|
فيصل ووفاء
فؤاد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد عنونت مقالي بكل من فيصل ووفاء فقط مع الإحتفاظ بالألقاب والكنى لأنني وفي الأسابيع الماضية سمعت ضجة كبيرة كثر الحديث عنها في الصحف والمجلات وخاصة في عرب تايمز التي نهم على قرائتها بنهم ولعدة مرات في اليوم حتى أصبحت عرب تايمز الشغل الشاغل لنا ولمن ليس لديه شغلة أخرى عن حلقة الإتجاه المعاكس والتي حاولب فيها وفاء سلطان أن تعاكس وتتهجم على مشاعر ملايين المسلمين. وكما هو معروف فإن أبطال هذه القصة المثيرة التي أتت أكلهما خاصة لدى من يتشدقون باسم الحرية والرأي والرأي الآخر في عولمة ديمقراطية مبرمجة هدفها الأول والأخير اللعب بمشاعر وعواطف ومس معتقدات ومقدسات أكثر من مليار وثلاثمائة ألف شخص مسلم والتعرف إلى أي مدى يمكن لقراصنة العالم أن يهينوا هؤلاء المستضعفين وهذا كله ماهو إلا بداية لأفعال إجرامية جديدة بحق المقدسات الإسلامية سوف تتم ترجمتها عمليا في الأشهر أو السنين القادمة وخاصة في القدس المثلومة الحزينة الضائعة بين احتلال لايعرف الرحمة وبين عصابات أصولية أو ليبرالية هدفها إما السرقة والنهب وإما السلطة وبسط ظلال قواعد وتعليمات أكل عليها الزمن وشرب. وكما ذكرت فإن بطلا هذه القنبلة الإعلامية وفيلم الموسم الذي ضاهى أفلام هوليود وحتى مسلسل باب الحاره السوري من ناحيته الدرامية ومسلسل بقعة ضوء من الناحية الكوميدية هما الدكتور فيصل القاسم والدكتوره وفاء سلطان. وعلى الرغم من كل هذه الضجة الإعلامية والغيرة الدينية والإتهامات العبثية المنظمة أحيانا بحق وبدون حق أحيانا أخرى إلا أننى لم أهتم للأمر لأسباب كثيرة منها على سبيل التعداد لاالحصر: ـ كل ماتراه وتسمعه وتقرأه على الإنترنيب وفي الصحافة العربية الرسمية وغير الرسمية ماهو إلا تهجم وتكفير وتخوين للأخر الذي لايشاركك الرأي مهما كان وأينما كان وأنا بالذات سئمت ممن يحتكر الوطنية والدين وفي عصر العولمة الليبرالية التي هي أشد وقعا علينا من السلفية والأصولية لأننا شعوب تعودت على التبجح بالكلمة وبتنا ملوك الإستعارة والسرقة الفكرية والأدبية وإذا لم تصدقوا كلامي فاسألوا مقدم البرنامج الذي وكما سمعنا على ذمة عرب تايمز التي حاولت أن تمسح الأرض به لسرقته مقالا منها ونشره باسمه ولم يعرفوا بأنه مالجرح بميت إيلام. ـ إن الحياة في الغرب شاقة أكثر مما هو عليه الحال في بلادنا حتى لو اختلفت من الناحية التكتيكية لذلك فإنه من المستحيل على الشخص أن يضيع أوقاته كثيرا