أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية















المزيد.....

الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 03:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد الهزيمة التي منيت بها الأحزاب الشمولية حصل اصطفاف جديد في صفوف المثقفين العراقيين فالغالبية منهم أعلنت موقفها الرافض للأفكار الشمولية وبادرت إلى فضح تجاوزاتها على المجتمع والمثقف، إما الأقلية أسيرة الأفكار المتحجرة فوجدت فرصتها لتعويض مركب النقص الذي تعاني منه لتحتل مواقع متقدمة في تلك الواجهات السياسية الشمولية.
ولم تخفِ عداءها للمثقف المستقل وحسب، بل غيرت من وجهة حرابها مع السلطة المبادة إلى مواجهة المثقف المستقل الرافض لنهجها وأسلوبها في الهيمنة والتسلط. واتخذ ذاك العداء أوجه متعددة منها: التهميش والإلغاء وتشويه السمعة والتشكيك والإساءة والتهديد..وغيرها من الأساليب (القذرة) التي تجيدها تلك الواجهات السياسية.
ويرى ((كريم الأسدي)) أن الأحزاب العراقية ردت على المثقف المستقل طوعاً والوحيد باختياره، فعزلته وحاربت نشاطه الفكري وقاطعت مشاركته ومنعت (إن تمكنت من هذا) نصوصه من النشر وصوته من الوصول إلى أذان وقلوب الجمهور ثم زادت هذا الحد إلى قيادتها حملات لتشويه سمعة المثقف  والتشكيك لنزاهته وشخصيته وأغراضه عبر إجراءات وضيعة ولا أخلاقية برزت الأحزاب السياسية العراقية في إتقانها كتعويض لها عن الفشل الذي منيت به على الساحتين السياسية والاجتماعية خصوصاً.  
ومن المفترض بالإنسان السوي أن يكتسب من تجارب الآخرين لإغناء تجربته، في حين أن الإنسان الغبي يبقى أسير منطلقاته الفكرية البالية ويعمل على الدفاع عنها بغية المحافظة على ذاته المتحجرة كونه غير قادر على استيعاب النهضة الفكرية الجديدة في العالم.
فالمنفى وفر الفرص الكبيرة من أجل تطوير الذات من خلال التعاطي والاكتساب من تجارب الآخرين في الديمقراطية، وكان نصيب المثقف السوي من هذا الاكتساب كبيراً، وبالمقابل فأن (إنسان الحزب) الجاهل لم يزيد إلا جهلاً كونه يخضع لآليات غير قابلة للتجديد والاكتساب.
ويعتقد ((جنان جاسم حلاوي)) لم يجد المثقف العراقي متنفساً إلا في المنفى، الآن صار خارج السور فعلاً، بات وهج الحرية أقوى بالتالي تركت جمهرة واسعة من المثقفين القمام الأيديولوجية الديماغوجية والتابوات الفكرية والأغلال الحزبية والإعلامية لحظة مغادرة العراق وتلك بعض منافع المنفى.
أن أغلب الحزبين لا يعرف من الثقافة شيئاً ولا يكترث لها، بل يمقتها معتبراً أن المثقفين مجرد برجوازيين صغار.
والإشكالية الأساس لا تنطوي فقط على (إنسان الحزب) بل على منطلقات هذا الحزب وقيادته التي تعتقد أن لها حق الوصاية على كل عراقي يدين بولائه للوطن، لأن أوهامها جعلتها تعتقد أنها تمثل الشعب بكامله.
لذا فأنها تجد في الولاء للوطن بالضرورة أن يكون ولاءاً لها!! فهي التي تمنح شهادات (الوطنية) لمن تشاء وتحجبها عن من تشاء!!.
والحقيقية أنها أحزاب خربة فات عليها الزمن، تعيش على أوهام كاذبة اخترعتها فصدقتها وباتت تمارسها، ويثير استغرابها استهزاء الآخرين بها!!. وأكثر ما يرهبها أن يمارس مثقفاً التعبير عن رأيه بها ويفضح سترها وجهلها بشؤون السياسة والمجتمع.
ويجد ((شاكر الحاج مخلف)) أن كاتباً وطنياً مستقلاً يستطيع بجدارة وكفاءة كبيرة أن يهزم أحزاباً خربة كاذبة عميلة، وكذلك نظام الحكم السلطوي في بلاده، عندما ينجز للثقافة نتاجاً مغايراً يرى الشعب فيه مرجل الدعوة الوطنية التي تنادي بالتغير والطوفان.
وهذا التطاول الذي تمارسه الأحزاب الشمولية على المثقف، لا يعود إلى دورها (المميز) على الساحة السياسية كما يعتقد!! وإنما يعود إلى صوت المثقف الذي بدأ يتلاشى أمام جعجعة صوت (إنسان الحزب) الذي يستخدم آليات المافيا لإسكات الأصوات المضادة!!.
وبهذا فأن المثقف يتحمل مسؤولية عدم المواجهة مع تلك الكائنات الزاحفة والمتسلقة التي تعمل على فرض سطوتها، وملء الفراغ الذي تركه المثقف في الساحة السياسية حيث وجدت فرصتها للادعاء بتمثيلها المثقف العراقي.  
