أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - فضائية سورية لمن؟














المزيد.....

فضائية سورية لمن؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2255 - 2008 / 4 / 18 - 11:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أطلقت جبهة الخلاص الوطني في سورية, نبأ إنشاء فضائية سورية جديدة, تتوجه في خطابها إلى الشعب السوري, حسبما ورد على لسان أكثر من قيادي في جبهة الخلاص, على رأسهم السيد عبد الحليم خدام, في تصريحه الأخير لموقع إسلام أون لاين:" إن إطلاق فضائية جبهة الخلاص يأتي في سياق مساعي الجبهة لحشد المواطنين السوريين المقموعين في صفها, وتنظيم صفوفهم للحظة قريبة ستأتي يتم فيها الإطاحة بالنظام السوري."إلى هنا انتهى قول السيد خدام.
الأمر الذي استوقفني في مقابلة السيد خدام مجموعة من الملاحظات لا بد من طرحها, وتعبر بحد ذاتها عن موقف شخصي لمواطن سوري مستقل.
كنت أتمنى من القائمين على الجبهة أن يحمل إعلانهم عن الفضائية صفة أكثر شمولية لا تنحصر في جبهة الخلاص فقط, وإنما توسع إطارها ليمثل ويحتضن المعارضة السورية كلها, حتى لو حظيت جبهة الخلاص بالدور الأكبر في إطلاقها ,وباعتقادي أن الفارق كبير بين الاحتضان والقيادة , لما لهذا من حساسية تخص وضع المعارضة السورية. مع شكرنا وتقديرنا الكبير لكل من بذل جهداً أو مساهمة كي يرى هذا العمل النور, والذي يعتبر نافذة مهمة للتعبير يحتاجها المواطن السوري كما المعارضة التي تعيش الانغلاق وسلطة القمع المطبق على أنفاسها, ومن باب التذكير: فإنني أتمنى أن يساهم في معظم حواراتها السياسية التي ستنطلق على شاشتها مسؤولون من داخل النظام السوري, لأن الغاية بحد ذاتها هي الوصول لسورية الديمقراطية, والتي لا يمكن بناءها بإمكانات تنحصر في طرف واحد من أطراف معارضتها, سواء كان حزبا أو تجمعا أو شخصا, بل تحتاج إلى تكثيف جميع الجهود بما فيها جهود الخيرين من داخل النظام لأن المعارضة لا تعادي أبناء الوطن المخلصين والحريصين على نقله نحو الحرية والديمقراطية, وتتركز جهودها على تغيير جملة من علاقات القوى والسياسة والاقتصاد والثقافة والقيم. ولتكون الأمور أكثر وضوحاً وشفافية, وكوني ممن يشجعون على قيام مثل هذا المنبر الإعلامي, أرى أنه من دواعي الواجب الوطني إبداء ملاحظات لابد منها:
أولا- من الواضح للعيان أن قوى المعارضة في الداخل لا تستطيع أن تحمل وتتحمل موقفا سياسيا يقضي بالسماح لكوادرها في الخارج العمل والتعاون مع هذه الفضائية,لأنه لم يعد خافيا على أحد أن من أهم أسباب القمع والملاحقة التي تطال المعارضة محاولة النظام سد منافذ التعاون والتواصل أو إن جاز التعبير تحول المعارضة لقوسٍ واحدة تتمثل فيها كل ألوان الطيف المعارض, هذا جانب مهم لكنه لا يدفعنا أن ننسى خطورة الموقف الذي يمكن أن يتعرض له كل من يتعاطى مع جبهة الخلاص من معارضة الداخل.
لهذا كان من الأجدى أن تحمل المعارضة السورية ككل صوت وصورة هذه القناة دون أن تنحصر بجبهة الخلاص فقط.
