أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - كل عام والعراق بخير














المزيد.....

كل عام والعراق بخير


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 03:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بحلول اليوم الأخير من العام 2003 وبدء السنة الميلادية 2004 يكون الطاغية العراقي قد ازيح عن أعناق العراقيين بعد أن كان  يمتص دمائهم ويعيش على قوتهم ويحرمهم الماء والهواء والفرح  ، دهراً  مضى كان الهواء العراقي فيه  فاسداً والماء العراقي ملوثاً والحياة العراقية مربكة ومات الفرح حين صار أسوداً  كله بفعل الطاغية الذي أنتشرت له أيادي ورؤوس وأذرع أكثر مما يمتلك العنكبوت أو الأخطبوط .
كان الطاغية يضحك كثيراً في نهاية العام 2002 ويحتفل بأنخاب من الويسكي المخلوط بفرح غامر وسط بهجة النصر على الشعب المذبوح في حشد من الراقصات والراقصين وبهجة الألوان الزاهية  والهدايا وزهو العظمة وغطرسة العقل الذي تتلبسه نوازع مريضة  لايخطر في باله أن يخذله الله ، واضعاً كل ثقته في مراكز وقوى أستطاع أن يتواصل معها ويغدق عليها فأوعدته أنها ستقف عائقاً دون حصول شيء لسلطته .
السلطة كانت الهاجس الذي يتلاحق مع الشهيق والزفير فالعراق أستحال من جمهورية الى مملكة بل الى أمبراطورية لها سلطان أبدي لن ترفعه كل شياطين الأرض فقد عقد معها هدنه ونشر أذرع الاخطبوط فوق رقاب الناس ، وأوصل عطاياه بأيادي العنكبوت الى ممثلين وممثلات وراقصين وراقصات ومهرجين ومهرجات وصحافيين وصحافيات ومبتذلين ومبتذلات ، وجند لخدمته من أبدى استعداده لبيع ضميره وعقله ومبادئه وقيمه وأهله مقابل دراهم معدودة ، وأستمر في ايهامهم بأستمرار العطاء مهما صارت الظروف فالمال وفير والمراكز التي تدفع متعددة وكثيرة ومتنوعة ومتوزعة في بلدان الله .
 (( وسنة حلوة يجميل )) ومضى العام العتيق 2002 ليحل العام الجديد والسعيد 2003 يطل معه الكافيار وروائح العبق الفرنسي التي لايعرفها الا على أصابع اليد في العالم وعلى أساور الماس والأطقم المرسلة من باريس وأربطة العنق التي يكفي ثمنها لأطعام عشيرة عراقية وأحذية من أرقى الجلود الفرنسية والأيطالية لم يجد فسحة من الزمن لتدشينها كلها فباتت مرصوفة في الدواليب الرئاسية .
وصفوف من ( سيجار هافانا الكوبي ) الخاص لم تزل مغلفة لم تلمسها يد بصناديقها المذهبة والموشاة بخاتم الرئاسة العراقية والنسر العربي .
مضى العام 2003 وعلى أمل أن يحل عيد الميلاد الذي يجبر فيه أهل العراق على الرقص فوق جراحهم وعلى جثث أولادهم والضحك في الزمن المر والأبتسام وهم جياع في الثامن والعشرين من نيسان من كل عام عيد الميلاد الميمون لميلاد فارس الأمة وبطل الزمان وقائد النصر على عدونا (( وهلله ياصقر البيدة )) .
ولم تكن الرياح بما تشتهي السفن ، ولم تكن الوعود التي أغدقها الزناة في محلها ، ولم تكن الأجساد التي تبرعت أن تكون دروعاً بشرية صادقة فقد تبخرت ، ولم يكن شيوخ العشائر العرب الذين فتلوا شواربهم بعد أن قبضوا فبان الدسم على وجوههم قد كانوا رجالاً وقاتلوا لصالح الطاغية ، ولم يكن القادة الذين طالما أحتقرهم وأستخف بهم ليصير نائب العريف من أهله وزيراً لهم أو المتخلف عن الخدمة من أولاده مسؤولاً عن أمن البلاد فخذلوه وكانت فرصتهم ، ولم يكن ماتجمع له من أعداد الجهاز الحزبي من الملايين سوى أن يتبخر مثل السحاب ، ولم تكن الحماية الخاصة الا أن تتراجع رويداً رويداً تتخلى حتى عن ملابسها الداخلية وتنزع سلاحها وتختفي في الجحور ، فماذا يتبقى للرئيس غير الجحور .
(( ولم يردد أحد هلله ياصقر البيدة )) ولم يسمع دبكة الجميلات ولم تتسع له عدسات قنوات التلفزيون ولازاره الوزراء وأعضاء القيادات القومية والقطرية والجيش ، أين صار كل هؤلاء الم يعرفوا أن عليهم أن يحضروا للتهنئة بعيد الميلاد ؟؟
ولكن السعي محموم للقبض عليه فأين يعطي الوجه فهذه أيران من الشرق ، وتلك الكويت وآخ من الكويت ، ومعها السعودية وحتى الأردن لايمكن الوثوق بها أو الوصول اليها ، ومن يضمن أن سورية لاتقم بتسليمه ، والأكراد لايقطعون الطريق عليه الى تركيا أنما يقطعون الماء والهواء والحياة فقد أكل اعمارهم ونهش مستقبلهم ودمر طبيعتهم وأباد قراهم وزرعهم بالكيمياوي ولم ينتهوا ، فأين المصير لاشمال ولاجنوب ولاشرق ولاغرب  ؟
فليكن جحر العوجة والدور ... وسنة حلوة ياجميل .
فليحتفل ومعه اثنان من خدمه الذين لم يكن لهم خيار بالبقاء معه فوقعوا ضحية الصدفة التي جعلتهم ضحايا مرتين فصفقوا له ورقص له أحدهم وأبتسم الرئيس وأوعده بأنه سيمنحه وكاد أن يقرر لولا أن قطع عليهم صوت سيارة قادمة يلح عليه أن يدخل حفرة العنكبوت .
انقضى الليل ولم يتم الأحتفال وعلى أمل أن يتم الأحتفال سوية وبشكل واسع في نهاية العام 2003 ، وتأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فيتم القبض عليه بحال يسر العدو والصديق ويتغلب على الصحاف في دجله ومزاعمه عن البطولة الفارغة والأدعاء بالشجاعة والمقاومة ليسلم حاله بلحيته وشكله المقرف وسلاحه الذي كان يكرر القول أن سلاح الأنسان شرفه ومتى سلمه يسلم شرفه وعرضه وأهله .
وسنة حلوة يجميل وكل عام والعراق بألف خير .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة
- بيان بأعتزال الكتابة مؤقتاً في مواقع الأنترنيت
- نقد أماراتي لأداء وسائل الأعلام العربية
- ماذا يريد مجلس الحكم من قناة ( العربية ) ؟
- الخلاف والأختلاف
- الناصرية .. شجرة لكنها عبقة وأصيلة
- ضرورة قانون لأيجار العقار يحل مشكلة الأيجار في العراق
- صرخة عراقية
- سيادة العراق


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - كل عام والعراق بخير