أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الشهابى - الوهم الكبير...















المزيد.....

الوهم الكبير...


محمد الشهابى

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى بعض الأحيان يعيش الإنسان منا أسيرا لإعتقاد ما يملأ عليه حياته ويغلفها بغلاف سميك لايستطيع إختراقه حتى أقوى الأسلحة الحديثة لأنه ببساطة ليس شيئا ماديا يمكن التغلب عليه أوحتى إبادته بل هو شيء معنوى غير ملموس ولد ونما وترعرع فى بيئة مناسبة حتى أصبح محركا ومسيطرا على العقل وبالتالى إستطاع السيطرة على كل المقدرات
ولكن ماذا لو كان هذا الإعتقاد خاطئا ؟
الإجابة ستصبح أليمة على النفس لأنها ستتحول لكابوس مزعج يؤرق صاحبه كلما تذكر ماكان يعيش فيه من وهم كبير ولكن هل يتوقف الأمر عند هذا الحد أم أنه سيمتد لينال أشخاص آخرين؟
الأمرسيتحول بكل تأكيد إلى مأساة حقيقية لما لذلك من تأثير رهيب على الحياة ويتوقف تأثير هذا الإعتقاد على عوامل كثيرة أهمها على الإطلاق هو أهمية هذا الشخص فى المجتمع الذى يعيش فيه ومدى تأثيره فيمن حوله ثم يأتى بعد ذلك الأحداث أو رد الفعل المضاد الذى تم إتخاذه من هذا الشخص أو هؤلاء الأفراد الذين تأثروا بهذا الإعتقاد المترتب على هذا الوهم
حتى الآن وبالرغم من كل ماسبق فقد يبدو الأمر عاديا وذلك لمحدودية التأثير لهذا الشخص ولكن خطورة الموقف تكمن كما سبق وأشرنا فى
من هو هذا الشخص؟
ولنضرب مثالا على ذلك لنستطيع إستيعاب الموضوع ببساطة شديدة
هب أنك تسكن فى أحد الأحياء مع أسرتك ويسكن فى هذا الحى أحد الأشخاص الذى يقطع عليك طريقك أثناء ذهابك وإيابك بل ويتمادى فى طغيانه ويفرض عليك الإتاوات والبلطجة ويهينك أمام أسرتك وأولادك ويتفنن فى إذلالك وإرهابك بأن يفرض على نفسه الهاله العظيمة التى تبث فى نفوس الجميع الرعب من مجرد ذكر إسمه وبدأت تتعايش مع هذا الواقع المرير بخنوع وتهيأ نفسك لمزيد من الإهانة لجبنك الشديد على مواجهته وإختيارك للإنقياد له وتبعيته مهما كلفك الأمر من إهانات وذل وإنكسار
وبعد فترة طويلة من الزمن يستيقظ أهل الحى على فتى صغير يمسك بتلابيب هذا المارد ويكيل له اللكمات ويهرب من أمامه هذا الشبح بعد أن أصبح بطلا من ورق ويكتشف الجميع أن هذا المارد الجبار ماهو إلا أطلال لفتوة سابق لم يبقى منه إلا صوتا عاليا ولسانا بذيئا لكل من يخالفه ولا يستجيب لأوامره
ما أصعبها من لحظة على نفسك وأنت ترى هذا الفتى الصغير وقد كان من الشجاعة التى مكنته من مواجهة هذه الأسطورة البالية وإستطاع أن يكشفها على حقيقتها ولك أن تتخيل ماستكون عليه أمام أفراد أسرتك فى هذه الحالة
مابالك لووضعناهذا المثال المؤلم تحت عدسة مكبرة ونظرنا للأمر بصورة أكبر وتخيلنا لو إنطبق هذا الأمر على أحد رؤساء أو لنقل جميع رؤساء دول العالم الثالث وهم يستيقظون على أحداث الحادى عشر من سبتمبر والجميع يشاهد على محطات التليفزيون هذا الشبح وهذه الأسطورة تتهاوى أمام أعيننا ونكاد جميعا لا نصدق مانرى رئيس أمريكا يهرب كالفأر المذعور وهو يرى قطا مخيفا يهاجمه بلا رحمة ولا هواده وهو من هو فيختبأ فى جحر صغير خوفا من البطش والتنكيل به ولكن الفارق الرئيسى بين المثال الذى ذكرناه وبين ماحدث فى الواقع هو أن هذا الفأر خرج من مخبأه وبدلا من أن يعرف حجمه الحقيقى ويتوب عما إرتكبه من حماقات وجد كل الدعم ممن حوله ليعيد عهد الذل والهوان من جديد وكأنما أدمن العالم على الإنقياد لمغامرات هذا الفأر الأخرق الذى لا يحسن تقدير الأمور والتبعات
ولكن
على من يقع اللوم ؟
وينطبق عليه المثل الشعبى يافرعون مين فرعنك؟
أذكر هنا هذا المثل الصارخ فى حين أنه يوجد فى ذاكرة التاريخ الأمثلة الكثيرة التى تنطبق على هذا الضعف والجبن والخضوع والخنوع من حكامنا
