أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد المترفي - التعددية الدينية: المفهوم والابعاد














المزيد.....

التعددية الدينية: المفهوم والابعاد


محمد المترفي

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان التعددية بمنظور علم الاجتماع عبارة عن اطار للتفاعل تَظهر فيه المجموعات التي تحترم التسامح مع الآخرين والتعايش المثمر والتفاعل بدون صراع وبدون انصهار. وتعد التعددية من أهم ملامح المجتمعات الحديثة والمجموعات الاجتماعية، وربما تعد مفتاحاً لتقدم العلم والمجتمع والتنمية الاقتصادية.
والتعددية او البلورالية plural كما تسمى ايضا كلمة تعني الكثرة والتعدد والتعددية هي المذهب الذي يميل الى التعدد والكثرة او بحسب اقتراح البعض هو المذهب الذي يتقبل التعدد والكثرة فان هذا المضمون يمثل ترجمة ادق للمصطلح برأي الدكتور عبد العزيز ساشادينا .
في الماضي كان مصطلح البلورالي يطلق على من يعتقد بامكانية تولي الشخص الواحد عدة مناصب في الكنيسة لكنه بصورة تدريجية اخذ يكتسب مضمونا فلسفيا فيما بعد فصار البلورالي يعني الشخص الذي يميل او يرحب بالتعدد والكثرة في أي مجال فكري او ثقافي او سياسي ولم تتأطر البلورالية بالاطار الفلسفي المعرفي الابستمولوجي Epistemology بل تعدته لتبرز كأتجاه في التفكير الانساني له تجلياته وامتدادته في مختلف نواحي الحياة فليست هي أطروحة ذات طابع نظري تجريدي بل أضحت نمطا في الفكر والممارسة .
ويرى الكاتب الايراني عبد الكريم سروش ان المجتمع البلورالي مجتمعا مدنيا غير إيديولوجي لان ادلجة المجتمع تستبطن وجود مرجعيات فكرية وثقافية عليا تعبر بصورة رسمية عن الموقف الفكري او الثقافي للمجتمع وتتكلم باسمه او تفكر عنه فهي توجه تفكير المجتمع _اي تجعله موجها_بدل ان تعبر عنه وتعكسه في ذاتها كنموذج من نماذج فعاليته الثقافية والمجتمع التعددي يتناقض مع هذه الادلجة لانه مبني على مرجعية العقل الجمعي التي لاتؤمن بحصر المرجعية فرديا او فئويا .
ومن هذا تبدو العلاقة اكثر وضوحا بين البلورالية والليبرالية liberalism بما تحمله الاخيرة من مضامين الحرية والوصولية السلمية وو ... فان كلا الاتجاهين يفضيان الى مصب واحد يشتركان فيه من قبيل الحرية والاعتقادية والسياسية والتعايش السلمي بما يحمله من معاني التساهل والتسامح حيث البلورالية فيما فسرت فيه كما في معجم أكسفورد بانها اتجاه يدعو الى تحمل الاخرين والصبر عى وجودهم وابراز التساهل والتسامح معهم وان كان هذا المعنى ليس بالمعنى الوحيد للبلورالية وكأنه تفسير لها بابراز مظاهرها والذي يرجع في الحقيقة الى التساهل والتسامح tolerance والذي تمثل التعددية الارضية الفكرية له .
وتكمن اهمية التعددية وتطبيقها من خلال عدة معطيات منها :
اولا : ان التعددية والاختلافية والتنوع والتكثر حالة واقعية لايمكن تجاهلها فجميع ابناء البشر مختلفين دوما والله سبحانه وتعالى خلق لهم عقول متفاوتة فكل شخص يعتقد بما ورثه عن اباه او اكتسبه بالمعرفة النسبية الحاصلة لاغلب افراد البشر .
ثانيا : الحقيقة النسبية وهو الموضوع الذي جعل من الدكتور الراحل علي الوردي يكرس كل حياته ببحثه ووضعه في طيات مجمل مصنفاته فكل شخص منا يقيس الحقيقة على مسبقات ومعطيات كسبها من البيئة والموروث التراكمي فهو يولد طفلا ولا يكاد يترعرع حتى يبدا الأبوين في تلقينه تعاليمهما التي ورثاها من محيطهما الاجتماعي وبمرور الايام والاشهر والسنين تصبح تلك العادات ذلك المقدس الذي يوضع عليه مئات الخطوط الحمراء والتي لايجوز المساس بها لا من بعيد ولا من قريب وطبعا انه يقيس أي فكرة جديدة او رأي معين على تلك العادات التي اعتقد بها من خلال اللاوعي (العقل الباطن ) فالحقيقة على هذه الرويا هي مجرد مقولات لم نستطع التحرر من قيدوها عبر التاريخ .
الثالث : ان هذا الاختلاف لايمكن ارجاعه الى نظام ديني واحد بل هي بتعبير اخر تعددية اصيلة وليست اعتبارية او بدوية بحيث تقبل الاندماج في بوتقة واحدة كما يميل اليه بعض العرفاء !
الرابع: من خلال النقاط الثلاثة اعلاه لايمكن ان يعم السلام والاستقرار في أي مكان من الارض ان لم يكن هناك تعايش سلمي يعترف الفرد باخيه الاخر فله الحق في الحياة وحرية الاعتقاد والاعتراف الرسمي بهويته .

فحاليا في جمهورية مصر لايمكن الاعتراف الا بالديانات الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية اما باقي الأنسجة والمكونات فعليها ان تسجل انفسها في البطاقة الشخصية على إحدى هذه الديانات وكذلك الامر في بعض الدول الإسلامية فهي تحضر أي نشاط ديني لباقي الأديان بينما نجد الدول الغربية ولست بمقام مدحها تعطي للمسلمين مثلا حرية بناء المساجد والمراكز الإسلامية وممارسة شعاراتها الدينية كذلك ما يخالف التعددية هو القول بحرمة الصلاة خلف من لا ينتمي للمذهب كما هو حاصل فعلا لدى السنة والشيعية ففي قراءة الرسائل العملية نجد ان من شروط امام الجمعة ان يكون اثنى عشري او لدى السنة ان التختم باليسار لان الرافضة (الاثنى عشرية) تتختم باليمين
ان هذه الأمور لا تتناسب مع التطور البشري في جميع الميادين من اعمار وصناعة ونمط تفكير ان تجاوز هذه الحالة امرا ضروريا للحياة المستقرة نسبيا وهذه امثلة اضربها لبيان ان الخلاف وليس الاختلاف وصل الى ابعد الحدود وابسطها كالتختم مثلا فما هو الحالة في المسائل المصيرية يا ترى ؟!!
ان القراءة الرسمية للدين لا تتعدى الرأي الشخصي لذلك المقنن فاي صيغة حقانية لايمكن ان تلتصق بها فباب التعدد والتنوع يبقى مفتوحا ان اول من حاول اغلاق ذلك الباب الشيطان عليه حينما رفض الاعتراف بجنس البشر ورفض السجود علامة بارزة على الاعتراف على التنوع والاختلاف في ميادين الحياة فكان مصيره الخسران المبين فلتتعلم البشرية ولتأخذ العبرة من ذلك المخلوق الذي تحدى الله تعالى باغلاقه باب التنوع والاختلاف فكانت تلك عاقبته قال تعالى
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22
وهناك رأي ان الألسن لا تتجزأ عن العقل فالاختلاف هنا في مكامن العقول .



#محمد_المترفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية بين المفهوم والابعاد


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد المترفي - التعددية الدينية: المفهوم والابعاد