جابر جنزيل
الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 11:15
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الشيوعيون من فولاذ .....
عبارة كلما سمعتها، تثير في نفسي مشاعر غريبة، ومتضاربة،أحاول جاهداً أن أجعلها تستقر في رأسي،لكن دون جدوى،تنط من داخلي تساؤلات ،لا أستطيع لجمها،على سبيل؛ كيف يكون الإنسان من معدن ،وأي معدن فهو الفولاذ، وكيف يطلب من الشيوعي أن يتحول إلى معدن فولاذي، وهو يتعامل مع بشر من لحم ودم.
لااعرف كيف تستقيم هذه المعادلة.
ثم كيف تظهر مشاعر الشيوعي وهو مسور بمعدنه الفولاذي ؟
من ألبس الشيوعي هذا الفولاذ ، وجعله من عدته ،فقد أساء إلية،خصوصا والشيوعي حامل أرقى النظريات الفكرية، النظرية الماركسية .
ثم من قال إن صفة الفولاذ التي يراد للشيوعي أن يتدرع بها ، تحميه من الانهيار ،إذا لم يكن امتلاكه للفكر ،بفهم ، وقناعة، هو درعهُ الواقي.
وهل المطلوب أن يتحول الشيوعي إلى معدن الفولاذ ، والمنتمي إلي حزب اخر إلى معدن الحديد ، والمنتمي إلى حزب ثالث إلى معدن الرصاص ، ولذا نحن أمام حالة سريالية ، الأحزاب تتحول من أحزاب بشرية إلى أحزاب معدنية ،تدخل البشر إلى معملها وتخرجه معدن ،وكلاًََ يحمل ماركتهُ المسجلة.
من غلف الشيوعي بهذا المعدن الفولاذي ، وجعله من سماته ، توخى من ذلك أن يحيل الشيوعي إلى جماد ، خالي من الروح، وسلبه اعظم ما يمتلكه الشيوعي ،وهو فكرهَ الجدلي العلمي ، والذي يمثل ماهية الفكر الماركسي0
ثم من أراد للشيوعيين أن يتعاملوا فيما بينهم على أساس معادنهم الفولاذية ، دافعين إلى القاع كل المشاعر البشرية ، التي يحسها ، ويشعر بها أي إنسان ، من خوف ، وشجاعة ، وضعف ، وصدق، وكذب ، وكل المشاعر التي يمتلكها بني البشر0
ثم كيف يتعامل الشيوعي مع الآخر ، وهو، يحمل فولاذهُ المعدني في رأسه، بدل أن يحمل عدتهُ المعرفية ،وأدواته التحليلية، التي تأتي من دأبهُ إلى التعمق في فهم نظريتهَ الماركسية ، وإخضاعها إلى منطق الحياة ، لا إلا لي منطق الحياة ، وبتعسف إلى منطق النظرية0
#جابر_جنزيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