أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - النخبة الدينية بالمغرب














المزيد.....

النخبة الدينية بالمغرب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 02:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ الاستقلال، في أواسط خمسينات القرن الماضي، عرف المغرب صيرورة بروز نخبة دينية أدت بها جملة من التحولات في نهاية المطاف إلى التهميش إلى أن أوشكت على الانقراض في بعض تجلياتها، لاسيما مع ظهور عناصر تستهدف فرض نفسها كنخبة بديلة للتي كانت قائمة
في البداية كانت النخبة الدينية بالمغرب تعتمد على الشرفاء و الصالحين و الزهاد و رؤساء الزوايا، و هذه النخبة غلبا ما كان يطلق عليها نعت التقليدية لتمييزها عن العلماء في المجال الديني. هؤلاء العلماء هم أناس كان من المفروض أن يتوفروا على الجرأة في مواجهة السلطة السياسية و على القيام بوظيفة تأويل النصوص الأساسية و إنتاج جملة من المعايير المحددة لسلوك الحكام اعتبارا لدرايتهم بالمجال الديني أكثر من غيرهم، و باعتبارهم يضطلعون بدور حراس الشريعة. فهل  هذا ما قاموا به فعلا أم أن أغلبهم زاغ عن هذا النهج؟

بعيد الاستقلال اكتسب جملة من العلماء بالمغرب زعامة و كاريزمية واضحة. و يمكن ذكر على سبيل المثال لا الحصر، علال الفاسي و عبد إبراهيم. إلا أنه سرعان ما بدأ علماء الدين يفقدون دورهم ضمن النخبة التي أضحت تتشكل من خريجي المدارس و المعاهد العصرية، خصوصا الغربية منها. علما أن بعض العلماء ظلوا يحتلون مواقع مهمة في صفوف بعض الأحزاب السياسية المغربية، و من ضمنهم أبو بكر القادري و معنينو و مولاي العربي العلوي بحزب الاستقلال و الحبيب الفرقاني بحزب الاتحاد الوطني ثم الاشتراكي للقوات الشعبية بعد انفصاله عن حزب الاستقلال.

وعندما لاحظ علماء الدين بالمغرب صيرورة التهميش التي أصابتهم عقدوا مؤتمرا و أحدثوا رابطة لهم تسعى لإعادة إحياء وظيفتهم في الدعوة و تمكين موقعهم ضمن الوظيفة العمومية. و هكذا شكلت هذه الرابطة جماعة ضغط لها دورها في تحديد الخط الديني للدولة.

لقد تحول دور العالم من دور فاعل إلى دور رمزي استشاري. كما عمل القائمون على الأمور على تقنين حمل صفة العالم بالمغرب، و التي كانت تقرر من طرف الأقران أو بالانحدار من عائلات تقليدية معروفة بعلمائها إلى أن أصبح الوضع في نهاية المطاف يحدده قانون و مؤسسة تراقبها السلطة السياسية (شهادة تمنحها و هي المؤسسة التي كانت سابقا تزود البلاد بأطر الوظائف العليا في القضاء و الوظائف المخزنية). و كان ذلك قبل إحداث دار الحديث الحسنية بالرباط سنة 1964 على إثر القطيعة بين القصر و الحركة الوطنية آنذاك. و هي مؤسسة ألحقت بإدارة تكوين الأطر. و بعد ذلك تم تأسيس المجلس الأعلى للعلماء الذي يترأسه الملك و المجالس العلمية الجهوية و يختص كذلك الملك بتعيين أعضائها، و لهذه المجالس دور في مراقبة و تعيين خطباء المساجد.

و هكذا ذهب المسار في اتجاه تضييق مجال العمل أمام العلماء بالمغرب بعد أن تأكدت مراقبتهم عبر تحديد اختصاصاتهم و التحكم في مؤسساتهم تحكما حديديا.

و مع حلول سبعينات القرن الماضي عرف المد اليساري بالمغرب تصاعدا غير مسبوق، و في إطار الاستراتيجية المبلورة لمواجهته و التصدي إليه تم خلق شعبة الدراسات الإسلامية بكليات الآداب و العلوم الانسانية. و هذا التعليم اختلف نهجه عن نهج المؤسسات الدينية التقليدية ، إلا أن مريديه لم يتمكنوا من الحصول على صفة عالم كما هي متعارف عليها بالمغرب. و لعل هذا التعليم ساهم في تكوين قاعدة من الشباب دعاة الإسلام عبر النضال الجمعوي و عبر تنشيط بعض المساجد، لاسيما تلك الممولة من طرف المحسنين. و هكذا عرفت الساحة أناسا أضحوا ينافسون العلماء الرسميين في مهمتهم الأساسية. و قد أدت هذه الصيرورة إلى بروز علماء مستقلين متحررين من هيمنة المخزن. و هكذا ظهرت بالمغرب بوادر نخبة دينية تسعى إلى تجديد وظيفة العالم و وضعه و موقعه داخل المجتمع المغربي.

و كانت هذه نتيجة طبيعية للسياسة الدينية للدولة بالمغرب، التي عملت بالأساس على تقليص دور و وظيفة العلماء و تدجينهم إلى أن أضحوا كليا على هامش الحركية التي يعرفها المجتمع المغربي./.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- فعل الترجمة فعل إنساني و كوني
- التعليمات الشفوية تستهدف مركز ابن خلدون بالرباط
- الحرس الجامعي يراكم التنديدات بالمغرب
- على العرب إعادة قراءة تاريخ الاقتصاد
- الاقتصاد و المخزن بالمغرب
- الفنان محمد القاسمي الفيلسوف الصامت
- من فضائح القائمين على الأمور بالمغرب هل سيبدأ مسلسل كشف الفض ...
- حصار الفنان الفكاهي أحمد السنوسي حلقة من حلقات تضييق الخناق ...
- لازال علي المرابط خلف الأسوار الرمادية العالية و وراء القضبا ...
- هل المسألة الأمنية تعد من الأولويات بالمغرب؟
- -الإهانة في زمن الميغا- أمبريالية- للمهدي المنجرة في طبعتها ...
- داء فقدان المناعة (السيدا أو الأيدز) بالمغرب
- صناعة القرار السياسي بالمغرب
- الحوار المتمدن طوقت نفسها بحتمية الاستمرارية
- المغرب و الجزائر الى متى التنافر؟


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - النخبة الدينية بالمغرب