ويعتقد ((إبراهيم أحمد)) أن صوت المثقف قد ضاع في وسط جعجعة الخطب السياسية، ومن المؤسف أننا رضينا كمثقفين أن يعبر عن الحقيقية أو الحالة مثقف سياسي أفقدته الموضوعية، المصلحة الحزبية أو الهوى السياسي الجامح المصمم وفق الرغبات والأماني لا وفق الممكنات والضرورات، والدقة الرياضية.
وتستمد تلك الكائنات الزاحفة والمتسلقة سطوتها من التنظيم الحزبي لمواجهة المثقف (الفرد) غير المنضوي لمؤسسة تدافع عنه، فبمجرد أن تعلن تلك الكائنات حربها ضد مثقف مستقل في مكان ما حتى تهب جموع الكائنات من الزواحف في أماكن أخرى لمساندتها، وكأن المثقف (الفرد) بات يهدد كيانها ويحط من مقدساتها وأصنامها.
ففي كل معركة يكاد يخسرها (إنسان الحزب) مع المثقف تجده يرفع (مصاحف القران) كجيش معاوية في (معركة صفين) ليعلن أنه ليس عدواً كي يهزم وأنه يطلب السلام مع المثقفين، وبهذا يحشد جموعاً من أصحاب النيات الحسنة لموقفه كي يستعيد جهازيته لمعركة أخرى يخوضها مع مثقف أخر بعد حين!!.
ومن أهم (مصاحف إنسان الحزب) لتلافي الهزيمة مع المثقف هي: القضية، والتضحية، والنضال..وغيرها من الشعارات الزائفة التي ذهب ضحيتها خيرة شباب العراق.
ويجد ((فوزي كريم)) لا يملك (إنسان الحزب) أن يتخيل البشرية إلا كتلاً جماهيرية، لا كيانات فردية. وهذه الكتل تأخذ قيمة وجودها كله من مسعاها وأهدافها وعادة ما يكون هذا الهدف والمسعى رمزياً، أو يملك طاقة الرمز ولكي يهل تقديسه، ينتزعها من مجرى الزمن الدافئ ويلقيها في رقدة الخلود البارد.
لذلك يبقى (إنسان الحزب) مفعماً بالآمال حتى لو سحق نصف البشرية، مادام (البطل-المناضل) يتوج صفحة الغيب. حتى لو هتك الناس والطبيعة ما دامت (فكرة الوطن) معافاة وحبلى بالآمال. حتى لو توقفت أنفاس الحياة ما دامت (الراية) خفاقة بالأفق.
شاعر الحزب ينظر من داخل غرفته المحصنة بالآمال والعافية، ومن تحت رايته الصامدة كعقيدته إلى إنسان المحنة هذا، فيحشره: ملعوناً، تاريخياً، عرضة للحياة، خائناً للمقدس داخل قصيدته الجاهزة بديلاً عن (البطل-المناضل) الذي وضع صورته مبتسمة على الجدار، أنه شاعر الآمال، وينتظر أن تزول ساعة مغيب أبن أدم لتطلع عليه ساعة مشرق (البطل-المناضل).
إن موت الإنسان وموت آلاف الناس بالقمع والقتل ليس إلا عرضاً تاريخياً في المسعى الكبير إلى الهدف (إنسان الحزب) يؤكد لنفسه دائماً: ألم نقدم أنفسنا قرباناً على مذبح القضية؟ ألم ننشد: نموت ويحيا الوطن؟ إن التضحية بالإنسان هي أولى استعدادات (إنسان الحزب) وقد يتنازل فيما بعد، للتضحية (بالطبيعية) ولكنه لن يتنازل مطلقاً عن (الأفكار المجردة) وعن (الرموز والإشارات) المقدسة.
وأخيراً، نعتقد أن معركة المثقف مع تلك الكائنات من الزواحف لا تحسم بسلاح القلم فقط الذي يجيده المثقف ، وإنما يتوجب على المثقف أن يجيد استخدام (حذاءه) مع تلك الكائنات التي تسعى للهيمنة والتسلط والإساءة للمثقف العراقي!!.
ستوكهولم بتاريخ 30/12/200.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيون ومواقف!!
- رؤية في السلطات وأحزاب المعارضة في الوطن العربي!!
- المثقفون العلمانيون بين الحزبية والاستقلالية!!.
- موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي
- دور المرأة في حياة الأديب ( غابريل ماركيز نموذجاً)!!؛
- اختلاف مفردات اللغة وآليات الحوار بين السياسي والمثقف!!.
- مساهمة موقع الحوار المتمدن من وإلى أين خلال عام من التجربة!!
- رؤية في الأدب الملتزم وغير الملتزم
- مقتطفات من مسيرة المثقف العراقي في الساحة السياسية!!
- الحكام العرب وديناصورات الأحزاب السياسية بين الحقيقة والواقع ...
- المثقف والسلطة
- الناقد والنقد الأدبي
- المنظومات الشمولية وصراعها مع المثقفين
- المرجعيات السياسية والثقافية في الوطن العربي بين الحقيقة وال ...
- إشكالية المثقف والسياسي
- الأدب الإنساني وموقف الأديب
- حرية الإبداع في النظامين الشمولي والديمقراطي
- موقف المثقفون العرب من خطاب السلطة والمجتمع
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد(*)4-4
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد 3-4


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية