أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تيسير عبدالجبار الآلوسي - كركوك مدينة التنوع القومي















المزيد.....

كركوك مدينة التنوع القومي


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 03:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تكتسي مدينة كركوك وضعية خاصة سواء من جهة التركيب القومي أم من جهة المراحل التاريخية التي مرّت بها. فمن جهة التركيب القومي نجد المدينة تكاد تتفرد من بين المدن العراقية بهذا التناسب شبه المتعادل سكانيا من أكراد وتركمان ثم العرب.. وبقراءة التاريخ الحديث للمدينة سنجد تسجيل إحصاء خمسينات القرن الماضي الأغلبية الكردية الأكيدة.. وهو الإحصاء الذي تعوّل أغلب قرارات الدولة العراقية عليه في اتخاذ قرارات الملكية والمرجعيات واستبيان التوزيع الديموغرافي للسكان...
ولأنَّ المدينة تعرّضت لعدد من الحملات المقصودة بخاصة محاولات التعريب وتغيير التركيب السكاني, بالتحديد في العقود الثلاثة الأخيرة فإنَّ حقيقة التكوين وقراءته ينبغي ألا يتمَّ في ضوء عمليات التأثير السلبي المقصودة وهي عمليات استهدفت استبعاد الحقائق التاريخية منها بالتحديد إلغاء الأغلبية الكردية..
لكنَّ حلَّ إشكالية (وليست مشكلة) مدينة كركوك يلزم أنْ يأخذ بنظر الاعتبار السكان الذين عاشوا فيها منذ آخر أربعة عقود فبالحساب العمري للإنسان العراقي الذي نجد أنَّ معدل العمر فيه حاليا هو (35) سنة؛ بمعنى آخر أنَّ بعض السكان قد قضوا أكثر أعمارهم هنا في المدينة وليس من المنطقي في وطن واحد أنْ نبحث في ترحيلهم بالطريقة نفسها التي جيئ بهم إلى هنا وهي طريقة الإكراه وإلغاء استشارة الناس في ما يريدون..
كما أنَّ من الصحيح تخيير السكان بين البقاء والرحيل من جهة وتخييرهم من جهة أخرى البقاء في السكن نفسه أو القبول بتعويض مناسب للرحيل إلى سكن آخر سواء داخل المدينة أم خارجها.. لأنَّ إعادة المهجّرين إليها بالقسر وبالقوة سيكون له مردودات غير إيجابية بالمرّة..
إنَّ كون المدينة كردستانية أمر طبيعي مقبول منطقا وحسب القراءات التاريخية والإحصاءات المعروفة. ولكنَّ ضمّها اليوم إلى إقليم كردستان من دون العودة إلى تصويت أبناء المدينة أمر يشكل استعجالا في القرار قد لا تكون نتائجه  إيجابية محمودة .. إذ أنَّ الوجود القومي المتعدد ينبغي أنْ يُحتَرَم وأنْ يُحترم الخيار الذي ترتئيه مختلف مكوِّنات المدينة ..
وهذا لن يتعارض مع مبدئية قيام الفدرالية لإقليم كردستان بحدوده المعروفة مع مناقشة مسائل انضمام مدن جديدة أخرى بحسب الإحصاء السكاني مع الالتزام المبدئي باحترام الاختياؤ بين إلحاق المدينة المعنية بكردستان الفدرالية أو بقائها خارج إطار الحدود الإدارية لكردستان الفدرالية..
بمعنى إخضاع كلّ مسألة للمناقشة والحوار واحترام خيارات أبناء تلك المدن والعمل على إقناعهم بالخيارات المنشودة من كلّ فئة وتصوراتها بالطرق الموضوعية الصحيحة.. إنَّنا اليوم أمام معضلة تكون فيها حتى مسألة الفديرالية خاضعة للتجاذبات والمناقشة ونحتاج لعملية إقناع جدية وبروح مسؤول وبتحمّل لثقل المهمة وصبر وتأنِ ِ تجاه مختلف التصورات المقدَّمة..
وفي الوقت الذي تحاول فيه النخب المثقفة التعاطي مع أفضل الحلول وتعمل على جذب أوسع القطاعات التصويتية إلى خيار الفديرالية فإنَّه ليس من الصحيح التعاطي مع أبعد الحلول وأكثرها تطرفا بالقياس إلى رؤى الآخر وعلينا البحث عن حلول وسطية بين جميع الأطراف بما يجعلها حلولا موضوعية مقبولة من الجميع ويساهم في التعاطي معها على أقل تقدير أغلب القوى والأطراف إنْ لم نقل جميعها..