في سماع الذم والقدح و التشهير. المهم أنني لم أهتم بهذا الموضوع ولم أكلف نفسي الخوض فيه حتى البارحة حيث حصلت معي قصة قصيرة بالصدفة. القصة ببساطه أنني أردت أن أتفرج في الإنترنيت على بعض المقاطع الكوميديه السوريه للضحك وللتغلب شيئا ما على إحساس الغربة والوحدة القاتلة التي يعيشها المرء رغم العائلة وهموم الحياة, وعندما بدأت بالبحث عن اللقطة المناسبة أتتنى عناوين كثيرة منها: وفاء سلطان الشجاعة ووفاء سلطان تتهجم على الإسلام ورد على وفاء سلطان وفيصل القاسم يرد على وفاء سلطان والدكتور الخولي يرد على وفاء سلطان. هنا بدأ الفضول يلعب دوره لدي وقمت بالإستماع إلى كل هذه اللقطات على الرغم من أن الوقت كان وقت نومي المعتاد وهو بالنسبة لي وقت لاأتمنى الإحادة عنه مثل الصلاة في وقتها لمن يستطيع ولمن لايترك أي وقت صلاة يمر مرور الكرام دون استغلاله. لقد تفرجت على المقاطع بالتسلسل التالي: المقطع الأول: حديث ورأي وفاء سلطان للحق فقط فإنني لم أسمع قبل هذه الحلقة لاباسم وفاء سلطان لامن قريب ولا من بعيد وقد سمعت صوتها الجهوري يلعلع عبر الفضائيات وهي تسب وتشتم بكل حماس وجرأة حول واقع مرير نعيشه منذ مئات السنين وهي منفعلة واثقة وكأن الدنيا تقف خلفها وجانبها تساندها وتقول لها بأن تقول ماتشاء وأن تفعل ماتشاء فنحن نحميك في الأرض وفي المساء! ملاحظه: أعتذر عن استخدام كلمة حماس قبل الجرأة وذلك حتى لاأسبب مشاكل عاطفية ونفسية لدى المفكره وخاصة بأن حماس إسلاميه إرهابيه وأنا أبرأ وفاء من أي علاقة مع حماس حاضرا ومستقبلا.
المقطع الثاني: فيصل القاسم يتحدى وفاء سلطان فيصل القاسم حاول مرارا وتكرارا تحدي وفاء سلطان بأن تنتقد أو تشكك بالمحرقة أو بالسياسة الإسرائيلية أو الأمريكية وإلى ما هنالك من أمور لايحق للمرء حتى الحلم بها لأنها أمور محظورة يمكن أن تحكم على المرء بأن يدفع حياته ثمنا إذا ما فكر بالحديث عنها من ناحية نقدية أو تشكيكية وجهود فيصل القاسم باءت بالفشل الذريع لأنه لم يستطع أن يدفعها بأن تقترب من المقدسات الغيرإسلاميه.
المقطع الثالث: رد على وفاء سلطان من قبل الدكتور الخولي الذي هزني من العمق مرتين في حياتي في هذه الحلقة وفي حلقة كان المقابل له هو الليبرالي الكاتب نضال نعيسه الذي كان أخف وطأة من وفاء سلطان وأكثر جرأة على الأقل في عدم النفاق للكيان الإسرائيلي ولا للولايات المتحدة الأمريكية والذي تحدث عن المقاومة في جنوب لبنان بكلمات تدل على احترامه وتقديره للمقاومة والدفاع عن الوطن.
