أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - منذر مصري - يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيتش- للروائي الرجعي عدو الحرية والديموقراطية سولجنتسين!















المزيد.....

يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيتش- للروائي الرجعي عدو الحرية والديموقراطية سولجنتسين!


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 699 - 2003 / 12 / 31 - 04:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


 على الغلاف الثاني ( الخلفي ) لرواية  الكاتب ألكسندر سولجنتسين ( يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيتش ) ، الصادرة عن دار المدى ، في سلسلة ( مكتبة نوبل ) ، ترجمة الدكتور منذر حلوم ، كُتبت ( بصيغة الماضي المبني للمجهول ) لمحة صغيرة عن هذا الروائي الروسي الكبير ، مؤلفة من خمس فقرات .

 الفقرة الأولى : (كاتب روسي ولد في 11 كانون الأول ( ديسمبر ) 1918ولا يزال على قيد الحياة .)
ويلا حظ عدم ذكر معلومة ترد في كل المعاجم الأدبية والموسوعات ، التي تتضمن ولو تعريفاً صغيراً بسولجنتسين وهي كونه ابن مالك أرض ومعلم قوزاقي ، الأمر الذي يزيل شائعة غير صحيحة وشبه معممة بأنه يهودي.
 
الفقرة الثانية : (منح جائزة نوبل  في عام 1970.) وهو ما يجب ذكره بعد ذكر مؤلفاته ، أي في سياقه الزمني . علماً أنه ذكرت هذه المعلومة مرتين سابقاً ، مرة في أعلى غلاف الكتاب الأول ومرة تحت اسم المؤلف فوق اللمحة ، على الغلاف الثاني .
الفقرة الثالثة : (كتب عن معسكرات العمل الإجباري في الاتحاد السوفيتي . وبسبب الحرب الباردة والصراع الإيديولوجي بين الرأسمالية والاشتراكية اعتبره الغرب ( الرأسمالي ) علامة فارقة في الأدب الروسي .)
ويلاحظ أن كاتب اللمحة غير المعروف ، وهذا أمر سأعود له لاحقاً ، قد أغفل ذكر قضاء سولجنتسين ثمان سنوات في السجن . وهكذا جاء بأنه كتب عن معسكرات العمل الإجباري بدل أن يقال كتب عن السجون وعن معسكرات العمل الإجباري . ثم بعد هذا يأتي حكم غير حيادي وليس محله تقديم كتاب على الإطلاق ، وهو أنه بسبب الحرب الباردة والصراع الإيديولوجي بين الرأسمالية والاشتراكية ، اعتبره الغرب ( الرأسمالي ) علامة فارقة في الأدب الروسي . أي أن سولجنتسين ، برأي كاتب اللمحة ، ما كان ليعتبر علامة فارقة ، وما كان ليستحق أن يأخذ جائزة نوبل لولا هذه الحرب وهذا الصراع .. وهذا رأي تم إشاعته حقاً أيام عز الاتحاد السوفيتي منذ ثلاثين سنة ، ويبدو أن البعض مازال يحيا في تلك الأيام .

