المعمدان له .

وتصل المسيح الإنسان قرابة وطيدة بيوحنا وهو المذكور في القرآن بإسم يحيا عليه السلام والمسيح يكبره بعام واحد ولكن يبدو أن نبوة يوحنا سبقة نبوة المسيح الإنسان بعام واحد .

وهنالك بعض الأحداث التي تتحدث عن المسيح قبل أن يكونا نبيا ولكنها لا تحفر في عقلية الباحث عن شخصنة المسيح .
وبدأ المسيح الإنسان دعوته وهو يبلغ من العمر 27 سبعة وعشرون عاما قضاها مناضلا من أجل خلاص الإنسان من عبوديته لأخيه الإنسان المبتز له بالجاه والسلطان .
واستمر المسيح بدعوته 3 ثلاثة أعوام متتالية قبض عليه في النهاية وإحيل إلى محاكمة رومانية بتهمة تحريض العبيد ومحاربته للربى والفساد الديني .
وكان المسيح الإنسان يرفض رجم الزانية ولربما أن لديه إعتبارات عن الإضطرابات النفسية التي دفعتها للزنى فقد رفض أن يحفر لها حفرة حتى عنقها أو خصرها ومن ثم تنهال عليها الحجارة الصغيرة لتموت موتا بطيئا فيه عذاب لها فقد رفض قتلها بتهمة الزنى من قبل مجتمع كله زاني بعكس خلفه الذي رجمهن رجما مبرحا .
لذلك كان المسيح هنا إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

وأنا شخصيا أدعي أن أصل الإنسان حيوان ولكن حين أشاهد أو أقرأ سماحة مثل سماحة المسيح ورحمة مثل رحمته يجعلني كل هذا أؤمن أن أصل الإنسان إنسان .
لا أحد يعرف عن المسيح الإنسان شيئا كثيرا ولا عن معجزاته غير الذين وقف لهم بالطريق هاديا ومعلما كما وقف لبولس وجعله يذرف دمعا على مصير البشرية .
والمسيح الإنسان والمعلم لم يره أحد يضحك ولكن رآه الكثيرون يبكي .

واستمرت دعوته ثلاثة سنوات إنتهت بنهايته ولكنها إستمرت بعده 2008أعوام حتى اليوم ومازال العالم المسيحي بعدده يفوق أي تعداد بشري لأي دين آخر .
والمسيح الإنسان ملهم من قبل الله وحامل رسالته ومبشر بالنور وهو النور الذي صرع الظلام والخير الذي إنتصر على الشر .
والإسلام لا يخالف هذه الدعوة ولا يجدف على المسيح ويكن الإسلام كل عبارات التبجيل لمريم والمسيح ولكن الإسلام لم يقدم تفسيرا عن أسباب تأليه المسيحيين للمسيح !!!
ولربما أن الإيمان الأسطوري بأشخاص نصفهم بشر ونصفهم إله هو السبب بتأليهه ولربما أن إيمان العالم الوثني بالأساطير التي ترى آلهة نصفها بشر ونصفها إله هي التي عجلت بتأليه شخصية المسيح ولربما أن الفقر والجوع اللذان كانا سائدان في ذلك العصر هو الذي جنح بخيال الفقراء نحو تأليه شخص يخلصهم من الحزن والآلام.
في النهاية أود أن أجري تعقيبا على الرسائل التي تردني وتصفني بالمسيحي :
فأنا حين أكتب أنقل أولا رأي العلم والتاريخ وكله منفصل فالتاريخ له آراء وليس بالضرورة أن تكون علمية وكذلك الأمر بالنسبة للعلم الذي يخلق تصورات ليست بالضرورة أن تتصادق مع التاريخ أو مع المنقول أي هنالك خلاف بين العقل والنقل .
وأي موضوع تاريخي أبحثه لا يعني هذا أنني مؤمن به بل إنني أقوم بتفسير ظواهر إجتماعية وتاريخية وعلمية .
وشخصية المسيح أكثر الناس ضعفا بها هم المسيحيون أنفسهم فأنا أقابل في حياتي مكثيرون من المسيحيين ولا يعلمون شيئا عن أسراره أو معجزاته فالمسيحيون يجهلون شخصية المسيح وهم يخلطون بينه وبين المسيح الإنسان وبعضهم لا يعرف أنه من الممكن أن يكون المسيح إنسان إله .
إن طبائع المسيح فيها نوع من المتعة في الحديث عنها وأنا أستمتع جدا وكنت أستمتع جدا حين أقرأ لهيغل مثلا عن المسيح .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير
- الإسلام والمسيحية
- الإسلام والمسيحية 3
- هكذا رأيتك في منامي
- الطلاق1
- أقلام النت
- الحب والجنس
- طفل العراق
- العراق الحزين
- السماء لا تمطر رحمة والآلة رحمتنا
- صباح الحب والقبلات الندية
- قارة آسيا المأزومة عاطفيا وسياسيا وإجتماعيا 1
- الغيورون على الإسلام
- خمسة ملايين يتيم في العراق
- شريعة النساء أرحم من شريعة السماء
- حجاب المرأة الإجتماعي1
- الضعفاء والأقوياء
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء2
- شريعة الرجال شريعة الغاب
- فقهاء المرأة يشتمونني1


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - المسيح الإنسان