ولأنَّ المدينة تغلي اليوم في مناقشة الخيارات فإنَّ الصحيح هو الدعوة إلأى طمأنة جميع الأطراف إلى أنَّه لا حلّ بغير الأخذ برؤاهم جميعا ولا إكراه في وضع الخيارات بل لابد من التناسب مع مصالح الجميع أو الأغلبية..
ويمكن لجانب من الاستماع إلى رؤى وحلول مقدَّمة, النظر إلى مشروع منظمة المجتمع المدني بخصوص مدينة كركوك.. حيث يأخذ الحلّ بمنحها سمة الخصوصية وأضيف هنا بألا نتجه إلى إقامة فديرالية خارج إقليم كردستان العراق بمعنى تفتيت العراق إلى ما سُمِّي فديرالية المحافظات [وقد يكون هنا التذكير بالوجود البلدي بوصفه تمثيلا للأخذ برؤية السكان]  .. ولكن من جهة التقسيم الفديرالي للمحافظات وعلى أساس طائفي ؟؟ !  فليس من الصحيح أو الجائز أنْ تكون دوافعنا للفديرالية تجنب الاحتكاك بين أبناء الوطن الواحد .. حيث نفترض مسبقا حالة العداء والاحتراب بين مكوِّنات الشعب الواحد كما نقرّ بالفصل بينهم بحدود أبعد من إدارية (سياسية)؟!!!
فمنذ متى كان أبناء العراق في حالة من العداء والاحتراب لكي نفصل بينهم بحدود شبه دولتية؟!!! إنَّ إذكاء روح العداء والانفصام أمر لا يعود إلا لقوى معادية لمصالح شعبنا واستجابة لحلول قاصرة فكريا وسياسيا ولحلول لا تنبع من رغبات شعبنا وتطلعاته في الوحدة الوطنية وضد عمليات الفصل إنَّها حلول تخدم مصالح دول إقليمية وجهات دولية محددة أما العراق ووحدته الوطنية فهو ليس لعبة لقراءات سياسية مستعجلة أو حلول من نمط التعاطي مع افتراضات قوى معادية لهذه الوحدة الوطنية التي صمدت طوال عهود ومراحل تاريخية بعيدة في تاريخنا الوطني..
لسنا مع التقسيم الطائفي ولسنا مع الفديرالية الطائفية فالطائفة لا تجد نفسها خارج الدين الواحد وتظل مرجعيتها الأساس الدين وغير ذلك الطائفة هي مجموع الأفراد الذين ينتمون إلى الوطن بوصفهم مواطنين ليس غير وإعلاء شأن المواطنة هو الأساس في يومنا وإلا سنكون في مهب الريح لندرس مشاريعنا وتصوراتنا ولنراجع ما يعرض علينا بتؤدة وتأنِ ِ وعلينا اختيار ما يحفظ مستقبلنا بل ما يضمن أنْ يمضي حاضرنا آمنا بسلام ..
أيها العراقيون أيريد منكم أحد خيار يخدم العراق أم دولة جوار؟!!! أيها العراقيون أيريد منكم أحد خيار أنْ يخدم قوة العراق أم ضعفه وتدهوره؟!! أيها العراقيون أيريد منكم أحد خيار الفرض على الآخر وابتزازه أم خيار التوافق والتراضي مع الآخر؟!! أيها العراقيون أتبتغون حاضرا آمنا ومستقبلا سلميا مجيدا أم تريدون التبعية والانحدار والتخلف؟!!
بعامة نريد للعراق حكما ديموقراطيا يحترم جميع المواطنين ويساويهم ولا يفرض أو يقدم أحدا منهم على أحد.. نريده فديراليا بمعنى الاستجابة لمنطق فديرالية كردستان العراق التي أجمعت عليها غالبية الأصوات ولكننا ينبغي أنْ نمسك أنفسنا في المغالاة بمطالب طرف أو آخر بمستهدفات لا تنتمي لمنطق صحيح بل لـِـعليل المستهدفات ممّا سيأتي لنا بكثير مشاكل وعميق ضعف وتردي المقام والحال والمآل..
وبخاصة نريد لكركوك مدينة التنوع نمطا من الإدارة المحلية التي تستجيب لطبيعتها أو لحلول لا تلغي طبيعتها ولا إرادة خيار سكانها وتصويتهم بعد مرحلة انتقالية تعود فيها الأوضاع  إلى طبيعتها بإعادة المهجّرين وعدم التعاطي مع فكرة إكراه طرف على الرحيل من دون خاره الشخصي..
ولنبدأ بداية إيجابية تتعاطى مع الإشكاليات بموضوعية وبعدم التسرع في اتخاذ قرار أو في مصادرة حق طرف لطرف .. فمسيرتنا ما زالت تحبو في مشهدها الديموقراطي وليس لنا أنْ نحمّل الديموقراطية والخيارات الوطنية كثير من الأحمال غير المناسبة لا في التوقيت ولا في الاعتدال..
وأجد قوانا الوطنية الفاعلة مدركة لمخاطر الطريق التي نحن فيها .. وهي تتعامل بحذر وموضوعية وامتناع عن التطرف وأسباب الاحتكاك.. وهي قادرة على المحافظة على أفضليات الخيارات والتقدم بخطوات متوالية نحو ما يعود على الجميع بالخير ..