ولكنى لا أود ذكر هذه الأمثلة لما يصيبنى من غثيان وأنا أرى مقدراتنا بأيدى هزيلة وضعيفة وليس أدل على ذلك مما حدث فى السادس من أكتوبر 1973 حينما قضى الجيش العربى على أسطورة جيش إسرائيل الذى لا يقهر ولقنه درسا لن ينساه ثم بعد ذلك رأينا المهادنة لهذا العدو المهزوم الذى لم يكن فى حاجة إلا لضربة قاضية وهو يترنح على الحلبة لننهى تماما على أسطورته التى كثيرا ما تغنى وتشدق بها ولكن كيف يتم ذلك ؟ والفيلم الدرامى لم يريد أن ينهيه المخرج عند هذا الحد بل أعطاه مزيدا من التطويل و المط الزائد عن الحد مما جعله يخرج عن مضمونه وتنفلت بعد ذلك الخيوط من يديه فلا يستطيع أن ينهيه النهاية السعيدة التى طالما حلم بها الجمهور العربى من المحيط إلى الخليج
ثم كانت التراجيديا حينما إستمرت هذه الأسطورة فى طغيانها وأفاقت فى الإستراحة بعد جولة السادس من أكتوبر ثم بدأت تعيد ترتيب أوراقها من جديد وأخذت فى إتباع الأساليب الشيطانية التى ستمكنها من إفتراس الضحية ولكن بطريقة مختلفة بإتباع نظرية الإستعمار القديمة الجديدة فرق تسد وبكل أسف نجحت فيما خططت له فقسمت الدول العربية إلى أحزاب بل إلى دمى تلعب بها كيفما تشاء تستخدم أقذر الأساليب التى إستحدثتها بالتعاون مع حليفها الرئيسى والأب الشرعى لهذا الكيان الغاصب وهو أمريكا حيث إستخدمت العرب بعضهم لضرب البعض الآخر ليظهر للجميع مدى الإنقسام فى الصف العربى وبات الموقف العربى أضعف بل وأسوأ من أى وقت مضى
وبالرغم من كل ذلك جاء الجيل الجديد الذى لم يرى هذه الأسطورة بل شب ووعى على مناظر ومشاهد تبعث التفاؤل والأمل فى المستقبل حيث نشأجيل جديد وهو يرى الجندى الإسرائيلى يحتمى داخل دبابته من حجارة أطفال لا يملكون سواها ولكن تأثيرها كان أقوى من القنابل والصواريخ هذا المشهد ومشاهد أخرى كثيرة رسخت فى وجدان هذا الجيل
أما كذب وإدعاء هذا العدوان فقد إستطاع هذا الجيل فى حبس هذا الوهم المتمثل فى الخوف من هذا العدو داخل النفوس الجبانة والضعيفة التى أصبحت تستمتع بهذا الذل وهذا الإنكسار ممن أدمنوا الخنوع والخضوع لهذا الوهم الكبير
وبالرغم من أن هذا الجيل المهزوم مازال يتشبث بالسلطة ويمتلك الأبواق التى تبشر له بأنه صاحب الخبرة والحنكة التى ستمكنه من إعادة الأمور إلى نصابها ويقاتل بكل شراسة فى سبيل المحافظة على هذا الوضع إلا أن الأمل فى بزوغ الفجر الجديد مازال قائما فكما كان ت حرب السادس من أكتوبر الفرصة الذهبية للإجهاز على هذا ه الأسطورة ولم يستطيع هذا الجيل المنهزم من إستغلالها فإن الأمل موجود لا محالة فى ظل المقاومة العربية الباسلة فى كل أرجاء وطننا الحبيب حيث كانت بادرة هذا الأمل فى هزيمة هذا العدو الجبان فى لبنان وإنسحابه
من جنوب لبنان ثم أراد هذا العدوان الغاصب أن يثأر لهذه الهزيمة حينما قررت إسرائيل معاودة غزو لبنان لمحو آثار هزيمتها إلا أنها زادت الطين بلة وإنهزمت شر هزيمة وهاهى أمريكا تتلقى الضربات الموجعة فى كل مكان ولم يتبقى إلا أن نفيق لنقضى تماما على هذه الأسطورة الكاذبة
وإلى أن نصحو من هذا النعاس الطويل وتأخذنا الحمية والغيرة على كرامتنا المهدرة بواسطة حكوماتنا ستظل المقاومة العربية فى كل مكان هى الأمل الذى يبدو من بعيد لبزوع هذا الفجر الجديد الذى طال إنتظاره ليرجع لنا الماضى التليد ويبدأ عصر جديد يعم فيه العدل والرخاء أرجاء هذا العالم حينما نكون نحن فى المكانة والمرتبة التى تتناسب مع مقوماتنا الطبيعية التى تؤهلنا لحكم هذا العالم بالعدل وطبقا للمعتقدات السامية التى نؤمن بها ونجعلها نبراسا ينير لنا الطريق حتى لا تنزلق أقدامنا من جديدة ونسقط فى الهوة السحيقة التى مازلنا نتقوقع بداخلها..



#محمد_الشهابى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلا بأم المعارك...
- إلى دعاة تحرير المرأة... دعوة للإطلاع
- حوار هادىء مع .. بهائية مصرية !!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الشهابى - الوهم الكبير...