الفقرة الرابعة : ( أشهر مؤلفاته : جناح السرطان ، يوم من حياة إيفان دنيسوفيتش ، الدائرة الأولى ، أرخبيل الغولاغ ، آب ( أغسطس ) 1914 .)
ويلاحظ هنا أنه لم تذكر تواريخ إصدار هذه الكتب ، ولم ترد بالتسلسل الزمني لإصدارها ، كما إنها لم تتطرق لأي من أعماله الجديدة ، وربما كان هذا وغيره ( / أغسطس 1914 / هي الجزء الأول من رواية بعنوان / الدولاب الأحمر / صدر منها الجزء الثاني / نوفمبر 1917/ عام 1993 )  ليس ضروريا بعرف البعض ، ولكن كون رواية ( يوم واحد من حياة ….  ) هي الرواية المختارة في هذه السلسة ( مكتبة نوبل ) للكاتب ، فبرأيي أنه كان من المحتم ذكر أنها روايته الأولى ، وأنها قد صدرت لأول مرة  في الاتحاد السوفيتي عام 1962عن دار Novy Mir ( العالم الجديد ) ، وقد استطاع بها في يوم وليلة أن يكرس اسمه ، في داخل الاتحاد السوفيتي وفي خارجه ، ولأنه من الجدير بالانتباه أن سولجنتسين قد نال جائزة نوبل بعد ثماني سنوات فقط من هذا التاريخ، كتب خلالها ، وعلى نحو يكاد يعتبر مأثرة ، أشهر أعماله .
الفقرة الخامسة : وهي الطامة الكبرى حقاً وما كتب بها كان السبب الأول في ما أكتبه الآن : ( يتميز بأفكار رجعية ، ويتمسك بالدعوة إلى نظام سلطوي مستمد من التراث المسيحي الروسي القديم ، وهو لا يؤمن بمبادئ الحريات العامة والديمقراطية ) !
اقسم ... لا أدري كيف يمكن للمرء أن يفهم كلاماً كهذا .. أولاً : ما معنى يتميز بأفكار رجعية ؟ لماذا قال يتميز ولم يقل يتصف أو يحمل ؟ أي علاقة لكاتب اللمحة باللغة !!  ثم من هو ، من نحن ،  لنصف سولجنتسين أو غيره بالرجعية ؟ أم أنها تلك العادة الجميلة التي كانت تدفعنا ، هكذا بكل بجاحة ، أن نلصقها بإليوت وفوكنر ، لا بل بديستوفسكي .. على سبيل المثل . وإذا ساورني الشك بأن كاتب اللمحة قد نقل رأي أحدٍ ما بأن سولجنتسين يتمسك بالدعوة لنظام سلطوي تقليدي مستمد من التراث المسيحي الروسي القديم ، فكيف يمكن قبول القول أنه لا يؤمن بمبادئ الحريات العامة والديموقراطية ، وهو الذي كرس حياته ودفع قسماً ليس قليلاً منها في السجون وفي المنافي وهو يحارب واحداً من أشد النظم السياسية في التاريخ المعاصر معاداةً لمبادئ الحريات العامة والديموقراطية ؟ أستغرب كيف لمن كتب هذا الكلام ، أن يصدق أن هناك قارئ يعرف القليل القليل عن سولجنتسين أو فقط من سيشتري هذه الرواية ويقرأها ، يستطيع أن يبتلع كلاماً كهذا ؟ أي تلميذ لجدانوف على قيد الحياة هو ؟؟
 كل هذا ونحن لا نعلم من هو كاتب اللمحة ، ذلك أن دار المدى ، الدار التي تتصدى لمهمة تعريف القارئ العربي ، بكل حاملي جائزة نوبل الأشهر في عالم الأدب ، وكذلك الأعمال الكبرى في تاريخ الأدب ، لم تجد من داع لذكره ، فبدل أن تذيل اللمحة ب ( المترجم ) أو ( الناشر) أو أي مصدر لهذه المعلومات ، تركت الأمر، على طريقتها التي رأيناها سابقاً ،  هكذا سيّان .
ولكن بالصدفة ، وأثناء زيارتي للروائي نبيل سليمان ، التقيت بمترجم الرواية الدكتور منذر حلوم ، الذي بمجرد ذكري له بأني قرأت اللمحة و .. ،  حتى أبدى استنكاره الشديد لكل ما ورد فيها ، وخاصة لعدم ذكرهم من كتبها ، مما يسمح للظن  بأنه هو ! . وإن دار المدى قد غضت النظر عن مقدمة ، أرسلها مع الترجمة ، يعتبرها هامة جداً لفهم طريقته في ترجمة الرواية التي كتبها سولجنتسين ، حسب قوله ، بلغة روسية ذات مفردات وتراكيب خاصة . وهذا ما ينقلنا إلى ملاحظة أخرى ، فبالرغم أن الرواية روسية ومترجمة عن الروسية مباشرة ، فإن دار المدى ارتأت في الصفحة الثانية من الكتاب ، صفحة التوثيق والحقوق ، أن تكتب اسم سولجنتسين وعنوان روايته باللغة الإنكليزية ، وليس بلغتها الأصلية ! ، ويا ليتها كتبتهما بالشكل الصحيح ، وكان يمكن لها ، بالعودة إلى نسخة من الكتاب في ترجمته الإنكليزية ، وهي متوفرة بالتأكيد في السوق المحلي