www.geocities.com/modern_somerian_slates

 



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوصية الهوية وحرية التعبير وأستار الطائفية وتقطيع أوصال الو ...
- مصالح الناس ومصداقية دعاة المبادئ
- الموقف من قضية المنفيين والمهجّرين العراقيين
- العراقيون سنّة شيعة مسيحيون صابئة أيزيديون
- نــداء للتضامن ضد أعمال التهديد الإرهابية
- المَصَالِحُ الْوَطَنِيَّةُ الْعُليا والتصريحات المعبرة عن ال ...
- المصالحة الوطنية بين حاضرالعراق ومستقبله
- الطائفة والاجتهاد المذهبي بين التفتُّح و ضيق الأفق
- خيار التسامح والمساواة وإنصاف الآخر هو الخيار الدستوري الأسم ...
- إطاحة الطغيان و اعتقال الطاغية
- لنحتفل برحيل آلهة الشر والظلام, وليحلَّ بأرض الرافدين السلام
- التأثيرات السلبية لروح الفرْدَنَة والانعزالية في الحياة السي ...
- صلات العراق بمحيطه الإقليمي وقائع الوضع الراهن وآفاقه المستق ...
- صلات العراق بمحيطه الإقليمي وقائع الوضع الراهن وآفاقه المستق ...
- تحرّر المرأة العراقية وخطاب الثقافة والمثقف العراقيين
- الحوار المتمدن خيار حضاري و مشعل تنويري
- قراءة أولية سريعة في العمل الأكاديمي
- هل يُكتَب القانون الأساس للمجتمع العراقي على وفق المرجعيات ا ...
- أقلام حرة شريفة X أقلام مأجورة رخيصة؟!
- تفعيل القضاء واستكمال تفاصيل المؤسسات المساعدة في تحقيق الأم ...


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تيسير عبدالجبار الآلوسي - كركوك مدينة التنوع القومي