بعد أن استمعت للمقاطع الثلاثة أردت النوم وخاصة أنني تأخرت عن نومي قرابة ساعة كاملة ولكن النوم هجر جفوني والدمع بدأن يداعب عيوني حول الحالة التي وصلنا إليها في عصر وزمن يجب أن يكون فيه احترام الأخر ودين وحرية ومعتقد الآخر أمورا بديهية لامجال للنقاش والتلاعب بها تحت أي مسمى مهما كان نوعه أو صنفه. لما تغلب علي الأرق وهجرت الراحة مقلتاي اتجهت إلى مكتبي في الغرفة المجاورة لأخط هذه السطور بين يديكم:
الدكتوره وفاء سلطان أنا لست محللا نفسيا ولااختصاصي علم نفس ولكن بسماعي ومراقبتي لحركات وفاء سلطان أثناء حديثها وانفعالها شعرت بالأمور التالية: ـ وفاء سلطان لديها عقدة ما على الأغلب مزمنة وطويله ومن الصعب حلها إذا لم ترد وفاء نفسها ذلك والدليل على استنتاجي هذا هو ذاك الكم الهائل من الحقد والكراهية التي استطاعت أن ترمي بها في دقائق قليلة معدودة ضد شعب أو شعوب تدين بالإسلام وتتحدث بلغة الإسلام ولم أعد أذكر من هو القائل بأن وفاء سلطان دكتوره نفسيه وتعرف الخوض في علم النفس وأظنه قلب الأمور من قصد أو غير قصد فوفاء سلطان لايمكن أن تنجح إلا بدور المريضه وليس الطبيب. ـ وفاء سلطان تعي دور اللغة العربية وأهميتها للعرب وللمسلمين لذلك حاولت التحدث باللغة الفصحى وبنبرة عالية بأسلوب خطابي وكأنها تقلد الوزيرة السورية أو كوندي لتقول بأنني هنا فاسمعوني ولاأخشى شيئا فاخشوني. على الرغم من محاولاتها إلى أنها لم تستطع إلا أن تذكرني بالسيدة سهى عرفات التي لم تر زوجها لسنين طويلة ولم تساكنه ولم تسكن في فلسطين البته وعندما اقترب موت ياسر عرفات بدت متوجهة للشعب الفلسطينى وكأنها حريصة على حق العوده وعلى الدولة الفلسطينية عندما وجهت كلمة مآلها أن عصابة فتح تريد أن ترث عرفات حيا ,سياسيا, وليس ماليا طبعا حتى لانفهمها خطأ معاذ الله. ـ إن كلمات وفاء سلطان كانت منمقة ومختارة بشكل جيد جدا بما لايجرح أحاسيس الإنسان الغربي الذي يستمع أو سيستمع إلى حلقتها وماقالته من كلمات مليئة بالحقد والكراهية للأهل والوطن والدين السائد لا ينم عن ثقافة واسعة أكثر منه عن كلام بدأ تداوله في السنين الأخيرة أكثر من الصلاة في الغرب وأكثر من الطعام والشراب في الشرق. هذا الترديد الببغاوي يدل على أن وفاء سلطان كانت تقول كل ماقالتة لغاية في نفس يعقوب وإرضاء لفئة وجهة معينة. ـ وفاء سلطان لم تعطينا أية إشارة عما إذا كانت ملحدة أم لا وخاصة أن تهجمها كان فقط على الإسلام دون غيره من أديان وعقائد وفلسفات وربما السبب في ذلك هو أنها أرادت أن تخبرنا بشكل غير مباشر بأنها خلال إقامتها في جوار المسيح وتعاليمه قد اعتنقت المسيحيه ولو بشكل فخري مثل الدكتوراه الفخريه. من هنا أردت أن أهمس في أذن وفاء سلطان بعض الكلمات وأظنها كليبرالية وغير مسلمة ومتحرره لن تمانع من اقترابي منها لدرجة الوصول إلى أذنها للهمس: 1. ماهكذا تورد الإبل ياوفاء سلطان وهل التهجم على دين الآخر ومقدسات الآخر هو نوع من التحرر الفكري أو الإجتماعي أو الإعلامي ...... . 2. من حقك أن تظهري على الشاشات وفي الكراجات والمطارات وفي كل مكان تريدين ولكن ليس على حساب شعب ووطن وأمة مسحوقة بين مطرقة الإستعمار وسندان الظلم والإستبداد. 