ثانيا- كما يفترض أن يترك هامشا واضحا لمن يرغب بالعمل في الفضائية بوصفه عضوا في الجبهة, أو من يريد العمل بوصفه عملا معارضا من جهة واحترافيا من جهة أخرى, بمعنى ليس كل من يعمل داخل هذه الفضائية عليه أن يكون محسوبا على جبهة الخلاص, هذه النقطة بالذات جعلتني ألمس أن المشرفين على المحطة يتعاملون معها بإيجابية كبيرة, وبمرونة عالية حتى اللحظة, ولكنها أيضا تتطلب من الآخرين في صفوف المعارضة تفهما للوضعية الخاصة التي تنطلق منها هذه الفضائية, وأنها الأمل الأخير لبث وإيصال رسالة المعارضة السورية, هذه الرسالة السلمية التي لا تبحث عن قتل الناطور بل عن العنب, وهو سورية الحرة الديمقراطية لكل أبنائها.
ثالثا- من الواجب أن يقوم خطاب القناة على كونه خطاباً مؤسساً على التسامح والمصالحة بين أبناء الشعب الواحد, وبث روح الانتماء لسورية جديدة تصون كرامة مواطنيها من دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو الدين أو الطائفة.
رابعا- في إحدى النقاشات التي جرت حول الفضائية, وجه البعض ملاحظات مفادها:" أن جبهة الخلاص تريد من قوى المعارضة السورية في الداخل أن تتحمل قمع النظام وبطشه كرمى لعيون جبهة الخلاص بينما ينعم أعضاؤها بحريتهم في شتى أصقاع العالم, وخاصة الغربي منه ومن دون أمل جدي في التغيير هذا من جهة, ومن جهة أخرى , يسعى خطاب جبهة الخلاص لتجيير العمل المعارض لصالح تصدرها الواجهة, هذه ملاحظة ما كان ولا يجب أن تغيب عن كل الطيف السياسي المعارض في الخارج. ومن حق معارضة الداخل أن تتجنب القمع السافر عبر تكتيكات شتى, وإذا لم تستطع جبهة الخلاص تفهم هذا الأمر والتعاطي معه بمرونة عالية, فإننا سنكون أمام مأزق شقاقي جديد, كما أن هذه الملاحظة نفسها تستدعي من قوى المعارضة في الداخل ألا تحارب هذا العمل لا من الداخل ولا من خلال كوادرها في الخارج.
خامسا- حسب معلوماتي البسيطة, فان هذه الفضائية لن تكون لآل خدام كما يشيع البعض! وأعتقد أنه حتى الأمانة العامة لجبهة الخلاص لن ترضى بهذا الأمر.
سادسا- هناك ملاحظة تقنية قمعية تواجه العمل: كيف سيتمكن أي معارض في الداخل من التواصل مع هذه الفضائية, ويتحمل سجنا ربما يمتد لسنوات من أجل مقابلة هاتفية مع برنامج ما من برامج هذه المحطة? وكيف سيحل القائمون على المحطة هذه المعضلة, لأن من حق أي معارض أن يضع في الحسبان إمكانية تعرضه للاعتقال والسجن.
أعتقد أن الأمر يجب أن يظل مفتوحاً على نقاش أكثر وضوحاً وصراحة للوصول إلى الصيغة الأكثر تناسباً لإطلاق هذا العمل.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟
- الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.
- العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي
- جرائم الشرف ثقافة المشهد.
- حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟
- الاعتقال والتخوين تعبير عن ميزان قوى.
- فسحة بين إقصائين.سماح إدريس وفخري كريم.
- الليبرالية والمشروع الأمريكي، فك ارتباط أم التصاق آني؟
- إنه العار المطلق!
- إعلان دمشق في ميزان ذو كفة واحدة!
- على الحكومة اللبنانية تسليم سلاحها إلى حزب الله.
- العقلانية واللاعقلانية، هل السلطة حيادية؟
- أغنياء سورية، رفقا بها. إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه.


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - فضائية سورية لمن؟