أو في بيروت ، أو حتى في حال عدم توفرها نسخة واحدة في العالم ! ، فبتصفح أي قاموس ، أو معجم أدبي إنكليزي ، أو موسوعة بريطانية أو أمريكية ، أقول كان يمكن لها أن تجد أن حرف ال ( ج ) في سولجنتسين يكتب ( zh ) وهذا شائع جداً عند تحويل الأسماء الروسية أو غيرها من كما أنه لا حاجة لحرف ( e  ) في نهاية الاسم . أما اسم دنيسوفيتش فلا أدري كيف تحول حرف ( v ) إلى ( f ) ، مع أنها تكتب بالعربية ، كما هي ظاهرة على الغلاف الأول ، حرف فاء فوقه ثلاث نقاط . أما كامل العنوان فقد ترجمه ، ليس من لم يكلف نفسه أي جهد ليعرف كيف يرد في المراجع  الأدبية باللغة الإنكليزية فحسب ، بل من ليس لديه الحد الأدنى من الدراية أو القدرة على ترجمة جملة سهلة كهذه ! فهو بدل أن يكتب ( One day in the life of Ivan Denisovich ) ،  كتب ( one day of Ivan Dnisofich life  ) وهي برأيي غير صحيحة لا في المعنى ولا في القالب .
ـ
أما السبع العجاب في هذا الكتاب ، هو أن المرء يبتاعه وهو يظن ، حتى ولو قلبه بين يديه أكثر من مرة ، أنه قد ابتاع رواية ( يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيش ) ، حيث أنه لم يذكر ، لم يُشر ، لا من قريب أو بعيد ، ولا في اللمحة التي تكلمنا عنها ، أو صفحة التوثيق أو في الفهرس ، أنه يتضمن ، زيادة عن رواية ( يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيش ) قصتين طويلتين ،  أو قل روايتين ، أقل حجماً ب /40/ صفحة منها لا أكثر ، وهما ( دار ماتريونا ) و ( حادثة في محطة كوتشيتوفكا ) ويبلغ عدد صفحاتهما /156/صفحة من أصل /356/ صفحة عدد صفحات الكتاب بالكامل . ولا أستطيع أن أدعي أني أسفت لكوني ابتعت ثلاث روايات بواحدة ، ولكني ، حقاً ، لا أفهم كيف أنه لم يُشر أنهما متضمنتان في الكتاب ، لا في اللمحة ، ولا في صفحة التوثيق ، كما ألمحت سابقاً .  أمّا الفهرس ، فأنا أعذر الناشر كونه لم يورد عنواني الروايتين به ، لأنه لا يوجد في هذا الكتاب فهرس . فكما يبدو ، أن الروايتين طبعتا مع رواية ( يوم من ....    ) على غفلة من الناشر ، ولا حاجة لأحد ، بعرف الجميع ، لفهرسة كتاب لا يوجد به سوى رواية واحدة . علماً بأن العملين لا يقلان تأثيراً وجمالاُ ، عن ( يوم من ....  ) لا بل ، بالتأكيد أن ( دار ماتريونا ) عمل جميل ورقيق ، لدرجة نستطيع بها اتهامه بالواقعية الرومانسية ، ربما لكونه أبكر العملين زمنياً ، فقد أرخه سولجنتسين بعام 1959 .
ـ
من غير المعقول ، أن يبقى العرب على هذا الحال من الإهمال و الاستخفاف والسطحية ، عند التعامل مع أمور كهذه . وإذا كان هذا في الماضي ، بما يخص الكتب ، يعتبر جنحة وليس جريمة ، أو يقبل من دار نشر صغيرة تجارية بالمعنى السوقي للكلمة ، فهو مرفوض و مستنكر جدا هذه الأيام ، وخاصة إذا جاء من قبل دار كبيرة بالكم والنوع ، كدار المدى ، تبدو وكأنها تحاول أن تقوم بذلك الدور الخطير والهام ، الذي قصرت فيه دول وحكومات ، ألا وهو نشر وتفعيل الثقافة الجادة في الحياة العربية .  
ولكن ، بعد كل هذا ، وبالعودة إلى صلب الموضوع ، إلا يستحق ألكسندر سولجنتسين ، منا اعتذاراً .



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابٌ أكرهُهُ وكأنَّه كتابي
- دُموعُ الحَديد
- حجر في المياه الراكدة - مقابلة مع وكيل مؤسسي الفرع العاشر لل ...
- على صَيحة ... يَعقِدُ جمميعَ آمالِه - مقدمة لمختارات من شعر ...
- محمد سيدة ... هامش الهامش
- احتفاءً بحق الموت العربي
- رقابة في ملف مجلة الآداب عن الرقابة
- الحرب والشَّعب والسُّلطة والمعارضة في سوريا
- هل من المحتم أن يكون للعرب مستقبل ؟


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - منذر مصري - يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيتش- للروائي الرجعي عدو الحرية والديموقراطية سولجنتسين!