3. لاتظني بأن الغرب إن كان بالوجه الحضاري أم الإستعماري احترم أو سوف يحترم شخصا مهما كان وضعه وهو يبيع أهله وناسه ووطنه وأكبر مثال على ذلك انظري كيف كانت أمريكا تحترم مواقف الراحل حافظ الأسد رغم اختلاف المواقف وكيف احترمت اسرائيل نفسها المقاومة وكتبت عنها الصحف الإسرائيلية أحلى مقالات النصر رغم أن المقاومة كلفت إسرائيل الأموال وشيئا من الأرواح! 4. بالنسبة لعدم ردك على أسئلة القاسم حول المحرقة وغيرها فإننا نتفهم وضعك بالكامل وخاصة أنك هنا لسب الإسلام وليس لنقد الطرف الآخر علما أننا لسنا هنا للتشكيك أو التهجم على الآخرحتى لو كانت القصة قصة أرقام يمكن أن تزيد ويمكن أن تنقص أيضا ولكن الحقيقة واقعة. 5. إن تهجمك على الإسلام والمسلمين بكل همجية وحقد وكراهية لم تثر انتباهي بالشكل الذي أثار انتباه ومشاعر الكثيرين ولكن ما استطاع أن يحركني من الداخل ويثير الدموع في عيني هو تهجمك الغير أخلاقي والغير إنساني على براعم وأطفال فلسطين الذين لاذنب لهم إلا أنهم خلقوا في فلسطين وخطأهم الوحيد هو التشبث بالأرض والعرض وحتى أن أكثر الشرفاء من الشعب الإسرائيلي قاموا بمظاهرات ضد السلطات الإسرائيلية التي تقوم بسحن عظام هؤلاء الأطفال. هذه الحكومات المتعاقبة التي ضحكت ومازالت تضحك على الشعب الإسرائيلي الذي يريد أن يعيش بأمن وسعاده بأن هؤلاء الأطفال عندما يكبرون سوف يقتلون ويحرقون! 6. أنا شخصيا ضد كل عملية انتحاريه وضد صواريخ الهواء عفوا القسام التي لاتقدم ولاتؤخر وأنا مع المفاوضات ومع السلام ومع الحب والاحترام للآخر ومعتقداته وحقه في العيش بسلام وحرية آمنا مطمئنا ولكنني ضد كل من يقتل ويسرق ويفعل المبيقات باسم الحرية والدين والسلام والحضارة القائمة على دماء ورماد شعوب بأكملها. 7. أنا واثق كل الثقة بأن أهل الدكتوره وفاء سلطان في سوريا الحضارة وسوريا الكلمة الصادقة والشعب الشريف غير راضين عن هرطقاتها الفكرية البعيدة عن المنطق وعن احترام الآخر كائنا من كان. 8. لقد نشأت ياوفاء في بلد لافي عاداته ولافي تقاليده هناك من يشمت بالموت وبالأسى والحزن ومع ذلك تشمتين بالطفل الذي اخترقت صدره رصاصات الغدر والخيانة وتشمتين بالأمهات الثكالى وبالأيامى وباليتيم وباللطيم. بالله عليك ماهو هذا الحقد المستفحل المتأصل من السرطان.
بالنسبة لفيصل القاسم لن أعلق كثيرا ولكننى لا أظن بأنه كان يعرف مسبقا بأن وفاء سوف تتهجم بهذا الشكل الرهيب على المقدسات وعلى الأهل والوطن وإن علم بذلك ماكان ليعلم بأنها ستكون شديدة وغير منطقية بهذا الشكل المريب وعلى كل حال هذا يبقى رأيي الغير ملزم. أما الدكتور الخولي صاحب الثقافة واللغة والخبرة والإنسانية فإن كلامه عذبا صادقا وأنا لم أرق بعد إلى الدرجة التي تؤهلني لأن أقوم بتحليل كلماته أو الحكم عليها. وفي نهاية مقالي هذا أتمنى أن لايظن البعض بأنني هنا أقف موقف المدافع عن الإسلام أو المسلمين أو حتى الإسلامويين ولكننى أقف مدافعا عن الإنسان مهما كان لونه ودينه وعرقه. الإنسان الذي يجب علينا احترام مقدساته وعاداته وتقاليده مادامت لاتشكل خطرا على حياتنا ومادامت خاصة به وبحياته.
#فؤاد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله أعلم
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|